علامات الرغبة في الانفصال واضحة وصريحة ولكننا لا نثق فيها ولا نصدقها ونظل غير مستوعبين حتى يأتي هذا الشخص ويصرح لنا بشكل تام أنه ينوي الانفصال رغم أن كل العلامات والإشارات والتصرفات والسلوكيات التي تسبق هذا التصريح كانت تشير بشكل واضح إلى هذه الرغبة، ولكننا نخشى دائما مواجهة الحقيقة ونهرب منها لذلك نحاول أن نكون الصوت الموضوعي من الخارج وننقل لك هذه الإشارات والتي بمجرد حدوثها فأنت عليك الحديث مع شريك علاقتك وفي حالة وصولها لمراحل متقدمة فيجب عليك مناقشة الرغبة في الانفصال معه حتى لا تظلمه ولا يظلمك وتتطور الأمور لتصرفات مؤذية وضاغطة على كليكما.
استكشف هذه المقالة
لماذا تحدث الرغبة في الانفصال من البداية؟
لا توجد أسباب محددة تبعث على الرغبة في الانفصال فيمكن أن تتولد هذه الرغبة من لا شيء بمعنى أنه لا يوجد سبب واضح ومحدد أو هناك مشكلة كبيرة أو أزمة أدت إلى الانفصال، يمكن للانفصال أن يحدث من أجل لا شيء بمعنى أنه يمكن أن يكون الباعث على الانفصال هو الملل، ولعلنا ننظر إلى العلاقات بتقديس وهمي فنجعل الرابطة التي تربط بين اثنين هي رابطة مقدسة ومنزهة لا يمكنها أن تنفك للأبد بقوة عاطفة الحب الجياشة ولكن الحب مثله مثل أي شيء مادي ونفعي، هو علاقة بين اثنين لتعويض الاحتياجات العاطفية والإنسانية والحيوية لدى بعضهما البعض، عن طريق انجذاب كيميائي متبادل، لذلك من الطبيعي أن يتسرب الملل إلى هذه العلاقات ومن الطبيعي أن يبحث الإنسان عن فرصة أفضل أو أن يشعر بالانجذاب لشخصيات أخرى يبادلونهم الانجذاب بصورة أكبر وبشكل أعمق محاط بلذة البدايات وشهوة التجديد، لذلك كف عن السؤال كيف؟ ولماذا؟ لأن الرغبة في الانفصال يمكن أن تحدث من لا شيء كما أشرنا.
كيف يمكننا التعامل مع الرغبة في الانفصال ؟
يجب أن يكون التعامل مع الرغبة في الانفصال مع الطرف الآخر عقلانية بحتة وموضوعية خالصة، عليك أن تتحدث وتناقش الأسباب التي أدت إلى هذه الرغبة بمنتهى الإخلاص والحرص على مصلحة الطرف الآخر ودون ممارسة أي نوع من أنواع الابتزاز العاطفي، مهما كنت تحترق من الداخل أو تتمزق جوانحك أو يكاد قلبك أن يتوقف، عليك أن تكون رابط الجأش وصلب المظهر لأنك لن تستطيع إجبار أحد على البقاء معك رغما عنه، وحتى إن استطعت استبقاءه لفترة ما فإنه سيكون متكدرا ولن تستمر الفترة لأكثر من أشهر قليلة، لذلك احترم ألا يكون هناك أسباب من الأساس وارضخ لدواعي الرغبة في الانفصال وتقبل الأمر بصدر رحب ولو ظاهريا فحسب.
ما هي علامات الرغبة في الانفصال ؟
يوجد علامات واضحة تحدد الرغبة في الانفصال، اجتماع ثلاث أو أربع منها يجعل علاقتك مهددة بالخطر أما أكثر من ذلك فما عليك سوى تهيئة نفسك لإنهاء هذه العلاقة، عليك أن تكون متفهما بأن هذا يحدث مع الجميع وليس معك وحدك، وعليك أن تكون متفهما وصبورا لأقصى درجة، ومثلما هناك حلاوة للحب فإن هناك نارا للفراق وعليك أن تتحمل الضريبة وتكون مسئولا وواعيا.
عدم التعبير عن المشاعر
تلوح الرغبة في الانفصال حين يفقد الإنسان إيمانه في استمرارية العلاقة، فيصبح التعبير عن المشاعر تحصيل حاصل، تماما مثلما كان التعبير عن المشاعر أثناء العلاقة مع ضمان استمراريتها وقودا لاشتعالها بجذوة الحب لذلك تجد هناك عدم تعبير عن المشاعر والحديث في أمور عامة بدلا من التعبير عن مشاعر الحب والاشتياق والسعادة إلى جوارك، هذه الأمور كلها تختفي حين تتفتق في الذهن فكرة الانفصال وأن هذه العلاقة قد فقدت صلاحيتها، لذلك لا تضغط من أجل التعبير عن المشاعر أو تستدر مشاعر الشفقة المتنكرة في ثياب مشاعر حب ولهفة، الأمر انتهى للأسف.
عدم القدرة على التجاوب معك
في حالة تعبيرك أنت عن مشاعرك تجد أن هناك فتور في التعبير، فحين تقول كلمة حب للطرف الآخر لا تجده يجيبك بنفس الحماسة كالسابق بل تجده يجيبك بفتور شديد، ينطق بكلمات روتينية يظهر جيدا أنه يضغط على نفسه كي ينطقها ولو تركته وشأنه لوجدته لا يرد أصلا، في السابق كانت كلماتك تثير مشاعره وتحفز عواطفه تجاهك فتجده يعبر عن تلك العواطف الجياشة ولكن الآن لا تثير فيه أي شيء، بالتالي فإن الكلام الذي سيحاول قوله لن يكون خارجا من القلب أبدا.
الشعور بالملل من كل شيء
نفس الأشياء التي كانت تثير شريكك في العلاقة من قبل هي نفسها التي أصبحت تثير بداخله الملل والنفور، وهناك نوعان من البشر، نوع يحب الألفة والاستقرار وينفر من كل ما هو جديد أو غير معتاد بالنسبة له ونوع آخر يفتقر لكل ما يجعله منتميا للأشياء التي يفعلها لمدة طويلة فيستغل أول فرصة لتجديدها والكف عن فعلها، والحقيقة أن النوع الآخر من الناس هو الأكثر والذي يشكل الغالبية العظمى، عادة يميل الناس للتغيير والتجديد والارتباط بكل ما هو غير مألوف وتجربة ما هو حديث وغريب عنهم وينبهرون به انبهارا شديدا ويزهدون فيما أيديهم بالفعل، لذلك يمكن أن تكون الرغبة في الانفصال خارجة من رحم هذه الحالة من الشعور بالملل.
الانتقاد الدائم لتصرفاتك
هناك أغنية لفرقة جدل الأردنية اسمها يومين وليلة يقولون فيها جملة مفادها أن حتى العيوب تجعلها أحلى، إنك تتذكر بدايات العلاقة حين كان شريك علاقتك يحب فيك كل شيء حتى عيوبك التي لا تعتقد أن أحد يقبلها مثل العصبية أو التذمر أو التأخر عن المواعيد والآن شريك علاقتك ينتقد أبسط تصرفاتك، على وجهه دائما تعبير الامتعاض من كل ما تفعل وتتساءل ما الذي تغير، أو ربما تبالغ في ردة فعلك وتتساءل ما الذي يرضيه؟ كيف تستعيد حالة القبول المطلق التي كان يعاملك بها من قبل؟ يبدو أنه ما من وسيلة لاستعادة هذه الحالة بل عليك أن تناقش معه إنهاء العلاقة بطريقة متحضرة ومهذبة.
التلميح إلى خطأ العلاقة من بدايتها
شريك علاقتك الذي كان يقول أن علاقته بك أفضل شيء حدث له في حياته وأنها التي جعلت لحياته معنى وأن وجودك معه أكسب قيمة لوجوده أصبح الآن يلمح بأن علاقتكما من البداية كانت خطأ، حتى إن لم يسترسل ويتحدث عن وجوب إنهاء هذه العلاقة فإنه مجرد التلميح حتى بهذه الفكرة يجعلك تفكر في أن هذا الشخص يظن أنه ارتكب خطأ وعليه تصحيح هذا الخطأ بالتالي الرغبة في الانفصال من علاماتها هو التلميح إلى خطأ ارتباطكما وعليك ألا تستمر في علاقة يعتبرها الطرف الآخر غلطة.
