نقدم هنا طريقة التعامل الصحيحة مع الزوج البخيل ، فنحن لم نُخلق ملائكةً ولا كاملين ومثاليين وإنما خُلق كلٌ منا بمميزاته وعيوبه، إن تساءلت لماذا فتساءل كيف سيكون الحال إن كنا خلقنا مثاليين جميعًا؟ إن لم تكن في شخصياتنا عيوبٌ نحاول إصلاحها ونسعى إلى جهادها والأهم من ذلك كله كون تلك العيوب نواقص فيك يُكملها ويسد فراغاتها شريكك في الحياة وزوجك ورفيق دربك، وكونها أيضًا ابتلاءات لنا ولشركائنا تختبر مدى حبنا لنقضي على تلك العيوب ونغيرها إن استطعنا أو على الأقل نكبح ضررنا وعلى الآخر وكونه قادرًا على احتمالنا كما نحن لآخر العمر.
سيدتي إن ابتلاكِ الله بزوجٍ بخيلٍ فتعازي الحارة لمأساتك واحترامي وتقديري وتحيةٌ مني لكي إن كنتي مصرةً على الاستمرار برغم عيبه ذاك وتبحثين عن طريقةٍ مثاليةٍ للتعامل معه واحتوائه واحتواء مشكلتكما معًا، في مصر هناك مثلٌ شهير يقول “الراجل ميعيبوش إلا جيبه” رغم أنه ليس مثلًا صحيحًا ولا حقيقيًا إلا أننا حين ننظر إلى المؤمنين بذلك المثل يؤسفنا بشدة أن تقع إحداهن ضحية الزوج البخيل الذي حتى الشيء الذي يعتززن به ضاع منه، لا يهم كم يملك وكم معه لكنه بخيل إذًا انتهى الأمر، كلا لم ينتهِ فدائمًا هناك أمل فلا تفقديه واستمري.
نصائح مهمة للتعامل مع الزوج البخيل
الزوج البخيل .. بخيلٌ بإرادته؟
نحن بحاجةٍ لإدراك ثقافة الشخصية البشرية وأنها ليست أمرًا تافهًا مهمشًا لكونها غير مادية ولا ملموسة كأجسادنا البشرية، وإنما الشخصية هي جوهر الإنسان وعقله وأساسه الذي تقوم عليه حياته، وهي بحاجةٍ لاهتمامٍ أكبر ولإدراكٍ واحتواءٍ أكثر مما يحتاجه الجسد، حاجات الجسد محدودة وتنتهي بملئها وتلبيتها لكن حاجات الشخصية وروح الإنسان لا تنتهي، ما زلنا حتى يومنا هذا حائرين ونتساءل عن الشخصية وأسرارها ومعانيها وحقيقتها وتركيبها وطريقة عملها وكيف يكون لكل إنسانٍ شخصيةٌ واحدةٌ مميزة تجعله مختلفًا عن ملايين البشر من حوله؟ والشخصية هي مركز المميزات والعيوب والمصنع الذي تخرج منه قرارات الإنسان وتبنى عليه حياته وتصرفاته وأفعاله وردود أفعاله، الشخص البخيل وليس الزوج البخيل فحسب يحتاج أن ننظر له من ذلك المنظور ونفهم ونستوعب أن البخل ليس أمرًا إراديًا عنده أو أنه يشعر برغبةٍ في مضايقة من حوله فيعمد للبخل عليهم ويقتر ويشح، فمن المعروف عن الشخص المصاب بداء البخل أنه أبخل الناس على نفسه فترى رصيده البنكي يكاد ينفجر لكنه لم يشترِ حذاءً منذ ثلاث سنوات ويصر على حذائه المقطوع طالما هو صالحٌ للعمل، إن الأشخاص البخيلين يصيبهم الرعب والفزع من إنفاق الأموال ويشعرون برغبةٍ عارمةٍ وغير مبررة بالنسبة إليهم للاحتفاظ بها وتخزينها في مكانٍ نائي وبعيد لربما تنقلب عليهم الحياة يومًا فيحتاجون ذلك المال، لكن لا تنظر إليّ بأمل فمن أعراض البخل أن الحياة عندما تنقلب عليهم يعانون هم وكل من حولهم لكنهم لا ينفقون مليمًا واحدًا! البخل مرض ومرضٌ خطيرٌ جدًا أيضًا يؤثر على مسار البيت والعلاقة الزوجية ومستقبل الأولاد ونفسيتهم وشخصيتهم، فكثيرٌ من البخلاء يتحول أولادهم إلى بخلاء مثلهم أو على النقيض مبذرين بشدة كلما وقع مالٌ في أيديهم.
