في عصرنا، تعليم رياضة الدفاع عن النفس أصبح مطلوبًا بشدة، بسبب الأخطار الكثيرة التي تحيط بنا، وأيضًا لا يختلف اثنان على أهمية ممارسة الرياضة بانتظام، لما لها من أهمية وفاعلية في الحفاظ على الصحة النفسية والعقلية، ويفضل الكثير من الشباب الانتظام في أحد النوادي للعثور علي مدرب محترف مع أصدقاء لهم نفس الاهتمام. تتنوع الألعاب التي يمكن أن يمارسها الإنسان وتختلف من بلد لأخرى، وفي كل الأحوال، يجب على الفرد قبل ممارسة أي رياضة وخاصة ألعاب الدفاع عن النفس أن يمارس تمارين الإحماء قبلها وبعدها؛ لكي يتجنب أوجاع العضلات والعظام، وتعتمد هذه التمارين على شد أجزاء من الجسد من اليمين واليسار، والأعلى و الأسفل، لمدة عشر دقائق تقريبًا، ويجب عدم التكاسل في أداء هذه التمارين، حتى لو وصل المتدرب للنادي متأخرًا؛ حتي لا يتعرض الجسم للإصابة، وتنقلب ممارسة الرياضة لنقمه عليه، ولعل ذلك السبب الرئيسي لابتعاد الرياضيين مبكرًا عن الرياضة. يرجع اختلاف ألعاب الدفاع عن النفس من منطقة لأخرى لعدة أسباب تاريخية وثقافية، وإن كانت جميعها تتفق في تقوية عضلات الجسم وضرورة التدريب المستمر، وفيما يلي قائمة بالألعاب المشهورة، اختر منها ما يناسبك.
أهم أنواع رياضات الدفاع عن النفس
الكاراتيه
من أكثر الألعاب انتشارًا على مستوي العالم، ويرجع سبب شهرتها لكثرة الأفلام السينمائية التي استخدمت فيها وخاصة علي يد بطل اللعبة العالمي بروس لي. افتتحت الكثير من المدارس لها في جميع دول العالم وهناك عدة أساليب تستخدم في كل مدرسة، ولا يستخدم المتدرب أيه أسلحة في الكاراتيه، وانما يتعين عليه استخدام اليدين والقدمين فقط، ويفضل الكثير من الآباء توجيه أبنائهم لهذه اللعبة بسبب البطولات والأحزمة التي يمكن الحصول عليها بعد عدة منافسات، تساهم في رفع مستوي اللاعب.
التايكوندو
أحد الألعاب الشهيرة القادمة من شرق آسيا، وغالبًا ما يقوم لاعبيه باستعراض قدراتهم البدنية من خلال كسر قوالب الطوب باستخدام أيديهم أو أقدامهم. أدرجت ضمن الألعاب الأولمبية بسبب كثرة الممارسين لها حول العالم، وتعتمد اللعبة بسبب أساسي على استخدام ضربات القدم وعلى إيقاع الخصم على الأرض ثم شل حركته، لذلك يتدرب اللاعبون على حفظ توازنهم باستمرار مع توقع ضربات الخضم ومحاولة تجنبها ورد الفعل السريع، مما يتطلب مرونة عالية للجسم.
السيلات
أحد الألعاب القادمة من الثقافة الإندونيسية، كانت اللعبة سرية حتى الستينات، عندما قررت الحكومة تصديرها لبقية الدول كرمز للثقافة والحضارة الإندونيسية. تعتمد اللعبة على قتال الشوارع كأسلوب واقعي يمكن اللاعب من الدفاع عن النفس بسهولة، وأهم شيء في ممارسة لعبة السيلات هو التدريب على الخطوات ووضعية الجسم في مواجهة الخصم. يستخدم اللاعب اليدين والقدمين في الدفاع والهجوم وفي رفع جسم الخصم من على الأرض، ويستخدم عدة أسلحة بيضاء مع هذه اللعبة ولكن في المستويات العليا بعد الحصول على الحزام الأسود. يمكن التدريب على ممارسة هذه اللعبة في المراكز الثقافية الإندونيسية المنتشرة في دول العالم.
الكونغ فو
أشهر رياضة في الدفاع عن النفس هي الكونغ فو، وساهمت الأفلام الأمريكية في انتشار اللعبة بسبب حركاتها الجريئة والمثيرة للمشاهدين، يعتقد أن أصل هذه اللعبة يرجع إلى قدماء الصينيين، حيث تختلط حركات مع بعض الكلمات الصينية التي تستخدم لزيادة الحماسة وإرهاب الخصم. تعتمد لعبة الكونغ فو على بعض أساليب الحيوانات المفترسة في الدفاع والهجوم مثل: النمر والأسد. على الرغم من مدارس الكونغ فو وأساليبها، إلا إنها جميعا تشترك في تربية اللاعبين على الصبر وقوة التحمل والتواضع واحترام اللاعبين القدامى وعلى أهمية التحلي بالأخلاق الحميدة والدفاع عن المظلوم وغيرها من القيم السامية والرفيعة.
