الثرثرة عن النفس من أسوأ العادات التي قد تقابلها في شخصية ما، كثيرة تلك هي العادات إلني لا نحبها لدى الآخرين، ولهذا نحن نحاول أن نتجنبها في انفسنا أيضا، فالمكون الإنساني هو خليط من تلك العادات والتقاليد والأساليب وما يكتسبه في الحياة بالإضافة إلى تلك الجينات التي تتحكم به وتحوله إلى ما هو عليه، وما تجعلنا نفضل بعضا من تلك التصرفات أو نرفضها منه، من اكثر العادات أو أساليب الحياة التي ينتهجها البعض، هي الحديث عن النفس كثيرا، هناك الكثيرون ممن ينطلقون في هذا الحديث بلا هوادة وبلا سقف، لديه القدرة عن أن يبقى يتحدث لك عن نفسه، ويصف أسلوبه في الحياة ووجهة نظره لساعات طويلة، هناك من يريد ورغما عنك إقناعك أن ما يقوم به هو الصواب، شئت أو لم تشأ، رغبت بذلك أو كرهته، هو سيحاول وبشتى الطرق أن يصل معك إلى معادلة اقرب إلى معادلاته، المشكلة الرئيسية هي أن يتكلم هذا الشخص حتى لو كان في بعض كلامه أو كثيره الصواب، فنحن كبشر لا نحب ذلك الإسهاب في حب النفس عند الآخرين وان كنا قد نتعامل معه فيما يخصنا، الآن إن كنت من الأشخاص الذين يحلمون تلك الصفتين، الثرثرة، وحب الحديث عن الناس، وان كنت قد اقتنعت أنك تقترب من حد المبالغة وشعرت أن الآخرين اصبحوا يبتعدون عنك لتلك الصفة، فما هي الأساليب والأدوات للتخلص من عادة الثرثرة عن النفس .
9 خطوات للتخلص من عادة الثرثرة عن النفس
الثرثرة بحد ذاتها غير مستحبة
من المعروف دوما إن من اكثر التصرفات الغير مستحبة عند الغير هي الثرثرة، أو الحديث بإسهاب دون أخذ أي اعتبارات لفوائد الحديث، ولنوعه وقيمته، فقط الحديث لأجل الحديث، في الحقيقة تعتبر هذه التصرفات من اكثر التصرفات التي تنفر الناس من المتحدث، في النهاية هذه الجلسة يطلق عليها نقاش وليس محاضرة، حتى لو أراد الواحد فينا حضور محاضرة فمن الأفضل أن يبحث عن احد المختصين في هذا المجال على أن يستمع لأي شخص على الإطلاق، بالتالي إن الثرثرة في الأساس أمر مرفوض وغير مستحب، وبالتالي عليك أن تبدأ أولا بالتخلص من عادة الثرثرة أولا قبل الانطلاق إلى الخطورة التالية وهي عدم حصر الحديث بذاتك.
تعرف عن الآثار السلبية للحديث عن نفسك
عليك أن تنتقل الآن إلى البحث في الآثار السلبية للحديث عن الذات، وليس مناقشة موضوع ما، فبخلاف الآثار السلبية للثرثرة عليك أن تبحث في موضع الثرثرة عن النفس وهو أمر في الكثير من الأحيان يعتبر منفرا بالإضافة إلى مصنع للباغضين والكارهين، أن الحديث عن الذات فيه نوع من النرجسية وهو حديث ذو طعم مر خاصة على المتلقي، عليك أن تعرف انه مهما علا شان الإنسان، ومهما انجز فلا يجب أن يتحدث هو شخصيا عن ذاته بل إن الأمر يجب أن يكون متروكا للحديث عنه وليس العكس. إن التعرف على الآثار السلبية هذه سيساعدك في بناء إرادتك على محاولة الإقلاع عن هذه العادة المكروهة.
ابدأ بمحاول التعرف على كيفية الاستماع
من اكثر المهارات التي على الإنسان أن يتقنها أثناء الحديث مع الآخرين هي أن يتقن فن الاستماع إلى الآخرين، الاستماع له العديد من الفوائد، هو يعطيك الوقت للتحليل والخروج بالنتائج ومن ثم الرد بأسلوب افضل، هو يعطيك الوقت لكي تتفادى الخطأ، فالكثير منا يقع في الخطأ نظرا لكونه لا يستمع بل انه ينطلق في حديثه دون أن يتعرف على الرسالة والمغزى منها، وهو ما يتحدث فيه الطرف الآخر، وهي اكثر الأخطاء شيوعا، يجب أن يستطيع الإنسان تلافي مثل هذا الخطأ، وان يبدأ في الاستماع، والتدرب على الاستماع، لماذا لا يمكنك أن تعتبر نفسك تستمع إلى المذياع أو التلفاز وبالتالي إن جوابك لا يسمع ولكن تستطيع أن تستمع.
