قصص وأفلام السفر للمستقبل من أجمل قصص الخيال العلمي، التي يسبح فيها العقل إلى أبعد الحدود، ويتخيل عوالم قد تصبح بالفعل ممكنة يومًا ما. وعلى الرغم من النظريات التي تدور حول إمكانية السفر عبر الزمن سواء للماضي أو للمستقبل، تبقى العملية ضمن التكهنات دون تجارب علمية أكيدة. بل وينضم المنطق بفلسفته المعارضة التي تحتم عدم إمكانية اللعب بالزمن من الأساس، وعلى الإنسان أن يعيش في حاضره فقط، ولن يتمكن من السفر للمستقبل حتى لو وُجدت الطريقة العلمية المناسبة.
هنا سنتحدث باستفاضة عن أغرب حالات السفر للمستقبل التي صدقها الكثيرين. وعن فلسفة وإمكانية الفكرة من الأساس. وقد تفكر بطريقة مختلفة في المرة القادمة التي تسمع فيها فيديو يعرض بعض الصور التي تؤكد إمكانية السفر عبر الزمن.
استكشف هذه المقالة
السفر للمستقبل
تستحوذ فكرة السفر للمستقبل على العديد من خيال وتفكير العلماء. وكانت مصدر إلهام كبير للعديد من الأفلام الرائعة. وطالما حاولوا تخيل تلك العوالم سواء في مقدرتها العلمية أو الحالة النفسية والمجتمعية التي قد يصل إليه الإنسان. ومن بينهم العالم الكبير أينشتاين. وتطلق تلك العلمية على إمكانية التنقل الفيزيائي بشكل كامل إلى المستقبل، الذي قد يكون ثواني قادمة معدودة أو سنين وعقود. بعكس فكرة السفر للماضي، التي قد تشمل التنقل الفيزيائي أو فقط إمكانية المشاهدة دون تفاعل ووجود مادي.
ويصعب إثبات حقيقة السفر للمستقبل، لأن جميع المدعين بها لا يملكون دليلًا ماديًا. بعكس السفر للماضي الذي تنتشر له العديد من الصور والمقاطع التي تؤكد وجود مثل هذا النوع من التحركات الزمنية. حيث يصعب تفسير العديد من الصور والمقاطع سوى بوجود شخص أكثر تحضرًا ويمتلك تكنولوجيا أكثر تطورًا.
منطقية السفر للمستقبل والماضي
السفر للمستقبل هو أمر منطقي مقبول نوعًا ما عند الفلاسفة وعلماء الفيزياء. ولكن ليس بالطريقة التي تصورها الأفلام الخيالية أو مدعين السفر عبر الزمن. إنما هو الانتقال عبر تسريع الوقت من حولك والبقاء ثابتًا إلا أن تصل للوقت المرغوب. وتجارب السفر للمستقبل الممكنة سنتحدث عنها لاحقًا.
أما السفر إلى الماضي، فهو أمر غير منطقي لا في علم الفيزياء ولا في الفلسفة. فالطريقة الفيزيائية الوحيدة التي تمكن الإنسان من الانتقال إلى الماضي، هي بوصول سرعته لأكبر من سرعة الضوء. وهذا الأمر مرفوض علميًا لأن الضوء هو أسرع شيء في هذا الكون. ومن ناحية أخرى فالسفر للماضي لا يناسب المنطق والفلسفة، وتوجد مفارقات تمنع الفلاسفة من تصديق إمكانية الرجوع بالزمن من الأساس. سنشرح اثنين منها هنا ببساطة.
الأولى: مفارقة الجد أو “The grandfather paradox”
إن وجد طفل يكره جده بشده، وتوافرت له سبل السفر إلى الماضي ليقتله وهو طفل صغير. فإن هذا الجد لن يكبر، أي لن يتزوج ولن ينجب والد الطفل. إذًا والد الطفل لم يولد ولم يتزوج ولم ينجب الطفل من الأساس. فكيف يرجع طفل إلى الماضي دون أن يولد بالحاضر؟
الثانية: مفارقة بولتشينسكي أو “The polchinski paradox”
تتحدث المفارقة أن كل تغير يتم في الماضي، يمنع الانتقال إلى الماضي من الحاضر من الأساس. بمعنى أن أي فعل سينتج من الإنسان المسافر في الماضي، سيكون له رد فعل عكسي في الحاضر، أي ما سيمنع وصوله للماضي من الأساس.
