الرقص الارتجالي : كيف تتقن الرقص الارتجالي بكفاءة ؟

هل تحب الرقص الارتجالي ؟ هل تشعر في كثير من الأحيان أنك تملك طاقة كبيرة وتريد إخراجها في الرقص؟ في
الواقع فإن الرقص هو أمر فطري موجود داخل الإنسان، وفي أوقات الفرح يشعر الإنسان بأنه يريد أن يحرك قدميه ويرقص حتى التعب، خاصةً عندما يسمع أغنية راقصة يحبها. الأمر ليس صعبًا، فإن الرقص الارتجالي هو نوع مفتوح من الرقص يمكنك أن تقوم فيه بما تريد، لكن لتتقنه ولتصبح قادرًا على أن تتميز فيه وتثير إعجاب الآخرين، لابد أن تعرف الأمور الأساسية المنظمة له، اقرأ الخطوات التالية بحرص لتتمكن من تطوير أداءك.

الرقص الارتجالي : كيف تتقنه؟

تهيئة نفسك للبدء في الرقص الارتجالي

الأمر الجيد في الرقص الارتجالي والذي يميزه عن غيره من أنواع الرقص هو أنك تستطيع الرقص في الوقت الذي تريده وفي أي مكان في وجود أشخاص أو في عدم وجودهم، ولن تحتاج إلى تذكر خطوات الرقص أو أي من الأمور الأخرى، فقط ستقوم بتشغيل الموسيقى وتترك لنفسك العنان لتنطلق. في البداية يجب أن تجعل نفسك مهيئًا. قم ببعض التمرينات السريعة لتسخين جسدك وقم بتمديد ذراعيك وقدميك. ارتدي الملابس المناسبة التي ستكون مرنة أثناء الرقص بدون أن تكون ضيقة زيادة عن اللازم أو واسعة وتعيق حركتك، كما أن حذاء الرقص سيجعل الأمر أفضل بكثير.

اختر المساحة المناسبة

لتحصل على مساحة أفضل لأداء الرقص الارتجالي ، جد مكانًا واسعًا ولا يوجد فيه الكثير من الأثاث، قم بنقل الأثاث والأشياء التي ستقف في طريقك ليكون المكان خاليًا أمامك، وانتبه من ألا تكون الأرضية زلقة. يمكنك أن تجعل الآخرين يشاهدونك وأنت ترقص، لكن الأفضل أن تقوم بأداء الرقص الارتجالي منفردًا خاصةً في البداية، فهذا سيعطيك قدر أكبر من الثقة بالنفس. في المراحل المتقدمة سيكون من الأفضل أن تجعل الآخرين يشاهدون أداءك.

تعرف على أداءك بنفسك

استخدم المرآة في الرقص الارتجالي ، فهي ستساعدك على رؤية حركاتك في نفس الوقت الذي ترقص فيه وستقوم بتحسين إيقاع خطواتك، استخدم أكبر مرآة موجودة في المكان الذي سترقص فيه، حتى تتمكن من رؤية جسدك كاملاً وأنت تتحرك، كذلك يمكنك تصوير نفسك ورؤية ما قمت بتصويره ثم تحسين مستواك، إلا أنه في هذه الحالة يجب عليك تركيب الكاميرات في أماكن مناسبة لتحصل على كل الزوايا التي ستجعلك قادرًا على تحديد نقاط قوتك وضعفك.

شغل الموسيقى المناسبة

ابدأ بتشغيل الموسيقى، بالطبع قد تشعر بالموسيقى في داخلك وتبدأ بالانطلاق في الرقص الارتجالي بدونها. لكن الموسيقى دائمًا ما تشجعك على أداء الرقص الارتجالي بشكل أفضل، لكن يجب أن تختار الموسيقى المناسبة بعناية، ابحث في الإنترنت عن مؤلفي ومغنيي الموسيقى الراقصة باختلاف أنواعها إلى أن تجد مبتغاك. ويجب أن يكون الجهاز المشغل للموسيقى يقوم بإخراج صوت عالي وصافي بالدرجة الكافية. كذلك لتتمكن من تدريب أفضل، قم بتشغيل أغاني لم تسمعها من قبل، لكنك تعرف أنها أغاني راقصة ممتازة وأثارت إعجاب الكثيرين، سيساعدك هذا على محاكاة تلك النغمات وتحويلها إلى إيقاع جيد. في البداية لن تقوم سوى بمحاولات عادية في الرقص الارتجالي على تلك الموسيقى، لكن بعد ذلك ستحتاج إلى ملاحظة وقت الأغنية ومستوى تردد النغمات لكل مقطع من الأغنية. وسيكون من الأفضل أن تكون لديك خلفية عامة عن أنواع الموسيقى والإيقاع والسلم والموسيقي ونظرية الموسيقى، فتعلمك لتلك الفروع الفنية سيجعلك قادرًا على أن تتشرب الموسيقى وتفهمها من داخلك بدون أي جهد، إلى أن تصل إلى المستوى الذي يتمكن فيه عقلك من تحويل تلك النغمات إلى إيقاع راقص مرتجل بدون التفكير المسبق في الإيقاع.

الحركات الأساسية في الرقص الارتجالي

عندما تبدأ في الرقص الارتجالي ، لا تحرك قدميك فقط مثلما يفعل الكثير من المبتدئين، استخدم يديك وذراعيك في المقام الأول، لكن لا تنس كذلك أن تحرك مرفقيك وركبتيك وكذلك بعض الأجزاء الأخرى في جسدك والتي ستحركها من وقت لآخر مثل رأسك، في الواقع سيكون عليك أن تحرك كل جزء بإمكانك تحريكه في جسدك، حتى لو لم يتوافق التحريك مع المستوى العام لنغمة الأغنية، فأنت فقط تحتاج إلى الاعتياد على تحريك تلك الأجزاء من جسدك. والأمر الأهم هو التحريك المتماثل لأجزاء جسدك، على سبيل المثال، إذا قمت بتحريك يدك إلى الأمام ستحتاج إلى الدفع برأسك وصدرك إلى الأمام بدرجة طفيفة لتبدو حركتك كاملة، إلا أنك في بعض الأحيان تحتاج إلى أن تقف ثابتًا وتقوم بتحريك أجزاء مختلفة من جسدك لتبرز حركة أطرافك وتجعلها مميزة، وفي هذه الحالة ستقوم بالتبديل بين أطرافك ليكون أداءك متناغمًا.

الحركة في المكان المناسب

يجب أن تتحرك من المساحة التي تقف فيها أثناء تمرينك لأداء الرقص الارتجالي ، لكن بالطريقة الصحيحة. فبعد انتهاءك لمجموعة من الحركات والأوضاع، ستحتاج إلى الانتقال إلى مساحة قريبة منك لتبدأ مرحلة جديدة من الحركات، ثم ستعود إلى نفس المكان. الفكرة العامة هنا أن لديك قسمين من الحركة، الحركة الكاملة في المساحة التي تقف فيها، وحركات أطرافك الكثيرة في نفس المكان، يجب أن توازن بين القسمين لتحصل على الإيقاع المناسب الذي تريده، سيحتاج الأمر إلى الكثير من التمرين لكن بمرور الوقت ستجد الأمر بديهيًا للغاية ولن تحتاج إلى التفكير فيه.

تقنية الاستجابة للحواس في التمرين

يعيش الناس ويتصرفون وفقًا لحواسهم الخمس، لذا فإن المتخصصين في الرقص الارتجالي قاموا بابتكار تقنية للتمرين تعتمد على استجابة الإنسان للحواس، اختر الحاسة التي تستجيب لها بالقدر الأكبر لتكون حافزًا لارتجالك. مثلاً، لو أن حاسة التذوق هي أكثر الحواس التي تشعر بها وتؤثر على جسدك، يمكنك أن تأكل قطعة من الشوكولاته التي تحتوي على كمية كبيرة من السكر، ثم ابدأ بالرقص وأنت تشعر بطعم الشوكولاته في فمك، ثم كل كمية من الشوكولاته التي تحتوي على السكر بكمية ضئيلة، ستجد أن جسدك بدأ بالاستجابة لهذا التغير، يمكنك أن تشم الرائحة الذكية وستشعر بتأثيرها، هذه التأثيرات المختلفة للحواس ستجعلك تشعر بالكثير من المشاعر المتباينة والتي ستعطي جسدك رد فعل ستقوم بتحويله إلى إيقاع راقص.

اجعل رقصتك حية ومثيرة للانتباه

اجعل رقصتك حية بأكبر قدر تستطيع إنجازه، قم بالاستدارة والحركات السريعة المفاجأة التي ستدهش الآخرين، قد يكون بإمكانك استغلال الجزء المنخفض من نغمة الموسيقى في الرقص ببطء ثم الاندفاع مع علو نغمة الموسيقى. تذكر أن معنى أن تكون الرقص حية لا يعني اندفاعك الدائم في الحركة، بل يعني أن تقوم بالتأثير على عقل المشاهد وأن تجعله يشعر بأنك تقوم بأداء يحوي الكثير من المشاعر، وأنك لم تنتهي بعد بالرغم من توقفك باستمرار، فالرقصة لن تنتهي إلا بعد أن تكون قد بذلت الكثير من الجهد في إحداث التغيرات في الحركة والتقلبات المختلفة.

في النهاية، تذكر أن الرقص الارتجالي لا توجد له قواعد محددة، إلا أن هنالك بعض الملامح الأساسية والتي وضحناها في حديثنا، ومن خلال تمرينك على الخطوات السابقة ستتمكن من إنجاز الكثير وتطوير قدراتك في الرقص الارتجالي بشكل كبير وستصبح من المميزين فيه.