إن الظهور الأولى لعالم الرسائل النصية و الدردشة الجماعية كان مبشرا بالخير وأمر إيجابي جدا، لا يمكن لاحد أن ينكر الفوائد الكبير لمثل هذه الرسائل والتي ساعدت على التخلص من المكالمات الهاتفية الطويلة، وأيضا ساعدت على الحفاظ على الوقت للذين يهتمون بالوقت، فيمكنك أن ترسل رسالة واحدة في دقيقة تختصر لك مكالمة قد تأخذ منك الكثير من الوقت خاصة في عالمنا الذي يكثر فيه الترحاب قبل الدخول في صلب الموضوع، هذه الرسالة أيضًا توفر لك الكثير من المال حتى لو كانت مدفوعة الثمن ومن ضمن خدمات شركة الهاتف، بعد انتشار الإنترنت أخذ هذا الاختراع منحنى آخر تماما، الآن اصبح يمكن إرسال الرسائل النصية ومجانا ما دمت على اتصال بالأنترنت، هذا الأمر شجع على اختراع الكثير من التطبيقات والتي اشهرها الآن الواتس آب والفايبر، من الناحية النظرية الأمر إيجابي جدا، من الناحية العملية انتقل الأمر ليكون احد مساوئ الإنترنت في العموم، ولو عددنا الأسباب لوجدناها كثيرة، أولاً إن مجانية الرسائل جعلت من الموضوع يصبح دردشة وبالتالي إن الغاية من اختصار المكالمات برسالة لم تعد موجودة بل على العكس أصبحت تأخذ وقتا اكثر من المكالمات الهاتفية، أيضًا كما هو الحال في معظم المواقف الاجتماعية، هناك بالضبط ما يصل إلى مليون طريقة يمكن من خلالها لمستخدم هذه التطبيقات تحطيم كل شيء وإهانة نفسه. على الصعيد الاجتماعي والعملي، ما لا ندركه الآن أن استخدم هذا الكم من التكنولوجيا يجعلنا نرتكب الكثير من الأخطاء حتى عند الجلوس على أريكة لمشاهدة التلفزيون، يمكنك ارتكاب بعض الأخطاء الخطيرة. وهو ما يحدث بحد ذاته عند استخدام هذه الرسائل وخاصة خلال الدردشة الجماعية ، إليك أسوأ ما يمكن أن يحدث لك فيها.
استكشف هذه المقالة
الخصوصية المعدومة
في مجموعات الدردشة الجماعية ليس هناك خصوصية، عليك أن تعرف هذا الأمر، هناك مجموعة كبيرة من الأشخاص تتكلم وترسل الرسائل وانت تتلقى من العديد منهم، ولهذا الأصل أن تكون الرسائل عامة قدر الإمكان وان لا يتم التكلم في الخصوصيات ابدأ، الحديث فقط عن اليوم، كيف أمضيته، ماذا فعلت، عن المناسبات الاجتماعية، عن الأحداث العامة في العالم دون إبداء الرأي الخاص، إذا لم تستطع أن تتعامل مع هذه الفكرة بهذا الشكل فلا داعي لك للاشتراك في المجموعات والأفضل أن تبقى بعيدا عنها.
الخطأ عن غير قصد في الكلمات في الدردشة الجماعية
قد تقوم في بعض الأوقات بالمشاركة في المجموعة، وأثناء الدردشة قد يبدر منك بعض الكلمات الغير مقصودة والمسيئة إن كانت بشكل عام أو تخص أحد الأشخاص، من الممكن أن يكون سبب إصدار هذه الكلمات الكثير من الأسباب كالغضب مثلا، الحزن، أي أسباب أخرى، ولكن على العكس من الرسائل ذات الخصوصية، في المجموعات انت لا تملك ميزة مخاطبة شخص واحد وهو سيقوم بشطب الرسالة أو التعامل معها كان لم تكن، هنا سيشاهد هذه الرسالة الكثير والكثير.
الخطأ بين الدردشة الخاصة والعامة
أحيانا قد نقوم بارتكاب الخطأ الآخر الغير مقصود وهو الخلط بين الدردشة الخاصة وبين المجموعة، فأنت ترغب بإرسال رسالة خاصة إلى احد الأصدقاء أو الزوجة أو الحبيبة لتجد نفسك قد أخطأت وأرسلت الرسالة إلى المجموعة لتطلع عليها، المشكلة الكبرى إن كانت الرسالة تحتوي على بعض الأسرار، أو الصور الخاصة.. إلخ، انت لن تستطيع أن تتحكم بهذه الرسالة بعج إرسالها حتى لو حاولت شطبها، فمع العدد الكبير من المشتركين في الدردشة الجماعية قد لا يسعك أن تعلم من قام بحفظها أو نسخها أو حتى التقط لها صورة الشاشة. إن كنت ترغب الاستمرار في مشاركة المجموعات عليك إما أن تكون حذرا جدا، أو واقعيا ولا تشترك فيها أصلا، الخطأ غير مغتفر، خاصة إن كان في الرسالة أسرار تخص الآخرين.
كمية الرسائل الهائلة التي تصل
علينا أن نقر أن هذه الفكرة في الأساس ليست سيئة، ولكن التطبيق العملي لها سيء جدا، للتوضيح، أن الأساس لإنشاء المجموعات للدردشة هي اختصار الوقت في المناسبات وأيضا التعارف بين الأصدقاء أو الأهل أو زملاء العمل لإنجاز المشاريع والمهام بسرعة، السيئ في الأمر انه أخذ منحنى آخر، فأصبح مجالا للأحاديث الجانبية والنقاشات الغير فعالة، على سبيل المثال، لو اشترى احمد سيارة جديدة وارسل صورة السيارة للمجموعة مع كتابة (ما رأيكم في السيارة الجديدة؟) في تلك اللحظات انت كنت العمل، ولم تقم بفتح هاتفك، لحظة العودة إلى البيت وتشغيل الهاتف ستجد مئات الرسائل تصل إلى هاتفك، قد لا تعلم مدى أهمية هذه الرسائل ولكن بعد قراءتها ستجد انه حول المباركة والتهنئة، أي أنها رسائل مجاملة ليس اكثر، ستخسر من وقتك ما يقارب الساعة تطالع رسائل مع الأسف لا قيمة لها.
المعاتبة من قبل احد أفراد المجموعة في الدردشة الجماعية
على ذات الموال إن نسيت إحدى المناسبات التي وردت من احد أفراد المجموعة، فمع الكم الهائل من المشتركين أحيانا، قد تتكاسل عن قراءة جميع الرسائل، قد تكون إحدى هذه الرسائل تتحدث عن مناسبة تخص احدهم، وهو ما سيوصلك إلى مرحلة العتاب من الآخرين، وتقديم الاعتذارات، الوصول إلى هذه المرحلة سيكون أمر مؤذي بالنسبة لك انت أيضًا فانت لا تحب أن تكون دوما معرضا للإحراج من الآخرين، لهذا عليك الاقتصاد في الاشتراك في المجموعات قدر الإمكان إن كنت تود التخلص من الصداع.
قد تجمع في المجموعة دون قصد بين أشخاص لا يحبون بعضهم
في المجتمع العربي عموما نحن نعيش حالة من الامتلاك للأشياء، نفضل امتلاك كل شيء وعدم المشاركة فيها، هذا الأمر ينطبق على الأشياء البسيطة والماديات وينطبق أيضًا على حتى الإنسان، فصديقك لا يتقبل أن تكون صديقا لعدوه، وقد يخيرك بسهولة بينك وبينه، قد تفاجأ بعد تشكيل الكثير من المجموعات في الدردشة الجماعية أن تصلك الكثير من هذه الطلبات التي تتركز على أن تفضل بين شخص ما وبين الآخرين حرصا على العلاقة بينكما، ستعيش جوا رهيبا من الطلبات الغريبة في الكثير من الأحيان، وعلى الأغلب إن هذه الحوادث لدى النساء اكثر من الرجال.
أضف تعليق