النظرية الحديثة للسفر إلى الماضي
يقل التصديق بتلك المفارقات الفلسفية كل عام، بحيث يتعارض البعض في وجوب وجود رد فعلي معاكس لما يحدث في الماضي. كما تفتح الفيزياء الحديثة كل عام أبوابًا من الأسرار التي لا يستحيل معها شيء. في ناحية أخرى تقدم بعض العلماء بنظرية لفكرة الرجوع إلى الماضي تبدو أكثر إقناعًا.
لا يتوجب على الإنسان في تلك النظرية أن يعود إلى الماضي بنفسه، ولكنه فقط سيتمكن من رؤيته بشكل كامل ودقيق. حيث تقول النظرية أن أفعالنا وشريط حياة أجدادنا لا يضيع مع مرور الزمن. بل يظل موجود في أشكال أخرى في الفضاء. تمامًا مثل نور النجوم. فالنجوم التي تراها أنت اليوم قد يبعد بعضها مئات السنين الضوئية. وهي المدة التي يحتاجها الضوء ليصل إلينا. بذلك أنت تشاهد ماضي هذه النجمة فقط وليس حاضرها. وقد تكون ماتت ولكن الضوء الصادر منها مازال في طريقه إلينا. وكل ما علينا فعله هو أن نتعلم الطريقة المناسبة لالتقاط صور ماضينا ورؤيته تمامًا كفيلم سينمائي.
تجربة السفر للمستقبل
على عكس تجارب السفر إلى الماضي التي تبدو غير واقعية وغير منطقة، يبدو السفر للمستقبل أمر واقعي وممكن من الناحية النظرية. فيمكن للإنسان أن ينتقل بكامله إلى مستقبل قريب أو بعيد. على أن يعني هذا السفر عدم قدرته على الرجوع إلى الحاضر ثانية. فالتنقل إلى الأمام وحده هو الممكن، باستثناء النظرية الرابعة. ومن النظريات الفيزيائية يمكننا استنتاج أربع طرق علمية ممكنة للسفر إلى المستقبل. وهي مجرد نظريات، أي لم يتم تنفيذها بعد ولكن تم ملاحظة إمكانية حقيقتها.
كيفية السفر للمستقبل
أولًا: نظرية سرعة الضوء لألبرت أينشتاين
بالنسبة لأينشتاين، السفر للمستقبل أمر ممكن تمامًا في لحظة الوصول لاختراع مركبة فضائية تسير بسرعة الضوء. لأن النظرية النسبية تؤكد أنه كلما زادت السرعة، كلما تباطأ الوقت من حولك. أي إن إحساسك بالوقت يقل، فلن تشيخ قبل أن تصل إلى المستقبل، بل ستذهب إليه مباشرة. العالم من حولك سيمر بسرعة، أما أنت ستصبح ثابت في مكانك وبطيء الحركة جدًا بالنسبة إلى العالم. وذلك عند الوصول إلى السرعات العالية جدًا مثل سرعة الضوء.
تلك الطريقة تمت التجارب عليها، وكانت ناجحة. عندما وضع العلماء ساعة ذرية على الأرض، وأخرى في طائرة نفاثة تسير بسرعة عالية. فلاحظ العلماء أن الساعة في الطائرة تدق بشكل أبطئ، من تلك التي على الأرض. بالطبع كان الفرق صغير بسبب السرعة المحدودة، ولكنها ملحوظة. وذلك بسبب السرعة العالية التي أبطئت الزمن. ومن خلال الحسابات نستنتج، أن عند الوصول إلى 90% أو أكثر من سرعة الضوء، سيمر الوقت أبطأ 2.6 مرة منه على الأرض. وكلما اقتربت من سرعة الضوء، وصلت إلى المستقبل بشكل أسرع، وتتباطأ الإحساس بالوقت. ويجدر بالذكر أو العلم حاليًا توصل إلى سرعات عالية جدًا، إلا إنها لا تقرب من سرعة الضوء أبدًا. فضلًا عن الأسئلة حول الآثار الجانبية على جسم الإنسان في تلك السرعة الهائلة، والذي قد يتحول إلى طاقة أو يتبخر إلى العدم.
ثانيًا: الجاذبية
تقول نظرية النسبية العامة، بأنه كلما زادت الجاذبية قل الإحساس بالزمن. أي كلما كنت على مقربة من جاذبية عالية، كلما قل إحساسك بالوقت، ووصل العالم من حولك إلى المستقبل أولًا. وتؤكد تجربة فيزيائية هذه النظرية بالفعل. حين وضع العلماء ساعتين نظريتين، واحدة على الأرض أي أقرب إلى مركز الأرض والجاذبية العالية، وواحدة على مسافة مرتفعة عموديًا. ليجدوا أن الساعة الذرية الأقرب من الجاذبية تدق بشكل أقل.
من هنا، إذا افترضنا أن الإنسان يتقرب من مركز للجاذبية أعلى من الأرض، سيكون إحساسه بالوقت أقل. وعندما يعود إلى الأرض ستكون مرت السنين رغم غيابه لأيام. وبالتأكيد تمثل الثقوب السوداء أكبر جاذبية في الكون. إلا إنه من المستحيل عمليًا الوصول إلى ثقب أسود والالتفاف حوله. ليس فقط بسبب بعد المسافة إلى أقرب ثقب أسود بالنسبة لنا، بل لأن من يقترب منه لن يخرج أبدًا. ولكن إن فقط وصلنا إلى كوكب قريب من الثقب الأسود على بعد مسافة معقولة للحياة عليه وعدم الوقوع بداخله، ستساوي كل ساعة عليه سبع سنين على الأرض. بذلك ستصل إلى مستقبل بعيد حين تعود للأرض.
يوجد دليل واقعي لحقيقة هاتين النظريتين. حين تحققا في التوأم سكوت ومارك كيلي. حين ذهب سكوت وهو رائد فضاء، في رحلة لمدة عام خارج كوكب الأرض إلى محطة الفضاء الدولية. ليرجع أكثر شبابًا من أخيه التوأم بكل معايير العلامات الحيوية، أي أنه أصبح أصغر سنًا. وحتى الآن تجرى ناسا الأبحاث على الأخوين لمعرفة الأسباب والفرق في العمر بدقة عالية.
ثالثًا: التعطيل الحيوي
من المعروف أن العمليات الحيوية بجسم الإنسان، هي من تتسبب في الشيخوخة والموت. وإذا استطعنا وقف تلك العمليات وبقاء الإنسان في حالة جمود، ثم أعدنا تشغيل العمليات الحيوية، سيكون مر على الإنسان وقت وهو في نفس السن. ويمكن تطبيق الفكرة في السفر للمستقبل إلى قرون بعيدة، يكون فيها الإنسان في حالة جمود إلى أن يصل.
هذه الحالة نشاهدها في بعض الجراثيم، حين تبقى نفسها في حالة سبات لحين توافر الظروف المعيشية الجيدة، والتي قد تصل إلى ملايين السنين. كما نشاهدها بطريقة شبيها في عالم الحيوانات مثل الدببة، حين تستعين بالسبات الشتوي لتحمي نفسها من صقيع الشتاء إلى وقت الصيف. وتقل حاجة الحيوان في فترة السبات إلى الطعام والشراب إلى الصفر، ويبدأ في استهلاك الدهون المخزنة في جسده، كما تقل حاجته إلى الأكسجين، وتقل دقات قلبه بشكل ملحوظ. وبالتالي تقل درجة حرارة الجسم لتوقف كل العمليات الحيوية.
السؤال هو، هل يستطيع جسم الإنسان السفر للمستقبل بتلك الطريقة؟ في الحقيقة لا يستطيع الإنسان الدخول في سبات شتوي لسنين عديدة، سوى بتوفر عامل التحريض المناسب والأجهزة الداعمة للحياة. فالأمر لا ينجح بتبريد الجسم وحسب. وفي عام 2005، تم التجارب على الفئران باستخدام كبريتيد الهيدروجين بنجاح لمدة ستة ساعات، ولكن لم تصلح للحيوانات الأكبر حجمًا. والآن تجرى تجارب سريرية على البشر عن طريق تبديل الدم بمحلول ملحي، والذي قد نجح بالفعل على الخنازير.
رابعًا: الثقب دودي
تم طرح هذه النظرية بعام 2014 على لسان د. سيمون فوستر، يتحدث فيها عن إمكانية التحكم بالنسيج الزمكان. بحيث نصنع كثافة عالية ذات جاذبية عالية، فينحي نسيج الزمكان. ثم نصنع ثقب في أخر هذا الانحناء. بعد الخروج من الاتجاه الأخر للثقب، ستجد نفسك في زمان أخر، أو عالم أخر بالكامل. قد تتمكن بذلك السفر للمستقبل أو الماضي، أو مجرة بعيدة. لأن نسيج الزمكان يحتوي على أربعة أبعاد، الطول والعرض والارتفاع والزمن. في الحقيقة هذا النوع من الثقب الدودي هو موجود بالفعل. ولكنه صغير جدًا فلا يمكن لأي نوع من المادة اختراقه. وهنا يأمل العلماء في معرفة كيفية توسع هذا الثقب، لصنع نفق يربط بين العوالم المختلفة. ومن أكبر المصدقين لتلك النظرية هو العالم الكبير ستيفن هوكينغ.
شهرة قصص السفر عبر الزمن
تتمتع قصص السفر عبر الزمن بشهرة عالية بين نشطاء الإنترنت. من بينهم المصدقين وغيرهم الناكرين. كما تتمتع الأفلام التي تتحدث عن السفر للمستقبل أو الماضي، بشعبية وربح مادي مضمون. المصدر الأساسي للقصص يأتي من الشعب الأمريكي، حيث يعتقد العديد من البشر أن أمريكا توصلت بالفعل لطرق السفر للمستقبل وتكتم على الأمر. وبين الحين والأخر يظهر رجل في الأخبار يؤكد أنه مسافر عبر الزمن، وأن لسفره سبب هام. وتنتشر العديد من المقاطع على اليوتيوب التي تعرض الصور والفيديوهات لأشخاص من الماضي يبدوا وكأنهم يملكون تكنولوجيا أعلى من وقتهم. لتنسج حولهم المؤامرات تأكيدًا على إمكانية تلاعب الإنسان بالزمن في المستقبل، وهناك من يستعملها ليتنقل بين الأزمنة. سنعرض تاليًا بعض أهم تلك القصص عن أشخاص ادعوا قدرتهم في السفر للمستقبل أو الماضي.
أشخاص سافروا عبر الزمن
ألفريد بليك
واحد من أكثر الأشخاص غرابة، والذي يؤكد أنه واحد من المسافرين عبر الزمن. تحديدًا السفر للمستقبل إلى عام 2749. في 28 أكتوبر 1943 وخلال الحرب العالمية الثانية، كانت البحرية الأمريكية تبني سفن حربية شديدة القوة، في حوض بناء السفن الحربية في فيلادلفيا. وتمت تجربة من التجارب الأكثر إثارة وغموض في التاريخ، سميت بتجربة فيلادلفيا. وهي تهدف لاستخدام نظريات الفيزيائي أينشتاين ونيكولا تسلا، عن الضوء والجاذبية، في بناء بارجة بحرية غير مرئية عن الأنظار بالكامل، ولا يمكن تتبعها. من خلال التلاعب بالحقول المغناطيسية. وقد نجحوا بالفعل في بناء بارجة تسمى “يو إس إس إيلدريدج”. وتوالت العديد من النظريات حولها، وأنكرت البحرية الأمريكية القصة بأكملها، والبعض تدعوها مجرد تلفيق. وإليك أهم قصة احتضنتها.
