تسعة
الرئيسية » العلاقات » حب ورومانسية » كيف يتوقف البعض عند الحب الأول في حياتهم؟ ولماذا؟

كيف يتوقف البعض عند الحب الأول في حياتهم؟ ولماذا؟

يعتقد العلماء المتخصصين في علم النفس أن الحب الأول هو أقوى حب على الإطلاق، وضياعه يمكن أن يسبب أضراراً نفسية كبيرة قد تصل إلى مرحلة التوقف عن الحب إطلاقاً.

الحب الأول

الحب الأول له تأثير بالغ على حياة الأشخاص، فانت تجلس مع صديقك، هذا الصديق يعاني من حالة فقدان الاتزان فهو ما زال يعاني من الخروج الطازج لعلاقته مع شريكه إن كان حبيبه أو زوجه، انت تعاني أيضأ من هذا الأمر، فهذا الصديق لا يكف عن تناول الموضوع في كل جلسة، في كل لحظة، وحينما تحاول إخراجه منه لا يلبث أن يدور في الدائرة كلها ويقرر العودة إلى ذات النقطة وذات الموضوع، هو دوما يتحدث ما هي الأسباب التي أدت إلى هذا الفراق، ولماذا ونوع الألم الذي يصيبه من التفكير في هذه المعاناة، المشكلة الأكبر التي يعاني كلاكما منها أن لا يحاول الانتقال من هذه العلاقة، عاطفيا هو عالق فيها ونفسيا لا يستطيع تخطيها، المشكلة بالنسبة له انه ما زال متشبث بعلاقة المفترض أنها انتهت، والمشكلة بالنسبة لك انك كلما حاولت مساعدته على تخطيها يعود إليها، إذا ما الحل ؟ برأيي الشخصي أن تستطيع معرفة الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص عالقين في حبهم الأول، هي منظومة مهمة ومساعدة على التخلص منها ومساعدته على الانتقال إلى علاقة اخرى، فالحل يكمن في معرفة السبب وتخطيه.

أنه الحب الأول

من اهم الأسباب التي تجعل البعض يتوقف عند الحب الأول لأنه بكل بساطة هي التجربة الأولى له في حياته في الحب، هي المرحلة التي انتقل فيها ليصبح يرغب بالاهتمام بشخص أخر اكثر من اهتمامه بنفسه، المشاعر التي تنمو مع الانسان في مرحلة الحب والتي تكون باتجاه واحد، من الصعب جدا أن يذهب إلى أن يغير الاتجاه الآن، بالأحرى هو لا يستطيع لكونه اضعف، وقد تخونه العزيمة، ولهذا يتوق دوما إلى ذات الفكرة وهي الحب الأول، وبالتالي لا يستطيع أن ينتقل إلى مرحلة، لقد أصابه الجمود عند هذه النقطة، عند الحب الأول.

الأمل بالرجوع

هناك من يصيبه الجمود ومع إصابته بالجمود يصاب بحالة اخرى، هي الأمل، أيضا هذا الأمل سيكون متجها إلى ناحية واحدة وهي الرجوع إلى هذا الحبيب، تراه يستمع إلى ذات الأغنية التي كان يستمع إليها مع حبيبه، تراه يذهب إلى السير في ذات الطرقات التي كان يسير فيها مع حبيبه، أو ذات الطرقات التي يعرف أن حبيبته تسلكها كل يوم لعله يراها ولعلها تراه، المشكلة أن نسبة كبيرة من المتعلقين بهذه الاحلام هم متعلقين بالأوهام، أن الحبيب الأول لن يقوم بالعودة إلى ذات الحبيب الذي يراه يلحقه يوما بيوم، لن يعود إلى ذات الشخص الذي يراه ممسكا بجلابيب ثوبه.

الخوف من صدمة جديدة

قسم أخر يصيبه الخوف من أمر اخز وهو الصدمة الجديدة، أن الصدمات التي تصيب البعض كنتيجة لفقدان الحب الأول، تؤثر على الكثير من النشاطات في حياتهم، فهي تؤثر على عملهم، على ارتباطهم بصدقائهم، على علاقاتهم مع الأسرة، هي تؤثر على الكثير من الأنماط في معيشته، وهو الأمر الذي قد لا يحتمله مرة اخرى، العمل له حصة كبيرة في الحياة، وكذلك العلاقات الأسرية، هو لا يرغب بان يتعرض إلى صدمة اخرى تؤثر على كل ما سبق مرة اخرى، هو يحتاج إلى الثبات والاستمرارية بعيدا عن الصدمات من جديد، هو يبحث عن الأرض الصلبة، ولهذا سيقترح على نفسه أن يبتعد عن فكرة الحب في الأساس.

