تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » حياة زوجية » الزوجة الثرثارة : كيف تتعامل مع زوجتك كثيرة الكلام لحد الإزعاج ؟!

الزوجة الثرثارة : كيف تتعامل مع زوجتك كثيرة الكلام لحد الإزعاج ؟!

يبدو أن حب الكلام مرتبط على نحو ما بجينات المرأة، فكثرة الشكوى من الزوجة الثرثارة أمر نراه بأعيننا، إليك دليل التعامل مع الزوجة الثرثارة بكل سهولة.

الزوجة الثرثارة

الزوجة الثرثارة من أكثر تلك الأنواع جلبًا للإزعاج في المنزل، فما إن يتطرق إلى ذهنك هذا المصطلح فإنك ترى امرأة مزعجة لا تمل من الكلام، أو من تكرار الأحاديث، أو امرأة تذهب إلى زوجها لتجبره على الحديث معها رغمًا عنه، أو تعرض عليه فواتير ما، أو طلباتٍ للمنزل أو أمورًا غير ضرورية، ربما مصطلح الزوجة الثرثارة يُشعرك بالضيق كثيرًا  لمجرد ذكره، فأنت بحاجة إلى تلك المرأة الهادئة، ربما التي لا تتحدث إلا إذا أردت أنت ذلك، ربما بإمكانك شراء دمية ستوفر لك الهدوء، والمال، ولن تزعجك بأحاديثها الساذجة، حلٌّ رائع! أليس كذلك؟

دليل الرجل للتعامل مع الزوجة الثرثارة

الزوجة الثرثارة ، والرجل الصامت

الكثير من المشاهد اليومية في أغلب البيوت نرى فيها ميول الرجل إلى الصمت، وميول الزوجة إلى الحديث، ربما الكثير من الحديث، فنُرجع هذا الأمر إلى طبيعة الرجل الصامتة، وإلى طبيعة الزوجة الكثيرة الكلام، رغم أن الرجل في بداية أي علاقة يكون كثير الكلام، أو “الثرثرة”، كما أنه في كثيرٍ من التجمعات خارج المنزل ما ترتفع أصوات الرجال على النساء، أو يكثر حديثهم كما تفعل النساء, فالأمر لا تحكمه تمامًا طبيعة الرجل الصامتة، كما أننا من الإنصاف أن نقول أن الرجل الصامت هو كائن مزعج للأنثى كذلك، وعندما تقرر الزوجة أن تصمت للأبد، فلن يكون الأمر مريحًا للرجل طويلًا، ربما فقط  لبضع ساعاتِ أو أيام، ثم يشعر الرجل بالوحدة!

ما أسباب ثرثرة الزوجة، وصمت الرجل؟

أكدت بعض الدراسات أن المرأة أكثر ثرثرة وميلًا للحديث أكثر من الرجل، فبإمكانها أن تتحدث في أربعين موضوعًا مختلفًا في آنٍ واحد، بينما الرجل يتحدث ربما في أربعة مواضيع فقط، كما أن الفتاة تتفوق لغويًا منذ الصغر على الصبي في عمرها، فهي تتحدث مبكرًا عنه، والذي يتفوق بدوره عليها في المهارات الحسابية، كما أن العاطفة التي تتسم بها المرأة والتي تتفوق فيها على الرجل تحملها على الحديث أكثر منه، فهو يلجأ إلى التفكير جيدًا قبل البدء بالكلام، ومن طبيعة المرأة أنها تحب إقامة الكثير من العلاقات الاجتماعية، والذي يكون لها علاقة مباشرة بالحديث والكلام، ومن الطبيعي جدًا أن تكون الثرثرة في المرحلة الثانوية، مختلفة عن مرحلة الجامعة، والتي تختلف بدورها عند الزواج.

