كثيرًا ما يشكو بعض الآباء من فقد أبنائهم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة بدون سبب واحد أو سبب مبرر، حيث تأتي تلك الرغبة بشكل مُفاجئ أو عند الدخول في مرحلة جديدة أو تغيير مكان الدراسة، حيث يُخطئ البعض عند التعامل مع تلك الحالات بحيث يُرغموا أبنائهم على الذهاب للمدرسة بعدة أساليب تربوية غير سليمة تؤثر على نفسية الأبناء وتضاعف من حجم المشكلة، ولذلك دعونا نستعرض معكم في مُقال شامل ومُفصل عن طرق التعامل الصحيحة مع مشكلة الخوف من المدرسة سواءً كانت للأطفال أو المراهقين وتأثيره على التحصيل الدراسي طبقاً لآراء الكثير من علماء النفس والاجتماع وطرق علاج ذلك بالقرآن، فتابعونا.
استكشف هذه المقالة
مخاوف الأطفال
تعدد مخاوف الأطفال بشكل عام تجاه مُختلف الأشياء من حولهم حسب عوامل التربية والجينات الوراثية والكثير من العوامل الأخرى، نجد على سبيل المثال البعض يخاف من الأماكن المظلمة بسبب تعرضه لعقاب شديد ذات يوم من خلال حبسه في غرفة مُظلمة، أيضًا قد يخاف بعض الأطفال من الأماكن المرتفعة أو الشعور بالوحدة أو التعرض للصراخ الشديد من قبل الآباء والأمهات، وبالتالي تترجم تلك المخاوف فيما بعد عند دخوله مرحلة أخرى جديدة مثل الذهاب للمدرسة حيث يجد نفسه وحيداً بعد سنوات من الحب والرعاية داخل الأسرة في عالم آخر لا يمتلك المفاتيح الصحيحة التي تُمكنه من مواجهة الخوف من المدرسة .
الخوف من المدرسة لدى الأطفال
يُشير الكثير من علماء التربية أن ذلك الخوف يعود في المقام الأول إلى أساليب التربية الخاطئة التي تعتمد عليها الكثير من الأسر عند تربية الأبناء، بجانب توفير مناخ غير صحي داخل المنزل مليء بالعنف والشجار بين الزوجين وبالتالي يدخل الطفل في حالة نفسية سيئة تؤثر على تحصيله الدراسي وتجعله يتلقى عقاب شديد من المعلمين وبالتالي يكره الذهاب إلى المدرسة، فضلاً عن تعنت بعض المعلمين والمعلمات والتعامل بطريقة غير لائقة مع الأطفال مما تُسبب لهم تفاقم مشكلة الخوف من المدرسة وقد تصل إلى حد الفوبيا حيث يظن الطفل أن المدرسة مكان مُخيف يقضي به عدة ساعات كعقوبة له، لا مكان للتحصيل الدراسي وبناء المستقبل.
ابني يرفض الذهاب إلى المدرسة
غالباً ما نسمع تلك الشكوى من الكثير من الأمهات وهي ابني يرفض الذهاب إلى المدرسة بعد أن كان يستمتع بالتواجد وسط زملائه وينهض نشيط لكي يبدأ اليوم الدراسي، حيث يعود ذلك إلى التعرض لصدمة ما في احد الزملاء أو الأصدقاء الذي كان يُفضل دائمًا التواجد معه أو بسبب التعرض للتوبيخ أو الضرب من قبل أحد المعلمين بسبب تأخير تحصيله الدراسي، مما تؤثر على حالته النفسية وتجعله يشعر بـ الخوف من المدرسة ويتهرب من الذهاب إليها بعدة طرق سواءً بادعاء المرض أو اختلاق بعض الأكاذيب الواهية، وهنا يجب على الأم البحث بشكل غير مباشر عن السبب الرئيسي وراء ذلك من خلال التواصل مع إدارة المدرسة أو طرح بعض التساؤلات على الطفل التي تُساعد على فهم السبب الحقيقي ومن ثم تستطيع معالجته من خلال الرجوع إلى بعض الاستشاريين أو خبراء التربية.
