لقد استخدم الفراعنة الثوم كمضاد حيوي في علاج كثير من الأمراض، حيث ثبت أن الإنسان البدائي استخدم الثوم في الطعام والعلاج منذ أكثر من سبعة آلاف سنة، وقد كان موطنه الأصلي الذي اشتهر فيه هو آسيا الوسطى ثم انتقل إلى منطقة الشرق الأوسط وباقي بلدان العالم فيما بعد ذلك، والثوم نبات عشبي من الفصيلة الثومية تنمو بصلته تحت الأرض مكونة مجموعة من الفصوص، أما أوراقه فهي شريطية تتميز برائحتها النفاذة، ويتكاثر الثوم بالطريقة الخضرية من خلال إعادة زراعة الفصوص في موسم الزراعة فينتج كل فص نباتاً مستقلاً، كما يعتبر الثوم من التوابل المستخدمة في طهي الطعام لدى الأفارقة والأسيويين والأوربيين حتى العصر الحاضر، وقد زاد الاهتمام بنبات الثوم وزراعته خاصة بعد أن اكتشف العلماء الكثير من فوائده العلاجية والغذائية، ويتناول هذا المقال القيمة الغذائية للثوم، وأيضاً أهم فوائد الثوم كمضاد حيوي في علاج الأمراض، وأخيرا بعض النصائح التي يجب اتباعها عند تناول الثوم.
استخدامات الثوم كمضاد حيوي
القيمة الغذائية لنبات الثوم
لقد كان استخدام الثوم قديما منذ أكثر من سبعة آلاف سنة في الطعام وعلاج الأمراض دليلاً قويا على معرفة القدماء لقيمته الغذائية وأهميته في علاج الأمراض، وما زال مستخدما حتى وقتنا هذا في الطب الشعبي لعلاج كثير من الأمراض، وفيما يلي أهم القيم الغذائية الموجودة في الثوم والتي اكتشفها العلماء بعد ذلك: أثبتت الأبحاث أن كل مائة جرام من الثوم تحتوي على: 0.63 مجم من النحاس، 1.2مجم من الحديد، 0.86 مجم من المنجنيز، 310 مجم من الفوسفور، 30 مجم من الكالسيوم، 1.93 مجم من الزنك، 20.8 مجم من الكربوهيدرات، 6.3 مجم من البروتينات، 0.06 مجم من الثيامين، 0.23 مجم من الريبوفلافين، 13 مجم من فيتامين ج، بالإضافة إلى فيتامين ب6 وبعض المعادن مثل: الفوسفات والمغنسيوم وحمض البانتوثينيك وغير ذلك من المواد العضوية المفيدة للجسم.
أهم فوائد الثوم كمضاد حيوي في علاج الأمراض
يحتوي الثوم على مادة الأليسين التي تعتبر مضادا حيويا قويا يقضي على أنواع متعددة من البكتريا والفطريات والفيروسات؛ لذلك ظل مستخدما في الطب الشعبي منذ قرون عديدة حتى وقتنا الحاضر كمضاد حيوي قوي مفيد في علاج الكثير من الأمراض، ولا نتعجب إذا ظهر الثوم في أفلام الرعب على أنه قاهر مصاصي الدماء، وذلك يشير إلى المقدرة العلاجية الفائقة في الثوم كمضاد حيوي طبيعي بديلا عن المواد والأدوية الكيميائية، وفيما يلي أهم فوائد الثوم كمضاد حيوي في علاج الأمراض:
1- القضاء على البكتريا: لقد ثبت أن تناول الثوم على الريق قبل الإفطار بنصف ساعة يعد مضادا حيويا قويا يقضي على جميع أنواع البكتريا الضارة الموجودة في الجهاز الهضمي مع تحسين وظائف الهضم عند الإنسان، وكذلك ثبتت فاعلية الثوم في علاج مشاكل المعدة بالإضافة إلى علاج الإسهال والإمساك.
2- إزالة السموم من الجسم: يحتوي الثوم على الأليسين وبعض المواد الأخرى التي تعمل على تخليص الجسم من السموم والديدان الضارة بالإضافة إلى وقاية الجسم من بعض أنواع السرطان والاكتئاب ومرض السكري، وقد أثبتت الدراسات والأبحاث المعملية أن الثوم يحتوي على مركب “ديالي سول فايد” الذي يفوق في قدرته المضادات الحيوية الصناعية في تخليص الجسم من أنواع السموم المختلفة.
3- علاج أعراض البرد: يعتبر الثوم من الأطعمة التي تعمل على تقوية المناعة لدى الإنسان؛ حيث أثبتت الدراسات أن الثوم كمضاد حيوي قوي يقي من الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا بالإضافة إلى القضاء على الجراثيم وعلاج التهابات الحلق والسعال وأعراض البرد المختلفة.
4- علاج أمراض القلب: أثبتت الأبحاث المعملية أيضا أن الثوم كمضاد حيوي قوي قادر على علاج أمراض القلب خاصة علاج ضغط الدم المرتفع وتقوية مناعة الجسم بالإضافة إلى تقليل نسبة الكوليسترول في الدم.