وهناك البعض من الأشخاص تصل الثرثرة لديهم إلى حد المرض، وهو هوس الثرثرة، وعندما نتحدث عن المرأة العاملة فإنها تختلف عن المرأة التي لا تخرج كثيرًا من المنزل، فيكون شغلها الشاغل بيتها فقط، فالمرأة العاملة ربما إن عادت من المنزل فإنها تفضل الصمت مثل الرجل، فإن العمل يتطلب الكثير من الطاقة، ولكن الفرق بين المرأة والرجل، أن المرأة عاطفتها تلك ربما تجعلها تتحدث مع زوجها عن عملها، فهي تترجم حبها له برغبتها في أن يعرف كل التفاصيل التي تواجهها، وتشاركه فيها، حتى وإن كانت في غاية التعب، فلا أحد ينكر تعب المرأة في المنزل أيضًا، فهي تكون منهمكة في مهام المنزل الشاقة، ومع أطفالها، وعلى الرغم من هذا فهي تريد أن تتحدث معك، وتفتح الكثير من المواضيع، وما الذي تفعله، وما الذي تريده، فانهماكها في المنزل، والطاقة التي تستهلكها مع الأطفال لا يمنعانها من الاهتمام بزوجها، الذي يترجم هذا كله على هيئة إزعاجٍ لا أكثر، على الرغم من أنه ربما يمتلك طاقةً للحديث، ولكن إحساسه بالملل، واعتياده على زوجته، يمنعانه من فعل ذلك أو التجاوب معها، أو يجعلانه يشعر بالانزعاج، حيث يعتبر ما تتحدث فيه إما ثرثراتٍ فارغة، أو عندما يتعلق الأمر بالأطفال فهي تتحدث عن مسئولية في الوقت الذي يرغب فيه فقط بالاسترخاء، الغريب حقًا أن طبيعة الرجل تلك تختلف في البداية يكون أكثر ميلًا لفتح الأحاديث، بعكس الفتاة التي تبقى صامتة أغلب الوقت، وعندما تصبح العلاقة أكثر جدية ينقلب الأمر، فيصبح الزوج كتومًا أكثر، وأكثر ميلًا للصمت، وتصبح المرأة ثرثارة في وصفهم.. وقد تفهم الأنثى هذا أن زوجها قد كف عن حبها، لأنه تغير معها، كما أنها تتحدث معه كثيرًا لحبها له، فعندما لا يفعل ذلك فهذا يعني وجود خللٍ في تلك النقطة فتبدأ المشكلات للأسف.

ماذا لو أصبح البيت أكثر هدوءًا، واختفت الزوجة الثرثارة ؟

سيكون من الصحي أن تقل الثرثرة، ولكن ماذا لو اتخذت الزوجة موقفًا آخر من الموضوع وكفت تمامًا عن الحديث، بحيث يختفي الحوار من المنزل، فلا يستطيع الرجل معرفة ما يمر به بيته، وما يحدث لأطفاله، أو ما تمر به زوجته من ضغوطاتٍ أو مشاكل لا تريد أن تقحمه فيها لأنه يصفها مجرد ثرثرات.. ربما لن يجد الأمر جميلًا عندما يشعر بأنه آخر من يعلم، أو ليس مسئولًا كل المسئولية عن مشاكل ومتطلبات بيته، خاصةً إذا كانت الزوجة تتعمد الصمت فيعني هذا أنها ليست صافية تمامًا في علاقتها مع زوجها، ليسود البيت نوع من الكآبة والذي سينزعج منه الزوج أكثر من انزعاجه عندما كان يعج بالكثير من الفوضى، كما أنه من طبيعة الإنسان أن يشعر بالحزن عندما يتغير أو يقل اهتمام بعض الأشخاص به، كما فعلت المرأة في البداية عندما شعرت بقلة الاهتمام من زوجها الذي تغير بعد فترةٍ من الزواج، فعندما تتغير طبيعة المرأة التي تحب تبادل الحوار والنقاش مع زوجها إلى امرأة صامتة فسوف تتسع الفجوة بين الزوجين، وتقل العاطفة بينهما، وتكثر النزاعات لانعدام نقطة الحوار التي من المفترض أن تكون في أي بيتٍ، وفي كل علاقة، والأمر ليس عيبًا في الزوج فقط الذي تفرض عليه طبيعته أن يكون قليل الكلام مع امرأته، ولكن مع الزوجة التي لا تختار المواضيع، أو بالأحرى الوقت الذي تناقش فيه تلك الموضوعات، ولكن عندما يبالغ الزوج في مقاطعة زوجته أو منعها من الحديث والابتعاد عنها فهنا يجب الوقوف ووضع حدٍ لهذا، حتى لا يصبح البيت كئيبًا باردًا، خاليًا من مظاهر الحب التي يجب أن تنمو بين الزوج وأسرته، كما أن قلة الحديث بين الزوج والزوجة سيؤثر على صحة الأطفال النفسية، الذين سيكتسبون حب العزلة والانطواء من أهلهم، أو عدم الحديث عما يحدث لهم، أو ربما التأخر اللغوي لو كان في سنٍ صغيرة، لأن الطفل لا يجد الكثير من المصطلحات اللغوية التي يسمعها، كما أن نفسية الأم ستنعكس على نفسية الأطفال، أو تعاملها معهم، والتي ستشعر بهذا أنها وحيدة على الدوام، وكذلك الأب، الذي سيصل إليه شعور الوحدة، وأخبرني عن مدى سعادة هذا المنزل الذي يحتوي على كل هذه الهشاشة!

كيف تتعامل مع الزوجة الثرثارة ؟

في البداية يجب على الزوج أن يدرك أهمية الحوار في العلاقة الزوجية، وأهمية معرفة ما يدور في المنزل، واحترام زوجته، ومشاركتها في اهتماماتها ومشكلاتها الصغيرة قبل الكبيرة، ولكن إذا كانت الزوجة لا تستطيع اختيار الوقت المناسب للحديث، أو ربما تكرر الكثير من الأحاديث ذاتها والتي ليست ذات جدوى فعلى الزوج أن يصارحها، فلا أرى علاجًا أفضل من مصارحة الزوج زوجته وعتابها إن وجد خلل ما في علاقته به، ولا شيء سيقف أمام الكلمة الطيبة والأسلوب الجيد، وإخبارها عن الوقت المناسب الذي من الممكن أن تتحدث فيه، أو الوقت الذي يجب أن تمتنع فيه عن الحديث، كما أنه في المقابل عليه أن يجعل في يومه وقتًا للحديث مع زوجته، وأن يكون صابرًا على هذا، خاصةً إذا كانت لا تخرج كثيرًا من المنزل، وعاكفة على خدمته في بيته ورعاية أولاده فلا تجد من تتحدث معه كثيرًا، وفي المقابل هو يفرغ طاقته في الحديث خارج المنزل، فعليه أن يدرك أهمية ما تقوم به بأن يتحملها هذا الوقت الذي تريد أن تقضيه معه في الحديث، فإن هذا يساعد على تقوية العلاقة بينهما التي من المفترض أن تكون قوية، متينة، ربما إن استطاع الزوج أن يقضي معها بعض الوقت خارج المنزل أسبوعيًا مثلًا فسيكون الأمر أفضل بالتأكيد. ولكن عندما يتعلق الأمر بالزوجة فعليها أن تكون أكثر حنكة في تعاملها مع الرجل، الذي بطبعه يميل إلى الصمت، ويمل سريعًا، فعليها أن تختار الوقت المناسب للحديث معه، وأن تساعده على أن يشعر بأن البيت مكانًا لراحته حتى لا يلجأ إلى الخروج منه كثيرًا.

البيت هو السكن الذي يعني الكثير من المودة والراحة، والأمن.. ولا يجب أن يكون مكانًا للنزاعات وغيرها، وما يحدث فيه من مشكلاتٍ يجب أن يتم السيطرة عليها قبل أن تزيد وتزيد معها الفجوة التي إن اتسعت انهار البيت، وفقد معانيه.

رقية شتيوي

كاتبة حرة، خريجة جامعة الأزهر، بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، قسم اللغة العربية.

أضف تعليق

16 − اثنان =