الزخة الشهابية هي عبارة عن تحطم لأحد النيازك الكبرى في الفضاء الخارجي فينتج عن ذلك التحطم سيل من الشهب ينطلق في السماء نابعاً من نقطة تحطم النيزك إلى اتجاهات مختلفة وعندما يدخل الشهاب لمدار الغلاف الجوي للأرض يحترق تماماً مولداً ذيل من الأشعة الضوئية يمكن رؤيته بسهولة وهي ظاهرة يكثر حدوثها ولكن لا يمكن مشاهدتها إلا في الليل فقط.
تعرف على أسباب حدوث الزخة الشهابية
الفرق بين المذنب والنيزك و الشهاب
- المذنب: هو عبارة عن أجسام صلبة تتكون من الجليد والغبار الكوني وكذلك الصخور والتي تدور في فلك الفضاء مما يعرضها للتأثر بحرارة الشمس أو الارتطام ببعضها البعض فيسبب ذلك تكسرها وطيران جزء كبير منها على هيئة نيازك صغيرة.
- النيزك: هو أي جسم صلب ينتج عن حطام شيء ما أكبر حجماً في الفضاء الخارجي كالمذنبات أو الكويكبات وعند دخول النيزك للغلاف الجوي حول الأرض يحترق محدثا ذيل من الضوء المشتعل.
- الشهاب: فهي أجسام أصغر حجماً من النيازك وأكثر سرعة وتنتج من تحطم النيازك أو الأجرام السماوية نتيجة اصطدامها ببعضها البعض حيث لا يتعدى حجم الشهاب حجم حبة رمل صغيرة، ويؤدي تفاعل الشهاب مع الغازات الموجودة في الغلاف الجوي للأرض إلى تولد طاقة اشتعال تكفي لحرق الشهاب وإنتاج ضوء يتشكل بفعل سرعة طيران الشهاب على شكل ذيل خلفي له، حيث تعد الزخة الشهابية أمطاراً من الشهب تسقط من السماء ويشترط لمراقبتها أن تكون في الليل وكذلك أن تكون السماء صافية خالية من الغيوم أو الضباب الذي قد يعيق رؤية الزخة الشهابية.
السبب الأهم المؤدي لظاهرة الزخة الشهابية
يعود السبب الرئيسي في حدوث ظاهرة الزخة الشهابية إلى وجود مذنب عتيق يسمى سويفت تتل swift tuttle اكتشف عام 1862 ثم اختفى بعد ذلك ولم يتمكن أحد من التوصل إليه مرة أخرى حتى وصلنا إلى عام 1992 أي بعد مرور 130 عاماً مما جعل علماء الفضاء يعتقدون أن تلك المدة هي الفترة التي يقضيها مذنب سويفت تتل ليدور حول الشمس وبالتالي فإن سكان الأرض لن يتمكنون من رؤيته إلا مرة كل 130 عاماً؛ وعلى ذلك فإن دوران المذنب يسبب تولد الكثير من الشهب والأجرام السماوية خاصة إذا حدث احتكاك بين ذلك المذنب والغلاف الجوي للأرض وبفعل الجاذبية الأرضية تدخل تلك الشهب ضمن الإطار المحيط بكوكب الأرض مما يسبب تولد أمطاراً متوالية من الشهب وحدوث ما يسمى بظاهرة الزخة الشهابية.
ولكن بشكل عام فإن تولد الشهب من أي مذنب أو جرم سماوي بعدد كبير ودخولها للغلاف الجوي للأرض يتسبب في حدوث ظاهرة الزخة الشهابية، أما مذنب سويفت تتل فيعد السبب الرئيسي لأنه المولد الأكبر والأعظم لتلك الظاهرة وكذلك أول من اكتشف الزخة الشهابية قام بتفسيرها على أساس ذلك المذنب.
أسطورة برشاوس وعلاقتها بظاهرة الزخة الشهابية
هي أسطورة إغريقية قديمة تحكي أن ملكة إثيوبيا وكان اسمها كاسيوبيا كانت امرأة شديدة الجمال بدرجة جعلت كل النساء تغار من جمالها فدبت الغيرة في قلب أحد الآلهة والذي يسمى نبتون لشعوره بأن كاسيوبيا قد تفوق بناته جمالاً فأرسل إليها وحش البحر المسخر لخدمته والذي قام بتدمير حكمها وأسرها على شاطئ إحدى البحار الكبيرة، وعندما سمع أحد الأمراء اليونانيين بذلك وكان يدعى برشاوس هرع لإنقاذها فأصابته لعنة من إحدى الساحرات جعلته يتحول إلى تمثال من حجر، ولكن العقاب الإلهي حل بتلك الساحرة ونجح التمثال الحجري في قطع رأسها وحملها بيده قبل أن يتصلب تماماً؛ فتكريماً له قام الإله برفعه للسماء على هيئة كوكبة من النجوم تقع في شرق المجرة تتشكل في صورة الأمير برشاوس رافعاً رأس الساحرة بيده اليمنى.
لاحظ العلماء أن ظاهرة الزخة الشهابية تأتي من نفس اتجاه كوكبة حامل رأس الغول (برشاوس) فعلى هذا تم تسميتها بالأمطار البرشاوية أو زخة شهب البرشاويات نسبة إلى تلك المجموعة من النجوم.
شروط رؤية ظاهرة الزخة الشهابية
تشتد تلك الظاهرة حدوثاً في كوكب الأرض بداية من منتصف شهر يوليو وحتى منتصف شهر أغسطس من كل عام؛ حيث تصل سرعة الشهب المتدفقة في خلال الغلاف الجوي لكوكب الأرض إلى ما يعادل ضعف سرعة دوران كوكب الأرض حول الشمس. ولتتمكن من موقعك في المنزل من مشاهدة وتأمل ظاهرة الزخة الشهابية في السماء يجب توافر بعض الشروط أولاً وهي:
- الليل: فبالطبع إذا حاولت تأمل الشمس نهاراً لن تتمكن من رؤية أي شيء بسبب حجب أشعة الشمس لأي ضوء آخر قد يظهر في السماء، وهو الأمر الذي حدث في الدول الشرقية خلال ظاهرة الزخة الشهابية ذلك العام حيث منع النهار الناس من رؤية الشهب في السماء في دول عديدة كالأردن وفلسطين والعراق وغيرها.
- الطقس: فيشترط لرؤية الزخة الشهابية أن تكون السماء الصافية خالية من أية غيوم أو ملوثات ضوئية كالدخان المنبعث من مداخن المصانع والتي قد تعيق رؤية أضواء الشهب بسبب حجبها لأفق الرؤية لديك.
- الهدوء: أن تكون بعيداً كل البعد عن أضواء المدينة المرتفعة وأصواتها الصاخبة والتي قد تخفف من حدة ضوء الشهاب أثناء تساقطه أو تؤثر على مدى تركيزك خلال فترة الرؤية.
- المراقبة المستمرة للسماء: وذلك لأن الشهاب لا يحدث الذيل المضيء له إلا لثوان معدودة فقط، كما أنه لا يسبق مرور الشهاب أي إنذار أو علامة لذلك أو دليل على المكان الذي سيظهر فيه ولا الاتجاه الذي سيسير من خلاله؛ لذا حتى تتمكن من رؤية الزخة الشهابية يجب عليك تأمل مدار السماء من حولك كاملاً وباستمرار لأنه- وفي أية لحظة- قد يظهر الشهاب ويختفي وإذا لم تتمكن من رؤيته لن يكون أمامك سوى الجلوس وانتظار شهاب آخر يمر.
الزخة الشهابية لعام 2016
مرت ذلك العام إحدى ظواهر الزخة الشهابية منذ عدة أيام فقط كما شهدت تزايداً ملحوظاً في عدد الشهب المتساقطة في الغلاف الجوي للأرض وذلك بسبب اقتراب المذنب من كوكب المشترى مما ساعد على تقارب النيازك والشهب والحطام المتناثر من المذنب بجوار بعضهم البعض وبالتالي زاد من كثافتها وجعلها من أكثر مرات حدوث ظاهرة الزخة الشهابية من حيث عدد وكثافة الشهب المتساقطة في السماء.
هل تشكل ظاهرة الزخة الشهابية خطراً على كوكب الأرض؟
قد تتطرق أذهان البعض لتلك الفكرة، فنظرتهم للشهاب على أنه جسم محترق يسقط بسرعة عالية للغاية تفوق سرعة دوران الكوكب الذي يعيشون عليه حول الشمس بفارق يصل إلى الضعف تجعلهم يعتقدون بأن الشهاب المحترق عند وصوله للأرض سيحدث ضرراً بالغاً بالمنطقة التي سيسقط بها، ولكن على العكس تماماً فلا خطورة على الأرض من تساقط الشهب وذلك يرجع إلى عدة أسباب أهمها:
- حجم الشهاب الساقط: فصغر حجم الشهاب بحيث لا يتجاوز حجم ذرة غبار صغيرة يجعله منعدم التأثير على سطح الأرض حال سقوطه عليه.
- مكان تولد اشتعال الشهاب: طبقاً لدراسات علماء الفضاء فلا يحترق الشهاب إلا في أعلى طبقات الغلاف الجوي وبالتالي فإنه ينطفئ قبل الاقتراب من سطح كوكب الأرض بمسافة كبيرة للغاية، فلا يصل لنا إلا مجموعة من التراب والغبار الذي في أغلب الأحيان إن لم يكن في كلها لا نشعر بوجوده على الإطلاق.
أضف تعليق