يعتبر الجراد من الحشرات التي لها فائدة كبيرة للإنسان؛ حيث يتغذى عليه كثير من الشعوب ويعرفون قيمته الغذائية ويشعرون بالفرح والغبطة عند رؤية أسراب الجراد، بينما على الجانب الآخر نجد شعوبا أخرى يصيبها الهلع والفزع لرؤية أسراب الجراد؛ لأنها تقضي على الأخضر واليابس وتضر بمزروعاتها، وبالرغم من أن الأديان السماوية أباحت تناول الجراد في الطعام إلا أن هناك كثيرا من الناس يعزفون عن تناوله، وقد روي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه أباح للمسلمين أكل ميتتين وهما الجراد وميتة البحر، وفي هذا المقال نتناول وصف الجراد وأشهر أنواعه وأهم فوائد الجراد وكذلك أضراره.
تعرف على كل ما يخص الجراد
وصف الجراد
الجراد هو نوع من الحشرات التي تتغذى على النباتات ويصل طول الحشرة الناضجة منه ما بين 3: 13سنتيمتر، وتتميز بأن أجنحتها مستقيمة، وللجرادة ستة أرجل كما أن أرجلها الخلفية القوية تساعدها في عملية القفز بسهولة؛ حيث يمكنها قفز مسافة تضاعف طولها حوالي عشرين مرة، وينقسم جسم الجرادة مثل باقي الحشرات إلى ثلاثة أقسام وهي: رأس وصدر وبطن، وتضع أنثى الجراد بيضها في الأرض داخل حفر مجهزة وتقوم بتغطية البيض بسائل تفرزه لتحمي البيض من برودة الجو، وبعد الفقس تخرج الحوريات من البيض لتصل إلى المرحلة التالية بعد شهر تقريبا، وتصل الحشرة إلى البلوغ بعد حوالي ثلاثة أشهر تقريبا أو يزيد قليلا، وللجرادة قرنان للاستشعار كما أن فم الجراد به أسنان قوية جدا تمكنه من قطع أوراق ولحاء الأشجار بسهولة ليتغذى عليها، وبطن الجرادة تنقسم إلى 11 قسما كما يغطى جسمها بمادة الكيتين.
أنواع الجراد
من المعروف لدى العلماء أنه توجد حوالي 28 عائلة من الجراد تضم في ثناياها أكثر من 20000 نوع من الجراد المنتشر في جميع أنحاء العالم، وفيما يلي أهم وأشهر تلك الأنواع التي يعرفها العالم ومنها:
- الجراد الصحراوي: وهو منتشر بكثرة في المناطق الصحراوية خاصة في أفريقيا وشبه الجزيرة العربية واليمن وعمان وجنوب غرب آسيا ، ويتميز هذا النوع بقدرته على تحمل مشاق السفر لمسافات طويلة، كما أنه يتناسل بكثافة عالية؛ حيث تضع الأنثى حوالي 500 بيضة في حياتها على الأقل.
- الجراد الأفريقي: وهو الجراد المهاجر في قارة أفريقيا.
- الجراد الشرقي المهاجر: وهو الجراد المهاجر في منطقة جنوب شرق آسيا.
- الجراد الأحمر: وهو يعيش في منطقة شرق أفريقيا.
- الجراد البني: وهو يتواجد في جنوب أفريقيا.
- جراد الأشجار: وهو ينتشر في قارة أفريقيا ودول حوض البحر المتوسط.
- الجراد المصري: وهو ينتشر في مصر خاصة.
- الجراد المغربي: وهو يتواجد في المغرب بكثرة.
- الجراد الأسترالي: وهو يتواجد بكثرة في قارة أستراليا.
فوائد الجراد
تعتمد كثير من الشعوب على الجراد في غذائهم كقيمة غذائية عالية موروثة منذ القدم، ومن تلك الشعوب الشعب الليبي؛ حيث ذكر هيرودوت المؤرخ المعروف في كتاب التاريخ أن الليبيين كانوا يقومون باصطياد الجراد في مواسم الهجرة وفصل الأجنحة والرأس والأرجل وتجفيف الجسم وبشره وتخزينه ليتم تناوله مع الحليب وخاصة الجراد كبير الحجم الذي يصل طول الواحدة منه إلى عشرة سنتيمترات أو أكثر، وقد ظلت هذه العادة منتشرة لدى الليبيين حتى فترة قريبة، وقد أثبت العلماء أن للجراد قيمة غذائية عالية تتلخص فيما يلي:
- زيادة القدرة الجنسية: لقد أثبت العلماء أن تناول الجراد يعمل على زيادة القدرة على ممارسة العلاقة الحميمية بين الزوجين، فهو يعد منشطا للدورة الدموية لدى الرجال بصورة كبيرة؛ وقد شبه البعض تناول الجراد بتناول حبوب الفياجرا؛ وذلك لما له من قدرة تنشيطية عالية خاصة لكبار السن.
- يخلص الجسم من السموم: وخاصة سم العقرب؛ حيث يؤكل الجراد السمين لتخليص الجسم من لسع وسم العقرب.
- علاج الروماتيزم: يرى بعض المختصين في مجال العلاج بالأعشاب أن تناول الجراد يعالج الآلام الروماتيزمية وكذلك آلام الظهر والعمود الفقري.
- علاج تأخر النمو: لقد أثبت العلماء أن تناول الجراد يعالج تأخر النمو لدى الأطفال ويساعد بصورة كبيرة على اكتمال النمو بصورة طبيعية.
- علاج عسر البول: أثبتت التجارب أن تبخر النساء بالجراد يفيد في علاج عسر البول أو تقطيره، كما ثبت أنه يعالج البواسير أيضا.
- منشط عام: أثبت العلماء أن تناول الجراد ينشط الجسم بصورة عامة، كما أنه يزيد من طاقة الجسم وحيويته؛ وذلك لما يحتوي عليه من مواد مختلفة ومكونات عديدة بسبب تغذية الجراد على أنواع كثيرة من النباتات والأشجار.
أضرار الجراد
كما تفرح بعض الشعوب بهجرة الجراد إليها للاستفادة منها في غذائهم فإن هناك شعوب أخرى يصيبها الحزن والألم الشديد من زحف أسراب الجراد عليها خوفا من أضرارها وهجومها على المزروعات وتخريبها للبلاد، ومن تلك الشعوب على سبيل المثال بعض القبائل البدوية في دولة تشاد بإفريقيا حيث يختبئ الناس خوفا من هجوم أسراب الجراد، وفيما يلي بعض الأضرار الناجمة عن الجراد:
تخريب المزروعات
تبلغ أسراب الجراد مساحة كبيرة قد تحجب ضوء الشمس وأشعتها بل تسبب مخاطر كبيرة للمسافرين بالطائرات أو السيارات وغير ذلك، وقد تغطي تلك الأسراب مساحة تصل إلى أكثر من خمسة كيلومترات مربعة، وتصل أعداده إلى ملايين الأفراد، وتهجم تلك الأسراب على المزروعات فتقضي عليها وتخرب المزارع بصورة واسعة؛ لذلك تعمل الدول على مكافحة تلك الأسراب بصور متعددة كرش المبيدات وغير ذلك، ومن هنا فتعتبر أسراب الجراد المهاجرة خطرا على اقتصاد الدول المستقبلة إذا لم تتعامل معه بحكمة أو بأسلوب علمي، وجدير بالذكر أن خطورة الجراد على المحاصيل والمزروعات تتمثل في:
- أن الجراد يتغذى على أنواع عديدة من النباتات والمزروعات.
- تتناول الجرادة الواحدة من الغذاء ما يعادل وزنها أو يزيد من المزروعات في اليوم الواحد.
- يسير الجراد في أسراب كبيرة تصل أعدادها إلى أكثر من مائتي مليون جرادة وهي تأكل من المزروعات ما يكفي لغذاء آلاف الفيلة أو آلاف الجمال أو ملايين البشر.
أضرار صحية
أثبتت الأبحاث أن تناول الجراد يسبب أضرارا جسيمة للمصابين بمرض الصرع ويزيد من مضاعفاته السيئة؛ لذلك لا ينصح بتناوله في مثل تلك الحالات.
لقد ذكرت منظمة الأغذية والزراعة الدولية أن الخسائر التي تسببت فيها أسراب الجراد فيما بين عامي 1949 و1957م زادت عن خمسة عشر مليون جنيه استرليني، كما أن تكاليف مكافحة تلك الأسراب وصلت إلى مبالغ طائلة أيضا، وذلك لأن تلك الأسراب تتغذى على كثير من النباتات وأوراق الأشجار ولحائها والأزهار والثمار والبذور وبراعم النبات، كما أنها تتسبب في تدمير الكثير من المزارع والمحاصيل؛ لذلك يبقى أن نعلم أن هذه المخلوقات (الجراد) تعتبر ثروة قومية واقتصادية مهدرة، وقد عجز العالم عن استغلالها بصورة جيدة حتى الآن؛ لذلك يجب أن ينتبه العالم لهذه الثروة من أجل الاستفادة من تلك الأسراب من خلال اصطيادها والعمل على تصنيعها كطعام مفيد وغني بكثير من الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الإنسان، كما يمكن تجفيف الجراد وتوعية الناس بالفوائد الجمة الموجودة فيه حتى يقبل الناس على تناوله والاستفادة منه، وقد تناول هذا المقال أهم أنواع الجراد المشهورة بعد الحديث عن وصفه ثم تناول فوائد الجراد وأضراره على البيئة والإنسان.
أضف تعليق