الكثير يعتقد أنه بما أننا ذكرنا كلمة مرض الخرف الوعائي الجميع أن هذا نوع من الأمراض التي تحتاج لعلاج، ولكن الخرف الوعائي ليس بمرض وإنما هي حالة قد يصل لها الشخص نتيجة التعرض لبعض الأمراض، أو نتيجة استهلاك صحته وحياته بطريقة خاطئة فالعادات الخاطئة التي قد يظن البعض أنها لا تؤثر، في الغالب تؤثر تأثيرات سلبية وخطيرة على الصحة وهذا ما سوف نناقشه بالتفصيل بسطورنا القادمة، سنتعرف على الخرف الوعائي وما سبب الوصول له بالتفصيل فتابعونا.
استكشف هذه المقالة
مرض الخرف الوعائي
لنتعرف على مرض الخرف الوعائي دعونا أولًا نطرح على حضراتكم هذا السؤال؟ هل قابلت أحد معارفك سابقًا، وقد أخبرك شيئًا ثم عاد ليخبرك به مرة أخري ولم يتذكر انه قد فعل هذا بالفعل سابقًا؟
هذا تقريبًا هو الخرف الوعائي فهو عدم التركيز وتُصبح قدرات العقل ضعيفة وتقل معدلات التذكر، مع عدم القدرة على إصدار حكم على موضوع أو شخص وإذا كان الشخص موظف فنجد أن أدائه بالعمل يقل، وقد يثبت الشخص في مرحلة معينة من هذا الخرف وقد تظل حالته في التفاقم، فلأسف لا يوجد معيار ثابت لهذا النوع من المرض.
أسباب حدوث الخرف الوعائي
هناك بعض الأمراض التي قد يُصاب بها الشخص وتتسبب مستقبلًا في الوصول إلى الخرف الوعائي، وأكثر ما قد يتسبب بحدوث الخرف الوعائي هو تضرر أحد الأوعية الدموية وعدم قدرته على توصيل المواد المُغذية والأوكسجين للدماغ، فالدماغ لا تستطيع القيام بعملها جيدًا في التفكير إذا قلت نسبة الأوكسجين التي تصل لها وسوف نقوم بتصنيف أسباب هذا المرض كما يلي:
- التعرض لجلطة الدماغ الجلطات التي قد تُصيب الدماغ يمكن أن تتسبب في سد أحد شرايين الدماغ، والذي بدوره يتسبب في بعض الأعراض التي قد توصلنا لمرض الخرف الوعائي، وهناك بعض الجلطات لا تُسبب الأعراض التي توصلنا لذلك، وفي الغالب الإصابة بها قد تكون إحدى أسباب الإصابة بالخرف الوعائي، وكلما زادت عدد مرات الإصابة بالجلطات الدماغية كلما زاد احتمال الإصابة بالخرف الوعائي لذلك فالعلاقة بينهم طردية.
- الأوعية الدموية الضيقة الخاصة بالدماغ أو الأوعية المصابة بالضرر، هناك بعض الحالات المرضية التي قد تتسبب في انسداد الأوعية الدموية، وهذه الأمراض تكون عادةً الأمراض مُصاحبة لزيادة السن (الشيخوخة) كالارتفاع في الضغط، الإصابة بمرض السكر.
عوامل أخري خطرة تتشابه هذه العوامل إلى حد كبير لعوامل الجلطات القلبية وهي كما يلي:
- حالات جلطات القلب المتكررة إن الإصابة بجلطات القلب بصورة متكررة قد تكون سبب من الأسباب الأساسية للإصابة بالخرف الوعائي، وانسداد الشرايين يتسبب في الإصابة بهذا المرض بعض المواد المترسبة التي تظل بالشرايين مثل ترسب الكوليسترول بالشرايين، وتعمل هذه المواد المترسبة على عدم وصول التغذية للدماغ من أوكسجين ودم اللازم لها مما يتسبب بالخرف الوعائي، وزيادة معدل الكوليسترول (LDL) وهذا بروتين منخفض في الكثافة، وعند ارتفاع معدلاته يكون هناك احتمال كبير للإصابة بمرض الخرف الوعائي وغيره من الأمراض مثل الزهايمر، وضغط الدم المرتفع يتسبب الضغط المرتفع في التأثير على الأوعية الدموية بكافة الجسم، وخاصةً بالدماغ وكما ذكرنا سابقًا أن التأثير على الأوعية الدموية قد يتسبب في حدوث الخرف الوعائي بصورة كبيرة.
