هل تعلم ما هو السر في ارتباط مشكلة التهاب المفاصل الروماتويدي بالجهاز المناعي؟ من الواضح لنا أن الجهاز المناعي في الجسم يقوم بالعديد من الوظائف والعمليات الحيوية المعقدة ربما لا نراها ولكن نستشعر دورها في حياتنا، لأن هدفها الوحيد هو التصدي لأي فيروس أو جسم غريب يحاول مهاجمته، وإذا تعرض الجهاز المناعي للتلف تستجيب الخلايا والأنسجة بالتلف وتتعرض للتدمير، ومن أحد هذه الأنسجة التي تتضرر هي مفاصل القدم فتصاب بالتهاب حاد يطلق عليه التهاب المفاصل الروماتويدي، وقد يتطور المرض إلى إصابة المريض بإعاقة في السير وقد يتسبب في تدمير أعضاء أخرى أيضا، ولكي نتجنب الوصول للمرحلة الأخيرة من هذا المرض يجب أن نهتم بمعرفة الأعراض الأولية وطرق العلاج والطرق الوقائية، والتي نكشفها لكم في هذه السطور.
استكشف هذه المقالة
التهاب المفاصل الروماتويدي أسبابه
كما أسلفنا سابقا أن هذه الحالة تحدث بسبب انخفاض مناعة الجسم مما يؤدي بها إلى تدمير الغشاء المحيط بمفصل القدم، وفي هذه الحالة لا تكون الأغشية ضعيفة بل على العكس تصبح أقوى، ويزداد حجمها وهذا يؤدي بدوره إلى حدوث التهابات حادة بها، وربما يكون السبب في ذلك هو انتقال وراثي لأحد الأمراض المناعية النادرة المؤدية للإصابة، أو انتقال وراثي للمرض نفسه، يرجح أيضا بعض الأطباء أن يكون للعادات الصحية والظروف البيئية سببا للإصابة، وتعتبر النساء بصفة عامة أكثر عرضة لالتهاب المفاصل نظرا لانخفاض معدلات الكالسيوم الموجودة في جسمها خاصة لأنها تمر بأكثر من عملية ولادة خلال حياتها فتكون عرضه لفقد الكالسيوم المغذي للعظام قبل وبعد الوصول لسن اليأس.
التهاب المفاصل الروماتويدي عند الأطفال
إن ظهرت هذه الحالة عند الأطفال فإنها تُعرف أيضا بالتهاب المفاصل مجهول السبب، وهى تضم حالات مرضية عدة وكلها متعلقة بإصابة الطفل بالالتهاب الروماتويدي، والظاهر لدينا أن السبب عنها يكون مناعي أو وراثي مثلما يحدث للأعمار الأكبر، وتظهر أعراضه في أغلب الحالات قبل الوصول لسن البلوغ فيبدأ الطفل المشي في سن متأخر، ويعاني من آلام مستمرة في مفصل الركبتين والكاحل قد تدفعه للبكاء أو تفضيل الجلوس معظم الوقت، وقد تلاحظ الأم أيضا أنه يتجنب أي رياضة أو نوع من الألعاب يحتاج منه القفز أو الجري، ولكن خطورة التهاب المفاصل قد تنتقل إلى مضاعفات أخرى منها الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية، والروماتويد، والتهاب الأوعية الدموية المرتبط بالجهاز العصبي وفيه يشعر الطفل بصعوبة بالغة في التقاط الألعاب أو الإمساك بالقلم، وأيضا قد تتضاعف الخطورة لتصل إلى الإصابة بتصلب الشرايين الموصلة بالقلب.
هناك عوامل للمرض ينظر لها البعض على كونها ليست من أعراض التهاب المفاصل مثل إصابة الطفل بالحمى، وارتفاع درجة حرارة جسمه، واضطراب شهيته، وزيادة تعرق جسمه، وهذه الأعراض تحدث غالبا مع أي التهاب يهاجم الجسم، وبالتالي من السهل أن تحدث في حالة التهاب المفاصل الروماتويدي .
تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي
يمكن التأكد من الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي بأكثر من طريقة فهناك تحليل دموي يسمى RF وهناك أيضا تحليل أخر يسمى Anti-CCP أو CCP وكلاهما يعطي نتائج إيجابية في حالة الإصابة، ولكن بشكل عام يعتبر التحليل الثاني هو الأكثر دقة، والتشخيص باستخدام أشعة أكس أيضا يعد ضروريا، ويمكن إجرائه على أماكن متفرقة بالجسم مثل مفاصل الأقدام واليدين والرسغين.
علاج التهاب المفاصل بالطب البديل
إن اللجوء للطب البديل في حالة التهاب المفاصل لا يجب أن يؤخذ به كوسيلة للتعافي من المرض، ولكنه على الأقل يخفف من الآلام الناتجة عن التهاب المفاصل، لذلك أفضل أنواع الطب البديل في حالة التهاب المفاصل هو استغلال أنواع محددة من الزيوت كزيت الزيتون مثلا أو زيت حبة البركة، وزيت الكافور، وزيت السمسم في عمل مساج يومي للمفاصل للتخفيف من أعراض الخشونة وتيبس القدمين، ويُذكر أطباء العلاج الطبيعي أن الانتظام على استخدام هذه الزيوت يقلل من خطورة الأعراض.
التهاب المفاصل الروماتويدي والحمل
تعد الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي أثناء الحمل من أخطر ما يكون حيث يتسبب في رفع خطر الإصابة بتسمم الحمل، والولادة قبل موعدها أيضا من أحد أسبابه، وبالتالي لا يكون وزن الطفل مكتملا، والمشكلة الأكبر تكون في الحالات المتأخرة من التهاب المفاصل الروماتويدي حيث يضطر الأطباء في هذه الحالة إلى إعطاء الأم مضادات الالتهاب والتي قد تؤدي إلى سقوط الجنين خاصة في الأشهر البدائية من الحمل.
علاج التهاب المفاصل الروماتويدي بالأعشاب
هناك مجموعة من الأعشاب عُرفت منذ زمن بعيد بتأثيرها في تسكين الالتهابات ومن بينها الزنجبيل وزهور العطاس، ونبات الحنظل المر، والكركم ونبات القراص، وعرق السوس، وأعشاب أخرى تحسن من أداء الجهاز المناعي مثل بذرة الكتان، وفول الصويا، ولكن كافة هذه الأعشاب يجب أن تُستخدم بحرص شديد لأن الإكثار منها يسبب مشاكل هضمية
الخاتمة
إن العلاجات البديلة لمشكلة التهاب المفاصل الروماتويدي لا تغُني عن العلاج الدوائي باستخدام المضادات اللاستيرويدية والستيرويدية، ومضادات الروماتيزم والتي من شأنها أن تعالج الالتهاب بشكل كامل، وإن لم تفلح أي وسيلة من الوسائل السابقة فهذا يعني وجود مشاكل في المفاصل نفسها ويجب إصلاحها أيضا يمكن اللجوء للعلاج الجراحي باستبدال أجزاء من المفصل التالف كليا بالإطراف الصناعية البديلة، وإن كان هناك وسيلة في الحفاظ عليه يمكن إعادة ضبط موضعه فقط أو دمجه مع مفصل صناعي وهنا يجب أن يُترك الأمر لطبيب العظام وطبيب الجراحة معا، وبشكل عام يمكن تجنب الإصابة في المستقبل بعدة طرق منها الحرص على ممارسة الرياضة، وشرب الماء بانتظام، وإقصاء العضلات بعيدا عن الإجهاد الشديد أو الوقوف لوقت طويل واستخدام الكمدات والكريمات المضادة للالتهاب عند الشعور بألم في العضلات.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق