يعمل الجهاز الليمفاوي ضمن الجهاز المناعي للجسم وفق منظومة دقيقة يتعاون فيها الجهاز الليمفاوي مع الجهاز الدوري من أجل توفير الحماية اللازمة لجسم الإنسان، حيث تنتشر الأوعية الليمفاوية وتمتد خلال كافة أنسجة جسم الإنسان، ويمر من خلال هذه الأوعية السائل اللمفي في مسار مشابه لمسار الدم في الجسم، فتعمل الأوردة مع الأوعية الليمفاوية على تكوين السائل الليمفاوي، الذي يشارك العقد الليمفاوية التي هي أحد أجزاء الجهاز الليمفاوي ويبلغ عددها 600 عقدة ليمفاوية، تشارك في تجميع خلايا الدم البيضاء أو الخلايا الليمفاوية، والتي تتكاثر منتجة الأجسام المضادة التي تتصدى للبكتيريا والميكروبات والفيروسات وأي أجسام غريبة وخلايا غير طبيعية مثل خلايا السرطان.
استكشف هذه المقالة
ما هو الجهاز اللمفاوي؟
الجهاز الليمفاوي هو أحد أجهزة الجسم المختلفة مثل الجهاز الدوري والجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، وأجهزة أخرى عديدة، إلا أن الجهاز الليمفاوي له عدة خصائص ووظائف يهمنا التعرف عليها وهي:
- السائل الليمفاوي.
- الخلايا الليمفاوية.
- الأوعية الليمفاوية.
- الأنسجة الليمفاوية.
- العقد الليمفاوية.
- الطحال.
- النخاع العظمي.
- اللوزتين.
- الغدة الزعترية.
وسوف نتناول ما سبق بالتفصيل من خلال معرفة تشريح الجهاز الليمفاوي .
تشريح الجهاز اللمفاوي
تضم الخلايا الليمفاوية ثلاثة أنواع عرفت بالخلايا البائية، والخلايا التائية، والخلايا القاتلة، ووظيفتها التصدي للميكروبات والفيروسات التي تهاجم الجسم.
السائل الليمفاوي
ويحتوي على مجموعة من الخلايا الليمفاوية، أو خلايا الدم البيضاء، وهي تعمل على مقاومة الأمراض المختلفة وأهمها السرطان، أيضا هناك خلايا تسمى البلعمة، ووظيفتها إيقاف تعرض الجسم لأي عدوى خارجية، وللسائل الليمفاوي وظيفة هامة، وهي تجميع الفضلات والخلايا الميتة والبكتيريا من أنسجة الجسم المختلفة، وتوصيلها إلى الأوعية الليمفاوية لتصب السائل في النهاية داخل العقد الليمفاوية التي تقوم بتنقية السائل اللمفي ودعمه بالمزيد من الخلايا الليمفاوية.
الأوعية الليمفاوية
الأوعية الليمفاوية هي التي يجري فيها السائل اللمفي وتمثل وسيلة انتقاله لجميع أنسجة الجسم.
العقد الليمفاوية
تنتشر العقد الليمفاوية في مناطق متعددة من الجسم، مثل الإبط،، ومناطق في الرقبة والصدر والبطن وخلف الركبة، ويلاحظ انتفاخ هذه العقد وقت تعرض الجسم للعدوى أو لمرض ما حيث تنشط العقد الليمفاوية في إنتاج الخلايا البيضاء والتصدي للأمراض، إضافة إلى وظيفتها في تنقية سائل الليمف المحمل بفضلات الجسم والبكتيريا.
الأنسجة الليمفاوية
تسمى بعض المناطق بالجسم، والتي تنتشر فيها الخلايا الليمفاوية بالأنسجة الليمفاوية، مثل الزائدة الدودية وبعض المناطق في الجهاز الهضمي والتنفسي.
النخاع العظمي
يتم تنشئة الخلايا الليمفاوية داخل النخاع العظمي، لذلك يعتبر جزءًا هاما من الجهاز الليمفاوي .
اللوزتين
ومكانهما فوق الحلق، في الجزء الخلفي من الأنف والفم، وتكثر فيها الخلايا الليمفاوية، وهناك لحمية الأنف التي تبدو كبيرة في مرحلة الطفولة، ويقل حجمها مع التقدم نحو مرحلة البلوغ، وتعتبر اللوزتين ولحمية الأنف الخطوط الدفاعية للجهازين الهضمي والتنفسي.
الغدة الزعترية
ومكان هذه الغدة خلف عظم القص في منتصف الصدر، وهي المسئولة عن نضج الخلايا التائية، لتكمل عملها بالوصول إلى الدم والأوعية الليمفاوية، ويعتبر وجوده في جسم الإنسان مرحلي ينتهي بوصول الشخص لسن البلوغ فيتضاءل حجمها ويضعف دورها.
الطحال
الطحال عضو موجود داخل البطن، في الاتجاه الأيسر خلف عظمة القص، ووظيفة الطحال تجميع الخلايا الليمفاوية، وتخزينها من أجل مهاجمة الفيروسات والبكتيريا، وأي أجسام ضارة تتسلل داخل الجسم وتوجد في الدم، وأثناء مرور الدم بالطحال تتصدى لها الخلايا الليمفاوية المخزنة بالطحال وتقوم بالقضاء عليها، أيضا من وظائف الطحال تدمير خلايا الدم القديمة والتخلص منها أولا بأول.
كيف يمكننا الحفاظ على صحة الجهاز الليمفاوي ؟
نظرا لأهمية هذا الجهاز في الحفاظ على صحة الإنسان، وعمل مظلة حماية كاملة له من أي أمراض يتعرض لها الجسم، لذلك لابد من مراقبته والعناية به، لأنه من الجائز أي يتعرض أي جزء منه للتلف أو الإصابة، وسوف نتابع معا أساليب الحفاظ عليه من خلال النصائح التالية:
- المداومة على شرب الماء بالكميات المناسبة خلال اليوم.
- الاهتمام بالغذاء الصحي وتجنب الحمضيات قدر الإمكان، مع التركيز على الخضروات الطازجة.
- تجنب الدهون الضارة والمهدرجة، واستبدالها بالدهون الصحية مثل الزيوت النباتية وخصوصا زيت الزيتون.
- الاهتمام بالرياضة وضرورة ممارستها بشكل يومي سواء كان ذلك في الهواء الطلق أو في قاعات التمارين.
- الحياة في بيئة نظيفة خالية من الملوثات بقدر الإمكان، وبذل الجهد وتنبيه الوعي العام بضرورة المحافظة على نظافة ونقاء البيئة.
- تجنب التعرض للمواقف العصبية، ومحاولة التحكم في العصبية ونوبات الغضب، وذلك من خلال بعض التمارين المفيدة مثل تمارين اليوجا، وأيضا الاستماع إلى الموسيقى الهادئة.
أسباب اعتلال الغدد الليمفاوية
من المعروف أن تنتفخ الغدد الليمفاوية في حالة تعرض الشخص لهجوم فيروسي أو بكتيري، حيث يأتي دور الغدد الليمفاوية في الدفاع عن الجسم، وذلك بتجميع الخلايا الليمفاوية عن طريق سائل الليمف للتصدي للمرض، ويكون نتيجة ذلك تضخم في الغدد وهو ما يبدو واضحا بشكل مباشر في حالة التهاب الحلق واللوزتين. فإذا بدأ الشخص في تلقي العلاج المناسب وتأخر الشفاء، فإن الغدد الليمفاوية يبدو عليها مظاهر الاعتلال، ويسلتزم الأمر العرض على الطبيب المختص ليحدد أسباب عدم الاستجابة للعلاج.
أيضا من الأسباب المساعدة على اعتلال الغدد الليمفاوية وتورمها كبر سن المريض. وأيضًا ضعف قدرات الجهاز المناعي، وقد يرجع ذلك لأسباب وراثية، أو عدوى بمرض نقص المناعة (الأيدز). وكذلك من الأسباب الإصابة بالبكتيريا المسببة لقرحة المعدة، أو الإصابة بالالتهاب الكبدي فيروس سي.
أنواع الأورام التي تصيب الغدد الليمفاوية
تتوقف نوعية الأورام التي تصيب الغدد الليمفاوية على نوعية هذه الخلايا كلآتي:
الأورام التي تصيب الخلايا الليمفاوية بي
تشكل هذه الأورام النسبة الأكبر من إصابات أورام الجهاز الليمفاوي ، وتصل نسبتها إلى 80% من إجمالي الإصابات.
الأورام التي تصيب خلايا الغدد الليمفاوية تي
وتمثل ثمن إجمالي إصابات تورم الغدد الليمفاوية.
كيف تتعرض الغدد الليمفاوية للإصابة بالسرطان؟
عندما تتعرض الغدد الليمفاوية للإصابة بالسرطان، تتحول الخلايا البيضاء المناعية إلى خلايا مسرطنة، وينتج عن ذلك انقسامات متتالية بصورة غير طبيعية، مما يؤدي لانتشارها في مناطق عديدة بالجسم، ويكون أكثر وضوحا في منطقة تحت الإبط، وأيضا في الرقبة، وتبدو مكورة صلبة لكن بدون ألم. وفي العادة يبق السرطان محصورا داخل الغدد الليمفاوية.
أعراض إصابة الغدد الليمفاوية بالسرطان
عادة ما يطلق على مرض السرطان بالمرض الخبيث، وسبب هذه التسمية أنه في بداياته تكون أعراضه بسيطة تبدو في شكل نزلة برد، أو بعض الالتهابات البسيطة، مما يتسبب في تأخر اكتشافه، ولا يعلن عن وجوده إلا بعد أن يستفحل المرض وينتشر بأماكن عديدة من الجسم بشكل يصعب السيطرة عليه. لذلك ننصح إذا استمرت هذه الأعراض أكثر مما ينبغي ولم تستجب للعلاج فينبغي عدم الاستهانة بالأمر والمبادرة بالعرض على طبيب متخصص:
- من أعراض الإصابة بسرطان الغدد أيضا نقص الوزن المفاجئ في فترة وجيزة تزيد عن 10% من وزن الشخص دون أن يكون متبعا لأي نظام غذائي لإنقاص الوزن، مع نقص واضح في الشهية.
- الشعور بالضعف العام وعدم القدرة على إنجاز الأعمال الاعتيادية.
- ارتفاع في درجة الحرارة والشعور بالحمى والتعرق خصوصا في الفترة المسائية.
- الرغبة المستمرة في حك الجلد، حيث يتداخل نمو الغدد مع خلايا الجلد المعرضة للأتربة والعرق مما يسبب الحكة، كما يتعرض الجلد للجفاف بشكل غير معتاد.
- تضخم الغدد باللوزتين يسبب صعوبة في البلع.
- الشعور بالألم في كافة المناطق المصابة سواء في البطن أو الظهر أو القدمين.
- مع التضرر الكبير الذي تعرض له الجهاز المناعي للجسم بتضرر الغدد الليمفاوية، أصبحت مناعة الجسم ضعيفة جدا مما يسبب سرعة الإصابة بالأمراض.
كيف يمكن علاج التهابات غدد الجهاز الليمفاوي البسيطة؟
- عمل مكمدات دافئة على أماكن الغدد المتورمة.
- الاهتمام بتناول الفاكهة الطازجة والخضروات المسلوقة، والسلطة الخضراء لمساعدة الغدد على استعادة قدراتها في التصدي للفيروسات، وزيادة قدراتها المناعية.
- يعتبر التفاح من أفضل أنواع الفاكهة المفيدة في علاج هذه الحالة، سواء أكل طازجا، أو شرب على شكل عصير، ويفضل تجفيف القشر وغليه وشرب ناتج الغلي، على أن يتم ذلك يوميا حتى تمام الشفاء.
- شرب عصير الجرجير المضاف إليه العسل بمعدل ثلاثة أكواب يوميا.
- شرب عصير الجزر بمعدل كوبين في اليوم يساعد على قتل البكتيريا، ويدعم الغدد من أجل مقاومة الالتهابات.
- تكوين عجينة من بذور الحلبة المطحونة بالماء الدافئ، ووضعها في شاشة ولفها حول منطقة الغدد المصابة، لمدة 24 ساعة.
- شرب مغلي بذرة الكتان لمدة 10 دقائق وتناول كأس في اليوم.
- تناول العنب الأحمر مع البذور، حيث أنه له تأثير كبير في شفاء تضخم الغدد الليمفاوية.
- أيضا تستخدم جذور وأوراق نبات الجاوي المطحونة في عمل عجينة باستخدام زيت الزيتون وتغطية الغدد المنتفخة بها.
كيف يمكن تطهير الجهاز الليمفاوي أولا بأول؟
يمكن للشخص المحافظة على هذا الجهاز الهام بالجسم، حتى يبق سليما وقادرا على القيام بوظائفه في حماية الجسم من الأمراض وذلك بالعمل على تنقيته من السموم بالطرق الآتية:
- التدليك: يعتبر التدليك عامل هام في تنشيط الدورة الدموية للغدد الليمفاوية، ويغني عن الكشف الدوري على الغدد، ويقوم بطرد السموم والدهون الضارة خارج الخلايا.
- البعد عن ارتداء أي ملابس لصيقة بالجسم: لأن الملابس الضيقة تعيق وصول الدم بشكل جيد إلى الغدد، وبالتالي تصاب بالخمول مما يؤدي إلى عدم التخلص من السموم وتراكمها داخل الغدد.
- تجنب تناول الأطعمة الجاهزة والمشبعة بالدهون الضارة، وأيضا البعد عن تناول الأطعمة المحفوظة، والسكريات والألوان الصناعية، لأن ذلك يتسبب في انغلاق الشرايين وعدم تغذية الغدد بالدم الكافي من أجل أن تقوم بعملها بكفاءة.
- وفي نفس الوقت الاهتمام بتناول الأغذية التي تساعد على تنشيط الغدد الليمفاوية مثل الخضروات الورقية والفواكه الطازجة، مع الاهتمام بشرب كميات كافية من الماء يوميا.
- مشروب يومي يعمل على تنظيف الجهاز الليمفاوي وتخليصه من السموم
- يتكون هذا المشروب من العرقسوس وعشبة البرسيم الأحمر، والقنفذية، إضافة إلى عشبة خاتم الذهب.
- يمكنك اختيار أي من الأعشاب التي سبق ذكرها، والمتاحة والمستساغة لديك لعمل مشروب تتناوله بشكل يومي لمدة 10 أيام متتالية، شريطة استشارة الطبيب قبل الاستخدام لتحديد مدى ملاءمة العشبة لك.
ختاما نكون قد تناولنا اليوم تفاصيل الجهاز الليمفاوي وتركيبه ووظيفته في جسم الإنسان، وتعرفنا على أجزائه المختلفة، وكيفية الحفاظ على صحته وحسن أدائه لوظائفه في حماية الجسم من الإصابة بالأمراض الفيروسية والبكتيرية، وتعرفنا على الأمراض التي تصيبه، ومدى خطورتها، وخطط علاجها، والأعشاب التي من الممكن أن تساعد في الشفاء.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق