ليس الزواج وحشًا مؤذيا يجري وراء الناس، ولكن متعة الحرية في العزوبية تجعل الجميع يشعر قبل الزواج أن الموضوع صعب جداً وأنه يجب أن يتخلى عن أشياء كثيرة سنذكرها هنا في هذا المقال عندما يقرر أن يتزوج. ولذلك قبل أن تتوجه بعقلك نحو التفكير في الزواج من الأساس يجب أن تفكر فيما قد تفتقده داخل الحرية في العزوبية، لأنك حينها سيكون فات الأوان. وربما مشكلة صعوبة أول سنة من بعد الزواج تأتي بسبب أن الشريكان يكونان معتادان على نظام الحرية في العزوبية وعدم الالتزام بشيء. عكس حياة الزواج تماماً التي يومياً تصحوا لغرض أن تذهب إلى العمل حتى تأتي بالمال لأجل العائلة والأطفال، والمدارس، وكل هذه الأشياء التي تجعل الزوج والزوجة عبارة عن طواحين لا تهدأ ولا تأخذ شيء لنفسها. بل يعيشون فقط من أجل مستقبل أطفالهم وتعليمهم وكل هذه الأشياء التي تصطاد المتزوجون فور الدخول إلى عش الزوجية.
كيفية الاستفادة من مميزات الحرية في العزوبية قبل مرحلة الزواج
الراحة النفسية
من أول متع الحرية في العزوبية هي الراحة النفسية التي يمتلكها الشخص المستقل عن كل الآخرين. فالذي يحدث هو أن الرجل أو المرأة الذين يعملون ولا يعتمدون على أحد في المسئوليات المالية، فيكون لديهم عملهم الخاص والمال الخاص بهم، والحياة الخاصة بهم، وليس لديهم شخص يحاسبهم على أفعالهم دومًا. بل هو شخص مستقل لا يحمل هم شيء، حتى لو حدثت معه مشكلة فهو سيقول لنفسه أنه عادي جداً وسيتخطى المشكلة، ولا يحمل هم أحد معه سيتحمل المشكلة. حيث أنه وحيد ولا يحمل غير مسئولية نفسه هو. ولذلك غالباً الشخص العازب والمستقل مادياً صعب جداً أن يفرط في هذه الهبة من أجل فتاة تجعل حياته روتينية، فهذا سيكون بالنسبة له قتل لراحة باله. وفي المقابل الفتاة المستقلة العزباء تكون أيضًا حرة جداً وليس لها شخص يقول لها ماذا تلبس وتضع من أنواع المكياج، ولا يلزمها بعمل أكل من المطبخ، بل هي نفسها تأكل من المطاعم دون أن تتعب نفسها. كل هذه الراحة النفسية التي يجدها العزاب تجعلهم ملوك في عيون أنفسهم وصعب جدًا أن يفرطون في عرشهم لأحد أخر.
السفر بحرية
السفر من ضمن متع الحياة الحقيقية التي يجب أن يجربها جميع الناس. ولكن المشكلة أن السفر مكلف، وخصوصاً لو كان لطرفين أو أكثر. أما في حالة الغير متزوجين، الحرية في العزوبية تمنحهم كل مقومات السفر الصحيحة. فهو ليس لديه زوجة يجب أن يأخذها معه في كل مكان يذهب إليه، ليس معه أطفال يكدرون صفوة بطلباتهم التي لا نهاية لها، ليس معه أحد سوى من يختاره هو بنفسه، وليست أسرته التي تأتي معه لأنه يجب أن يأخذهم معه. الحرية في العزوبية تجعل السفر للفرد العازب ممكنة جداً، فهو من الممكن أن يكون مرتب شهر واحد فقط في السنة كلها، به يقضي إجازة في أي مكان يريده. وبمرتب ستة أشهر يستطيع أن يقضي إجازته في جزر المالديف في حدود 2000 دولار أمريكي شاملة تذاكر الطيران. وكل بلد على حسب مرتبها وكل عازب على حسب ما يتقاضاه من أجر. أما في حالة وجود أسرة فغالباً السفر سيكون عبء على الرجل وليس مجرد فسحة لأنه يحقق ما يتمناه الآخرون طوال الإجازة وطوال السفر على حساب نفسه. ونحن هنا نتكلم عن الطبقة المتوسطة الأكثر انتشاراً في كل العالم.
مظهر كما يحلو لك
في الزواج غالبًا أنت لست ملك نفسك سواء كنت امرأة أو رجل، وخصوصا لو كان الشخص في سن الثلاثينات. في حين أن الحرية في العزوبية تكفل لك أن تكون ملك نفسك في كل شيء، وخصوصًا مظهرك. فهناك الكثير من الرجال يرفضون أن يطيلون شعرهم، أو يطيلون لحيتهم، أو يفعلون مظهر هم يتمنون أن يفعلوه لمجرد أنه متزوج وله أولاده ولا يجب أن يفعل هذا المظهر لأنه شبابي ولا يليق بسنه. في حين أنه حق كل إنسان أن يفعل فيما يخص شكله ما يحب. من ناحية أخرى هناك الكثير من الفتيات أثناء فترة العزوبية تلبس نوع معين من الملابس تضع نوع معين من المكياج، تكون بمظهر شبابي. ولكن عندما تتزوج تشعر وأنها قد كبرت في السن ما بين عشر أو خمس سنوات في حين، أنها لم يمر على زواجها سوى سنة بالأكثر. وما يحدث هنا هو أن قيد علاقة الزواج يجعلك ليس ملك نفسك بل ملك أشخاص آخرين. ولذلك لو كنت عازب أرشح لك أن تفعل ما تريده في مظهرك دون تردد لأنك لن تجد فرصة مماثلة أكثر من هذا الوقت.
عدم التقيد بمواعيد
في الحياة الزوجية حياة المتزوجين هي عبارة عن مواعيد، لكل شيء ميعاد، للأكل ميعاد، للعمل ميعاد، للنوم ميعاد، لدفع الفواتير ميعاد، لمدارس الأطفال ميعاد، كل شيء من حولك يجب أن يكون له ميعاد. ولكن الحرية في العزوبية تجعلك حر من أي ميعاد وغير ملزم بفعل شيء في وقت معين، لأنك حر نفسك ولا تخشى من شيء. لأنك تستطيع أن تذهب إلى العمل دون نوم ثم تأتي وتنام بقية اليوم، ثم تذهب مع أصدقائك إلى حيث لا تعلمون ثم تأتي، وهكذا تفعل أي شيء يأتي إلى مزاجك في أي وقت. ولكنك لو متزوج لن تستطيع التحرر من المواعيد بسبب المسئوليات التي تكون على عاتقك دومًا. في العزوبية تكون شخص حر بالمعنى الحرفي ولا تجد ما ينغص عليك حياتك. لن يكون هناك أشخاص كثيرين يستنزفون وقتك من الأساس بل كل وقتك هو ملكاً لك وليس ملكاً لأولاد وزوجة. ففي الزواج وقتك يتقسم على أفراد عائلتك وعملك، لدرجة أن أحيانا الكثير من الناس يفاجئون أنهم وصلوا لسن معين دون أن يعيشون حياتهم. بل هم عاشوا وقتهم لغرض تحمل مسئولية أفراد آخرين، وحتى لو كانوا أسرتهم. ولكن نفسك لها حق من وقتك، والعزوبية تجعلك تستمتع بكامل حقك.
العمل فيما يحلو لك
في الزواج يجب أن تكون رجل عملي أو سيدة عملية، لا مكان للطموح والأهواء والمواهب والرؤية المستقبلية. بل كل ما يهم هو الحياة العملية والنقود التي تجعل البيت قائم بصورة دائمة دون أي نقصان أو احتياج يؤدي إلى عدم استقرار المنزل. ولكن في المقابل الحرية في العزوبية تتيح لك أن تعمل فيما تحب ولا تنظر للمادة أو لا تنظر للربح، ولا تنظر للوقت الذي يحتاجه تنفيذ هدفك. فأنت لست ملزم من أحد ولا أحد ملزم منك. لأنك في الزواج ربما قد تحب أن تعمل في شيء لا يأتي بربح مادي يستطيع أن يغطي مصاريفك، فتضطر إلى أن تترك ما تحب وتعمل ما لا تحب من أجل المال. وتعيش حياتك كلها تعمل ما لا تحب فقط لأجل العائلة. بالطبع أنا لا أقول إن هذا خطأ ولكن الحرية في العزوبية تجعل كل هذا ليس مهماً، لأنك لا تحمل مسئولية أحد سوى نفسك. ومن هنا يجب أن يستغل العازب هذا الوقت في اكتشاف مواهبهم والعمل عليها، لأن بعد الزواج غالباً لن يكون لديكم وقت أو مجهود بل كل تركيزكم سيكون منصب على الأسرة.
النوم دون مضايقات
في الزواج غالباً يكون المتزوجين غير مرتاحين في بعض الأحيان، ولكن الحرية في العزوبية تمنحك الشعور الكامل بالراحة دون أي منغصات في حياتك. حيث أنه لا يوجد طفل يزعجك بصراحة في الثالثة صباحاً، ولا يوجد شخص يتقلب بجوارك ويعاني من القلق، مما يجعلك أنت شخصياً تعاني من القلق. في العزوبية تنام في أي وقت وكيفما تشاء سواء بالطول أو بالعرض، قمة الحرية. ولكنك في الزواج تكون مضطر أن تنام بطريقة واحدة كي تفسح لشريكك المجال للنوم، غير أنك لن تستطيع الخروج من السرير وأنت بكامل حريتك بل ستأخذ حذرك حتى لا تقلق شريك. قد يكون الموضوع بالنسبة للبعض تافه ولكن الذي لا يعرفه الكثيرون أنه يوجد نسبة ليست بصغيرة من المتزوجين ينامون في سرير منفصل بسبب الشخير. لأن أحد الزوجين يكون صوت شخيره فائق عن المحتمل والطبيعي مما يحرم الأخر من النوم تمامًا. ولكن في العزوبية لا مجال للقلق وعدم الراحة بل إن السرير لك أنت فقط.
الخروج مع الأصدقاء
الحرية في العزوبية تمنحك أغلى شيء قد يمتلكه العازبون وهو وقت الأصدقاء. حيث أن المتزوجون ليس لديهم وقت يدعى للأصدقاء بل لديهم وقت للعائلة فقط. ووقت الأصدقاء هذا قد يحدث أو لا يحدث. ولكن ما نتكلم عنه في العزوبية يكون مختلف، فلو لديك أصدقاء عازبون مثلك، قد تجد نفسك تشعر بالملل وبدون تردد ترتدي ملابسك وتنزل وتذهب لصديقك في المنزل وتتسامران أو تنزلان في الشوارع للتمشي. قد ترجعون في نص الليل ببساطة جداً أو قد يبيت عندك أو تبيت أنت عنده. تأكلان ما تريدان في أي مطعم، كل منكم يطلب لنفسه ويدفع لنفسه وليس أحد منكم ملزم أن يدفع للأخر. تذهبان إلى الرحلات معاً في أي وقت تريدون غير مرتبطين بأطفال أو أسرة. حياة الصداقة الصافية، التي تشعرك بالحرية وبأن ليس عليك أي قيد في هذه الحياة. بل أصدقائك كفيلين جداً أن يغيروا مزاجك السيئ في أول ربع ساعة تتكلمون فيها سوياً عند مقابلة كل يوم.
الحرية مع الآخرين
في الزواج يحدث وأن تجد نفسك ملزم ببعض التعاملات التي يجب ألا تتعداها مع الآخرين، سواء كنت رجل أو امرأة. وذلك بسبب أنك تحترم شريك حياتك وحتى المزاح مع الآخرين يجب أن يكون محسوب ولا يتطور حتى لا يصل مع الوقت إلى علاقة عاطفية. ولكن الحرية في العزوبية تحررك من كل هذا، فأنت كعازب لك مطلق الحرية في التعامل مع أي شخص سواء كان رجل أو امرأة، كما تحب دون قيود. أن تمزح وتعيش على طبيعتك دون أن تخاف على غيرة شريك تحترمه، فأنت حر نفسك، ولا قيود عليك. ومن هنا تجد نفسك قادر على فكرة التميز والتعرف على شخص الأخر بصورة أكثر وضوحاً لأنك تتعامل بتلقائية وليس بتكلف مما يجعلهم يتعاملون معك بنفس التلقائية. فتجد نفسك لا تنجذب عاطفياً للبعض وتنجذب عاطفياً للبعض الأخر وهكذا.
أخيرًا عزيزي القارئ الحرية في العزوبية تمنحك أشياء كثيرة جداً رائعة، ولكن أهم شيء تشعر به أثناء فترة العزوبية هو الحرية نفسها. وأنك ليس ملزم بشيء سوى نفسك، سوى أحلامك، سوى وقتك، تفعل ما تريد، تفكر فيما تريد، تشعر بما تريد، لا تخاف على مشاعر الآخرين. الأمر فيه ممارسة للأنانية بصورة مقبولة وغير سيئة، دائماً حاول أن تستفيد من هذه الفترة وتعرف قيمتها، لأنك بعد الزواج ستفتقد الكثير من الحرية.
أضف تعليق