الثقة الذاتية هي أهم سمات الشخصية القوية الناجحة، والثقة الذاتية تأتي من إدراك الشخص لقيمته الحقيقية ومعرفته الجيدة بنفسه فتنعكس هذه الثقة في تعاملاته الحياتية وصداقاته وكذلك عمله. انعدام الثقة الذاتية يجعل الشخص غير متحكم في انفعالاته وتزيده توتر وخوف وقلق مما ينعكس على كل تصرفاته وانعدام هذه الثقة أساسه تهويل الأمور والشعور بالفشل حتى لو كان الشخص يمتلك كافة مقومات النجاح سيظل انعدام ثقته بنفسه عائقاً أمام نجاحه. فعندما يكون الشخص واثقاً بنفسه يصبح جريئاً وقوياً وذو شخصية جذابة. وتعتبر الثقة الذاتية من الصفات المكتسبة فلا أحد منا يولد واثقاً بنفسه وهنا يأتي دور البيئة والتربية والخبرات الحياتية حيث يلعبون دوراً هاماً في تعزيز ثقة الفرد بنفسه فعلى الفرد أن يبذل قصارى جهده ليعزز ثقته بنفسه دائماً. ويمكن لأي شخص التغلب على انعدام ثقته بنفسه واكتساب الثقة بسهولة إذا عمل على تطوير نقاط ضعفه فأهم وأول ما يجب عليه فعله هو أن يتذكر جيداً أنه ليس أقل من الآخرين.
أهم مفاتيح الثقة الذاتية
الثقة الذاتية مفتاح النجاح
ثقتك بنفسك تجعلك تأخذ قراراتك المصيرية بمنتهى الهدوء سواء في العمل أو في حياتك الشخصية بدون تردد فذلك ينبع من ثقتك في قدراتك وفي اختياراتك فالثقة الذاتية تعطيك هذه القوة وتجعلك أكثر قدرة على مواجهة التحديات وكذلك التصالح مع نسبة الخطأ التي قد تقوم بها أثناء اتخاذ قراراتك. فلن يصل بك التردد والضعف إلى النجاح في حياتك الشخصية ولا العملية. ثقتك بنفسك ستجعلك في المقدمة دائماً سيثق بك مديرك بالعمل وسيثق بك زملائك فأهم صفات القائد الناجح هي الثقة الذاتية فلن يثق بك أحد إذا كنت لا تثق بنفسك، فالبداية دائماً بين يديك.
الاهتمام بمظهرك أول خطوات تعزيز الثقة الذاتية
الاهتمام بمظهرك دائماً ما يمنحك الثقة بنفسك فإذا لم يكن مظهرك منهدماً ولائقاً سينعكس ذلك بالسلب على ثقتك بنفسك، فكلما كنت راضياً عن مظهرك كلما زادت ثقتك بنفسك. وأول ما تقع عليه أعين الناس هو المظهر. فالمظهر اللائق دائماً ما يعطي انطباعاً جيداً لدى من تتعامل معهم مما سينعكس عليك بالإيجاب ويعزز ثقتك بنفسك. لذا يجب عليك أن تحرص دائماً على اختيار الملابس المناسبة للمكان الذي تذهب عليه وتتأكد أن ملابسك مهندمة ونظيفة، كذلك ممارسة الرياضة تحسن من صحتك ومظهرك مما يساهم في تعزيز ثقتك بنفسك.
الانتباه لمكان وطريقة جلوسك
إذا ذهبت إلى محاضرة مثلاً أو إلى اجتماع وكنت ممن يميلون للجلوس بآخر صف أو آخر الغرفة حتى تتجنب الأسئلة أو المشاركة فتوقف عن ذلك فهذا يعتبر أحد مظاهر ضعف الثقة الذاتية ابدأ في الجلوس في الصفوف الأولى ولا تخجل من المشاركة والتحدث أمام الآخرين بصوت واضح ونبرة هادئة فليس هناك ما يدعو للخجل أو الخوف فهذه المشاركات ستمنحك ثقة بنفسك وجرأة تحتاجها لاكتساب مهارات التواصل. لا تكن سلبياً كن إيجابياً دائماً ولا يجب أن تشعر بالإحراج إن أخطأت أو تتراجع عن المشاركة فيما بعد إذا صادفت موقفاً محرجاً بل اعتبر ذلك تدريباً حتى لا تقع في ذات الموقف المرة القادمة. كذلك لا تجلس وظهرك منحني فذلك يدل على انعدام ثقتك بنفسك ولا تتجنب النظر لأعين محدثيك حتى يشعروا أنك واثق بنفسك ومنتبه ومنصت لحديثهم.
اكتساب الخبرات
التجارب واكتساب الخبرات أحد أهم الخطوات التي تعزز الثقة الذاتية لدى الفرد فكلما اكتسب الشخص خبرات عملية، ثقافية، أو شخصية كلما أصبح أكثر ثقة بنفسه وأكثر جرأة في اتخاذ القرارات، لذا من المهم أن يعمل الشخص على اكتساب الخبرات في حياته العملية والشخصية وتطوير ذاته وكذلك اكتساب الثقافة عن طريق القراءة في كافة المجالات فهذا ما يجعله متحدثاً لبقاً يرغب الجميع في الاستماع إليه والاستفادة من خبراته والتقرب منه مما يجعله أكثر ثقة في نفسه وفي قدراته.
الاعتداد بنقاط القوة والعمل على التخلص من نقاط الضعف
كل منا يمتلك نقاط قوة ونقاط ضعف فليس بيننا من هو كامل فالكمال لله وحده لذا عليك أن تفتخر بنقاط القوة التي تمتلكها ولا تخجل من نقاط ضعفك. إن الثقة الذاتية تزيد بمعرفة نقاط القوة التي تتمتع بها، لذا عليك أن تبحث عن نقاط قوتك وتعتد بها وتحرص على إظهارها، أما نقاط الضعف فالخجل يجعلك تركز عليها ولا يمنحك الفرصة لتطويرها كما يجعلك تنسى نقاط قوتك والتي تمنحك الثقة كما أن تجاهل نقاط الضعف لا يحل الأمر لذا عليك أولاً أن تعرف أن قوتك لا تأتي من عدم وجود نقطة ضعف لديك بل تأتي من عدم الاستسلام لها وبذل الجهد للتغلب عليها.
الحرص على التواصل والتخلص من الانطوائية
الانعزال وتجنب التعامل مع الآخرين يضعف الثقة الذاتية إلى حد كبير، فعدم التواصل مع الآخرين يجعلهم لا يشعرون بك ومن ثم ستشعر أنك مهمَّل على غير الحقيقة فإذا لم تسعى أن تكون حاضراً عن طريق التواصل مع زملائك في العمل مثلاً سيعتقدون أنك لا تريد التحدث معهم مما سيخلق بينك وبينهم فجوة في التعامل. لذا عليك أن تسعى للتواصل مع الآخرين والتخلص من الانطوائية ولا تشغل بالك كثيراً بانطباع الناس عنك ولا تخف من التحدث والتواصل مع الناس فذلك سيمنحك ثقة في نفسك عندما تجد أن الناس يرحبون بالتواصل والتعامل معك.
التخلص من الشكوك
لكي تعزز ثقتك بنفسك عليك أن تتخلص من شكك الدائم والمرضي حول ما تقوم به من عمل أو ما تنجزه من مهام، فكلما تشككت في نفسك كلما فقدت جزءاً من مصداقيتك وشخصيتك وسيشعر الجميع أنك شخص ضعيف ومتردد لا تستطيع حسم الأمور واتخاذ القرارات الجدية مما سينعكس على إحساسك وثقتك بنفسك. حاول أن تنحي خوفك من الفشل جانباً ولا تجعل شكك يسيطر على كل خطواتك حتى لا يصل بك الأمر في النهاية إلى الفشل الفعلي. فلا يصح أن يهيمن خوفك من الفشل على تصرفاتك وردود أفعالك وبالتالي على ثقتك بنفسك وعملك. فالأشخاص الأكثر نجاحاً هم الأشخاص الذين لا يخشون أحكام الآخرين ويثقون بقدراتهم وموهبتهم والخطوات والقرارات التي يتخذونها دون أن يتركوا الشك والخوف من الفشل يسيطران عليهم.
الدعم النفسي
من أهم عوامل تعزيز الثقة الذاتية هو الدعم النفسي، عليك أن تدعم نفسك دائماً وأن تثق بقدراتك وأن تشعر بالامتنان لكل عمل جيد تقوم به ولا تقسو على نفسك أو تحتقرها وتلومها إن أخطأت بل عليك أن تقوم بتحفيز نفسك وتشجيعها على تفادي أخطائك والتعلم منها. كما يجب عليك أن تحيط نفسك دائماً بمن يشجعك ويدعمك ولا تلتفت لمن يقوم بإحباطك فقربك ممن يدعمونك نفسياً ويشجعونك يزيد ثقتك بنفسك وبمواهبك وقدراتك.
إن الثقة الذاتية عند كل فرد تنعكس بشكل كبير على كل تحركاته وتصرفاته. إن انعدام الثقة في النفس يجعل الشخص يظهر بمظهر الإنسان الضعيف المضطرب فالإنسان الذي لا يثق بنفسه لن يستطيع أن يكون في المقدمة أبداً فالأيادي المرتعشة لا يمكنها أن تصل للنجاح أو تتولى القيادة أبداً في يوم من الأيام.