تدرج الحيوانات البرمائية ضمن سلالة الحيوانات آكلة اللحم وهذا ما يعني أنها تتغذى على الكائنات الحية الأقل حجمًا وقوة منها، ويذكر أن هناك بعض الفلاحين الذين أخذوا أنواع معينة من الحيوانات البرمائية مثل الضفادع ووضعوها في أراضيهم حتى تقضي على الحشرات والآفات الموجودة بها، وهذا يعد من الأمور الجيدة والمحافظة على التوازن البيئي الحيوي وهذا بالطبع مطلوب في هذه الآونة، وبعيدًا عن هذا فإن سبب تسمية مجموعة الحيوانات هذه بهذا الاسم هو لأنها قادرة على العيش في البر والبحر بدون أي مشكلة، وهذا ما يمثل حياة مزدوجة لها ولكن ليس لجميع الحيوانات البرمائية، فهناك بعض الحيوانات التي تتمي إلى هذه الفصيلة ولكنها تعيش حياة كاملة في البحر أو حياة كاملة ودائمة في البر، وأيضًا من الأمور المميزة للحيوانات البرمائية هي عملية التنفس التي لا تتم بالشكل المعتاد لأغلب الحيوانات وهو عن طريق الأنف، بل هي تتنفس من خلال جلدها الأمر الذي يعد من الأشياء الغريبة جدًا لمثل هذه الحيوانات، عامة سنقوم هنا بالحديث عن كل ما يتعلق بالحيوانات البرمائية بشكل مفصل، فلا تذهبوا بعيدًا.
استكشف هذه المقالة
خصائص البرمائيات
تندرج خصائص الحيوانات البرمائية ضمن أربعة فقرات كل واحدة منهم تتحدث عن جانب معين من جوانب حياة البرمائيات، أما عن الجانب الأول فهو يتعلق بحياة وسلوكيات البرمائيات وهنا سيكون الحديث عن طريقة تعامل البرمائيات مع أعدائها وطريقة التأقلم مع درجات الحرارة، فالبرمائيات تعد من الحيوانات آكلة اللحم بمعنى أنها تتغذى على اللافقاريات والحشرات الصغيرة، فهي تختبئ وتتموه حتى تجد الفرصة المناسبة وتنقض على الحشرات أو اللافقاريات الصغيرة لتقي عليها وتأكلها، ومن الجدير بالذكر أن البرمائيات هي من نوع اللافقاريات وهي بذلك تقضي على نفسها بنفسها، وبذلك تحافظ على التوازن البيئي بقتل الأصغر حتى لا تتزايد أعداد هذه الكائنات على الأرض، هذا بجانب أنها تأكل الحشرات والآفات الضارة بالمحاصيل الزراعية وهي تعد فائدة كبيرة جدًا للفلاح الذي يعاني دائمًا من تلك الآفات الزراعية.
وتتميز البرمائيات بلسان طويل بعض الشيء يمكنها من الإمساك بأعدائها وجذبهم إليها حتى يسهل التهامهم، وتعتبر الثعابين والقوارض والطيور وبعض الثدييات هم أكثر أعداء البرمائيات والذين دائمًا ما يدخلون في صراع مع بعضهم البعض، وفي العادة تكون نتيجته ليست في صالح البرمائيات إذا كانت صغيرة أما الكبيرة مثل ضفادع العجل والسلمندر الياباني فالنتيجة هنا تكون لصالح البرمائيات في أغلب الصراعات، وبالنسبة للتأقلم مع درجات الحرارة فمن خصائص الحيوانات البرمائية هو كونها ذات دم بارد، بمعنى أن درجات حرارتها متقلبة حسب درجة حرارة الجسم، فإذا كانت تعيش في مكان ساخن وذو درجة حرارة مرتفعة يصبح جسمها ملتهب وساخن ولذلك تسرع في البحث عن مكان دافئ وبارد بعض الشيء، وأما إذا كانت تعيش في مكان بارد فسوف يتأثر جسمها بذلك وتصبح باردة وبالتالي تبحث عن مكان ساخن لموازنة جسها.
الخصائص الجسدية للبرمائيات
توجد العديد من أنواع الفقاريات وهي بالطبع تختلف من حيث الأوصاف والأشكال والأطوال والأحجام، وتعتبر البرمائيات هي أصغر أنواع الفقاريات وأقلها حجمًا بسبب تواجد بعضًا منها بطول لا يتجاوز الستة عشرة سنتي متر ووزنًا لا يتعدى السبعين غرام تقريبًا، ولكن هذا لا يعني أن جميع الحيوانات البرمائية صغيرة جدًا فهناك أنواع منها عملاقة جدًا وخطيرة مثل ضفادع العجل المنتشرة في أمريكا والسلمندر العملاق الموجود في اليابان، فالسلمندر الياباني على سبيل المثال عندما يكبر يصل طوله إلى حوالي مترين، ومن الجدير بالذكر أنه يعيش في أنهار المياه العذبة المنتشرة في اليابان، وغالبًا تأتي البرمائيات بشكل عام بأربعة أقدام أو أرجل والبعض منها يكون لديه ذيل يجره خلفه مثل السلمندر سواء الياباني أو غيره، ويعتبر جلد البرمائيات هو أهم شيء في جسدها وذلك نظرًا للفوائد العديدة التي يقدمها لتلك الكائنات، فمثلًا يعمل الجلد على الاحتفاظ بالمياه قدر الإمكان حتى بعد الخروج من البحر لاستخدامها وقت الحاجة.
وأيضًا يعمل الجلد كجهاز تنفس بالنسبة للبرمائيات حيث تستخدمه في امتصاص الأكسجين الموجود في الماء، وبواسطة هذا الأكسجين تتمكن من السباحة في النهار والبرك المائية لفترات كبيرة بدون أي مشكلة، ولذلك فمن الضروري جدًا للبرمائيات أن تبقي على جلدها رطب دائمًا ومن أجل هذا نجدها دائمًا في الأماكن القريبة من المياه، وأيضًا من الأمور الهامة والتي يجب معرفتها هو أن الحيوانات البرمائية في الغالب يكون جلدها سام ببعض الأحيان، حيث أن لديها غدد تفرز بعض المواد الكيميائية ذات رائحة كريهة وتكون سامة لذا فيفضل أخذا الحيطة والحذر قبل الاقتراب منها، وعندما يبدأ جلد البرمائيات في إفراز هذه المواد السامة يتحول لونه إلى شيء أخر مميز مثلما تتخذه الضفادع عند وقوفها على الأشياء، ويعد هذا التغير في لونها علامة وتحذيرًا لأعدائها كي لا يقتربوا منها.
دورة حياة البرمائيات
نأتي هنا للحديث عن دورة حياة الحيوانات البرمائية والتي تعد من خصائص هذه الحيوانات المميزة لها، فهي تقضي الفترة الأولى من حياتها قبل البلوغ تحت سطح الماء وبعد البلوغ تخرج إلى اليابسة وتتنقل بكل راحة من اليابسة للماء والعكس، والسبب في ذلك هو أنها قبل البلوغ لا تكون لديها رئتين تحت الجلد ولذا لن تتمكن من التنفس خارج المياه، وفي هذه الفترة تعتمد على خياشيمها في التنفس تحت الماء، ومن الجدير بالذكر أن الحيوانات البرمائية في الغالب تميل للعيش فوق اليابسة حتى تأكل الحشرات والكائنات الأصغر منها، ولذلك نجدها بعد البلوغ لا تعود للماء إلى في أوقات قليلة أكثرها لوضع بيضاتها الصغيرة، وتتكاثر الحيوانات البرمائية غالبًا في موسم الأمطار ومنها من يضع بيضاته في النهر أو البرك المائية، حيث يقوم الأبوان بوضع بيضاتهم في الماء وتركها بدون رعاية أو اهتمام.
وتأتي بيضات الحيوانات البرمائية هذه بطبقة هلامية صفراء تشبه الجيلاتين، وبعد مدة قصيرة تفقس هذه البيضات وتخرج لنا يرقات صغيرة تعيس في الماء لفترة قصيرة حتى تبلغ وتتكون لديها رئتين تحت الجلد تمكنها من التنفس خارج الماء، ومن الجدير بالذكر أن الحيوانات البرمائية وهي صغيرة تتغذى على النباتات والطحالب الصغيرة، وإذا كانت لاحمة مثل السلمندر فسوف يتغذى على برمائيات أخرى أصغر منه في الحجم، وبعد البلوغ يصبح لدى البرمائيات رئتين وأربعة أرجل اثنان في الأمام واثنان في الخلف حتى يساعدنها في السير على اليابسة، هذا بجانب تغير جهازها الهضمي وعيونها حتى تصبح ذات قدرة كافية على التنقل والعيش فوق اليابسة.
بيئة الحيوانات البرمائية
في الغالب تسكن الحيوانات البرمائية الأماكن الرطبة ولذلك دائمًا ما نجد معظمها بالقرب من البحيرات والبرك المائية والأنهار، وهناك بعض من الحيوانات البرمائية التي تسكن الغابات الاستوائية وهي في تلك الحالة تعتمد على المطر في ترطيب جسدها والمكان الذي ستسكن فيه، فقد تحدثنا مسبقًا أنه لابد من كون جسدها وخاصة الظهر رطب دائمًا حتى تتم عملية التنفس بشكل جيد ومناسب لحياتها، هذا بجانب أن بويضات الحيوانات البرمائية لابد أن تنمو وتفقس في الماء لذلك فعادة ما تتم عمليات التزاوج لديها في فصل الشتاء أو تساقط الأمطار عامة، ويذكر أن هناك بعض الحيوانات التي تعيش في الأماكن الشبه صحراوية فهي تسكن في جحر تحت الأرض وتظل به إلى أن ينتهي فصل الصيف.
وبعدها تخرج في فصل الشتاء لترطب جسدها وتضع بويضاتها في الماء وهكذا، وما يساعدها على إتمام عملية التزاوج ونمو البويضات حتى تفقس كل هذا في فصل الشتاء فقط هو أن البويضات الخاصة بالحيوانات البرمائية سريعة في النمو والنضوج، ولذلك لا ينتهي فصل الشتاء وتجف البرك المائية والمستنقعات حتى تكون البويضات قد فقست وانتهى كل ما يتعلق بعملية التزاوج ونمو البويضات حتى نمو الحيوان الصغير أيضًا، فكما ذكرنا هو يظل في الماء لمدة من الوقت حتى يبلغ ويتمكن جسده من تحمل الحياة البرية وتنمو لديه الرئتين تحت الجلد.
أشهر أنواع الحيوانات البرمائية
يعتبر الضفدع هو أشهر نوع من ضمن الحيوانات البرمائية وهو يندرج منه بضعة أنواع أخرى مثل الضفدع الأمريكي، وضفدع جالوت، والضفدع العربي، والضفدع الأرجواني، والضفدع الأفريقي، والضفدع السام، وضفدع السهول، وغيرها الكثير من الأنواع المندرجة تحت حيوان الضفدع، وأيضًا لدينا من الحيوانات البرمائية حيوان السلمندر ومنه يأتي السلمندر الذهبي، وسلمندر الكهوف، وسلمندر اليابان، وسلمندر جبال الألب، وسلمندر الصين، ويوجد أيضًا حيوان العلجوم، والسحالي، والسيسليان، وغيرها من الأنواع الأخرى التي تدرج ضمن الحيوانات البرمائية وكلها تصنف تباعًا للحيوانات اللاحمة المشهورة، وكلمة اللاحمة تلك تعني أنها تتغذى على الحيوانات الأخرى ولكن الأقل منها قوة وحجمًا فقط، لأنها بالطبع لن تقوى على مجابهة الكبار أو حتى أكلها لو نجحت في صيدها، مثل الكائنات الدقيقة والحشرات والآفات التي تسير في الأرض وغالبًا ما نجدها بكثرة في الأرضي الزراعية، ولذلك قام الفلاحون باستخدام مثل هذه الحيوانات وخاصة الضفدع لتنظيف وتنقية أرضه من تلك الأشياء الضارة بها.
برمائيات على وشك الانقراض
بعدما تحدثنا بالأعلى عن أشهر أنواع الحيوانات البرمائية وجب الحديث عن البرمائيات المهددة بالانقراض، ومن ضمن المهددين بالانقراض هو ضفدع الميسيسبي وكما هو واضح من مسماه يتواجد ذلك الضفدع بالقرب من نهر الميسيسبي الكائن في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يتواجد في أي مكان أخر بالعالم وتقول الإحصائيات أنه لا يتواجد سوى ثلاثمائة حيوان فقط من ذلك النوع، ولذلك فهو أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض في العالم، بعد ذلك لدينا حيوان الضفدع البنمي ذو اللون الذهبي وهو موجود في دولة بنما فقط وبنسبة لا تتجاوز المائة منه، ولدينا أيضًا حيوان السلمندر المرقط ذو اللون الأزرق وهو الآن لا يتواجد منه سوى عدد قليل جدًا، وتسعى حكومة ولاية آيوا الأمريكية في إنقاذ العدد القليل المتبقي من هذا الحيوان، ولكنها للأسف تفشل بسبب عدم قدرتها على تربية صغار ذلك النوع من الحيوانات البرمائية.
ويوجد أيضًا من ضمن الأنواع المهددة بالانقراض حيوان الهلبندر الشرقي الموجود في ولاية أوهايو الأمريكية أيضًا، وهناك أيضًا ضفدع كيهانسي سبراي الموجود في دولة تنزانيا الأفريقية، والعدد الموجود منه هو لا يتجاوز المائة وخمسين تقريبًا، والسر وراء قربها من الانقراض هو جفاف شلال رذاذ التنزاني والأماكن المجاورة له، ولذلك تسعى الحكومة التنزانية لعمل بركة مائية صناعية لذلك الحيوان حتى لا ينقرض.
أضف تعليق