التوأم هو مطلب تريده بعض النساء والبعض الأخر يروه كارثة ومهمة تربوية شاقة، ليست المشكلة في الرأي ولكن حين تكون في الأمر الواقع لابد أن تتصرف بصرف النظر عن رأيك، وهي حقاً مهمة شاقة ومشكلة فعلاً إن لم يعرف الأهل كيف يتصرفون لذلك في هذا المقال سأعرفكم عن أهم النصائح التي يجب أن تتبعوها لتربية التوأم بطريقة سليمة فتابعوا معي.
التعامل الصحيح مع ولادة التوأم
الرضاعة
مند اللحظة الأولى يجب إعطاء الحنان بالتساوي ولأنه أمراً متعب رضاعة الاثنين في نفس الوقت يمكنك إبدال وقت الرضاعة بالتبادل بينهم، أو يمكن ببساطة تقديم رضاعة طبيعية لواحد والأخر صناعية ثم التبديل، ولا تجعلي أحد يستولي على حنانك وصدرك بالكامل أو برصيد أكبر.
مبدأ التفرقة بين التوأم
إذا كان مبدأ التفرقة هو بغيض بين الأخوة فهو أبغض منه ومشكلة كبيرة إذا وجدت بين توأم لأن الأمر يكون أشد وطأة بسبب أن الأخوين قد يكون فرق السن يشكل اختلاف في الاحتياجات ولكن التوأم يكون الاحتياج تقريباً واحد خاصة في حالة التوأم المتماثل، فحاول دائماً أن تكون حذر في التعامل بالتساوي بينهم في كل شيء وأبسط الأشياء مثل إعطاء قبلة أو حلوى لا تفرق أبداً ولا تنحاز لشخص عن الثاني ولا تقل أبداً أن هذا يمتاز عن ذاك بأي صورة وفي أي وضع، لأن الغيرة بينهم تكون أضعاف الغيرة بين الأخوة العاديين. فلا تجعل واحد منهم يتخيل أنك تحب توأمه أكثر منه.
التوبيخ
عامل توأمك كأنهم اثنين فلا توبخ أحد أمام الثاني ولا تجعل أحد منهم واشياً على الأخر وإذا كانوا ولد وبنت ففرق بينهم في الغرف والألعاب تماماً كأخوة لهم حق الاستقلال، ولو كانوا متماثلين فاجلب نفس اللعب ولكن قطعتين لكل منهم على حدا حتى يعي كلاً منهم أنهم لديهم حياتهم الخاصة فليس ذنبهم أنهم ولدوا في نفس الوقت.
من ناحية أخرى لا يجب أن تأخذ واحد منهم بعيد عن الأخر وتكون له مثلاً “يجب أن تستحمل أخاك فهو ليس مثلك، لاعبه وكلمه بهدوء حتى يفهم.” لا تجعل الأخ يقلل من أخاه لأن الثاني سيشعر فوراً، كما أن الأخ المطلوب منهم ذلك لن يقدر أخاه وسيظن أنه أعلى وأهم مما يجعله مغرور أكثر ويصغر من أخاه أمام الغرباء وليس هذا المطلوب بينهم أبداً، فلا تكون أنت شرارة الكراهية القاسية بينهم.
عليك أن تعي أن التوأم مختلفين في الشخصية
يواجه الإباء مشكلة كبيرة في فهم أن التوأم شخصيتهم في الحقيقة مختلفة، فليس لأنهم ولدوا معاً من بطن واحدة فهذا يعني التشابه في الشكل والصفات لأن الطفل له شخصيته المنفردة والتي يجب أن تحترم أنت ذلك عند كل واحد، فستجد أن واحد منهم يبرع في شيء لا يجد الثاني اهتماماً فيه والعكس صحيح، عليك تشجيع كل واحد في اهتمامه ولا تعتبر أن اهتمام هذا أهم من أخيه أو يجعل منه أذكى.
أحياناً تكون شخصيات التوأم مختلفة اختلاف كبير جداً فالذي يحبه هذا يكره تماماً ذاك والعكس صحيح، فلا تستعجب قارئ العزيز لأنه وإن كانت البطن واحدة والجينات مشتبهة إلا أنهم مثل باقي البشر الاختلاف والتكوين والتفكير مختلف جداً.
أما إذا كان التوأم مختلف في الجنس فهذا يعني أنك يجب أن تعامل هذا على أنه ولد وهذه على أنه بنت، قد يبدو أن هذه النقطة تناقض السابقة ولكن يجب عليك الاهتمام باحتياج الاثنين بالتساوي ولكن يجب أيضاً أن يفهموا أنهم مختلفين فمثلاً كلام الجنسين في اللغة يختلف وطريقة اللبس مختلفة لأن البنت على سبيل المثال تلبس فسان والولد يلبس بدلة، وقيس على ذلك أنهم لا يشعرون بالغيرة من قلة الاهتمام ولكن يفهموا أن كل واحد ينفصل عن الأخر في بعض الأمور.
الدراسة
في الدراسة سيكون الاثنين في فصل واحد وسيكونون صدقات شبه واحدة وستكون لهم معلمة واحدة، لذا إذا لم يفعل المدرس ذلك فيجب أن تفهمه أنه لا يجب التفرقة بينهم أو الاهتمام بواحد على حساب الأخر يجب معاملة كليهما على أنهم تلاميذ يتساووا في الحقوق والوجبات، فلا يصلح أبداً عند عدم استطاعة واحد منهم على الإجابة تفضيل أخاه بقول الإجابة الصحيحة، الأمر يتطلب بعض المتابعة للمدرسة والمدرسين لأن المدرسة هي البيت الثاني للتوأم.
يمكنك الطلب منهم مساعدة بعضهم في الدراسة وهذا شيء قد يعجبك لأنهم يسندون بعضهم ولكن عليك أن تتوقع أنهم لن يكونوا بنفس المستوى لذلك لا تقلل من قيمة وذكاء الأقل ولا تجعله يشعر أنه أقل من أخيه، بل عليك إيجاد ما يبرع فيه وتنمية تلك الموهبة.
الاهتمام بالأخوة
لو كان للتوأم أخوة أكبر تميل الأم إلى الطلب من الأخ مراعاة إخوته الصغار وهو أمر جميل ولكن كبير جداً على سن الأخ الأخر لأن رعاية التوأم مهمة صعبة ولأنه صغير فيمكن أن يهتم بواحد عن الأخر بطبيعة عقليته البسيطة، لذا يفضل تجنب ذلك الموضوع.
أما لو كان التوأم هم الأكبر سناً لأخوة أصغر فتصبح الأم ترمي مسؤوليات كثيرة عليهم بصفتهم اثنين وتوبخ المتقاعس منهما وهذه طيبة وحنان إذا نبعت منهم ولكن الأم يجب أن تعي أنهم صغار وليسوا مسؤولين تماماً عما يحدث مع أخوتهم الصغار، لا تحولوا من إنجاب التوأم إلى شيء تستغلوه لراحتكم أنتم.
تعليم التوأم المحبة والمشاركة
يتوقع الآباء صعوبة الأمر لأنهم اثنين في نفس السن ولكن حقيقة لا يختلف هذا الأمر عن تعليم المشاركة بين الأخوة العاديين، بأن تجلس بينهم وتلعب معهم وتعلمهم أنهم أخوة يتشاركون الألعاب والأكل ولا يزعلون من بعض لأسباب تافهة.
لا تجعل اهتمام كل والد على أحد كنوع من تقسيم المساعدة
قد يقسم الآباء الاهتمام في بينهم ليأخذ كل فرد تركيز على واحد من التوأم وهذا خطأ كبير في ظل أن كلا التوأم يحتاجون إلى أب وأم ويجب على الوالدين تقديم احتياجات طفليهم المادية والعاطفية بالتساوي والتمام.
باقي الأهل
يجب أن يتفق الآباء مع باقي الأهل كالجدود والأقارب على اتباع نفس سياسة عدم التفرقة والانحياز والكلام الصريح والمباشر معهم إذا تم خلف هذا الاتفاق لأن الصحة النفسية للتوأم لن تكون بالبيت فقط بل يجب أن تراعى في كل مكان.
الاعتقاد بارتباط الأرواح بين التوأم
تسري خرافات شائعة بأن التوأم أرواحهم ملتصقة وأنهم يشعرون ببعض رغم بعد المسافات ويشعرون بألم بعض، وكلها أمور ليس لها أساس من الصحة العلمية والطبية، من ناحية أخرى فأي شخصين مرتبطين ببعض جداً حتى وإن لم يكونوا أخوة فتحدث لهم أشياء قد لا يستطيع تفسيرها العلم، أن أصدق تماماً أن بكثيرة محبة التوأم وارتباطهم العاطفي ببعض خاصة التوأم المتماثل الذي يمر تقريباً بنفس المراحل تحت نفس الظروف والبيئة فلديهم فرصة كبيرة لحدوث ذلك الارتباط عن بعد الذي لا يستطيع تفسيره العلم.
أخيراً عزيزي القارئ التوأم نعمة من ربنا تماماً مثل إنجاب المفرد وإنها فقط تحتاج عطاء مضاعف وحذر مضاعف ولكن الأمر ليس عقدة كبيرة فلا تخف ولا تنزعج بل قابل الأمر بواقعية وستتعب بالتأكيد في بادئ الأمر ولكن سرعان ما ستجد أنهم مساندة لبعض وداعمين لبعض وستلاحظ بأن نموهم أسرع من أي طفل أخر لأن وجود الشبيه يساعد على التقدم وسرعة الاستيعاب لكل واحد منهم.
أضف تعليق