ابدأ بمحاولة مراقبة أحاديثك دوما
بصورة عامة عليك أن تبدأ بمراقبة حديثك مع الآخرين، أسلوبك والطريقة التي تبدأ في الحديث وتديره، نوع الكلمات المستخدمة، وفي العادة ما هي نتائج النقاش معك، إن إدراكك لارتكابك الأخطاء في اجتماعك بالآخرين هو الوسيلة الأولى للخلاص من هذا المطب، وبالتالي لا يوجد احد سيكون افضل منك في التقييم والبحث في الأمر بحيادية، أنت القادر والأجدر، يجب الاعتراف أن هذه المراقبة لها نتائج جيدة دوما وفي النهاية هي مفتاحك للوصول إلى النتائج التي ترغب، فقط عليك الانتباه في هذه المهمة.
تعرف على ردة فعل الآخرين على أحاديثك
الآن عليك الانطلاق في نقاشات جديدة مع الآخرين، بالطبع بعد أن قمت بإتباع الخطوات السابقة، ومع هذه النقاشات عليك الانتباه إلى ردة فعل الآخرين، مع محاولة التغيير دوما في أسلوب الحديث والانتباه إلى الأخطاء السابقة، عليك اعتبار أن هذه المرحلة هي مرحلة تجرية ليس ألا وفي النهاية قد يمكنك هذا الأمر في اكتشاف أخطاءك وتلافيها لاحقا للوصول إلى النجاح، أنتبه إلى عليك الآن الاستماع وفي الاستماع فائدة فهو يمكنك من أخذ وقتك في المراقبة.
تذكر دوما التنوع في الأحاديث
حاول الآن وفي نقاشاتك الجديدة أن تقوم بالتنوع في هذه الأحاديث واختيار المواضيع التي يحب الآخرين الاستماع أليها وحتى لو لم تكن كذلك على الأقل أن تكون بعيدة عنك، استمر في هذا الأمر للوصول إلى قدرتك على أن تستطيع أن تناقش الآخرين بسهولة ويسر، وان يكون لك لا قدرة على التنوع وبطريقة جيدة خلافا لما كنت تقوم به سابقا.
لا تكن عنيدا عند النقاش
من اكثر الخطوات التي يجب عليك الانتباه أليها، هي أن تحاول وقدر الإمكان وعند الحوار والنقاش أن تبتعد عن الجدالات التي لا طائل منها وبذات الوقت ابتعد عن أن تكون عنيدا في هذا النقاش، حاول قدر الإمكان أن تبسط الموضوع وان تكون عادلا في حديثك، والمهم بالنسبة لك هو إثارة النقطة والوصل إلى النتيجة بعيدا عن الجدلية التي لا طعم لها ولا لون
ابحث في حسنات الطرف الآخر وحاول الحديث عنها
حتى تستطيع التخلص من الثرثرة عن النفس وإيجابيات شخصيتك، وإثارة الكثير من الصفات الحسنة حولك، عليك أن تستطيع أن تصل إلى الفكرة التي تقول أن لا مطلق أبدا، وبهذا المعنى أن الشخص الآخر الذي تجلس معه يمتلك الكثير من الحسنات والتي عليك أن تراقبها وان تشاركه فيها، هذه المشاركة في الصفات التي ترتبط بالأخر ستعني له الكثير، وتجعله يشعر بالتقدير، هذا الأمر يجعلك أيضا تشعر بقيمتك.
استعن بأصدقائك لمراقبتك
في الكثير ن الأحيان ولغاية الحصول على نقد جيد، قد يمكنك أن تحاول أن تستعين ببعض الأصدقاء ممن يستطيعون أن يفيدوك في هذا الأمر وان يقدموا لك التوجيه بعد مراقبتك، عليك أن تستمع لانتقاداتهم والبحث فيها واتباع ما يصب في فائدتك، إن الكثير من النصائح التي نسمعها يوميا، لو اتبعناها لأصابنا الكثير من الفائدة وتخلصنا من الكثير من الضرر.
أضف تعليق