الجراموفون أو الغرامافون أو أجهزة الفونوغراف كلها أسماءٌ لنفس الجهاز الذي خرج للضوء على يد توماس أديسون عام 1877م، وهو عبارة عن جهازٍ كان يُستخدم قديمًا لتسجيل الصوت عليه ثم إعادة تشغيله وسماعه مرةً أخرى وتُستخدم اسطوانةٌ دائريةٌ خاصةٌ بالجهاز ليتم تسجيل الصوت عليها.
الجرامافون : ما هو ؟
نوعي الجراموفون
على حسب آلية الجراموفون في تسجيل وحفظ الصوت وإعادة عرضه تختلف نوعية الجهاز، النوعية الأقدم والتي كانت تستغل قدرة موجات الصوت الموجودة في المجرى على إحداث اهتزازٍ في السن الخاص بالجهاز، فيعمل ذلك السن على تسجيل اهتزازاته تلك على هيئة إشاراتٍ كهربية يتم تحويلها مرةً أخرى إلى موجاتٍ صوتية. بينما النوع الثاني وهو الأحدث فيستخدم الأقراص المدمجة والتسجيل الضوئي الرقمي والليزر ونبضات الضوء التي تتحول إلى نبضاتٍ كهربيةٍ ثم إلى موجات الصوت.
تاريخ الجراموفون
بدأت فكرة الجراموفون ووُضعت أساساته على يد المخترع الفرنسي ليون سكوت حيث قام باستغلال ما تحدثه موجات الصوت من اهتزازاتٍ لجعل قلمٍ يُسجلها على ورقة وكان الهدف من ذلك الاختراع وقتها هو محاولة دراسة خصائص الصوت لا تسجيل الصوت لإعادة تشغيله مرةً أخرى، ثم جاء أديسون بعد ذلك عام 1877م وبدأ بتحسين ذلك الاختراع والاستفادة منه وتحويل قدرته من التسجيلية للباعثة أيضًا، واستعان في التسجيل باسطوانةٍ معدنيةٍ ملفوفةٍ بالصفيح حيث تقوم الإبرة الصغيرة المتصلة بغشاءٍ يهتز من موجات الصوت المنبعثة بحفر تلك الموجات ثم يتم استعادة الصوت أو لنقل شبيه الصوت وليس الصوت تمامًا عن طريق جعل الإبرة تمس الاسطوانة أثناء دورانها فتتأثر بالحفر والنقرات على سطحها ليهتز الغشاء وينبعث منه الصوت الشبيه.
تطوير الجهاز
ثم تتالت بعد ذلك التحسينات للجهاز وللمادة التي تُصنع منها الاسطوانة مما يؤدي إلى زيادة جودة الصوت ونقائه حتى عام 1925م حيث بدأ تصنيع الجراموفون بمحركاتٍ كهربائية فظهرت التسجيلات الكهربائية بصوتٍ أكثر نقاءً ووضوحًا، ثم توالت المحاولات للعمل على سعة الاسطوانة وزيادته والتنويع في موجات الصوت الصادرة منه حتى وصلنا إلى الأقراص المدمجة في النهاية، ثم تطورت الأجهزة الصوتية نفسها وتم بالتدريج الاستغناء عن الجراموفون برغم أن البعض ما زالوا يملكون تلك الأجهزة كتحفةٍ فاخرةٍ تاريخيةٍ وثمينة.
مكونات الجراموفون
يتكون الجراموفون من مكبر الصوت والسن والخزانة ونظام التشغيل و ومدور الاسطوانات والاسطوانات بالطبع، يتم وضع الاسطوانة على مدور الاسطوانات والذي تظهر وظيفته من اسمه فيعمل على تدوير الاسطوانة بسرعاتٍ مختلفة، عند بدء التشغيل تنتقل الاهتزازات الناتجة من السن إلى ما يُسمى بالخزانة حيث تُحول إلى طاقةٍ كهربائية، ثم تنتقل الموجات الكهربائية بعد ذلك عبر الأسلاك إلى مكبرات الصوت التي تعمد إلى تحويل الإشارات الضعيفة إلى مُكبرةٍ وتحول الموجات الكهربية تلك إلى موجاتٍ صوتية، نظام التشغيل أو المحرك الذي يُشغل الجهاز ويعمل على تدوير الاسطوانة ويتم عن طريقه تغيير سرعة الدوران برفعها أو خفضها.
اسطوانات الجراموفون
في البداية صُنعت الاسطوانات على يد توماس أديسون من المعدن ثم تطورت للشمع وبعد ذلك جاء اللك كمادةٍ خام لصناعتها حتى وصلنا إلى البلاستيك الصلب والذي بدأ يُستخدم تجاريًا في صناعتها، ومن الجدير بالذكر وصف شكل الإسطوانة بأنا دائرية تحمل أخاديد حلزونية تبدأ من حوافها الخارجية باتجاه المركز، وكان من المعروف أنه كلما كبر حجم الاسطوانة زاد قطرها فزادت سرعتها كما زادت مساحتها التخزينية، واختلفت أنواعها بين اسطوانات الحجر والنايلون وغيرها.
جهازٌ عتيقٌ لكنه كان بداية ظهور فكرة تسجيل الصوت والاحتفاظ به وإعادة بثه وتشغيله في الوقت الذي نريد أيًا كان نوع ذلك الصوت فقد بدأت فكرة هذا الجهاز كوسيلةٍ لبث الأوامر الرسمية ثم صار لكل الأصوات من قصائد شعرية ورسائل وموسيقى.
أضف تعليق