الحنطة السوداء يُسميها البعض بالقمح الأسود، ويستوردها شعوب الدول العربية كافة فهي لا تزرع إلا في منطقة شديدة البرودة كما في روسيا والدول الأوربية، ولا يتم زراعتها إلا مرة واحدة خلال العام، ولكنها تُنتج بكميات كبيرة تغطي حاجة مستهلكيها من نفس الموطن ومن مستوردي الدول الأخرى، ويرى كثيرا من الناس أنها لا تختلف شيئا عن القمح المستخدم في الغذاء، ويعتقد البعض الآخر أنها ليست قمحا وهذا الرأي الصائب فهي تختلف عن القمح وعن أي نوع أخر من الحبوب، وهناك من يرى أنها تنتمي إلى فصيلة تسمى الفصيلة النجيلية والتي تضم القمح إضافة إلى الأرز والشعير فهل هذا الاعتقاد صحيح؟ وما هي أهم مميزاتها؟ وهل هناك مخاطر من استخدامها؟ كل هذه الأسئلة سنقوم بالرد عليها من خلال هذه المقالة على موقع تسعة.
استكشف هذه المقالة
معنى زهرة الحنطة السوداء
تمتلك زهرة الحنطة ساقا وأوراقا وحبوب طول الواحدة منها يزيد عن 1 متر، وبالتالي فهي تعتبر أحد أنواع النباتات الزهرية ففي مقدمتها توجد البتلات والتي تكون بيضاء، وأحيانا تكون وردية مائلة للون الأحمر، ولا يهم اختلاف نوعية التربة فهي تُزرع في أي أرض إذا ما توافر المناخ المناسب فهي تحتاج إلى مالا يزيد عن 13 درجة مئوية لزراعتها وإتمام عملية التلقيح والذي يتم في نفس المناخ، ولكنها في نفس الوقت لا تتحمل الشتاء القارص فالنبات قد يذبل ويموت عندما تنخفض الحرارة إلى 3 درجات مئوية أو ما دون ذلك، وتحتاج إلى الانتظار من ثلاثة إلى أربعة أشهر من تاريخ زراعتها لنضج المحصول وجمعه.
بعد شهرين من زراعتها تبدو الأزهار واضحة تماما وبعدها يتوالى نمو الساق، وفي داخلها يختزن نسبة كبيرة من البذور والتي تعد أهم عنصر في زراعة الحنطة على الرغم من أن البعض وبخاصة شعوب الهند يحرصون على تناول أوراقها مثل بقية الخضروات الموجودة في الطبيعة، وتُستعمل البتلات أو الأزهار أيضا في صناعة العطور حيث أن رائحتها تبدو مميزة ومحببة للكثيرين.
الحنطة السوداء للرجيم
هناك الكثير من الأسرار التي تجعل من الحنطة السوداء غداءا مناسبا لكل من يرغب في التخلص من وزنه الزائد فقد امتازت البذور باحتوائها على عدد منخفض من السعرات الحرارية، ونسبة قليلة للغاية من النشويات، ويمكن استغلال هذا الأمر في طحن البذور واستخدامها في صنع الخبز والأزر والمكرونة وشتى أنواع المعجنات بنفس الطريقة وبمذاق أفضل ولكن بما يتناسب مع تطبيق الرجيم.
الحنطة بها نسبة مرتفعة من الألياف، ولهذا السبب فهي تسهم في علاج أغلب مشاكل الهضم التي تؤدي لزيادة الوزن مثل الإمساك، احتباس البول، تراكم الغازات، وتعتبر غنية بالبروتينات التي تُسرع من الشعور بالشبع، وتعمل كذلك على خفض نسبة الكوليسترول في الدم، ومع ذلك مع الاستعاضة بها عن مصادر الغذاء الأخرى لا يتم طرد للفيتامينات الموجودة في الجسم بل على العكس تعتبر الحنطة مغذية لأنها مليئة بأشكال متنوعة من الفيتامينات والمعادن مثل النحاس، الفسفور، الحديد، والمنجنيز.
حساء الحنطة السوداء للرجيم
تعتبر من أيسر الطرق لتناول الحنطة للرجيم، ويمكن الاعتماد عليها كوجبة غذاء متكاملة تشعرك بالشبع، وفي نفس الوقت مذاقها لذيذ وتجدد من حيوية الجسم وتدفئ الجسم شتاءا، ويتم تحضيرها كالتالي:
- أولا نقوم بتحضير مقدار نصف كوب من مطحون الحنطة السوداء ، وضعف مقدار الحنطة من الماء مع طبق صغير من كلا من البصل المفروم والفلفل المفروم وشرائح الفطر، ومقلاة ممتلئة بالزيت.
- نضع المقلاة على الموقد ثم نضيف شرائح الفطر بعد نضجها نضيف لها البصل والفلفل مع التقليب لمدة 7 دقائق.
- في النهاية نضع الحنطة ونضف لها كمية الماء، ونستمر في التقليب حتى تنضج جميع المكونات، ونضع التوابل في النهاية ونتناول الحساء دافئا.
مكرونة الحنطة السوداء
تعتمد شعوب كوريا على تصنيع المكرونة من طحن بذور الحنطة السوداء حيث لا تتعدى نسبة استخدامهم للدقيق الأبيض في أي وجبة يصنعونها عن 10% حفاظا على رشاقتهم، وتجنبا لإصابتهم بالأمراض فمكرونة الحنطة خالية تماما من مادة الغلوتين ويتم خلطها أحيانا بمواد أخرى مفيدة مثل دقيق الشوفان وبذور الكينوا ويضاف لها أيضا مواد مستحلبة مثل الليسيثين.
فوائد عديدة للحنطة السوداء
تستحق الحنطة السوداء أن تكون من المنتجات الأغلى سعرا في السوق فما سيعود عليك من تناولها يلزمك أن تنفق المال من أجل شرائها والبحث عنها في المتاجر القريبة منك فهي مرتفعة في القيمة الغذائية وتحتوي على كل ما يحتاجه الجسم من معادن، وأحماض وفيتامينات ومركبات كيميائية نادرة وضخمة ولذلك تتعدد فوائدها كما يلي:
الحنطة تقي من الإصابة بالسرطان والسكر
- تحتوي أطعمة كثيرة على مضادات الأكسدة، ولكن لن تكون كالموجودة في الحنطة فمن الصعب العثور على الكيرسيتين والفيتكسين في آن واحد، ولكنها متواجدين في الحنطة بنسبة كافية لحمايتك من الإصابة بكافة السرطانات.
- وإذا كنت تخشى من الإكثار من النشويات حفاظا على معدلات السكر المنخفضة في دمك فلا تقلق فالحنطة غنية بالنشويات وفي نفس الوقت لا تسبب في رفع السكر بل على العكس تساهم في علاجه.
- تحافظ على صحة الكبد والقولون
- تعتبر علاج جيد لوقف إفراز مزيد من الأحماض في الكبد والقنوات المرارية وبالتالي تجنبك تكون أي حصوات بالكلى.
- قد تضطر إلى الاحتفاظ بقشور الحنطة السوداء إذا كنت ترغب في الحصول على نسبة لا بأس بها من الألياف، والتي يصنفها البعض تحت قائمة النشويات المقاومة للهضم فهي تعمل على وقاية القولون من الإصابة بالأمراض.
- تقوي الجسم وتعالج الأنيميا
- علاج فعال لمشاكل فقر الدم وضعف العظام والأسنان والأظافر فمن ناحية المصابون بفقر الدم فالحنطة توفر لهم محتوى مرتفع من الحديد الذي يساهم في نقل أكبر محتوي من الأكسجين للخلايا عبر الدم بالإضافة لمعادن أخرى كثيرة تعالج سوء امتصاصه في الجسم كالفسفور، وأما بالنسبة لضعف الأسنان أو العضلات فالحصول على السيلينيوم الموجود في الحنطة سيعالج الأمر تدريجيا.
هل هناك موانع من تناول الحنطة السوداء ؟
ليست هناك موانع من تناول الحنطة فمرضى القلب سيحصلون على نسبة لا بأس بها من النحاس والماغنسيوم عند تناوله، ومرضى السكر أيضا يستطيعون تناول الحنطة بأي مقدار، ويمكن تناولها مع أي نوع من الفيتامينات أو الأدوية فهي سريعة الامتصاص، ولكن هناك فئة قليلة من الناس قد يعانون من حساسية تجاه مكوناتها لذلك ننصحهم بالتوقف عن تناولها.
الخاتمة
بإمكانك استخدام الحنطة السوداء في تحضير الكثير من الأصناف المكرونة أو الحساء، وأيضا الشاي والفطائر والآن توسعت استخدامات الحنطة في المجالات الطبية فهي توجد على هيئة أقراص أو نقاط تعطى للمريض مباشرة بعد تعرضه للنزف نتيجة حادث مفاجئ أو بعد العمليات الجراحية لاحتوائها على عنصر الروتين والذي يعرف بدوره في زيادة عمليات التخثر أيضا يعطى للعمال بعد تعرضهم للإشعاع النووي أو الذري لتقليل الآثار المحتمل وقوعها نتيجة لذلك، والآن بعد أن عرفت كل هذه الفوائد هل ستبدأ بتناول الحنطة أم لا؟
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح لاستخدامات طبية لواحدة أو أكثر من الأعشاب الطبيعية أو النباتات أو الأطعمة أو الزيوت، هذه العلاجات في الأحوال العادية وبالنسبة للأشخاص الطبيعيين لا تسبب أضرارًا، لكن يجب دومًا الرجوع إلى الطبيب قبل استخدامها للتأكد من ملائمتها لحالتك الصحية وعدم تعارضها مع أدوية قد تتعاطاها وتحديد الجرعة الملائمة منها، وتزداد أهمية الاستشارة الطبية في حالة الأطفال وكبار السن والحوامل والمرضعات.
أضف تعليق