تختلف تصرفات الأطفال حسب شخصية كل منهم. لكن انعدام الثقة بالنفس تترك تأثيراً سلبياً كبيراً على تصرفات الطفل، فمثلا نجد الطفل الغير واثق في نفسه لا يستطيع إتخاذ القرارات، لا يستطيع الإختيار بين الأشياء، يخاف أن يخطئ فيتم توبيخه بشدة، متردد، يشعر أن الناس تنظر إليه دائماً وترى عيوبه، يشعر بقلق من التجمعات، ويخجل من نفسه وقد يؤدي ذلك إلى انعزاله.
إذاً فالثقة بالنفس عامل هام في بناء شخصية قوية قادرة على إتخاذ القرار وتحمل المسئولية ومواجهة المشكلات والتعامل السوي مع المجتمع.
كيفية بناء الثقة بالنفس عند الاطفال :
نلقي الضوء هنا على بعض النقاط التي تساعد في زرع الثقة بالنفس عند طفلك :
– أولاً .. تذكر أن طفلك… مازال طفلاً !!! فلا تتوقع منه دائماً التصرف السليم في كل المواقف، فهو مازال طفلاً، وبالتالي؛ لا تقوم بتوبيخه بشده عند الخطأ لدرجة تجعله يخشى التصرف مستقبلاً !!.. بل اشرح له أين مكمن الخطأ الذي فعله ووضح خطأ تصرفه بإسلوب لا عنف فيه، كي يستطيع أن يستوعب الموقف الصحيح بلا خوف، ولا يكرر الخطأ. وتحلى بالصبر معه لو تكرر الخطأ وابذل جهدك كي يستوعب خطأ تصرفه ولا يكرره.
– قوي إيمانه وازرع فيه الخوف من الله ومراقبته في السر والعلن، ولا تكذب عليه ولا تستهزئ به، ولا توعده وتخلف وعدك إياه، واجعله يشعر بأهميته عندك وحبك له.
– وكما تقوم بنقده عندما يخطئ فعليك أيضاً أن تقوم بتشجيعه والثناء عليه عندما يقوم بتصرف صحيح، فيشعر بالثقة بنفسه.
– عامله بإحترام، واعطه وضعه أمام الآخرين، ولا مانع من أن تقول له: (من فضلك)، أو (لو سمحت)، أو حتى تعتذر له إذا أخطأت معه أو إذا لم تحقق له شئ ما سبق وقد وعدته به.
– يمكنك أخذ مشورته واستطلاع آراءه في بعض الأشياء كي يحس بأهميته.
– ساعده في إتخاذ القرارات: اشرح البدائل المتاحة أمامه عند الإختيار، فيتعلم أن اختياره يكون بعد دراسة الأفضل والأنسب والأصح بعد التفكير المبني على حقائق.
– علمه كيف يخطط لنفسه ويضع هدف ويحاول تحقيقه من خلال خطوات متتابعة، فيشعر بثقة في نفسه، وبقدرته على التصرف وبمسئوليته عن تحقيق النجاح.
– ساعده في تنظيم وقته ومتابعة أداءه لواجباته، وتجنب الكسل أو تأجيل العمل، وتوفير ظروف ملائمة كي يؤدي إلتزاماته المدرسية بنجاح فلا يتم توبيخه أو اتهامه بالفشل، فتزيد ثقته بنفسه وسط زملاءه وفي مدرسته.
– افسح له المجال كي يعبر عن نفسه ويتكلم ويوضح مايدور بعقله، وناقش أفكاره، وثبت المفاهيم الصحيحة، واستنكر المفاهيم الخاطئة.
– أجب عن تساؤلاته وفسر له بعض قراراتك التي يرفضها؛ مثلاً: لو منعته من شئ أو قمت برفض طلبه، ففسر له السبب كلما أمكن، ولاتكتفي بقول (لا) بدون ذكرأسباب، لكن احترم رأيه وشخصه واشرح له سبب رفضك لطلبه.
– قم بصقل مواهبه وتشجيعها، وعلمه السباحة وفن التحدث، وكيفيه إختيار أصدقائه، وأداب الكلام والطعام، والإهتمام بملبسه، وترتيب أدواته، وأي مهارات تمكنه من التصرف الصحيح، وتعمل على زيادة ثقته بنفسه.
خلاصة القول :
ما سبق هو بعض أمثلة مما يجب مراعاته في التعامل مع الطفل. وخلاصة القول أن ملامح الشخصية لا تظهر فجاة عندما يكبر الطفل !!! لكنها تكون نتيجة لتفاعلات مختلفة في مواقف كثيرة متفرقة، وإرشادات وتصرفات وإعتبارات وتوجيهات وأحداث تؤثر فيه منذ طفولته. و الثقة بالنفس أحد العوامل المؤثرة في تكوين شخصية الطفل.
بناء الثقة بالنفس عند الطفل او تربية الابناء على الثقة بالنفس لا يحتاج إلى الأموال الطائلة، أو الإمكانيات المادية المعقدة…. ولكن تحتاج إلى قوة إيمان وبناء فكر سليم، وإرادة صلبة، وعزيمة قوية؛ تجعل صاحبها لا يسمح للسلبيات أن تضعفه، ولا يسمح للخوف من الفشل أن يثنيه عن أداء واجبه.
ويجب على الوالدين أن ينتبهوا لتكوين شخصية أطفالهم كما ينتبهوا لتوفير الطعام والملبس وباقي الإحتياجات المادية الأخرى.