اسألي نفسك ذلك السؤال
عزيزتي لا أحد يصبح بخيلًا بين ليلةٍ وضحاها وإن أصبح زوجك بخيلًا فجأة بعد الزواج فمشكلتك ليست الزوج البخيل وإنما هي مشكلةٌ أخرى نفسية وعاطفية وفكرية تحتاج للتفاهم والحل ليعود لإغداق ماله عليكِ وعلى بيتك وعلى سعادتكما معًا، لكن الرجل البخيل يظهر من أول مرةٍ يدخل فيها بابك قبل الزواج، تعرفينه عندما يدعوكِ للخروج فلا يقدم لكي سوى أرخص عير ولا يشرب هو ويرفض أن تفتحي زجاجة الماء، عندما يقضي فترة خطوبتكما كلها لم يأتك بهديةٍ واحدة ولم يدخل بيتكم مرةً حاملًا في يده شيئًا لأهل البيت، واحذري الخلط بين الرجل البخيل والرجل صاحب الحال المادية المتردية أو الضعيفة فهناك فرقٌ بين من يملك ولا يعطي وبين من لا يملك ما يعطيه أصلًا، إن كان لا يملك ولكن على خلقٍ ودين وانسجامٍ معكي فتزوجيه وسانديه لتُفتح لكم أبواب الرزق، لكن إن علمتي أن خطيبك بخيل فاسألي نفسك سؤالًا من البداية، هل أنتي مستعدةٌ للاستمرار وقادرةٌ على التعامل الصحيح والتأقلم في الحياة مع الزوج البخيل؟ هل يُعتبر ذلك عيبًا ضئيلًا بالنسبة لكي ولمقوماتٍ ومميزاتٍ أخرى وجدتيها فيه ولا تريدين خسارته بسبب البخل؟ إن لم تكن الإجابة نعم فلا تتزوجيه فذلك عيبٌ لا يمكن تغييره، علينا أن ندرك في الحياة أننا نختار شركاءنا بعيوبهم ومميزاتهم ونرضى بهم كما هم، أما القول بأنك ستغير شريك حياتك هو ضربٌ من الوهم ينتهي بفشل العلاقة تمامًا.
كوني ذكية
إذًا فقد قررتي الاستمرار في تلك العلاقة وارتضيتِ بالزوج البخيل وبعيبه ذاك وقررتي الحياة معه، فعليك أولًا أن تكوني مثقفةً متفتحة ومدركةً تمامًا لمرضه وبخله، إن كان بإمكانك التفاهم معه لرؤية الطبيب النفسي فذلك أفضل شيءٍ قد تفعلينه لكن في حالاتٍ كثيرة لن تنجحي، عندها سيكون العلاج بأكمله مسئوليتك فكوني ذكية، المال كما هو متوقع نقطةٌ حساسةٌ جدًا في حياة الزوج البخيل، بعض الرجال يحبون أن تظهر النعمة على زوجاتهم وبيوتهم ويروا أثر أموالهم على تغيير مسار حياتهم وسعادتهم، لكن الزوج البخيل سيصيبه الجنون إن رأى شيئًا كهذا لذلك لا تضغطي على أعصابه بإظهار سعادةٍ غامرةٍ بإنفاق المال فالإنفاق مصيبةٌ بنفسها يواجهها، احتويه وتحدثي معه وخففي من أثر خوفه وضغطه النفسي والعصبي، لا تتحدثي عن المال كثيرًا ولا تطلبيه منه كثيرًا أيضًا دعيه يتعامل هو مع الأمر الواقع ويواجه المعاملات المالية دون التدخل منك، اشرحي له دومًا سبب حاجتكم لهذا الشيء أو سبب إلحاح الحاجة لإنفاق المال في هذا الشيء، أخبريه أن المال الذي تم إنفاقه سيتم تعويضه بمالٍ جديدٍ خلال فترةٍ قصيرة لكي لا يجزع، وما زلتِ للأسف بحاجةٍ للكثير من التنازلات ونبذ الأشياء غير المهمة والضرورية وإنفاق المال بحكمة شديدة وإظهار مدى حرصك على المال له حتى يهدأ جانبٌ من نفسه المضطربة ويشعر أنكي معه ولست ضده، توقفي عن الشجار عزيزتي على المال طول الوقت معه فذلك لن يحل المشكلة وأنتِ من اختار الاستمرار، تعاملي بذكاءٍ وحنكة فالحرص والضرورية وإنفاق المال بحكمة شديدة وإظهار مدى حرصك على المال له حتى يهدأ جانبٌ من نفسه المضطربة ويشعر أنكي معه ولست ضده، توقفي عن الشجار عزيزتي على المال طول الوقت معه فذلك لن يحل المشكلة وأنتي من اختار الاستمرار، تعاملي بذكاءٍ وحنكة فالصراخ سيبعده عنكِ أكثر.
لا تفقدي ذاتك
خلال تلك الرحلة الصعبة عليكِ أن تدركي جيدًا أن هناك حدودًا للتنازل وأنك يجب ألا تفقدي ذاتك أو دورك، غالبًا ستكونين امرأةً عاملةً وربما تتجاهلين كل النصائح المقدمة إليكِ وتختاري الحل القاتل بأن تنفقي على البيت وعلى نفسك وأولادك من مالك الخاص وتفقدي الأمل في زوجك وماله، أنتي ببساطة تزيدين المشكلة تعقيدًا وإياكِ أن تظني أنك بهذه الطريقة تحلين المشكلة وتتجنبين النزاع وإنما مع الوقت ستجدينه يتشاجر معك لأنك تبذرين مالك! لا تحلي المشكلة بمشكلةٍ أكبر ولا تتنازلي حتى تفقدي حقوقك ونفسك، صحيحٌ أن لديكي المال لكن الإنفاق مسئولية الرجل مادام قادرًا ويملك المال الكافي، استخدمي مالك في هدوء وبدون أن تلفت تبذرين مالك! لا تحلي المشكلة بمشكلةٍ أكبر ولا تتنازلي حتى تفقدي حقوقك ونفسك، صحيحٌ أن لديكي المال لكن الإنفاق مسئولية الرجل مادام قادرًا ويملك المال الكافي، استخدمي مالك في هدوء وبدون أن تلفتي إليك الانتباه بأشياء بسيطة ومساعدات بسيطة في البيت وفي تربية الأولاد حتى لا تتشوه شخصياتهم من بخل أبيهم، لكن إياكِ أن تأخذي دوره في الإنفاق والمسئولية عن الحالة المادية، واصبري يا سيدتي فالصبر هو مفتاح الفرج.
أضف تعليق