للفواكه –ومنها التين البرشومي بالطبع- كثير من الفوائد الصحية لجسم الإنسان، وكثيرا ما نجد الأطباء يمنعون المرضى عن تناول العديد من الأطعمة والحث على تناول أنواعٍ مختلفة من الفواكه، والسر في ذلك أن الفواكه الطازجة تحتوي على قيمة غذائية عالية بالإضافة إلى تزويد الجسم بما يحتاج إليه من طاقة وفيتامينات وغير ذلك، ومما لا شك فيه أن التين البرشومي من أغني الفواكه وأكثرها شهرة منذ قديم الزمان؛ حيث تشير الدراسات والنقوش إلى أن التين معروفٌ في بلاد الفراعنة والفينيقيين والإغريق منذ أكثر من أربعة آلاف سنة، ويُقال أن موطنه الأصلي هو جنوب غرب شبه الجزيرة العربية ثم انتقل منها إلى دول حوض البحر المتوسط وأوربا وباقي بلدان العالم مثل الأمريكتين ووسط آسيا وغير ذلك، والجدير بالذكر أن للتين أنواعا عديدة قد تزيد عن الأربعين نوعاً تتشابه جميعها في الشكل والطعم والقيم الغذائية التي تحتوي عليها، وفيما يلي نتناول القيمة الغذائية لثمار التين، والفوائد الصحية للتين البرشومي، وكذلك الاستفادة من تخزين التين البرشومي .
فوائد التين البرشومي الكثيرة للصحة
القيمة الغذائية لثمار التين البرشومي
تشير النقوش القديمة إلى أن التين كان من الأطعمة المفضلة والتي يتم تقديمها على مائدة المصارعين بصفة دائمة في روما؛ وذلك لما يحتوي عليه من فوائد صحية وقيم غذائية مفيدة لصحة الإنسان، وقد اكتشف العلماء أن التين يحتوي على العديد من الفيتامينات والأملاح المعدنية وفيما يلي أهم مكونات التين الغذائية:
- مركب سكر الديكستروز بنسبة تصل إلى حوالي 50%.
- مجموعة فيتامينات مختلفة منها: (A- B- C-K).
- مجموعة من الأملاح المعدنية من أهمها: الحديد والبوتاسيوم والكالسيوم والنحاس والمغنسيوم والمنجنيز.
- تحتوي ثمار التين البرشومي على نوعين من الألياف وهي: الألياف الذائبة والألياف غير الذائبة، كما يحصل جسم الإنسان على 7% من احتياجاته من الألياف من تناول ثمرة تين واحدة طازجة يوميا.
- تحتوي ثمار التين البرشومي على عدد من أقوى المواد المضادة للأكسدة منها الكاروتينات والأنثوسيانين بالإضافة إلى الفلافونويدات والبوليفينولات.
- تضم ثمار التين نسبة عالية من الكربوهيدرات.
- تحتوي ثمار التين أيضا على نسبة من الأحماض الدهنية وكذلك أحماض الأوميجا.
- تحتوي ثمار التين على نسبة قليلة من البروتينات.
أهم الفوائد الصحية للتين البرشومي
تختلف ألوان ثمار التين ما بين الأبيض والأحمر والأسود والأخضر، ويعتبر التين البرشومي من أكثر الفواكه المحببة للجميع؛ حيث يحرص الكثير من الناس على تناوله سواء كان طازجاً في موسم نضجه أو كان مجففاً في غير مواسم نضجه، وقد وجد الأطباء والباحثون في مجال التغذية العلاجية أنه يفيد في علاج كثير من الأمراض بالإضافة على قدرته على مقاومة الالتهابات المختلفة، وفيما يلي أهم الفوائد العلاجية لثمار التين البرشومي.
صحة العظام
يساعد تناول ثمار التين البرشومي في تقوية العظام وتزويد الجسم بما يحتاج إليه من معادن الكالسيوم التي تساعد في نمو العظام وتكوينها، ومن أهم فوائد التين أيضا قدرته على علاج مرضى هشاشة العظام خاصة لدى كبار السن من النساء أو الرجال.
علاج مرض السكر
يوصى خبراء التغذية العلاجية بتناول التين البرشومي مع ملعقة من عسل النحل يومياً لمدة أسبوع للمساعدة في السيطرة بصورة كاملة على مرض السكر؛ وذلك لأنه يحتوي على نسبة كبيرة من معادن البوتاسيوم التي تقلل من نسبة الأنسولين وتساعد في ضبط نسبة السكر في الجسم، كما أثبتت الأبحاث أيضاً أن تناول أوراق التين البرشومي مفيدة جداً في علاج مرض السكر والتحكم فيه.
علاج السمنة وزيادة الوزن
يعتبر التين البرشومي من الأطعمة المفيدة جدا لمرضى السمنة؛ حيث أنه يحتوي على نسبة كبيرة من الألياف الغذائية التي تساعد في فقدان الوزن، كما أن السعرات الحرارية العالية الموجودة في التين تعطي الجسم حاجته من الطاقة مع عدم الإحساس بالجوع؛ لأن الأطعمة الغنية بالألياف تعطي الإحساس بالشبع؛ فلا يحتاج الإنسان إلى تناول كمية كبيرة من الأطعمة أو النشويات؛ مما يساعد في تقليل الوزن وعلاج السمنة.
علاج أمراض القلب
تشير الكثير من الدراسات والأبحاث إلى أن تناول التين البرشومي المجفف أو الطازج يساعد في الحماية من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ وذلك لأن ثمار التين تحتوي على عدد من الأحماض مثل أوميجا3 وأوميجا6 بالإضافة إلى مواد فينولية تعمل على تقليل مستويات الدهون الثلاثية في الجسم مما يقلل بصورة كبيرة من فرص الإصابة بمشاكل وأمراض القلب، كما أن تناول أوراق التين مفيد جدا في هذا الجانب كما أثبتت الدراسات والأبحاث الطبية.
الوقاية من السرطان
أثبتت بعض الدراسات التي أجريت على مدار ثماني سنواتٍ على أكثر من خمسين ألف سيدة أن تناول الفواكه الغنية بالألياف –ومنها التين البرشومي بالطبع- يعمل على خفض نسبة الإصابة بسرطان الثدي بنسبة تصل إلى 34% بالمقارنة بالنساء الأخريات اللواتي لا يتناولن التين أو الفواكه الغنية بالألياف؛ وذلك لأن ثمار التين وأوراقه أيضاً تحتوي على بعض المواد المضادة للأكسدة التي تقي الجسم خطر الإصابة بمرض السرطان وخاصة سرطان القولون.
صحة العين والبصر
إن تناول ثلاث ثمرات يومياً من التين البرشومي يساعد في الحفاظ على قوة البصر خاصة مع تقدم السن، وقد أشارت بعض الأبحاث إلى أن تناول التين البرشومي يومياً (ثلاث ثمرات) يقلل من خطر الإصابة بأمراض القرنية والتحلل الشبكي المرتبطة بالتقدم في العمر إلى نسبة تصل على 36% بالمقارنة بالآخرين الذين يتناولون نسبة أقل من ثمار التين البرشومي.
علاج الإمساك
يعد مرض الإمساك من أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان؛ لذلك فإن نقع التين المجفف في الماء مع ملعقة كبيرة من عسل النحل والمواظبة على تناوله لمدة شهر على الأقل يساعد في علاج مرض الإمساك وتنظيف الجهاز الهضمي والمعدة والأمعاء من السموم والمواد الضارة مع المحافظة على صحتهما.
علاج سقوط الشعر
يحتوي التين البرشومي على عدد من الفيتامينات بالإضافة إلى معادن المغنسيوم والتي تعمل بصورة أساسية في الحفاظ على صحة الشعر وعلاج مشاكله المختلفة من خلال تنشيط الدورة الدموية في جذوره، كما أن النسبة العالية من الكالسيوم الموجودة في ثمار التين البرشومي تساعد على تكوين الكولاجين المفيد في نمو الشعر ومنع تساقطه؛ لذلك تستخدم كثير من شركات التجميل التين في صناعة الشامبو أو البلسم المرطب للشعر، وكذلك يستخلص من ثمار التين البرشومي زيت التين الذي يدلك به الشعر المجعد أو الخشن لبضع دقائق ثم يغسل بالماء من أجل الحصول على شعر ناعم الملمس مثل الحرير.
علاج مشاكل البشرة
لا يعتبر التين البرشومي من الفواكه لذيذة الطعم فحسب بل يعد من أغنى الفواكه بالعناصر الغذائية المفيدة لجسم الإنسان ومنها الفيتامينات والأملاح المعدنية والأحماض الأمينية والأوميجا التي تعمل على تجديد خلايا البشرة وترطيبها، كما أن المواد المضادة للأكسدة في ثمار التين تعمل على طرد السموم من الجسم وحماية البشرة من مشاكل حب الشباب والصدفية وغير ذلك، كما أن وضع ثمار التين البرشومي مباشرة على البشرة يعمل على تجيد الخلايا وتفتيح البشرة وذلك من خلال عمل ماسكات خاصة بذلك، حيث يخلط الحليب مع التين جيدا وتدهن منه البشرة لمدة ربع ساعة وبعد غسله بالماء الدافئ تحصل على بشرة ناضرة وناعمة الملمس.
علاج الإنفلونزا
إن تناول ثمار التين البرشومي مفيد جدا في علاج أمراض البرد والإنفلونزا كالرشح والزكام وكذلك السعال المزمن؛ حيث أنه يحتوي على كثير من الفيتامينات ومن أهمها فيتامين (C) الذي يعد من أفضل العلاجات لأعراض مرض الإنفلونزا.
علاج الجروح والبثور
إن تضميد الجروح بثمار التين البرشومي ووضعها مباشرة على الجروح النتنة أو غير ذلك وتثبيتها فوق الجرح مع تجديد الرباط عدة مرات في اليوم يعمل على علاج تلك الجروح والتعجيل بشفائها، وإذا لم يمكن العثور على التين الطازج يمكن غلي التين المجفف في الحليب وتركه حتى يبرد ثم استعماله في تضميد وعلاج الجروح والبثور.
علاج النقرس
تشير بعض الدراسات إلى أهمية التين البرشومي في علاج مرض النقرس الذي ينتج عن زيادة الحمض البولي في الجسم نتيجة للإفراط في تناول المواد البروتينية وشرب الكحوليات.
اضطرابات التنفس
من الفوائد التي يمكن الحصول عليها من تناول التين البرشومي أنه يخفف من تهيج الأغشية المخاطية مع تخفيف اضطرابات التنفس؛ حيث يعمل كمضاد لالتهابات الجهاز التنفسي مما يساعد على سلامته وضبط التنفس.
علاج ضغط الدم
يحتوي التين على معادن البوتاسيوم والتي تفيد في خفض ضغط الدم والسيطرة عليه مع العمل على توازن السوائل داخل الجسم، كما أن أحماض الأوميجا والأحماض الدهنية المتوافرة في ثمار التين تعمل على الوقاية من أمراض القلب وتصلب الشرايين، كما أثبتت الأبحاث أهمية تناول التين البرشومي من أجل تقوية الكبد وعلاج تضخم الطحال.
علاج حصوات الكلى
ينصح بتناول مغلي بضع ثمرات من التين البرشومي في كوب من الماء مرة في اليوم لمدة شهر للمرضى الذين يعانون من حصوات الكلى؛ حيث يساعد هذا المشروب في تفتيت تلك الحصوات ونزولها مع البول ومنع تكونها مرة أخرى.
كيف نستفيد من تخزين التين البرشومي؟
يعد التين المجفف من أكثر الأطعمة الغنية بالمواد والعناصر الغذائية العالية، كما أن التين الطازج يبدأ من شهر يونيو حتى شهر نوفمبر وهو يتميز بأن صلاحيته لا تدوم طويلا بسبب حساسيته العالية؛ لذلك يعمد الكثير من الناس إلى تخزين التين أو تجفيفه لضمان الاستفادة منه طوال العام أو أطول فترة ممكنة، ومن هنا ينصح بضرورة التدقيق عند اختيار ثمار التين البرشومي المناسبة للتخزين، حيث يجب أن تكون الثمار سليمة وخالية من الخدوش أو الكدمات ومتماسكة نسبيا (ليست طرية)، كما يجب أن تكون رائحتها طيبة لضمان سلامتها، ويتم تخزين ثمار التين في أكياس من البلاستيك وغلقها جيدا ووضعها في الثلاجة إلى أن يتم تناوله؛ لأن التين المخزن في درجة حرارة الغرفة العادية لا يدوم أكثر من أربعة أيام، أما تخزينه في الثلاجة فيدوم لعدة أشهر، كما أن هناك طرقاً عديدة لتجفيف التين البرشومي لضمان تخزينه والاستفادة منه على المدى الطويل.
يحتوي التين الطازج على قيمة غذائية أعلى من التين المجفف؛ لأن تجفيف التين يفقده بعضا من عناصره الغذائية المهمة؛ لذلك ينصح بتناول التين البرشومي الطازج بعد غسله جيداً، كما يمكن تناوله التين مع المعجنات أو المثلجات أو بعمل عصير التين، كما يرغب البعض في تناول التين مباشرة بقشره أو بعد تقشيره، ويقوم البعض بالاستعانة بالتين في صنع المخبوزات أو المربى (مربى التين)، وفي كل الأحوال يجب تنظيفه جيدا بالماء واختيار الثمار الطازجة والسليمة، كما ينصح بالانتظام في تناوله لضمان أفضل النتائج العلاجية، وقد تناول هذا المقال القيمة الغذائية لثمار التين البرشومي وأهم فوائده في علاج الأمراض وكذلك كيفية الاستفادة من تخزينه، وما زالت الأبحاث مستمرة لاكتشاف المزيد من فوائده العلاجية لصحة الإنسان.
أضف تعليق