- الإصابة بالسكري إن ارتفاع معدلات الأنسولين والجلوكوز بالجسم، قد تؤدي إلى حدوث السكتات والجلطات الدماغية التي قد تؤثر على الشرايين الموجودة بالدماغ، وازدياد الوزن (السمنة) وهي من الأمراض الخطيرة التي لا يوليها الكثير بالًا مع إنها تُعتبر البركان الخامد، والذي يحمل بداخله الكثير من الأمراض، فازدياد الدهون والكوليسترول بالجسم تتسبب في التأثير على الأوعية والشرايين، وقد تتسبب في انسدادها وهذا خطر كبير على الجسم ويوصلنا أيضًا إلى مرض الخرف الوعائي.
- وعدم انتظام دقات القلب (الرجفان الأذيني) تبدأ الأماكن الموجودة بأعلى القلب في الخفقان بشدة، وبدقات غير منتظمة مع الأماكن أسفل القلب والذي لابد أن يكون دقاتهم منتظمة سويًا، وهذا قد يؤدي إلى حدوث سكتة قلبية وهذه من الأمور التي تتسبب بطريق مباشر في الوصول للخرف الوعائي، والتدخين من منا لا يعرف التأثيرات السلبية للتدخين على الجسم من انسداد للشرايين وتضرر القلب والكثير من المشاكل التي قد تُصيب الأوعية والتي تؤدي مباشرة إلى الخرف الوعائي.
إشارات الإصابة بالخرف الوعائي
هناك بعض الإشارات المبكرة التي يمكن بها الشك في الإصابة بالخرف الوعائي وهي كالتالي:
- الاكتئاب تختلف أعراض الإصابة بالاكتئاب إذا كنت مُصاب بالخرف الوعائي أو لا فالمصابون بالخرف تكون أعراض الاكتئاب لديهم خسارة الوزن الهياج الشديد أما أعراض الاكتئاب للأشخاص الغير مصابين بالخرف الوعائي هي عادةً عدم القدرة على النوع، الشعور بالغضب والحزن، التقلبات المزاجية لذلك يجب التفرقة بينهما لتتعرف على الاكتئاب بسبب الخرف، النسيان (فقد الذاكرة) ويكون هذا خلال وقت قصير، بمعني آخر يكون الشخص غير قادر على تذكر بعض الأمور التي حدثت منذ مدة قليلة، أو يمكن نسيان أسم أحد الأشخاص ويكون هذا بسبب الضرر الذي يحدث للأوعية الدموية في الدماغ.
- ومن الأعراض الأخرى التقلبات المزاجية ويحدث هذا كثيرًا، فتجد أن الشخص يكون بمزاج معين ثم على شيء بسيط لا يستدعي التغيير يمكن أن ينقلب هذا المزاج سريعًا، عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية من الأشياء التي تكون ملحوظة لمن يعانون من الخرف الوعائي هو التغاضي عن النظافة الشخصية، والذي كان سابقًا سمة من سماتهم الأساسية فمن تجده بدأ يُعرض عن الاهتمام بالنظافة الشخصية بعدما كان دائم الاهتمام بها، فأعلم أنه في بدأ بالإصابة بهذا المرض.
- من الأعراض الأخرى النسيان مثل نسيان أين وضعت أشيائك بشكل متكرر وهذا يُسبب الإزعاج للأشخاص، الأمر الذي يمكن أن يجعله يتهم الأخريين بتحريك أشيائهم من مكانها، وعرض آخر في قائمة الأعراض المبكرة للخرف الوعائي وهو الارتباك، إن جميع ما سبق من الأعراض يؤدي إلي شعور الشخص بالارتباك بسبب النسيان والتركيز أو الانتقاد من الأشخاص بسبب النظافة، وعدم الاهتمام بهذه الأعراض ومحاولة علاج الخرف الوعائي قد يصل بنا إلي مرض الهذيان.
- اتخاذ القرارات الخاطئة وهو من الأعراض المبكرة للخرف الوعائي، فالتضرر الذي يُصيب الدماغ قد يجعله غير قادر على الحكم على الأشخاص أو المسافات أو يمكن أن يُخطئ بأمور متعلقة بالمال، الشعور باللامبالاة يفقد مريض الخرف الوعائي الاهتمام بالهوايات والأنشطة الممتعة الذي كان يقوم بها سابقًا، ويُفضل بدلًا من ذلك النوم لفترات طويلة للهروب من الواقع أو لعدم الاهتمام بالأمور الحياتية.
- من الإشارات المهمة أيضًا عدم القدرة على تمييز أسلوب الهزار، فالتضرر الذي أصاب الأعصاب قد يفقد الأشخاص القدرة على تمييز اللغة أو أسلوب الكلام، وعرض آخر ألا وهو عدم قدرة الشخص على توصيل المعلومة، فتجد أن الشخص المصاب بالخرف الوعائي لدية مشكلة في شرح فكرته للأشخاص الأخريين، لذلك تجد من يُعاني من الخرف الوعائي لديه مشكلة في التواصل مع الأخريين، وها قد أتينا إلى أخر الأعراض المبكرة للخرف الوعائي وهو السقوط المتكرر وهذا سببه انخفاض معدلات الإدراك البصري، لذلك تجد الشخص المُصاب بالخرف الوعائي تزداد عدد مرات سقوطه ولديه مشكلة في التوازن.
