تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » حياة زوجية » الزواج في الكبر : ماهي فوائده بالنسبة للذكور والإناث ؟

الزواج في الكبر : ماهي فوائده بالنسبة للذكور والإناث ؟

يفضل الكثير من الأشخاص خصوصًا في الآونة الأخيرة الزواج في الكبر ، فهم يرون أن تأخير الزواج يُقدم الكثير من المزايا للطرفين، فهل هذا الأمر صحيح؟

الزواج في الكبر

الزواج في الكبر أصبح شائعًا جدًا في الآونة الأخيرة، فالزواج هو سنة الحياة ومرحلةٌ مكتوبةٌ على كل إنسان وتجربةٌ لابد أن يمر بها، هل انتهينا من الجملة الشهيرة التي نسمعها ليل نهار عن الزواج؟ إذًا فلنلقِ بها بطول أذرعنا ولنتحدث بشكلٍ أكثر جديةً وواقعية عن الزواج، الزواج اختيار، الزواج ليس بلاءً ينزل بك ولست قادرًا على منعه فتتقبله على مضض، الزواج رغبةٌ في المشاركة واحتياجٌ للشريك واستعدادٌ لبناء مملكة، اشتياقٌ للأطفال أو حلمٌ لاثنين يحبان بعضهما ويرغبان في البقاء سويًا للأبد، الزواج له هدفٌ ستحققه عندما تصل إليه، الزواج ليس هدفًا في حد ذاته ولا حلمًا نسعى للوصول إليه وإنما هو وسيلة من وسائل الحياة، بابٌ جديدٌ تفتحه لتكمل من بعده الطريق لأحلامك وطموحاتك، سلاحٌ قويٌ بيدك في سعيك للقمة فإن لم تجد استخدام السلاح انقلب عليك وأرداك.

لا تتزوجوا يا سادة إن لم تحملوا الشغف والحلم، لا تتزوجوا إن لم تريدوا أن تتزوجوا فالبيوت ليست لعبةً سنمل منها ونغلقها، الزواج خطوة ذهابٍ بلا عودة وأرواح أطفالٍ بينكما، لا تتزوجوا إن حسبتم الزواج غاية الغايات، ولا تتزوجوا إن لم تجدوا الشريك المناسب، لا تتزوجوا لأن القطار سيفوت فالأقدار بيد الله ونصيبك سيصيبك حتى لو اختبأت في برجٍ عال، لا تتزوجوا إن كان الزواج سيقتلكم ويردم طموحكم ويقضي على أحلامكم، لا تتزوجوا إن كان الزواج خطوةً للوراء في مسيرتكم وليست خطوةً نحو الأمام، لا تسمعوا لمن حولكم ولا تجعلوا أي قولٍ يخرجكم عن طريقكم الذي تحسبونه هو الصواب فأنتم من ستعيشون حياتكم ولن يعيشها أصحاب الكلام، فتشوا عن مفاتيح السعادة في جيوبكم لا في جيوب الآخرين فلكلٍ منا مفاتيحه الخاصة، تزوجوا لأنكم مستعدون لبدء الحياة.

الزواج في الكبر : المزايا والعيوب

لماذا نتزوج من الأساس؟

قد يعتبر البعض كلامي تحقيرًا من شأن الزواج أو استصغارًا لأهميته عندما قلت بأنه ليس غاية وإنما مجرد وسيلة فإن فهمت ذلك فاقرأ كلامي ثانيةً، فما قلته فعلًا لم يكن إلا تقديسًا للزواج ورفعًا من شأنه، لم يكن إلا توضيحًا بسيطًا لمعنى قول أن الزواج حياة، لماذا يتزوج الإنسان؟ للتكاثر؟ فقط؟ كل الكائنات تتزوج كل الكائنات تتكاثر كل الكائنات تزيد من أعدادها فهل هذا هو المعنى الباقي من الزواج؟ لأننا يجب أن نتزوج؟ من قال هذا؟ لماذا يجب أن يجب علينا كل شيءٍ لنفعله بصمتٍ دون أن نسأل؟ اسأل نفسك ولا تسأل غيرك دعها تخبرك بالحقيقة وبأننا نتزوج لأننا نحتاج له، نحتاج لنفتح باب مرحلةٍ جديدةٍ في حياتنا نحتاج لننضج ونتحمل المسئولية نحتاج لبيتٍ خاصٍ بنا، نحتاج لشريك ورفيقٍ وصديقٍ وزوجٍ في هذه الحياة، نحتاج بالنضوج بمشاعرنا من التفرق والتلاعب والتغير إلى الثبات والولاء للرفيق بقلوبنا، نحتاج يدًا تساعدنا على الوقوف عندما تسدد لنا الحياة ضرباتها الغاشمة، نحتاج لكتفٍ نبكي عليها، نحتاج لإكمال مسيرة الحياة بعد أن كبر آباؤنا وأمهاتنا وصرنا شبابًا بدلًا منهم بعد أن ربونا، يحتاجون هم للانتقال لمرحلة الجد والجدة بينما ننتقل نحن لمرحلة الأبوين، أن نخلفهم في حمل راية المسئولية، نحتاج إلى الزواج لأننا لا نريد أن نصل لسن الخمسين محاصرين بين جدران الوحدة لأننا نبحث عن السكن بين بعضنا البعض.

الزواج المبكر

عند هذه الكلمة البسيطة تتحطم كل معاني الحياة وقدسية الزواج وأحيانًا المعنى الكامن في كينونة الإنسان نفسه، إن كان الزواج حاجة واحتياجًا وحلمًا ورغبةً وسلاحًا فكيف بنا نقول على وأد القاصر والقاصرة في مهدهما زواج؟ وكيف نعطي السلاح لمن لا يستطيع حتى على الأقل أن يحمله ونطالبه بأن يصبح قناصًا؟ الإنسان مراحل وكل مرحلةٍ في حياته يستحق أن يعيشها بأكملها دون نقصان، بين الطفولة والمراهقة وفترة أعتاب الشباب بطيشها ثم الرشد ثم الشاب الناضج الذي بدأ يدرك معنى الحياة ويعي ما يريده ويحتاجه منها ثم الكبر ثم الكهل والشيخوخة، فأنّى لنا أن نسرق مرحلةً من تلك المراحل من إنسان؟ من أعطانا الحق في ذلك؟ الزواج المبكر في العالم كله هو جريمةٌ لا تُغتفر يُعاقب عليها القانون لكن في الدول المتقدمة فقط لأنهم يدركون قيمة الإنسان ووزن حلمه، أما في دول العالم الثالث وفي كثيرٍ من دولنا العربية يُمارس الزواج المبكر كحقيقةٍ راسخةٍ من حقائق الكون مثلها مثل دوران الأرض حول الشمس، نرى الفتاة لم تبلغ حتى ولم تعش مراهقتها بل لم تخرج من طفولتها تزف إلى بيت شخصٍ لا تعرفه ولا تريده ولم تختره ولم ترده لكنها لم تُسأل من الأساس، نجد الناس تسأل الفتى الصغير عن حلمه حين يكبر لكنهم يسألون الصغيرة عمن ستتزوج! ويحكم هل أدركت تلك معنى الزواج أصلًا! تكثر تلك الجريمة في المناطق الريفية وبين الأوساط الجاهلة وغير المتعلمة لا ننكر ذلك، لكن الفتاة المتعلمة ابنة المتعلمين إن وصلت إلى الجامعة ولم تسعَ في طريق الزواج لهي نكرةٍ تعيسة الحظ سيفوتها القطار! يا سيدي هل نحن في سباق أم أننا بشرٌ نعيش حياتنا بهدوء؟ الزواج المبكر هو منظومةٌ فاشلةٌ تسلب الناس حياتهم مبكرًا وإنسانيتهم وتصنع بيتًا مهشمًا مشوهًا وعلاقةً دمويةً في باطنها غير صحية وتنتج أطفالًا تعساء، الزواج إن لم يكن عن فهمٍ واقتناعٍ ورغبةٍ من الطرفين لأصبح كارثة فابحثوا عن طرفين عاقلين يفهمون معنى كلمة الزواج على الأقل لتسألوهما قبل تزويجهما!

الزواج في الكبر

لماذا يكون الزواج في الكبر ؟ لأن ذلك هو المنطق الذي يسير به عقل الكون أيها البشر لأن الإنسان بحاجةٍ لأن يُدرك حقيقة الشيء قبل أن يُقدم على فعله، لأن الزواج بحاجةٍ إلى رغبةٍ واقتناعٍ تامين لتسير المركب بهدوءٍ وسلاسة ولا تتكسر عند أول عاصفة، ولا يعني ذلك أن فردًا واحدًا ناضجًا في العلاقة سيكفي، الزواج في الكبر يعني زواج طرفين ناضجين يتشاركان الأفكار والمعتقدات والأحلام، يكنان لبعضهما الاحترام والتفاهم ويعرفان جيدًا ما يريدان في هذه الحياة، كل طرفٍ يكون مستعدًا للتضحية والتنازل وفي المقابل أن يُضحى ويُتنازل من أجله بمقدارٍ وعقلٍ وعن حبٍ وتراضي، الرجل إن لم يكن ناضجًا بما فيه الكفاية أهلك بيته فربما لا يتحمل مسئولية الإنفاق على بيته وأهله وربما يكون مضطربًا عاطفيًا بسبب عدم نضجه وربما يحمل أفكارًا خاطئة ونفسًا غير متسامحة، ولا يعني عدم النضج صغر السن فحسب فقد يكون الشخص على أعتاب الثلاثين لكنه غير ناضج العقل والمشاعر، يجبر الزوج غير الناضج زوجته مع الوقت على فقدان دورها الأنثوي الناعم في حياتهما وتحمل المسئولية بأكملها وحدها دون عونٍ أو مساعدة بل بالعكس يكون هو عبئًا وحملًا جديدًا فوق كتفيها، بينما الزوجة غير الناضجة أو صغيرة السن تفتقد الخبرة في أمور الحياة ورجاحة العقل واتزان التفكير، إن كانت الأم مدرسة فكيف تتخيل المدرسة التي سيتربى وينشأ فيها الأطفال من أمٍ لا تملك أبسط المعلومة عن ثقافة رعاية الطفل ولا تعرف طرق معاملة شريك الحياة ولا تدري كيفية القيام بمهام بيتها ولا تدرك كيف تتمسك بأحلامها وطموحها وتحقق ذاتها بجانب بيتها لأنها لم تدرس أبدًا قرار الزواج قبل أن تقدم عليه وإنما ذهبت إليه بدافع العادة، الزواج إن لم يكن زواجًا في الكبر فنسبة نجاحه ضئيلة وليس الطلاق هو الوجه الوحيد لفشل الزواج، أي زوجين لا يشعران بالسعادة في زواجهما هو فشلٌ حتى لو أصرا على متابعته للنهاية.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

16 − 12 =