الخطبة الشرعية هي الأساس الذي يبنى عليه كل شيء، فمن وجهة نظري إن استطاع الخاطبان أن يسيرا وفق ضوابط الخطبة الشرعية السليمة، استطاعا أن يتعاملا مع ما هو أصعب في الزواج. فالزواج السليم هو حجر الأساسالذي يُبنى عليه المجتمع؛ فهو الخطوة الأولى في تكوين بيتٍ مسلم صحيح، لينتج فردًا صحيحًا، سليمًا، قادرًا على التعامل مع الآخرين، ومع مواقف الحياة المختلفة، يستطيع أن يبدع، ويتميز في مجاله، حتى يتمكن هذا الفرد أن يقيم بيتًا آخر يكون حجر أساسٍ آخر يسهم في بناء المجتمع.
استكشف هذه المقالة
الخطبة والزواج
من عظيم جمال ديننا الحنيف أن تحدث عن كل شيء، صغيرًا كان أو كبيرًا، كما أنه وضع حدودًا لكل شيء أيضًا؛ بحيث يضمن لنا عيش حياةٍ هانئة في كل فترة من فترات حياتنا، كما أن ترك كل شيء دون وضع حدودٍ له، لا يخلق إلا العبثية، والتي تؤدي في نهاية الأمر إلى ما لا يحمد عقباه، فمخالفة القوانين طباع البشر، فما الأمر إذن عند عدم وضع الحدود؟ و الخطبة الشرعية هي الخطبة التي وضع لها الإسلام حدودًا وضوابط، فهي التي تأتي وفقًا لتعاليم الدين الحنيف، فكما أن الدين قد رسم منهجًا للزوجين بعد الزواج يسيران وفقه، فقد حدد أيضًا منهجًا لكلٍ من الخاطبين يسيران عليه، وحدد لكل منهما حقوقًا وواجبات منذ بداية الاتفاق إلى نهايته وإتمام الزواج، أو فسخ عقد الخطبة لا قدر الله. ومن المهم جدًا أن يعلم الرجل، والمرأة أن طاعة الله تضمن لهما البركة، والسعادة في الدارين، ولكن بالطبع لا يمكن ضمان نجاح زواجٍ معين، ولكن الأخذ بالأسباب، والمحاولة في التحري والدقة في التعامل مع الزواج هو الحل الأمثل. وباب الخطبة، وباب الزواج بابان من أهم الأبواب التي تحدث عنها الدين، لما فيهما من أحكام يُبنى عليها حياة كاملة، واختلاطٍ كبير بين الناس، ولما لكل طرفٍ من الأطراف من حقوق وواجبات، ولما يتفرع منهما العديد من الأبواب الأخرى مثل باب الميراث، وباب الطلاق، والخلع، وغيرها من الأبواب، ونحن في هذا المقال سنتحدث بشيء من التفصيل عن الخطبة الشرعية .
الخطبة الشرعية للزواج
وبوصفنا لكلمة الخطبة بالشرعية، فهذا يعني حديثنا عن الخطبة التي رسم الشرع حدوها وضوابطها، وأيضًا تعني وجود خطبة تنافي الشرع، أو لا تمت للشرع بصلة. والخطبة لغة بضم الخاء، ويقصد بها الخُطبة المتعارف بها على المنبر، مثل خُطبة الجمعة، وغيرها، بينما الخِطبة بكسر الخاء –وهي المقصودة هنا- مأخوذة من الخطاب، أو الحديث، أو مأخوذة من الخَطب، أي الأمر الهام، أو الجلل. ولا يختلف المعنى الاصطلاحي عن اللغوي كثيرًا، فهي في المعنى الاصطلاحي بمعنى طلب يد المرأة للزواج، فهو خطِب، وخاطب. وخطب القوم فتاة، أي طلبوها للزواج من ابنهم. والمتعارف عليه أن الخطبة هي التماس الزواج، بألفاظ مخصوصة، وقد تكون بألفاظ صريحة تدل على الرغبة في الزواج، أو قد تكون بالتعريض، والتعريض هو قول ألفاظ لا تخص الزواج، ولكن يُقصد من ورائها الرغبة في الزواج. و الخطبة الشرعية ماهي إلا وعدٌ بالزواج من الخاطب لمخطوبته، حيث لا يترتب عليها ما يترتب على الزواج من أحكام، فيبقى الخاطبان غريبان عن بعضهما، فلا يحل بينهما ما يحل بين الزوج وزوجته، لذا اهتم الإسلام بوضع حدود للخطبة لما يترتب عن التفريط فيها ضياع الكثير من الحقوق للطرفين.