5- علاج السرطان: توصل بعض الباحثين الأمريكيين إلى وجود علاقة بين نسبة استهلاك الثوم ومعدل الإصابة بالسرطان، حيث أفادت الدراسة بأن الزيادة في معدل تناول الثوم تنخفض معها فرص الإصابة بالسرطان؛ وذلك يدل على أن الثوم كمضاد حيوي قوي يقضي على الخلايا السرطانية لاحتوائه على مركبات تمنع تكونها مع وقاية الجسم من انقسام الخلايا المسرطنة، كما ينصح العلماء بالانتظار لمدة ربع ساعة قبل إضافة الثوم المهروس إلى الطعام حتى يتم إفراز الأنزيمات المساعدة في حماية الجسم من السرطان والقيام بالتفاعلات الكيميائية المطلوبة لتحقيق أعلى فائدة للجسم من الثوم، ومن الجدير بالذكر أن الجسم يحتاج إلى تناول الثوم عدة مرات أسبوعيا لوقايته من مرض السرطان.
6- تحسين العلاقة الحميمية بين الزوجين: لقد أثبتت بعض الأبحاث التي أجريت في جامعة ماينز بألمانيا بأن الثوم كمضاد حيوي يعمل على تقوية وتحسين القدرة على ممارسة العلاقة الحميمية بين الزوجين وخاصة لدى الزوج، وأوضحت الدراسة أن تناول الثوم لهذا الغرض يفوق بكثير تأثير عقار الفياجرا.
7- مرض السكر: أفادت بعض الدراسات الألمانية أن تناول الثوم الطازج يعمل على خفض نسبة السكر في البول والدم؛ وذلك لأنه يحفز أو ينشط البنكرياس على إفراز هرمون الأنسولين الطبيعي والذي يمنع التصاق الصفائح الدموية ويعالج مرضى السكر.
8- علاج أمراض الجلد: يعتبر الثوم من المضادات الحيوية الطبيعية المطهرة للجلد والبشرة خاصة في حالات حب الشباب؛ حيث يستخدم الثوم كمضاد حيوي مهروس لدهان البشرة بالإضافة إلى الأدوية الأخرى ليعمل على تطهير البشرة وتحسين النظام الغذائي لها.
9- علاج مشاكل الشعر: لقد أثبتت الدراسات التي أجريت عام 2002م أن عصير الثوم مثل عصير البصل إذا دهن به فروة الرأس يعمل على نمو الشعر بعد الإصابة بالصلع؛ وذلك لأنه يحتوي على نسبة كبيرة من الكبريت ومركب الأليسين الذي يعتبر مضادا حيويا قويا يخلص جذور الشعر من السموم.
10- علاج التهابات الأذن: يمكن عمل زيت الثوم من خلال وضع الثوم المفروم في قليل من زيت الزيتون على نار هادئة لمدة ساعة، وبعد تصفيته يترك ليبرد ثم يتم استخدامه كنقط من المضاد الحيوي المفيد في علاج التهابات الأذن وتسكين الألم؛ وبالتالي يعمل زيت الثوم كمضاد حيوي قوي يعالج التهابات الأذن وآلامها بصورة طبيعية وأفضل من الأدوية الكيميائية.
نصائح يجب اتباعها عند تناول الثوم
لضمان أفضل النتائج عند تناول الثوم ينصح العلماء باتباع النصائح التالية:
- لا ينصح بتناول الثوم على معدة فارغة؛ حتى لا يتم قتل البكتريا المعدية الصديقة أو إحداث حرقان في المعدة؛ لذلك ينصح بتناول كبسولات الثوم بعد الأكل.
- عند حدوث هيجان في الجلد أو زيادة في حرارة الجسم بعد تناول الثوم النيء يجب التوقف مباشرة عن تناول الثوم واستشارة الطبيب؛ حتى لا تتفاقم المشكلة وتزداد الأعراض الجانبية.
- لا ينصح بتناول الثوم للمرضى الذين يتناولون علاجات خاصة بمرض الإيدز إلا بعد استشارة الطبيب المختص؛ لأنه يسبب بعض الأعراض الجانبية.
- للتخلص من رائحة الثوم الكريهة ينصح بتناول عصير الليمون أو اللبن البارد أو البقدونس أو الشاي الأخضر أو النعناع.
لقد أثبت العلماء والباحثون أن الثوم كمضاد حيوي يعتبر من أفضل المضادات الحيوية الطبيعية التي تساعد في علاج العديد من الأمراض ووقاية الجسم من كثير منها كما ذكرنا سابقا، ويمكن تناول الثوم على شكل كبسولات أو تناوله في الطعام مباشرة نيئا أو مطبوخا، وقد تناول هذا المقال قيمة الثوم الغذائية وأهم فوائد الثوم كمضاد حيوي في علاج الأمراض بالإضافة إلى بعض النصائح المفيدة عند تناول الثوم.
أضف تعليق