الجودو
تعتمد لعبة الجودو على تفادي ضربات الخصم ومحاولة رمى جسم الخصم على الأرض أثناء الدفاع عن النفس بدلًا من توجيه الضربات له، ثم تثبيت جسم الخضم وشل حركة اليدين والقدمين. شهدت اللعبة عدة تطورات في تقنياتها خاصة على يد الدكتور الياباني جيجورو حتى أصبحت أحد الألعاب الأولمبية الشهيرة. تنتشر مدراس الجودو في كل بلاد العالم تقريبا، ويقوم المتدرب بأداء التمارين الرياضية باستمرار؛ حتى يتمكن من أداء حركات الجودو المتعارف عليها مثل: فتح القدمين بزاوية مستقيمة، وحمل الخصم بسهولة مهما كان وزنه، وغير ذلك.
الآيكيدو
أحد الألعاب اليابانية الشهيرة، التي تم تصديرها لدول العالم منذ حوالي مئة عام. من المثير أنه رغم السماح باستخدام السلاح مثل: السكينة والعصا والسيف في اللعبة، إلا أن تدريبات اللعبة تعتمد على نزع سلاح الخصم والمحافظة على حياته، ويتطلب ذلك من اللاعب تدريب عصبي وذهني؛ لتوقع الفعل ورد الفعل، وسرعة الحركة، واتخاذ القرار في اللحظة المناسبة أثناء الدفاع عن النفس والتحكم في شهوة الغضب والانتقام؛ لذلك يقوم اللاعبين بممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل؛ للحصول على الصفاء الذهني المناسب وهدوء الأعصاب، ويحرص المدربون على توصية اللاعبين بمكارم الأخلاق وتذكيرهم بالفضائل والمثل العليا.
كراف ماجا
أحد الألعاب الإسرائيلية التي انتشرت مؤخرًا حول العالم، وهي عبارة عن عدة فنون قتالية مجمعة وتهدف لتطوير الدفاع عن النفس إلى الهجوم على الخصم، وخاصة في العينين، والأعضاء التناسلية لمحاولة شل حركته، ويسمح فيها بإيقاع الأذى بالخصم في أي مكان في جسمه وخاصة في الرأس لإصابته بنوبة إغماء تمكن اللاعب من السيطرة عليه سريعا، ويسمح كذلك في اللعبة باستخدام السلاح، ويتدرب اللاعب على التعامل مع السلاح المقابل ونزعه ومنع الخصم من الحركة والسيطرة عليه.
جوجوتو
أحد الألعاب اليابانية التي استخدمها مقاتلو الساموراي لمقاومة الأعداء بعد أن أجبروا على تسليم السلاح، فلم يكن أمامهم سوي الدفاع عن النفس باستخدام الأيدي والأقدام واستخدام الحيل المختلفة مثل الخداع والرقص، ويمكن لممارسي اللعبة أن يعض خصمه للتغلب عليه، وتعتمد اللعبة بصفة أساسية على القتال المباشر لإسقاط الطرف المقابل وإخضاعه. تم دمج لعبة جوجوتو في الأردن مع لعبة التايكوندو للاستفادة من تقنيات اللعبتين معًا ورفع اللياقة البدنية وليونة الجسم. لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل قام أحد اللاعبين بتطوير اللعبة وممارستها على نطاق واسع في البرازيل، وهو ما لاقي قبولا وسط الجماهير هناك بسبب انتشار المظالم بين البيض والملونين.
الكيك بوكسينج
أحد أشهر الألعاب الأمريكية التي اعتمدت على دمج الملاكمة مع ضربات الأرجل؛ من أجل الدفاع عن النفس بشراسة، وخاصة إذا كان الخصم يمتلك سلاحًا، يقوم المتدرب بمهاجمة الخصم باستخدام رجله لضرب ذقن الطرف المقابل، ثم توجيه لكمة في الوجه لتحطيم أنفه أو فكه ثم محاولة نزع سلاحه، وبالطبع تعتمد تلك الضربات على السرعة لإرباك الخصم، ويجب تسديد الضربات في الأماكن المؤلمة المكشوفة لك، ولذلك يقوم المتدربون بارتداء واقي للفكين. حظرت العديد من الدول هذه اللعبة بسبب خطورتها على الإنسان، وتعمد اللاعبون إصابة بعضهم البعض، وقوة الضربات التي توجه من طرف لأخر.
في جميع الأحوال، اختيارك للعبة المناسبة لك، يعتمد بالدرجة الأولي على لياقتك البدنية وانتظامك في ممارسة اللعبة مع أصدقائك، ولا تنس ممارسة تمارين الإحماء قبل الدخول في تمارين أي لعبة مهما كانت الظروف، حتى تحافظ على جسمك، ولا يصاب جسمك بالأوجاع، وتتوقف فجأة عن ممارسة لعبتك المفضلة، ويجب عليك أن تجعلك هدفك هو الدفاع عن النفس ورد المظالم، وليس المفاخرة وغيرها من الأمراض النفسية.
أضف تعليق