الخطبة الشرعية وأحكامها
باب الخطبة الشرعية بابٌ واسع، فهو يحتوي على حكم الخطبة، وأنواعها، وشروطها، وآدابها، وصيغتها، وطريقتها، وما للطرفين من حقوق وواجبات، وضوابطها الشرعية. ومن الواجب على كل مُقدم على الزواج أن يعلم جيدًا بشأن ما يُقدم عليه، خاصةً أن الزواج ليس خطوة عادية يقدم عليها الفرد كل يوم، بل هي خطوة تحتاج إلى الكثير من التفكير، والتأني في الاختيار، ومن المهم جدًا أن يعلم الخاطب والمخطوبة جيدًا عن الخطبة الشرعية ، وكيف يمكن أن يكون لها عظيم الأثر في الزواج فيما بعد سواءً بالسلب أو بالإيجاب.
حكم الخطبة الشرعية
لمَّا كانت الخِطبة معروفة منذ القدم في جميع الأمم؛ -على الرغم من اختلاف طريقتها في كل وقت، حسب الظروف والمتغيرات-، فقد ظلت أهميتها كما هي، لما فيها من مساحةٍ لتوفير الوقت اللازم لكلا الطرفين حتى يتعرفا أكثر على بعضهما البعض؛ فكانت الخطبة مشروعة، ومُستحسنة، بل إنها تعد مقصِدًا هامًا من مقاصد الزواج.
أنواع الخطبة الشرعية
لقد ذكرت أن الخطبة قد تكون بلفظٍ صريح، وقد تكون بصيغة التعريض، فاللفظ الصريح كأن يقول الرجل لأهل الفتاة “زوجني ابنتك”، أو يقول للمرأة نفسها “أريد الزواج بك”، أما بالتعريض كأن يقول للفتاة على سبيل الرغبة في الزواج دون التصريح أنتِ جميلة، أو أنني أبحث عن فتاةٍ مثلك. ومن أشهر مواضع التعريض التعريض بالرغبة بالزواج عند وفاة الزوج.
طريقة الخطبة الشرعية
لم يحدد الإسلام كيفية معينة للقيام بالخطبة، ولكن ترك الأمر للعرف، والعادات، والتقاليد، مع تحديد شروط الخطبة، وآدابها، وضوابطها الشرعية. وتتم الخطبة بشكل تقليدي في مُجتمعنا بأن يتواصل أهل الرجل مع أهل المرأة المراد خطبتها، سواءً كان هذا التواصل عن طريق الرجل مباشرة، أو أن يبعث والدته أولًا، تختلف الأحوال في كل بيت، ثم يتم تحديد موعد حتى يرى كل من الرجل والمرأة بعضهما البعض -إن لم يكونا يعرفان بعضهما البعض، أو سبق وأن رأيا بعضهما البعض من قبل- وتلك تكون بهدف معرفة ما إن حصل قبول بينهما، أو لا، وبعد هذا إن تمت الموافقة فإنه يتم تحديد موعد لكلٍ من العائلتين حتى يتم الاتفاق فيما بينهم على ما على كلٍ من الطرفين، وهذا الأمر يكون نسبي في كل بلد، ويتم تحديد فيه مدة الخطبة مثلًا، والاتفاقات المالية وغيرها، وعليه تتم الخطبة الشرعية .