فقدان الثقة بالنفس

وهي الحالة الشائعة على الأغلب، فمن يفقد حبيبه يبدأ بالتفكير عن الأسباب التي أدت إلى فقدان الحبيب، وهل كان هو السبب، ولماذا، وكيف، سيبدأ في وضع الكثير من الأفكار في مخيلته، ومنها ما يمكن القول عنها الوساوس، أن الزعزعة التي ستحدث لهذا الانسان في ثقته ستكون نتيجتها اعتبارات وخيمة على الأغلب وبحاجة إلى الوقوف عندها من قبل هذا الشخص، لأنها في النهاية لان يبقى تأثيرها محدودا بالقدر التي ستبدأ بالانتشار إلى الكثير من الشؤون الحياتية لديه. الثقة في النفس أمر مهم لكل شخص، وبالتالي أن فقدانها قد يؤثر عليه سلبيا وبطريقة لا تحتمل.

التفكير في الماضي كثيرا

هنا الأمر لا علاقة له بالرغبة الكبيرة في العودة إلى الحبيب الأول بالقدر في انه يحن إلى تلك الأيام، هو يعلم جيدا أن العلاقة القديمة لن تعود، وهو يدرك أن هذا الأمر من الصعب التعويل عليه كثيرا، ولكنه في نفس الوقت يحن ويشتاق إلى اللحظات التي ترتبط بها كثيرا، وفي بعض اللحظات وعندما يستيقظ صباحا ستجده يجلس ويشرب قهوته ومن ثم يقوم بالابتسام، فقد تمر على خاطره لحظة كانت جميلة في العلاقة ما زالت في مخيلته ولا تفارقه، هذا التفكير العميق في الماضي يعني الجمود له.

المقارنة بين الحب الأول والآخرين

أحيانا اخرى قد يحاول أن يحارب بكل ما اؤتي من قوة هذه المشاعر المضطربة جميعها السابقة ومن ثم ينتقل إلى أن محاولة الوصول إلى حب جديد، ولكن تبقى المقاربة والمقارنة بين الحب الجديد والحب القديم هي ما تؤدي إلى أن يفشل في حبه الجديد، فهو دوما ما يشعر بالنقص في حبه الجديد عن القديم، وهو دوما ما يشعر أن هناك مسافة لا يستطيع الوصول إليها كما كان يختصرها في الحب القديم، هذه الأمر تنعكس على علاقته الجديدة وتؤدي إلى الفشل فيها.

مرحلة الراحة من العلاقة (قد تطول)

قد يكون من حق الشخص الذي خرج لتوه من علاقة حب أن يطلب الراحة والتفكير والتأمل في هذه العلاقة وأسباب فشلها وانتهاءها، هذا الأمر طبيعي وقد يكون مطلوب، الأمر الغير طبيعي هي أن تمتد فترة التفكير والتأمل والراحة إلى أن يصيبه الخمول من التفكير في علاقة جديدة ويبقى ساكنا دون حراك، فهو وصل إلى مرحلة لا يرغب بهذا بالنشاط أبدا.

استكمال مرحلة والربط بينهما

نقطة مهمة جدا في عدم قدرة هذا الشخص عن الانتقال هي انه أصلا يقوم بعملية وصل بين العلاقة القديمة والجديدة وبالتالي لا يستطيع فصلهما عن بعضهما البعض، فهو يتعامل مع طرف العلاقة الجديد على انه ذات الشخص ( طبيعة الشخصية ) في العلاقة القديمة، أو بمعنى أخر يقوم باستنساخ هذه العلاقة، وبالطبع في النهاية أن مصير العلاقة بهذا الشكل هو الفشل، ومن الطبيعي أن يأتي الانفصال من الطرف الأخر الجديد.

عدم معرفة سبب فشل العلاقة تحديدا

السبب الأخير والمشكلة العويصة، هي عدم معرفة السبب الحقيقي وراء الانفصال، هنا يكون الشخص في دائرة كبيرة ويبقى مطولا يسير في هذه الدائرة والتي قد تؤدي فيه في النهاية إلى الضياع، وهنا بالذات هو يحتاج إلى النصيحة والمساعدة.

معاوية صالح

انسان بسيط ومتفاهم، مليء بالاحلام وارغب بتحويلها الى حقيقة وواقع ملموس. أحب دائماً واسعى لكسب المزيد من العلم والمعرفة وخصوصا في مجال التاريخ والأدب والسياسة. أنا لا اصدق كثير من الأشياء التي اراها واسمعها.

أضف تعليق

ثمانية عشر − تسعة =