أصر شهود عيان بأنهم رأوا السفينة وهي تختفي أمام أعينهم في دقائق معدودة. وقالوا بأنهم شاهدوها تهتز ثم تختفي في ضباب أخضر كثيف. وفي نفس الوقت هناك شهود يؤكدون رؤية السفينة لمدة 15 دقيقة في قاعدة بحرية في فيرجينا على بعد 100 كيلو متر. ثم عادت للظهور في فيلادلفيا، مع طاقم منصهر لشدة الحرارة داخل السفينة مع الهيكل، والبعض الأخر ينزف من الأنف، ومنهم من هو مفقود تمامًا. بعد سنين من الحادثة، ظهر ألفريد بيليك ذو 57 عام، والذي يؤكد أن ذاكرته قد عادت له بعدما حاول مسحها علماء من المخابرات لخطورة ما يعرف.
أدعى ألفريد أنه عمل على مشروع تنقل عبر الزمن يدعى مونتاوك. إذ تحتم عليه هو وأخيه السفر عبر الماضي لتدمير البارجة الحربية، لأن تجربتها قد صنعت ثقب زمني دودي بين الحاضر والماضي. وحين وصلت البارجة إلى عام 1983 كانت قد تسببت في العديد من المشاكل. فتحتم عليه الرجوع بالزمن وتدميرها وبالفعل استطاع. إلا إنه وبطريقة لا يعملها، استقر به الحال مسافرًا إلى العام 2749. وقضى هناك سنتين، بعد علاج من الحروق دام ستة أسابيع. ورجع بعدها إلى عام 1983 بالنفق الدودي مرة أخرى، ويروي ما حدث، ليخضع قسرًا إلى عملية مسح ذاكرة.
المستقبل في رواية ألفريد بيليك
في العديد من المقابلات الصحفية، أشاد ألفريد بروعة وجمال المستقبل، كما شاهده على حد تعبيره. حيث تتواجد العديد من المدن الطافية، والتي تصل إلى 2.5 ميل، وذلك لقدرة البشر على التحكم بالجاذبية. وعدد سكان الأرض انخفض إلى 300 مليون شخص فقط. لا توجد حروب كبيرة والسلام يسود العالم، مع قلة قليلة من المشاحنات ما بين أمريكا وأوروبا، وروسيا والصين. وذلك لدعم وجود حكومات محددة ولا جيوش أو جنود وأسلحة. بل تتم إدارة العالم عن طريق ذكاء اصطناعي يمتلك معرفة تامة بكل شيء. من المفترض اختراع الذكاء بالقرن السادس والعشرون، وقد وصفه بدقة تامة.
كما لا يوجد مفهوم النقود، والإنسان يمتلك بطاقة منذ ولادته ليشتري بها كل ما يرغب في حياته. فالحياة أمنة والكل يعمل في هدوء بدون صراع طبقي أو اجتماعي. وقد خضعت الأرض إلى العديد من التغيرات الجيولوجية والمناخية. أهمها زيادة مساحة المياه، وغرق العديد من المدن الساحلية الحالية.
رودولف فينس
تقول القصة بأن شابًا غريبًا ظهر في يونيو عام 1950، أمام محل تجاري في ميدان التايمز مدينة نيويورك. ولاحظ المارة عليه ملابسه الغريبة التي تشبه ملابس القرن الثامن عشر. ومن شدة دهشته بالميدان، وقف في مكانه في مفترق الطرق ومات إثر حادث سيارة. بدأت الشرطة في التحقيق عن هذا المجهول، لتجد بحوزته قطعة نقود نحاسية، بطاقة عمل مكتوب عليها اسم رودولف فينس، خطاب بخط اليد يرجع التاريخ عليه إلى 1876، مع بعض الوثائق الأخرى العجيبة.
بعض التحقيق عن هذا الاسم، تم العثور على سجلات قديمة لعام 1876. ومن المفترض أن هذه السجلات توصف اختفاء شابًا في نفس العمر والمواصفات، في ذلك العام. فهل تحققت نظريات السفر للمستقبل مع رودولف؟
ساعة سويسرية
تم العثور على ساعة في شكل خاتم طراز سويسري في حالة رديئة، داخل تابوت صيني. عمر التابوت 400 سنة، وعثر عليه بعام 2008. ولا يوجد تفسير أخر لوصول هذه الساعة الحديثة إلى التابوت سوى الانتقال عبر الزمن.