آداب الخطبة الشرعية
من الآداب التي يجب مراعاتها عند التقدم لخطبة إحداهن صلاة الاستخارة، حيث يقوم فيها كل من الرجل والفتاة من استخارة الله تعالى فيما يقدمان على فعله، بأن يوكلا هذا القرار إلى الله سبحانه وتعالى حتى يختار عنهما، ويوفقهما لتلك الخطوة إن كان فيها الخير، أو يصرفها عنهما إن كان فيها شر لهما. ومن الآداب الأخرى للخطبة تحري حسن اختيار شريك الحياة، وقد حدد الإسلام للرجل أسسًا لاختيار الفتاة، والتي منها المال، والحسب، والجمال، والدين، ولكن اختيار ذات الدين يفوق على الثلاث الأخرى، كما أن المرأة يجب أيضًا أن تتحرى صاحب الدين، وإن لم يكن معه مال، هذا حسب رغبتها بالطبع، ومستواها المادي، إذ من الممكن أن يكون اختلاف الطبقات سببًا في الكثير من الخلافات، فالكفاءة مهمة جدًا في اختيار الزوج أو الزوجة. وأيضًا حسن الخلق شرط مهم في الاختيار. ومن آداب الخطبة الشرعية النظر إلى المخطوبة في الحدود التي يحصل معها تأكد الخاطب من رغبته بالموافقة على تلك الخطبة، فيستحب النظر إلى وجه من يراد التزوج منه. ومن آداب الخطبة تحري شروطها، وآدابها التي سنتحدث عنها في هذا المقال أيضًا بإذن الله.
صيغة الخطبة الشرعية
تندرج صيغة الخطبة الشرعية تحت أنواعها، فكما ذكرنا فهي تكون إما بلفظٍ صريح، بأن يُصرح الخاطب الرغبة في الزواج من فتاةٍ معينة، أو بالتعريض، كما ذكرنا أيضًا، مثل ما يحدث عندما يرغب الرجل في الزواج من امرأة توفي عنها زوجها، فيُسمح له بطلب الزواج من الفتاة بالتعريض. أما صيغة عقد النكاح والتي تتم بين ولي المرأة وزوجها، فتتم بقول الولي زوجتك فلانة، أو أنكحتك فلانة، فيرد الزوج قائلًا قبلت زواجها، وقد يتم الزواج بأكثر من صيغة، فيصح بصيغة الهبة، والملك، والزواج، فمتى جاءت بأي صيغة صح الزواج. ويتم على هذا الأمر توثيق عقد الزواج.
شروط الخطبة الشرعية
لقد وضع الإسلام شروطًا معينة حتى تصح الخطبة. فالشرط الأول من شروط صحة الخطبة أن تكون المرأة خالية من أي مانع يمنع زواجها من رجل، كأن تكون متزوجة مثلًا، أو تكون مطلقة بطلاق رجعي، وهي في فترة عدتها، حيث يمكن لزوجها أن يراجعها متى أراد ذلك، ومن غير تراضٍ منها، حيث يعد زواجها من رجلها قائمًا. كما أن المرأة المعتدة من طلاقٍ بائن لا تجوز خطبتها أيضًا، على الرغم من أنها طُلقت ثلاث مرات، إلا أن وجودها في فترة عدتها لا يُجيز لها أن تتزوج من آخر، أو تتم خطبتها ما تزال في أيام العدة. كما أن من شروط العدة أن لا تتم خطبة المرأة وهي بالفعل مخطوبة لآخر، حيث لا يجوز أن يخطب الرجل ويعلم أن رجلًا آخر قد خطب تلك المرأة، فهو بمثابة التعدي على حقٍ من حقوق الغير، كما أن هذا الفعل سيسبب الشحناء والقطيعة بين المسلمين، وهو بخلاف ما يهدف إليه الزواج من زيادة التواصل والترابط بين الناس فيما يرضى الله. كما أنه لا تجوز للفتاة أن تقارن بين خطيبها الذي ارتضته زوجًا، وبين رجلٍ آخر.
ضوابط الخطبة الشرعية
كما وضع الإسلام شروطًا للخطبة، فقد وضع ضوابطها أيضًا؛ حتى تتم على أكمل وجهٍ لها، بما يرضي الله عز وجل. ومن ضوابط الخطبة أن يتم إشهارها هذا الإشهار الذي يُعلم منه أن تلك الفتاة لا تجوز خطبتها من رجلٍ آخر، ومن أهم ضوابط الخطبة الشرعية ، الابتعاد عن الخلوة بين الخاطب والمخطوبة، ولكن هذا لا يمنع أن يجلسا معًا، ولكن مع وجود محرم للمرأة، فيجوز لهما التحدث فيما يُتيح لكل منهما التعرف على الآخر في حدودٍ معينة، بحيث لا يحدث تجاوز بينهما، وهذا ينطبق أيضًا على الخروج، فلا يجوز لها أن تخرج معه من غير محرم من أهلها. كما أنه يجب على الفتاة أن تظهر بهيئتها التي تخرج بها من المنزل، بمعنى أن ترتدي حجابها كاملًا، حيث يبقى خاطبها بمنزلة الرجل الغريب، والخطبة ما هي إلا بمثابة وعدٍ بالزواج. كما أنه يجب على كلٍ منهما التزام الحدود بينهما في كل شيء. ومن الأفضل أن لا يتم إطالة الخطبة بدون سبب كبير، إذ يتسبب هذا الأمر في ملل كلٍ من الخاطبين، وإلى الكثير من المشاكل.
الحكمة من مشروعية الخطبة
هناك العديد من الآراء التي أدعوها أنا “الصيحات” لأنها تظهر كصيحات الموضة في كل وقت، والتي لا تتماشى مع الخطبة بمفهومها الشرعي، رافضة أن تُخطب المرأة، أو يُخطب الرجل لفتاةٍ لم يرها من قبل، وهذا الأمر يطلقون عليه “زواج الصالونات”، بمعنى أنه على الفتاة والرجل أن يتعرفا على بعضهما البعض أكثر قبل أن يتقدم إليها، أو بمعنى آخر نظام “المواعدة” ولكن لأن مجتمعنا الشرقي يفرض أن يعترف بهذا الأمر، فيبقى أغلب التواصل بينهما عن طريق الحديث أو غيره، على الرغم من سقوط هذا الأمر الآن، وأصبح كل شيء متاحًا، فتسقط الكثير من حقوق المرأة، حيث من الممكن جدًا أن يتركا بعضهما قبل أن يتقدم إليها، وفي هذا الوقت تخسر الكثير من حقوقها، كما أن تركه لها يكون أسهل عندما لا يعلم أحد من أهلها بالأمر، فهو غير ملتزم بكلمة مع رجل كبير، يخاف أن يظهر بصورة طفل أمامه، فأرى أنه من الهراء جدًا أن يتم محاكمة الخطبة التقليدية بهذه الطريقة، فهي حماية للفتاة قبل كل شيء، ثم أن الزواج لا يتم من ليلة وضحاها حتى نقول أنها تزوجت رجلًا لا تعرف عنه شيئًا، فكيف وأن لها وله كامل الحق في فسخ العقد إن لم يتآلفا، أو لهما الحق بعدم القبول من الأساس، فحكمة مشروعية الخطبة هي التعارف قبل كل شيء، ولا مجال للتجني عليها، سوى أن تلك الأحكام ما هي إلا دعوى بشكلٍ أو بآخر إلى ما يدعي بـ”الصحوبية”، أو عدم تحمل المسئولية، وهو أيضًا فيه ظلم لتلك الفتاة التي لا تخرج أو تختلط بالناس، أو تحافظ على قلبها من أجل شخصٍ واحد يدخل البيت من بابه بطريقةٍ ترضى الله.
فسخ الخطبة الشرعية
الخطبة ما هي إلا وعدٍ بالزواج، فيجوز فسخها من قبل أيِّ من الطرفين متى وجد أن مصلحته تقتضي ذلك، من غير تفريط في حقوق الطرف الآخر، ولأن هذا الأمر يكون المرجع فيه إلى نية كل من الخاطب، أو المخطوبة، فقد حدد الشرع فقط موقفًا لما يكون بين الخاطب والمخطوبة من هدايا في حالة فسخ العقد. ولأن العرف هو مرجع مهم في هذا الأمر، فقد اختلفت الأحوال تبعًا لاختلاف الأعراف، فمثلًا عند اعتبار الشبكة جزء من مهر العروس، ففي هذه الحالة لا يجوز لها أن تأخذ منها شيئًا لأنها لم تصبح زوجته بعد، بخلاف ما إن عدت الشبكة جزء من الهدايا التي يقدمها الرجل للفتاة، أما الهدايا فهي تعد من قبيل الهبة، ويجوز في حقها الاسترداد طالما لم يتم استعمالها، أو لم تهترئ. وفي كل الأحوال فإن الأمر يتم بالتراضي بين الطرفين. وهناك من يقسم الأمر وفقًا لمن طالب بفسخ العقد، فإن كان فسخ العقد من قبل طرفٍ معين، فلا يأخذ شيئًا من الطرف الآخر، تعويضًا له عن الضرر الذي تسبب له فيه بالفسخ. وكما قلنا فالأمر مرجعه أولًا وأخيرًا للتراضي. ويجب أن يتم الأمر برقيِّ، وتحضر.
كيف تعمل الخطبة الشرعية على تكوين بيت سليم؟
في بداية الأمر، فإن التزام كل من الخاطب والمخطوبة بآداب، وشروط الخطبة، وأحكامها المختلفة، ومحاولة الحرص على رضا الله تعالى، هو دليل كبير على قدرة كل منهما على الالتزام، وتحمل المسئولية، إذ أن الحرص على أوامر الله والبعد عما نهى عنه، هي مسئولية تقع على عاتق كل فردٍ مسلم صحيح، يجاهد حتى يحافظ عليها، كما أن الحرص على طاعة الله وتحري الامتثال لتعاليمه تضمن إلى حدٍ كبير عيش حياة سليمة، وبيتٍ سليم. خاصةً أن الامتثال لتعاليم الإسلام منذ الخطوبة، تعنى حرص كل من الرجل والمرأة على مراقبة الله تعالى في كل شيء في حياتهما، وبالتالي سيحدث هذا الأمر بعد الزواج، خاصةً عند تربية طفلٍ يحتاج أن يكبر بصحة نفسية جيدة، حتى يستطيع أن يتكيف، ويتعامل مع متطلبات الحياة، وأن يكون قادرًا على العمل، والتميز، وعلى بناء بيتٍ مسلمٍ آخر، يكون حجر بناءٍ آخر في صرح مجتمعٍ مسلم. فـ الخطبة الشرعية هي البداية لكل شيء، فإن تمت بطريقة سليمة، ضمنت الكثير من الخير، والتوفيق فيما بعد. ولكن على كل من الخاطبين أن يعلما جيدًا أن خوفهما من فعل شيء قد نهى الله عنه، ليس خوفًا من أن يتم تفريقهما، ولكن حرصهما على ذلك يجب أن يكون حبًا لله، وخوفًا من عقابه لذاته، وليس خوفًا أن لا تكتمل الخطبة بالزواج مثلًا، فنحن نعبد الله لا لشيء سوى لأنه الله، ونطمع في ثوابه، ونخشى عقابه، ولكن لا بأس أيضًا إن تضمنت النية هذا الأمر. فكل شيء بيد الله، إن شاء كان، وإن لم يشأ لم يكن.
الزواج من أهم سنن الحياة، وهو الوسيلة لبقاء النسل، وقد أمرنا الله عز وجل به، كما أنه الوسيلة السليمة، والحلال للحفاظ على القلوب، والأنساب من الضياع، وهو زينة الله لنا في الأرض، ولكن للأسف إن فسد فسدت أمة بأكملها، وإن صلح صلحت أمة أيضًا، لذا فإنه يجب الحرص كل الحرص على تحري الدقة في الاختيار، والامتثال لتعاليم الله سبحانه وتعالى، حتى يقي المرء نفسه شر عواقب الأمور، فطاعة الله هي الطريق الأمثل لهذا الأمر.
أضف تعليق