أعراض أخرى لمرض الخرف الوعائي
هناك بعض الأعراض الأخرى التي لا يمكن وصفها بالمبكرة وهي كما يلي: التبول المستمر، الانفعالات المتغيرة الهيستيرية، التوهم برؤية الأشياء، وهن في العضلات، عدم القدرة على القيام بالمهمات التي تتطلب خطوات متعددة، وهكذا نكون قد ذكرنا كل الأعراض التي يمكن من خلالها اكتشاف الإصابة بمرض الخرف الوعائي باكرًا، لنكون قادرين على البدء في العلاج سريعًا قبل أن يتفاقم الوضع.
كيف يمكن الحد من الإصابة بالخرف الوعائي؟
إن الحياة الصحية من غذاء صحي وممارسة التمارين والابتعاد عن التدخين قد تبعد عنا الكثير من المشاكل والأمراض، ومنها مرض الخرف الوعائي ومن شأن ذلك الحد من زيادة من المرض خاصةً إذا كان بمراحله المبكرة، ولكن هناك بعض العوامل الأخرى التي لا يمكن التغاضي عنها أو تغييرها مثل تقدم العمر (الشيخوخة)، حيث يزيد معدل الإصابة بالخرف الوعائي كلما زاد السن، وتزداد فرص الإصابة بالخرف الوعائي إذا كان هناك تاريخ وراثي عائلي من التعرض للجلطات الدماغية، وهناك بعض الأعراق التي يزداد فيها الإصابة بمرض الخرف الوعائي مثل الأفريقيين والكاريبين والجنوب آسيوية.
علاج الخرف الوعائي
لا يوجد أدوية معينة يمكن بها علاج الخرف الوعائي ولكن يمكن علاجه بالبعد عن أسباب حدوثه بالأساس حتى لا نُصاب به، لأنه بمجرد الإصابة به كل ما نستطيع فعله هو محاولة توقفه عند هذا الحد ومنع زيادة المرض، عن طريق علاج أمراض القلب والأوعية الدموية باستعمال أدوية الضغط والكوليسترول، والأدوية التي تعمل على سيولة الدم لمنع تصلب الشرايين وضبط نسبة السكر بالدم وبالتأكيد يكون ذلك بعد وصف الطبيب لهذه الأدوية.
الفرق بين الزهايمر والخرف الوعائي
تعريف الزهايمر هذا المرض يؤثر على ذاكرة الشخص وقدرته في التعرف على الأشياء، ويتطور هذا المرض شيئًا فشيئًا حتى يفقد الشخص كل ما يتذكره تمامًا وهذا المرض ليس له أي علاج، بل يجب على باقي أفراد العائلة التعامل مع الشخص المريض بما يحمله من مرض، وتبدأ أعراض الإصابة بالزهايمر بضرر في الدماغ بسبب الترسبات البروتينية وتموت خلايا الدماغ بسبب عدم وجود اتصال بينهم قبل ظهور المرض بأعوام عدة وقد يحدث أيضًا انكماش في الدماغ.
هناك بعض الأعراض التي قد تتشابه مع الخرف الوعائي والزهايمر وبعض الأعراض التي تختلف، فالخرف والزهايمر يتشابهان في عدم القدرة على التفكير، فقد الذاكرة، عدم القدرة على التواصل مع الأخريين ويختلفان في الأعراض المُصاحبة للزهايمر وهي وجود صعوبة في تذكر آخر الأحداث، تغير سلوك الفرد، اللامبالاة، لا يتمكن من الحكم على الأشخاص، كما يوجد اختلاف بين علاج كلًا من الخرف الوعائي والزهايمر فعلاج الزهايمر، أدوية للذهان، علاج لضعف الذاكرة، علاج للأرق والاكتتاب أما علاج الخرف فقد يتوقف على السبب وراء الإصابة به كالأورام، التمثيل الغذائي الغير منتظم، مرض السكري فاستعمال العلاج مع الحالة المسببة للخرف قد تؤدي إلى حل مشكلة الخرف الوعائي.
إن الخرف الوعائي ليس بمرض وإنما هو نتيجة مُسببات أخري قد يتعرض لها الشخص، مثل الجلطات والسكتات خاصةً التي يتعرض لها في الدماغ فانسداد الشرايين والأوعية الدموية، والحياة الغير صحية، والتدخين، قد تتسبب بشكل كبير في الإصابة بالخرف الوعائي، كما أن الخرف الوعائي يختلف عن الزهايمر فلكل منهما أسبابه ربما قد تتشابه بعض الأسباب لكلا المرضيين ولكن هما بالأساس مختلفين عن بعضهما حتى بطريقة العلاج.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق