مشكلة الخجل في الحديث مع الفتيات تطفو على السطح كأزمة في التواصل تحتاج لحل عاجل عند عدد كبير من الشباب، وتكاد تكون النسبة الأغلب عند الأشخاص الخجولين الذين لا يستطيعون التحدث إلى الفتيات، فأمام كل شخص جريء وواثق لا يتورع عن الدخول إلى أي فتاة وبدء الحديث معها وتجاذبه هناك على الأقل خمسة شباب يقفون وينظرون إليه تتسع أعينهم اندهاشًا وتتدلى أفواههم السفلية تعجبًا مما يرون فبعد دقائق تجد الشاب والفتاة قد انخرطا في أحاديث ضاحكة كأنهما يعرفان بعضهما منذ الصغر، ويطل برأسه السؤال الذي يعبث بعقول هؤلاء الخجولين: “كيف فعل هذا؟ كيف فعل هذا؟” للإجابة على هذا السؤال علينا أن ندرس الموضوع من كافة جوانبه وهذا ما سنفعله في السطور التالية.
استكشف هذه المقالة
ما هو الخجل في الحديث مع الفتيات ؟
لتفهم مشكلة الخجل في الحديث مع الفتيات يجب أولاً أن نبحث في جذور الموضوع وندرس الموضوع من بدايته، ونتساءل عن الخجل، والخجل هو خوف يعتري الإنسان من أن يظهر بمظهر غير لائق أمام الناس، وذلك عن قلة ثقة بالنفس وشعور عميق بأن الناس سينتقدونه أو يتغامزون عليه وهذه ليست نقيصة بالعكس أنت تحاول أن تظهر بأفضل مظهر طوال الوقت ولكنك تبالغ بعض الشيء وتهوّل من الأمر وبالتالي يجب أن نسأل أنفسنا ما هو أكثر ما تخاف منه يجعلك تشعر بكل هذا الخجل وتخاف ألا تظهر بشكل غير لائق إذا حدث؟ نجيب على هذا السؤال في السطور التالية.
الخوف من الرفض
بالطبع أكثر ما يستدعي الخجل في الحديث مع الفتيات هو الخوف من الرفض والحل لهذه المعضلة الكبيرة أنك لا تخاف الرفض بل تخاف أن تظل طوال عمرك لا تستطيع المبادرة، والحقيقة أن سبب هذا الخوف أنك لم تجرب من قبل أو تشعر أنك غير جذابا بما يكفي لتلاقي قبولاً عند الفتيات مما ينتج عنه أنك تخاف وترتعد من مجرد الفكرة، فتحجم عن أي رغبة في الحديث وتولي الأدبار مغادرًا مبتعدًا عن أي مكان به فتيات، ذلك وأن الرفض سيزيدك إحباط ويأس وانعدام ثقة بالنفس.
الخوف من ردة الفعل العنيفة
الخوف من الرفض ليس هو المستوى الأخير لما قد يحدث عند المبادرة بالتحدث مع فتاة، لكن أن تكون هناك ردة فعل عنيفة لهذه الفتاة فهذا هو الرعب بعينه، إن الخيالات التي تأتي في ذهن الشاب الخجول عن ردة الفعل العنيفة التي يمكن أن تقوم بها الفتاة تجعله يخاف من التعامل مع أي امرأة في العالم، لا يستدعي الخجل من الحديث مع الفتيات فحسب، لذلك فهو يخاف من الرفض ويخاف أن تقوم هذه الفتاة بالصراخ في وجهه أو تعنيفه أمام الناس ويصبح مظهره شخص متطفل أو وقح أو متحرش، وهذه من الأمور التي نعاني منها بشكل عام.
كيف تأمن هذه التصرفات؟
هل من الممكن أن تحدث هذه التصرفات؟ بالطبع يمكن أن تحدث وربما سمعت عن شخص قد حدثت معه من قبل أو حتى رأيت بعينك، فما الذي يجعلك تضمن أن هذه التصرفات قد لا تحدث لك؟ وما كنت ستحدث لك سوى أنك قررت أن تتحدث مع فتاة أو تبادر معها بالحديث وقمت بالتنفيذ بالفعل، وبالتالي عدم مبادرتك هذه سيجنبك أن يحدث معك الرفض أو ردة الفعل العنيفة، وهذا في اعتقادي أكبر دافع لوجود الخجل في الحديث مع الفتيات، مما يجعل الأمور تتهاوى ويصبح هناك الاغتراب الذي نعاني منه باستمرار بين الجنسين.
اختيار الزمان والمكان المناسب
بداية ما يشعرك بالخجل في الحديث مع الفتيات وتخاف منه هو ردة الفعل العنيفة، أولا اختيار الزمان المناسب، التوقيت الذي تضرب فيه ضربتك، يجب أن يكون أفضل توقيت، وهذه تختلف باختلاف الظروف فمثلا لو جالسان في مقهى وهي وحيدة على منضدة، ورأيت على وجهها علامات الملل وبدأت تقلب في وجوه الجالسين لعلها تجد أحدًا تعرفه يؤنس وحدتها فهذه هي لحظتك المناسبة، وستجد القبول بنسبة كبيرة أيًا كان ما ستقوله، وهذا بالطبع مثال وأنت يجب أن تتحلى ببعض الفراسة قليلاً، واختيار المكان المناسب أيضًا، فليست كل الأماكن مناسبة لبدء الحديث مع فتاة، وليست كل الأماكن أيضًا مناسبة في كل الأوقات لذلك قلنا اختيار الزمان/المكان المناسب وكأنهما وحدة واحدة ملتحمة لا ينفصلان، فهناك أماكن متاح بها الحديث دائمًا وأبرزها هي المراقص والملاهي الليلية والحانات، وهذه الأماكن لا يمانع روادها من التعارف والرقص سويًا أو مشاركة الشراب طالما التزمت بحدود الأدب واللياقة، وهناك أماكن مناسبة ولكن هناك أوقات غير مناسبة فيها مثل المقاهي والمطاعم والجامعات وغيرها، وهناك أماكن مناسبة في أوقات محدودة مثل المصالح الحكومية والبنوك والمواصلات العامة وهذه لا يفضل أن تبادر فيها بالحديث مع فتاة إلا في أضيق الحدود، لأنها ليست الأماكن المناسبة لذلك ولعدم استعداد أي شخص للحديث مع الغرباء في مثل هذا الوقت، وهناك أماكن لا يجب أن تبدأ فيها الحديث مع أحد أبدًا مثل أماكن التجمعات الدينية والشوارع المزدحمة وغيرها.
البنات لسن كائنات فضائية
يشعر الشخص الذي يعاني الخجل في الحديث مع الفتيات نوعًا ما بأن الفتيات لن يقبلن به لأنه غريبات الأطوار ويتعمدن إحراج الناس والتعامل معهم بعنف بعض الشيء، ويكرهن أن يعبر لهن أي شخص عن إعجابه بهن، وهذا ليس بحقيقي على الإطلاق فإن كنت أنت تحب أن يتحدث لك شخصًا ويعبر لك عن إعجابه فإن النساء محبات لذلك أضعاف أضعافك بشكل لا يمكن تتخيله. إذن إن كانت الأمور كذلك فما الذي يحدث، ولماذا تتخذ ردود أفعال عنيفة؟ الحقيقة هن يحببن أن يحدث ذلك دون أن يكلفهن شيء كما أنهن يقبلن أي مجاملة أو إطراء أو تعبير عن الإعجاب طالما استشعرن حسن النية وذوق الشخص الذي يحدثهن وتحليه بالأدب وعدم تعديه حدود الذوق والاحترام، وبالتالي الأمر يعتمد على ما ستقوله مع النساء ومدى إبرازه لحسن نيتك.
كيفية التكلم مع البنات لأول مرة
ربما سيصدمك مباشرة هذا العنوان قليلا، إذا كنت أصلا مصابًا بالخجل في الحديث مع الفتيات فكيف ستتحدث معهم، في الواقع يوجد بالطبع مقدمات بسيطة أهمها هو الابتسامة والإيماءة، وبهما تستطيع جس نبض الفتاة التي أمامك فإن تجاوبت واستجابت وردت الابتسامة بابتسامة والإيماءة بإيماءة أو بإشارة فهي على استعداد للتحدث معك، احرص على ألا تكون ابتسامتك مبالغ فيها حتى لا تلفت النظر بشكل غير مقبول، ويستحسن أن تكون إيماءة أفضل من الإشارة لأن الإشارة عادة تصيب من أمامك بالارتباك وتجعله لا يعرف هل أنت تشير له أم لأحد خلفه ولا تجعله مرتاحا على أية حال خصوصًا أنها تلفت نظر الجالسين كلهم، وبالتالي إذا تجاوبت يمكنك الذهاب إليها بعد الانتظار لدقيقة أو دقيقتين والحديث معها، عليك فقط أن تتحلى بالثقة، الثقة مهمة جدًا.. كلما كنت واثقًا لا تتلعثم في الحديث ولا تتعثر في السير نحوها كلما كنت ناجحًا في مهمتك، ركز في عينيها مباشرة.
ماذا أقول؟
السؤال الأهم والأكثر طلبًا عند الأشخاص المصابين بالخجل في الحديث مع الفتيات؟ ماذا أقول؟ لو اجتزنا كل هذه المراحل الصعبة وتغلبنا على الخجل فماذا نقول؟ ربما حتى إن كان لدى الشخص مهارة التحدث فإنه من رهبة الموقف ينسى ما جهزه، وهذا الخطأ الذي نتحدث عنه، أنه جهز شيئًا ويستعد لإلقائه بشكل مسرحي، وللأسف سيكون أداءه زائف وغير مقنع على الإطلاق حتى إن كان عميد مسرح لأنه متوترًا وطالما متوترًا فلن يكون مقنعًا بأي شكل، الحقيقة أنني أنصح أي شخص لا يجد ما يقوله أن يقول فقط ما يشعر به، ابتعد عن الكليشيهات المحفوظة والمكررة والجاهزة، هل تعلم ما هو المبهر في الوقت الحالي.. الوضوح، الصراحة، الصدق، إبهار فريستك في الهجوم المباغت عليها، وهذا سيكون في صالحك بالطبع. هل تعتقد أنك عندما تسأل فتاة بصوتٍ متهدج مرتعش من فرط الارتباك والخجل إن كنتما قد تقابلتما من قبل وأنك متأكد أنك رأيتها لأن ملامحها مألوفة بالنسبة لك، ستنبهر بك وستشعر أنك شخصًا مختلفًا؟ لا ريب أنها سمعت كل هذا الكلام من قبل. إذن الحل أن تذهب إليها مباشرة، هل تشعر بالإعجاب نحوها قل لها ذلك، لا أكثر ولا أقل، هل رغبت بالتحدث إليها والتعبير عن إعجابك ستقول هذا بالحرف دون تجميل للكلام، أنت لست بشاعر أو أديب، قل ما في قلبك مباشرة، ولن تخسر شيئًا.. أعتقد أنك ستربح الكثير.
ماذا أفعل بعد أن أعبر عن إعجابي
هل عبرت عن إعجابك؟ هل قلت لها ما تود قوله، حسنًا.. يمكنك الآن الانسحاب إلى طاولتك أو إلى مكانك السابق ببساطة، هذا الحل هو أيسر الطرق وأكثرها ضمانة على أي حال وكونك شخص تعاني الخجل في الحديث مع الفتيات فلا ريب أن هذه مرحلة هامة جدا وهي مرحلة أن تتحدث أصلا، وأعتقد أنك ستكون سعيد بنفسك كما أنك كشفت لها عن حسن نيتك وأنك لا تبتغي أي شيء من وراء هذا التعبير عن الإعجاب، فقط مجرد التعبير فحسب وهذا سيثير إعجابها واحترامها هي شخصيًا جدًا، ولكنك لا تكتفي بذلك وترغب في تواصل أوسع، ماذا تفعل؟ حسنًا.. ستلتقط الوقت المناسب تمامًا لتسألها إن كان من الممكن أن تتمشيا سويًا أو تشربا شيئًا سويًا، وربما ستلاقي القبول أو بالطبع سوف تلاقي القبول.
ماذا أفعل في حالة الرفض؟
التساؤلات جميعها تدور حول الرفض، هل الرفض شيء منطقي ووارد؟ بالطبع منطقي ووارد.. لعدة أسباب أهمها أن الفتاة التي تعبر لها عن إعجابك متحفظة تجاه هذه النوعية من المحادثات، ثانيًا أنها قد تكون مرتبطة أو في انتظار شخص ما لن يكون الأمر لائقًا حينما يراها تجلس معك، بالتالي فهي تستعين بالرفض من أجل أن تكف عنها محاولاتك، ولعدة أسباب أخرى قد تتعلق بعرضك في ذاته، المهم أنه في حالة الرفض يجب عليك أن لا ترتبك أو تشعر بأنك قد هزمت، بالعكس خذ الأمر بمنتهى البساطة، لا تجعل عقدتك في الخجل في الحديث مع النساء تتضاعف، اعتذر في البداية، المهم أن تعتذر إن كنت قد أزعجتها، وابتسم ابتسامة أخيرة واستدر وامضِ قدمًا نحو مكانك السابق دون أي مشكلة، إياك أن يظهر عليك الاستياء تعامل مع الأمر بشكل معتاد، لأنه معتاد فعلا وطبيعي ولا يستدعي أي حساسية ولا ينبغي أن يثنيك عن أن تحاول مرة أخرى مع أشخاص مناسبين.