الخوف من المدرسة وعلاقته بالتحصيل الدراسي
بالطبع يؤثر الخوف من المدرسة على مستوى التحصيل الدراسي لدى الأطفال ولاسيما أولئك الذين يُحرصوا على التفوق والتميز مقارنة بأقرانهم، حيث يُعانوا من ضغط نفسي كبير ويدخلوا في نوبات من الاكتئاب يُصعب الخروج منها، وبالتالي يقل المستوى الدراسي لديهم بشكل كبير، فضلاً عن بعض المشاكل النفسية التي يُعاني منها الطفل داخل المنزل مثل قدوم أخ صغير أو أخت تنال اهتمام الأسرة بالكامل وبالتالي يشعر الطفل بالإهمال ويقل لديه الحافز على التعليم والتحصيل الدراسي، وهنا يقع الدور الأكبر على الأسرة بجانب المدرسة حيث يقوم كلا من الأم والأب على تقسيم المسؤوليات المُتعلقة بالطفل فيما بينهم، كذلك يتم الاتفاق مع أحد المعلمين على منح هدايا للطفل أو بعض المكافآت التشجيعية التي تُساعده على رفع مستوى التحصيل الدراسي لديه من جديد.
الخوف من المدرسة عند المراهقين
أما عن الخوف من المدرسة عند المراهقين فهو قد يظهر بصورة مؤقتة بسبب تعرض البعض لمحاولات التحرش من قبل بعض المعلمين سواءً كانت من قبل الإناث أو الذكور أو التعرض لحالات عنف شديدة، حيث تظهر بصورة مُفاجئة بعض الأعراض على أولئك المراهقين تتمثل في البناء بصورة مستمرة والإصابة بالأرق والعصبية الشديدة فور للتحدث عن المدرسة أو أحد المعلمين، وهنا تُعد تلك الإشارات ناقوس خطر للكثير من الأسر وبالتالي يجب التحرك الفوري عند نُلاحظها من خلال الحوار المباشر للبحث عن أسباب ذلك أو يتم اللجوء إلى أحد المدربين أو ما يُطلق عليه اللايف كوتش من أجل المساعدة في الخروج عن تلك الأزمة بأقل خسائر ممكنة.
الخوف من المدرسة عند الكبار
بالنسبة لحالات الخوف من المدرسة عند الكبار فهي غالباً ما ترجع إلى الانشغال ببعض الأنشطة الترفيهية الأخرى أو الرياضية التي تؤثر على مستوى التحصيل لديهم وبالتالي يشعروا بالخوف من التعرض للتوبيخ أو النقد من قِبل بعض المعلمين، فضلاً عن الانخراط في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وبعض الأفلام التي تُصور أن المدرسة مكان مُخيف لا فائدة منه، وهنا يُمكن التحدث مباشرةً مع الطالب ورفع الحافز المعنوي لديه الخاص بأهمية الدراسة وتأثيرها على حياته المستقبلية.
دعاء الخوف من المدرسة
يُمكن للأم أن تعتمد على بعض الأدعية المأثورة والأذكار التي تُساعد على تخفيف حِدة خوف طفلها من المدرسة حيث تستودعهم الخالق وتُحصنهم ببعض الأدعية مثل “اللهم أحفظهم بما تحفظ به عبادك الصالحين، وارعهم بعينك التي لا تنام، اللهم أكفهم شر الطريق، اللهم إني استودعتك إياهم فأحفظهم يحفظك، بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم أصلح لي في ذريتي واجعلهم قرة عين لي”
علاج خوف الأطفال بالقرآن
أيضًا يُمكن أن يداوم الطفل على قراءة بعض الآيات القرآنية قبل الذهاب إلى المدرسة والتي تُساعده في ذلك الأم نجد على سبيل المثال في سورة الفتح قوله تعالي” هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ” وكذلك في سورة التوبة يقول الخالق عز وجل ” ثمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ” وفي سورة البقرة ” وقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ” بجانب قراءة المعوذتين وفاتحة الكتاب وآخر آيتين من سورة البقرة وكذلك آية الكرسي.
في النهاية نكون قد قدمنا لكم في مقال شامل عن كل ما يتعلق بمشكلة الخوف من المدرسة لدى الأطفال أو المراهقين وكذلك الكبار من حيث الأسباب والأعراض والحلول المقترحة التي يُقدمها علماء التربية، فضلاً عن بعض الأدعية والآيات القرآنية التي تحميهم وتُحصنهم من الأخطار.
أضف تعليق