سجلات المستقبل
هي سجلات من 800 صفحة، بدأت كتابتها في زيورخ سويسرا في 2 ديسمبر 1918. يدعي فيها بول أماديوس ديناتش بأنه قام بالسفر للمستقبل عن طريق انتقال وعيه لشخص يدعى أندرو نورمان. بالتحديد لعام 3906، بعد معاناته من مرض التهاب الدماغ النومي. ويصف فيها المستقبل بشكل دقيق من القرن العشرين إلى الأربعين. حيث يصف تعداد سكاني ضخم من العام 2000، ثم احتلال للمريخ بعام 2204. إلا إن عطل في الكوكب يقضي على جميع ساكنيه ويعودوا للأرض. ثم حرب كبيرة عالمية بعام 2309 ليتناقص البشر لأقل من مليار نسمة. مما يستدعي توحيد الأمم في حكومة واحدة بعام 2396، ويبدأ من هذا العام بداية عد جديد للسنين من الرقم واحد.
بعام 3382، يظهر نوع مختلف من البشر يمتلك قوة استبصار جديدة. ولم يعد العالم في حاجة إلى النقود لزيادة الوعي، ولكل إنسان بطاقة يشتري بها ما يريد. ويعمل الفرد سنتين فقط من عمره بين 17 و19. ولا يوجد سوى ثلاثة قوانين بالعالم. ولم تظهر هذه السجلات سوى بعام 1964 على يد رئيس المجلس الوطني في اليونان آنذاك.
توماس جونسون
في يونيو 1922، لعب توماس البالغ من العمر 10 سنوات بجانب البحيرة التي طالما حظره أبيه منها، بسبب عمليات الاختفاء المتكررة لبعض الحيوانات بشكل عجيب. وإذ بدوامة في البحيرة بدأت من حيث لا يدري، لتبتلعه حيًا. حاول الأب العثور على ابنه ولكنه لم يجده في أي مكان، وحمل ذنب موته حتى كبر في العمر. في يوليو 1970 أي بعد مرور 58 عام. عند مرور الأب بجانب ذات البحيرة، رأى دوامة تشبه تلك التي ابتلعت ابنه، وهذه المرة خرج منها ابنه. وبقي الابن في حيرة من أمره ولم يتعرف على أباه الطاعن في السن. أما هو فلم يكبر في العمر سوى خمسة أعوام فقط. في البداية اعتقدت السلطات أنها عملية نصب على الأب. ولكن البصمات والحمض النووي أثبت صحة النسب. ولكن باقي التحقيقات التي يروي فيها توماس قصته، تم إخفاؤها عن العامة تمامًا.
أفلام السفر للمستقبل
تتميز أفلام السفر للمستقبل والماضي عن غيرها من الأفلام في القيمة الإبداعية وسرعة الانتشار والنجاح. وهنا نعرض أهم وأفضل أفلام السفر للمستقبل في السينما الأجنبية، وليس جميعها. ويجدر بالذكر أن الروايات العربية تذخر بكمية كبيرة من الحديث عن السفر عبر الزمن، لأهم وأروع كتاب العصر الحديث.
Interstellar 2014
بالطبع سنبدأ قائمتنا بأحدث الأفلام الرائعة في مجال السفر للمستقبل. من بطولة ماثيو ماكونهي وإخراج كريستوفر نولان. حيث يسافر البطل مع مجموعة من رواد الفضاء إلى ثقب أسود، وهناك يظهر الفيلم العديد من النظريات العلمية المشروحة بطريقة سينمائية تخيلية رائعة. العلم والدراما ينسجمان في هذا الفيلم.
Source code 2001
من بطولة الممثل الكبير جاك جيلينهال. وهو جندي يتم إرساله بطريقة علمية إلى الماضي في جسد شخص أخر، على متن قطار ينفجر بعد 8 دقائق من وصوله. ليكون في مهمة رسمية لمعرفة مسبب هذا العمل الإرهابي ومحاولة منعه. وفي كل مرة يفشل يستطيع إعادة الكرة، ويتعرف هناك على فتاة جميلة.