كيف تبدأ الحديث مع فتاة على مواقع التواصل دون خجل
الخجل في الحديث مع الفتيات لا يكون على أرض الواقع فقط بل حتى في الحديث مع فتاة على مواقع التواصل الاجتماعي ولذلك إليك هذه الإرشادات السريعة الموجزة حول الحديث مع فتاة على موقع تواصل دون أن يصيبك الخجل في الحديث مع الفتيات حتى ولو كان عبر الإنترنت:
- حدد هدفك، لما تريد أن تتواصل مع هذه الفتاة تحديدًا؟ مظهرها؟ آراءها؟ تشعر أن هناك شيء من القرب والتفاهم بينكما؟ يجب أن يكون هذا الإعجاب حقيقي لأن حسابات الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي كثيرة وقد يكون لديك هدف التعرف على أي فتاة فحسب وليست فتاة بعينها وهذا ما لا يمكن أن يكون مقبولاً في أي سياق بالطبع، ولذلك عند الإعجاب بفتاة وأخذ قرار بالتعبير عن هذا الإعجاب يجب تحديد الأسباب التي ستقولها لها للإعجاب حتى لا تشعر أنك مجرد عابث يتسلى بها فحسب.
- الخجل في الحديث مع الفتيات عبر مواقع التواصل يكون بدافع الخوف من التجاهل أو نشر المحادثة وأقصى إجراء تستطيع فعله هو الحظر، وهذه الإجراءات عمومًا مهما كانت فإنها تكون أخف مما هي على أرض الواقع، فعليك ألا تخاف.
- الكتابة في الغالب كوسيلة للتعبير تكون أسهل بكثير من الحديث بالنسبة للأشخاص الذين يعانون الخجل في الحديث مع الفتيات حيث لا يلاحظ عليك التلعثم أو الارتباك كما أنك تتحدث في الوقت الذي تستريح فيه بعد تجهيز واسترخاء، إذن المسألة تكون أبسط وأسهل بكثير.
- مثلما كنا على أرض الواقع، يكون عبر الإنترنت الحديث بوضوح ودون كذب أو تزييف هذا هو أهم ما يبهر الفتيات عمومًا خصوصًا أن الحديث الملون المزيف المأخوذ بالنسخ واللصق والذي يظهر عليه جدا أنه مبالغة موجود وبغزارة ورسائل تقليدية مثل “هل يمكن أن نتعرف” قد تغلق الباب في وجهك قبل حتى أن ينفتح لأنها انتهت وللأبد وذهب زمانها، تحدث عن أسباب إعجابك ببساطة دون مبالغة.
كيف تتخلص من الخجل أمام الناس
- أولاً: الثقة بالنفس، يجب عليك أن تثق بنفسك وأنه ليس هناك أحد أفضل منك ولا ينبغي عليك أن تخجل لأنك لست بأقل من أحد، كل ما في الأمر ينقصك فقط أن تكون مؤمنًا بنفسك وبقدراتك وطالما ظللت هكذا قابعًا تحت غيوم الخجل فلن تشرق شمس حضورك على الناس أبدًا.
- ثانيًا: أن تتحدث بصدق دون افتعال لشخصية معينة كي تنال الإعجاب، الناس عادة يهتمون بمن يتحدث من قلبه ويعبر بأصالة عن نفسه لا يصطنع شخصية أخرى فيبدو مثل المسخ تثار حوله الانتقادات ولا يلقى القبول.
كيف تتخلص من احمرار الوجه عند الخجل
احمرار الوجه عند الخجل من الأمور التي يعاني منها الأشخاص المصابون بالخجل في الحديث مع الفتيات، أما عن كيف يتم التغلب على هذه العادة التي تجعل الأمور تسوء أكثر فإنه عليك أن تتحلى برباطة الجأش وتحافظ على ابتسامتك لا تجعلها تفارق شفتيك وتتحكم في أعصابك إلى أبد حد، كما عليك ألا تنظر في عيني من يحدثك عند الشعور بالحرج حاول أن تنظر بعيدًا قليلا عن عينيه، لأن النظر في العينين يصيب بالارتباك ويجعلك غير مرتاح وهو الذي يسبب احمرار الوجه.
خاتمة
تحدثنا عن الخجل في الحديث مع الفتيات ونقول أن التخلص من هذا الشعور يأتي بالتدريج فلا يمكن أن يأتي دفعة واحدة ولا بي ليلة وضحاها ستتحول إلى شخص جريء وواثق، لذلك عليك بالثقة في النفس كي تتخلص من هذا الشعور.