الشرود الدائم وعدم التفاعل
يغلب على الشخص الذي لديه الرغبة في الانفصال الشرود الدائم وعدم التفاعل معك، فبينما تجلسان وتتأمل فيه شأنك شأن أي حبيب يحب أن يتأمل في قسمات محبوبه يميل هو للشرود وكأنه في عالم آخر تماما، وحتى إن تحدثت إليه وسألته فيم يشرد فإنه لن يجيب أو سيجيب بلا شيء وأنه كان من قبل يشاركك كل أفكاره وخواطره حتى التافهة والصغيرة والآن أصبح كل شيء أمامك واضحا، رغبة واضحة في الانفصال ورغبة أكثر وضوحا في عدم مشاركتك الأفكار والخواطر، لذلك عليك أن تكون مدركا لذلك وتتفهمه.
الخوف من مناقشة المستقبل
لا يحب الشخص الذي لديه الرغبة في الانفصال عن شريك علاقته مناقشة المستقبل معه، فهو بالنسبة له شيء لا يحب التفكير به خصوصًا أنه لم يحسم قراره بعد في الاستمرار في هذه العلاقة من عدمه وأريد أن أقول لك أنه حتى إن كان هناك تردد في الاستمرار في العلاقة ولم يرقى لرغبة قوية وحاسمة في الانفصال فإن هذا التردد سيفضي إلى الانفصال لا محالة لأن الحب يعني التعاهد على الارتباط الأبدي أما التردد فيعني أن الحب الموجود لا يكفي لاستمرار هذه العلاقة.
الذعر من سيرة الارتباط الرسمي
إذا كان هذا الشخص لا يرى أي مستقبل معك ولديه الرغبة في الانفصال عنك فمن الطبيعي أن سيرة الارتباط الرسمي ستثير لديه الذعر لأنه لا يكاد يتحمل علاقتكما العاطفية سويا، فهو لا يريد تحمل المزيد من الأعباء وجعل علاقتكما رسمية بالتالي أي حديث حول الارتباط الرسمي لابد وأنه سيثير ذعره ورعبه وإن أردت اختبار مشاعر شخص تجاهك فتحدث معه حول خطوة الارتباط الرسمي والتفكير فيها وراقب ردة فعله، إن كانت مذعورة ومرتعبة فعليك أن تنسحب بهدوء.
عدم وجود الإقبال والشغف
تتذكر في بداية العلاقة حين كان الحماس هو الغالب على ارتباطكما، حين كان كل شيء له طعم طالما كنتما سويا بالتالي وجود الإقبال والشغف هو الغالب عليكما وأي مكان أو تجربة طالما أنتما سويا فستكون جميلة ورائعة وأسطورية، أما الآن فلا يوجد أي إقبال أو شغف، تلتقيا كأن كل واحد منكما يجلس بمفرده وتتحدثان كأنكما تمرران الوقت فحسب، كل شيء ذهب إلى غير رجعة، للأسف هذا الشعور قاسي لكليكما، والأفضل أن تنهيا هذه الحالة المزرية.
تقليص التواصل وتقليل اللقاءات
نلاحظ أن هناك هروب دائم من الحديث والميل إلى تقليل اللقاءات من أسبوعية إلى نصف شهرية أو شهرية وربما أكثر وبعدما كنتما تتحدثان بالساعات يوميا ليس هناك رغبة سوى في الحديث بالحد الضروري، حالة الرغبة في الانفصال يفرز هذا الزهد في التواصل بكافة أنواعه وبالتالي عليك تفهم هذه النقطة جيدا والوعي بها والعمل على اللحاق بالأمر مبكرا بدلا من إضاعة الوقت في استيعاب الأمر فتجد أن العلاقة الإنسانية بينكما انهارت إلى غير رجعة وما من سبيل للخروج الآمن بتحضر ولياقة.
التكتم والتعتيم
هل تشعر أحيانا وأنت في العلاقة أن الطرف الآخر يخفي عنك شيئًا؟ حسنا صدق شعورك، في العلاقات العاطفية وبنسبة تكاد تصل إلى الأكيدة عندما تشعر بأن الطرف الآخر يخفي عنك شيئا فهو يخفي بالتأكيد، بعد أن كان كتابا مفتوحا بالنسبة لك أصبح شيئًا آخر مبهم وغير مفهوم أو معروف، إن شعرت بهذا الشعور عليك أن تزيح عن كاهله مرارة الكتمان وتتحدث معه حول الرغبة في الانفصال وإنهاء العلاقة.
الرغبة في الانفصال لها علامات وإشارات والأفضل لك ألا تضيع الوقت في استيعاب الموقف بل أن تتحدث مباشرة مع الطرف الآخر حول الأمر بحيث يمكنكما إنهاء المسألة بأقل قدر من المشاعر السلبية والإيذاء المتبادل.
أضف تعليق