تعتبر الجيوب الأنفية شكل من التجاويف الهوائية التي تتصل بالأنف عبر فتحات صغيرة والتي تسهم في زيادة مساحة غشاءه المخاطي، والذي هو بدوره كذلك يتمتع بأهمية كبرى بالنسبة لعمليات التنفس والشم والكلام، وهذه الفجوات تحيط بالعينين والأنف داخل عظمة الجمجمة، وتشمل الجيوب الأنفية جيوب الوجهين على جانبي الوجه، كما توجد جيوب الجبهة في الجبهة وكذلك الجيوب المصفوية وهي متعددة وتقع بين العين والأنف وبالإضافة لذلك يوجد اثنين من الجيوب الداخلية في قاع الجمجمة، وكل هذه الجيوب الأنفية تؤدي وظيفة حيوية مهمة للغاية يحس بها الإنسان ويعرفها جيدًا إذا ما تعرض لحادث مفجعة واصطدم في مقدمة الجمجمة بعنف فحدث له بعض التهشم والتهتك، وحينها يظهر أثر ذلك على تغير ومعاناة المصاب عند الكلام أو التنفس وكذلك عند الشم، حيث يفقد حاسة الشم ويكون من الصعوبة بمكان أن يتنفس كما في الماضي ويبدأ في الاستعانة بأجهزة خارجية تساعده على التنفس بأريحية وضمان وصول الأكسجين إلى الرئتين.
استكشف هذه المقالة
التهاب الجيوب الأنفية
وهو المرض الذي يعرف كذلك باسم التهاب الجيوب الأنفية المزمن، وهو حالة طبية تتسبب في منع تصريف المخاط وبالتالي تؤدي إلى تراكمه بكميات كبيرة، وبناء على ذلك يعاني المريض من صعوبة في التنفس، وقد يصاحب ذلك شعور بالتورم في الوجه وتحديدًا بالمنطقة المحيطة بالعينين والوجه، كما قد يشعر بآلام بمجرد ملامسة الوجه، والتهاب الجيوب الأنفية في الغالب يكون ناتجًا عن الإصابة بعدوى أو عن أية أنسجة وأغشية نامية في الجيوب الأنفية أو بسبب انحراف الحاجز الأنفي وهذه الحالة لا شك تؤثر كثيرًا في عمليات التنفس والتحدث والشم ويعاني منها الشباب والبالغين في منتصف العمر، كما أنها تصيب الأطفال كثيرًا.
أعراض التهاب الجيوب الأنفية
هناك أربع أعراض أساسية إذا تواجدت فإنها دلالة على التهاب الجيوب الأنفية، وعلى الأقل يجب توافر اثنتين من هذه الأعراض للتأكد من الإصابة في الجيوب الأنفية، وهذه العلامات أو الأعراض هي:
- وجود إفرازات مخاطية شفافة وسميكة تخرج من الأنف، أو يكون تصريف تلك الإفرازات من أسفل الجزء الخلفي للحلق، وهو ما يطلق عليه التصريف خلف الأنفي، وفيه يشعر المصاب بالمخاط يمر عبر حلقه.
- الشعور بانسداد الأنف أو الاحتقان عند التنفس والشم، وفي هذه الحالة يصعب على المريض أن يتنفس بشكل طبيعي من أنفه ويبدأ في التنفس من خلال الفم.
- الشعور بآلام حادة يصاحبها تورم في المنطقة المحيطة بالعينين أو الأنف، أو حتى الجبهة وهذه كلها مناطق تحوي فجوات في الجمجمة تسمى بالجيوب الأنفية.
- المعاناة من ضعف حاستي الشم والتذوق لدى البالغين، أما في الأطفال فتأتي المشكلة على هيئة سعال.
وبالإضافة لما سبق تكون هناك أعراض أخرى ثانوية لا يشترط حدوثها في كل مرة، وهذه الأعراض هي آلام في الأذن وآلام حادة في الفك العلوي والأسنان، وأيضًا سعال يزداد في فترة الليل، وقد يصاحب ذلك كله التهاب في الحلق مع رائحة كريهة بالفم تخرج عند الزفير، ومن الأعراض الثانوية جدا أن يشعر المريض بالدوخة والغثيان والتعب والإجهاد الشديدين بدون مبرر.
ورغم أن أعراض الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية تتشابه عند التهاب الجيوب الأنفية المزمن والتهاب الجيوب الأنفية الحاد، إلا أن الأخيرة تعتبر مجرد حالة عدوى مؤقتة بالجيوب الأنفية وتقترن غالبًا بالإصابة بنزلات البرد وتزول مع زوالها، بينما في التهاب الجيوب الأنفية المزمن نجد أن أعراضه تدوم لفترة أطول كثيرًا، كما أن التهاب الجيوب الأنفية المزمن يسبب المزيد من التعب وبشكل أكثر تأثيرًا، وفي بعض الحالات يصاحب تلك الأعراض حمى شديدة ولكنها تحدث فقط ونادرًا عند الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية الحاد.
وفي الغالب تستمر التهابات الجيوب الأنفية الحادة لفترة لا تتجاوز الأربعة أسابيع وتأتي على هيئة نوبات تختفي وتتكرر ثانية، وفي النهاية قد يتحول الأمر للإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن، وفي كل الأحوال يجب اللجوء لأخصائي حساسية، أو أخصائي أنف وأذن وحنجرة، لتقييم الوضع ووصف العلاج اللازم.
ويجب اللجوء للطبيب بشكل فوري عند ملاحظة أي من الأعراض التالية:
- إذا تعرض المريض لالتهاب الجيوب الأنفية عدة مرات وكانت حالته لا تستجيب للعلاج، وفي هذه الحالة يجب عليه الانتباه قبل أن يتحول الأمر لالتهاب مزمن.
- يجب زيارة الطبيب فورًا في حال تعرض الشخص لالتهاب الجيوب الأنفية واستمرت هذه الحالة لمدة تزيد عن سبعة أيام متتالية.
- يجب المداومة على زيارة الطبيب وبشكل دوري ما دامت الزيارات السابقة لم تحقق الهدف المنشود منها ولم يستشعر المريض منها تحسنا يذكر.
هناك بعض الأعراض التي إذا ظهرت على حالة المريض يجب على الفور متابعة طبيب متخصص ومتميز لأن هذه الأعراض تشير إلى احتمالية الإصابة بالتهاب خطير، وهذه الأعراض هي حمى مرتفعة للغاية أو تورم في الوجه أو احمرار منطقة ما حول العينين، وأيضًا أعراض الصداع الشديد والتشوش الذهني ومشاكل الرؤية المزدوجة وأخيرًا تيبس الرقبة.
وفي كل الأحوال يجب توخي الحذر عند تناول أية عقاقير أو حتى أعشاب إلا بعد استشارة الطبيب؛ لأن الجيوب الأنفية متصلة بالجمجمة وعلى مقربة من المخ، وبالتالي أية علاجات من شأنها تطهير هذه الجيوب أو تنظيفها أو علاج الالتهابات بها قد يأتي بنتيجة عكسية تؤثر على صحة الإنسان وتؤدي لمضاعفات أكثر خطورة، وخاصة العمليات الجراحية التي يتم إجراءها في هذه الحالات قد تتسبب في مشكلات لا يحمد عقباها بسبب كونها في مناطق حساسة وخطرة خاصة وأنها تحوي كميات هائلة من الميكروبات التي من السهل جدًا أن يتلوث بها الدم لتنتشر في أنسجة الجسم وأعضاءه الداخلية سريعًا، حتى أنه مؤخرًا توصل الطبي الحديث لجراحات الجيوب الأنفية باستخدام الليزر وكذلك باستخدام المنظار، وكلها وسائل حديثة وسهلة لعلاج الجيوب الأنفية ولكن يبقى العلاج الطبيعي أو باستعمال العقاقير هو الحل الأفضل قبل اللجوء للجراحات حتى وإن كانت غير مؤلمة إلا أنها قد تترك في الوجه علامات غير مستحبة لدى كثيرين.
الجيوب الأنفية وعلاجها بالأعشاب
هناك طرق عديدة لعلاج التهابات الجيوب الأنفية باستخدام الأعشاب، ولا شك أن الأعشاب مفضلة لدى الكثيرين كعلاج طبيعي إيجابياته أكثر كثيرًا من السلبيات ويفضلها الكثير من المرضى حتى وإن كانت تؤتي ثمارها بعد وقت طويل نسبيًا بالنسبة للعلاج الكيميائي، ويعتبر الثوم والبصل والفجل والفلفل الحار أبرز هذه الأعشاب التي تخفف التهابات الجيوب الأنفية، ورغم أن هذه النباتات تتسبب في أن تدمع العين وتشعر بحرقان أثناء تناولها أو أن تتسبب في سيلان بالأنف، ولكن تناولها يعتبر فرصة كبيرة للتخلص من التهاب الجيوب الأنفية، وتفصيلًا لما سبق ذكره فإننا نوضح أكثر مع ذكر بعض أعشاب أخرى تلعب دورًا كبيرًا في هذا الأمر، وهذه الأعشاب هي:
الوسابي
والذي يقوم بدور كبير في تطهير الجيوب الأنفية، كما يستخدم لطرد المخاط والسموم من الجيوب الأنفية وأيضًا تطهير المعدة أو الفم من هذه السموم.
خل حمض التفاح
وهو المشروب الفعَّال للعديد من الأعراض الصحية، أما فيما يتعلق بالجيوب الأنفية فإنه يجعل المخاط أقل لزوجة، وبالتالي يمنع انسداد مجرى التنفس ويقوي حاسة الشم.
مستخلص بذور الجريب فروت
وينصح المتخصصون بتناول بضع قطرات من هذا الزيت في الفم أو بعد أن يتم خلطها بالماء كوسيلة للقضاء على عدوى الجيوب الأنفية، ولكن يجب الحذر من أن يتم تناول مستخلص زيت الجريب فروت على معدة خاوية؛ لأن تأثيره قوي للغاية وقد يتسبب في سقطات صحية لا يحمد عقباها.
الشاي بالنعناع
ويعتبر هذا المزيج من أهم المكونات النشطة لعلاج التهابات الجيوب الأنفية خاصةً وأن النعناع يحوي مادة المنثول الطبيعي الذي يخفف من لزوجة المخاط ويسمح بطرده بسهولة، وبعد أن يتم غلي المزيج وتناوله ساخنًا تصبح النتيجة مضاعفة لأن البخار وسخونة المشروب مع المنثول يشكلون جميعهم حلًا سريعًا لعلاج التهاب الجيوب الأنفية.
الشاي الأخضر
ويتميز الشاي الأخضر بأنه يحتوي على مواد فعالة بها خصائص مضادة للأكسدة وكذلك خصائص مضادة للالتهابات، وهذه الخصائص تساعد كثيرًا على تنظيف تجاويف الأنف والتخلص من الإفرازات والسموم الموجودة بمجرى التنفس.
الريحان
وللريحان خصائص عديدة مضادة للالتهابات ومضادة لنمو وتكاثر البكتيريا، ولذلك فإن تناول الريحان يساعد على تصريف المخاط من الجيوب الأنفية وتوسيع مجرى التنفس والتخلص من مشاكل الجيوب الأنفية.
النعناع
إن تناول النعناع بأي طريقة كانت وعلى أي حال كان يعطي الجسم إحساسًا بالبرودة كما يوفر الراحة الفورية والاسترخاء للجسم بالكامل ويجعل عمليتي الشم والتنفس أكثر ليونة.
البابونج
يتميز نبات البابونج بخصائصه المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات، وينصح الكثير من خبراء الأعشاب بالمداومة على تناوله بشكل دوري كل يوم أو يومين للحصول على أفضل نتيجة بالنسبة للجيوب الأنفية الملتهبة.
البصل
يحتوي البصل على الكثير من المكونات الفعالة للغاية والتي لها خصائص مضادة للبكتيريا، ويعتبر الكبريت أحد أهم هذه المكونات والتي تظهر آثاره سريعًا، ويمكن تناوله عبر إضافته إلى الماء المغلي وشرب السائل الناتج عنه، أو حتى مضغه طازجًا.
الثوم
يشكل الثوم علاجًا فعالًا للقضاء على البكتيريا التي تملأ تجاويف الجيوب الأنفية لا سيما أنه يحتوي على مادة الأليسين وهي مادة مضادة للفيروسات ذات تأثير كبير، كما أنها مضادة للبكتيريا، ومضادة للفطريات بشكل كبير.
الكركم
يعتبر الكركم أحد أنواع التوابل شائعة الاستخدام في الطهي، وبالإضافة لذلك فهو يحتوي على مادة الكركمين وهي مادة فعالة للغاية تفيد كثيرًا في تخفيف المخاط الموجود في الممرات الأنفية، وكذلك تقليل نسب التورم في الجيوب الأنفية، كما أن تناول الكركم بشكل دوري في الطعام يعزز جهاز المناعة لدى الإنسان ويقيه من التعرض للعدوى.
الزنجبيل
للزنجبيل خصائص قوية في علاج مشاكل الجهاز التنفسي خاصة إذا أضيف له الكركم، فإن مزيج الكركم والزنجبيل يعمل كمهدئ للمعدة المضطربة التي تحدث في حالة تهيج الجيوب الأنفية وكذلك في حالة كثرة إفرازات المخاطية للأنف أثناء الليل، كما أن الزنجبيل يعتبر علاجًا طبيعيًا للصداع وله فوائد فعالة في تخفيف الألم، بالإضافة لتاريخه الطويل في علاج نزلات البرد والحلق.
الفلفل الحار
للفلفل الحار فوائد عديدة صحية للجسم في حال عدم الإكثار من تناوله، فإن مسحوق الفلفل الحار المجفف إذا ما تمت إضافته إلى العصير أو مع كوب من الماء الساخن يفيد كثيرًا في تخفيف الضغط الواقع على الجيوب الأنفية بسرعة مذهلة كما يقلل من الالتهاب، مع التأكيد على عدم الإفراط في تناوله حتى لا يتسبب في مشكلات بالجهاز البولي وعملية الإخراج. ومنذ قديم الأزل كان الفجل الحار يستعمل كمذيب للمخاط، ولذلك فهو مناسب جدًا في طرد السموم المتصلدة بالجيوب الأنفية ومجرى التنفس وآثاره تأتي سريعة.
بلسم الليمون
ويطلق عليه أيضا ميليسا أو فيسيناليس ويستخدم كثيرًا في لعلاج التهاب الجيوب الأنفية، وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن عشبة بلسم الليمون بها العديد من الخصائص التي تجعل منها علاجًا جيدًا وفعالًا لالتهاب الجيوب الأنفية، ومن هذه الخصائص أنها تعمل كمضاد قوي للفيروسات والجراثيم، وتحتوي عشبة بلسم الليمون على خصائص مضادة للهستامين، وخصائص مضادة للتشنج، وأخيرًا نجد أنها تعمل كمضاد قوي لعملية الأكسدة.
جولدنسال
تحتوي عشبة جولدنسال على مضادات عديدة واسعة المجال تقضي على الميكروبات؛ ولذلك فإنها فعالة للغاية في علاج التهاب الجيوب الأنفية، وتحتوي هذه العشبة على مكونات عديدة نشطة كمادة البربرين الفعالة ضد الميكروبات بخصائصها القلوية، كما أنها تكافح الكثير من مسببات الأمراض ولذلك تعتبر علاجًا قويًا لالتهاب الجيوب الأنفية، وكذلك تحتوي العشبة على مادة الهيدراستين التي تسهم بكثافة في تحسين المناعة وتعزيز تدفق المخاط وبالتالي توفر حاجزًا وقائيًا لأنسجة الجسم من الأمراض والعدوى، ويقول الكثير من خبراء العلاج بالأعشاب أن هذه العشبة تعد هي الأكثر فاعلية لعلاج الالتهاب البكتيري الحاد.
إيكانيشا
أشارت الدراسات الحديثة أن عشبة إيكانيشا من أفضل المنشطات للمناعة والتي بإمكانها أن تسرع عملية الشفاء من الالتهابات البكتيرية والفطرية والفيروسية وخاصة في منطقة الجيوب الأنفية، كما أن بها مكونات عديدة مفيدة تعمل على على تنشيط إنتاج البلاعم والخلايا التي تقي الجسم وتزيد مناعته وتدافع عنه ضد مسببات الأمراض المختلفة ، كما أن عشبة إيكانيشا تعمل على قمع إنتاج أنزيم الهيالورونيدز وهو الأنزيم الذي تنتجه البكتيريا بكثافة بهدف التمكن من اختراق الأغشية المخاطية الواقية للجسم؛ ولذا فإن هذه العشبة مفيدة للغاية في علاج التهاب الجيوب الأنفية دون الحاجة لآلام الجراحة أو مشاكل العلاج الكيميائي.
القراص اللاذع
وهو غني جدًا بالفيتامينات وحامض البوتريك الدهني الذي يسهم بشكل فعال للغاية في عملية التمثيل الغذائي الصحي للجسم، كما أن نبات القراص مفيد للغاية في علاج اضطرابات الجهاز التنفسي الناتجة عن تفاعلات الحساسية التي تحدث للجسم بعد تعرضه لشم وتنفس العفن والفطريات وحبوب اللقاح المنتشرة بالجو خاصة في فصل الربيع، وبشكل عام نجد أن نبات القراص اللاذع من أفضل العلاجات الطبيعية لمشاكل التهاب الجيوب الأنفية.
زيت الأوريجانو
يتميز هذا الزيت بالعديد من الفوائد الصحية ليست فقط بالنسبة للجهاز التنفسي وإنما بشكل عام، أما فيما يخص الجيوب الأنفية فنجد أن زيت الأوريجانو يعمل كمقاومة للالتهابات ويخلص مجرى التنفس من السموم والبكتيريا ويدخل في صناعة كثير من الأدوية.
بالإضافة لما سبق، فإن هناك العديد من الأعشاب التي تعتبر علاجات فعالة لالتهابات الجيوب الأنفية، وأشهر هذه الأعشاب نجد الجنكة، وزيت النعناع، وعرق السوس، وعشبة بخور مريم، وعشبة رعي الحمام، وعشبة لسان الحمل، ولكن يجب في كل الأحوال اللجوء للطبيب للاطلاع على مشاكل الجيوب الأنفية وتقدير مدى خطورة الحالة ومدى حاجتها للعلاج وذلك تحسبًا لأية مضاعفات قد تطرأ على الحالة، وفي الوقت ذاته يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي من الأعشاب والمكملات الغذائية الطبيعية لضمان عدم تعارضها مع مكونات أدوية وعقاقير أخرى يصفها الطبيب؛ ففي كثير من الأحيان ينصح الطبيب بتناول أنواع معينة من المضادات الحيوية تكون أكثر فعالية وأسرع في علاج مشاكل التهاب الجيوب الأنفية، وهذه المضادات الحيوية قد تتعارض مع أي من الأعشاب الطبيعية مهما كانت فائدتها، ولذا فاستشارة الطبيب مهمة للغاية لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة.
كما يجب عدم التأخر أو التخاذل عن مراجعة الطبيب لأن مضاعفات الجيوب الأنفية قد تكون خطيرة سواءً التهاب الجيوب الأنفية المزمن أو التهاب الجيوب الأنفية الحاد؛ فقد تسبب التهاب في الأذنين، ومشاكل عديدة في الرؤية، وكذلك قد يتطور الوضع ليصل إلى التهاب في السحايا، ومشكلات في الجهاز التنفسي كنوبات الربو، أو حتى جلطات الدم التي تحدث في الأوردة المحيطة بالجيوب الأنفية، وكل هذه الأمور في النهاية قد تتسبب في الإصابة بالسكتة الدماغية.
علاج الجيوب الأنفية بالحجامة
تعتبر الحجامة أحد أفضل الحلول لعلاج مشكلة الجيوب الأنفية؛ حيث أن الحجامة تلعب دورًا مهمًا و فعالًا في تعزيز الجهاز المناعي للإنسان، وبالتالي التخلص من البكتيريا والميكروبات التي تملأ تجاويف الفم وسط المخاط، كما أن الاستعانة بالحجامة علي مواضع الجيوب الأنفية أثبت فعالية كبيرة للغاية في إخراج الترسبات والاحتقانات الدموية المتراكمة في الجيوب الأنفية، ولا شك هذه الترسبات تلعب دورًا كبيرًا في منع وصول كمية مناسبة من الدم إلى هذه المنطقة؛ الأمر الذي يترتب عليه حدوث مضاعفات كبيرة كالالتهابات وانسداد الأنف الناتج عن تضخم الأوردة و الأغشية الأنفية، وإضافة إلى كل ما سبق نجد أن الاستعانة بالحجامة علي مواضع الجيوب الأنفية تعمل على تحفيز نشاط عمل كريات الدم البيضاء حتى تصل إلى أربعة أضعاف الكمية الطبيعة
في هذه المنطقة، ويتم ذلك علميًا عبر استشارة العصب الحسي الخاص بالجيوب الأنفية، وفي النهاية نضمن تمشيط المنطقة من البكتيريا المسببة للالتهاب، أخيرًا وحول أهمية الحجامة لعلاج مشاكل الجيوب الأنفية نجد أن للحجامة قدرة كبيرة وفعالة في موازنة الهرمونات بالجسم بدلا من إهمالها غير متزنة، ولا شك أن الهرمونات كلما كانت غير متزنة نتج عنها اختلالات في الأنزيمات وكذلك الكثير من المشاكل والاضطرابات النفسية والعصبية التي تؤثر على قدرة الإنسان على الكلام والتنفس.
وتعتبر الحجامة من الأشياء التي يحبذها المسلمون كثيرًا؛ حيث اعتاد رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمالها، ولذلك فهي موضع ثقة لدى مئات الملايين حول العالم لا سيَّما أن العلم الحديث أثبت أهميتها الحقيقية في إزالة السموم وإخراجها من الجسم وضمان صحته وسلامته؛ ولذلك فإن الحجامة مفيدة جدا لعلاج التهابات الجيوب الأنفية والتخلص من السموم وملايين الكائنات البكتيرية المتغلغلة داخل هذه الجيوب التي تملأ تجاويف الجمجمة حول الأنف وتحت العينين، كما أن الآثار السلبية للحجامة ليست بالضرر الذي قد ينتج عن تناول أدوية وعقاقير كيميائية ما أو الإفراط في تناول أعشاب طبيعية حتى ولكن بنسب ومقادير خاطئة تضر بالجسم.
تبقى الجيوب الأنفية أحد أهم الحواس البشرية التي تقوم بدور كبير للغاية في عملية الشم وكذلك التنفس والتحدث أيضًا وتصريف السموم والمخاط وغيره، ولكن ما يعتريها بين الحين والآخر من مشكلات صحية كالالتهابات وغيرها يجعلها مصدرًا للإزعاج على وجه الدوام، حتى أنها لا تكاد تُذْكّر في أي مكان إلا ويكون الحديث عن المرض أو شكوى من الألم أو أي من مضاعفات التهابات الجيوب الأنفية التي تتشابه كثيرًا في كلتا الحالتين الحادة والمزمنة، إلا أن الطب وقد تقدم كثيرا في العصر الحديث استطاع أن يوفر بدائل علاجية عديدة لتخفيف حدة الالتهابات والقضاء على الميكروبات وكذلك التوصل لأعشاب طبيعية من شأنها مكافحة الأكسدة والقضاء على مسببات الأمراض؛ ونظرًا لتوافر آليات العلاج فإنه يجب الاهتمام بمكافحة أية مشكلات بالجيوب الأنفية وعدم إهمالها لأن مضاعفات ذلك قد تكون خطيرة للغاية.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح لاستخدامات طبية لواحدة أو أكثر من الأعشاب الطبيعية أو النباتات أو الأطعمة أو الزيوت، هذه العلاجات في الأحوال العادية وبالنسبة للأشخاص الطبيعيين لا تسبب أضرارًا، لكن يجب دومًا الرجوع إلى الطبيب قبل استخدامها للتأكد من ملائمتها لحالتك الصحية وعدم تعارضها مع أدوية قد تتعاطاها وتحديد الجرعة الملائمة منها، وتزداد أهمية الاستشارة الطبية في حالة الأطفال وكبار السن والحوامل والمرضعات.
أضف تعليق