The time machine 2002
لا يمكننا إغفال الفيلم الذي تحدث عن أحد أهم معضلات السفر عبر الزمن. وهي معضلة عدم قدرة تغير أحداث الماضي. بعد حزن كبير على موت خطيبته، يصنع البطل آلة زمن تمكنه من الرجوع لمحاولة إنقاذها. ليرجع ويشاهدها تموت أمام عينه بطرق مختلفة ليس إلا. فيجرب حظه في السفر للمستقبل لمعرفة الحل، وهناك يتغير مجرى الأحداث بالكامل.
Primer 2004
على الرغم من الممثلين قليلي الشهرة إلا إن قصة الفيلم ممتعة ومعقدة بشكل كبير. وقد تحتاج لمشاهدته عدة مرات حتى تستوعبه بالكامل. ويحكي عن أربعة أصدقاء اخترعوا آلة السفر للمستقبل بشكل غير مقصود. ويستخدموها في البداية للربح المادي، ولكن تتابع الأحداث بعد ذلك أمر غير متوقع.
Deja vu 2006
من بطولة العبقري دينزل واشنطن. والذي يأخذ فيه دور العميل المسافر عبر الزمن لإنقاذ امرأة جميلة يقع في حبها. ويمتزج الفيلم بالخيال العلمي والأكشن. ومن مشاهده الرائعة، عندما تتسابق سيارتان على نفق السفر بالزمن.
The time traveler’s wife 2009
تحكي قصة الفيلم عن امرأة تقع في حب رجل مسافر عبر الزمن، ولكنه يتنقل دون إرادة منه في بعض الأحيان. ليصور لك دراما من العاطفة في صعوبة الفراق. والنهاية كعادة تلك الأفلام غير متوقعة.
Monkeys 12 1995
لا يمكننا اغفال فيلم من بطولة براد بيت وبروس ويليس. يتحدث الفيلم عن بروس ويليس المجرم مدان، والذي يذهب في رحلة إلى الماضي غير معلومة العواقب، بهدف جمع معلومات وافية عن عالم مجنون صنع فيروس قضى على نصف البشرية. وفي الماضي يتم الاعتقاد في جنونه، وهناك يتقابل مع براد بيت، ليبدئوا رحلة بحث مليئة بالإثارة والتشويق.
Lost in space 1998
ويتحدث عن عائلة يتخصص كلًا منهم في علم من العلوم المهمة. والتي كان هدفها هو الوصول إلى كوكب أخر يصلح لحياة البشر عبر الوصول إلى سرعة الضوء. إلا إن الأمر يتعقد وتفشل المهمة، ليجدوا أنفسهم في المستقبل البعيد. ويقعوا في كوكب غريب يعيش عليه الابن الأصغر في العائلة بعد كبره. يمتاز الفيلم بأفكاره العلمية والجو الأسري الصالح لكل أفراد العائلة.
Back to the future 1985 و1989 و1990
نختتم القائمة بأقدم وأشهر ثلاثية في تاريخ سينما السفر للمستقبل. بخلاف روعة الفيلم وتقديمه الذي سبق عصره، والكوميديا الممتعة ونجاحه الكبير، امتاز الفيلم بعرضه لتكنولوجيا تصور كاتب السيناريو بوجودها في المستقبل. وهو ما حدث بالفعل في عالمنا الحاضر بعد 30 عام تقريبًا. حيث يسافر الشاب مارت مكفلاي إلى المستقبل في سيارة من صنع الدكتور ايميرت براون، إلى مغامرات متعددة وممتعة.
خاتمة
سواء صدقة في السفر للمستقبل أو لا، سيبقى الأمر محور جدال واسع بين العلماء. وما يتسنى علينا هو العمل بعقلنا للتفكير الجاد في حقيقة القصص، والانتظار لمعرفة الإجابة في المستقبل، والاستمتاع بأفلام الخيال العلمي.
أضف تعليق