الجيوب الأنفية أو التهاب الجيوب الأنفية هو حالة شائعة تصبح فيها التجاويف حول ممرات الأنف ملتهبة ومتورمة لمدة لا تقل عن 12 أسبوعا برغم محاولات علاجها المستمرة، الجيوب الأنفية السليمة تمتلئ بالهواء ولكن عند التهابها وتورمها يصعب تصريف المخاط فيتراكم ويؤدي لنمو الجراثيم مما يسبب العدوى، وقد يؤدي هذا إلى صعوبة التنفس عبر الأنف، كما أنه يمكن أن يتسبب في الشعور بالتورم والألم في المنطقة المحيطة بالعينين والخد، وهذا الالتهاب هو أكثر شيوعا لدى البالغين ولكن قد يصاب به الأطفال أيضا في بعض الأحيان.
استكشف هذه المقالة
التهاب الجيوب الأنفية والدوار
يمثل الدوار أحد المضاعفات الناتجة عن التهاب الجيوب الأنفية، فمن الشائع أن العدوى التي تسبب نزلات البرد تؤثر أيضا على جيوب الأنف ويمكن أن تؤدي للشعور بالدوار، وذلك بسبب تراكم السوائل في الأذنين مما يسبب ضغطا على طبلة الأذن والأذن الداخلية، والذي يؤثر بدوره على المتاهة الدهليزية في الأذن والمسئولة عن حفظ التوازن، ولذا ينتج الشعور بالدوار، والذي قد يكون شديدا مما يؤدي للشعور بالغثيان أيضا، ولذا فإذا كان التهاب الجيوب في الأنف مسببا للدوار وفقدن التوازن فإن هذا دليل على أنه ناتج عن عدوى بكتيرية أكثر خطورة، مما يتطلب علاجا طبيا حيث أن الدوار ليس من الأعراض المعتادة لالتهاب الجيوب الأنفية.
الجيوب الأنفية والعين
الأنف هو جزأ لا يتجزأ من مجرى الهواء العلوي وهو المسئول عن دخول الهواء إلى الجسم، ونظرا لأنه يقع بالقرب من ممرات هوائية عديدة مرتبطة بالأذنين وجيوب الأنف والعينين، بالإضافة إلى ارتباطه بالمجرى الهوائي السفلي، فقد وجد أن هناك ارتباط وثيق وتأثير مباشر من الأنف على هذه الممرات، وبالتالي فقد تصاب العينين بالتهابات وتورم واحمرار وشعور بالحكة وتدميع العينين بالإضافة إلى الشعور بالألم فيهما عند حدوث التهابات في جيوب الأنف.
أعراض الجيوب الأنفية بالتفصيل
تختلف الأعراض حسب طول وشدة الإصابة بالالتهاب، حيث تنقسم الأعراض إلى أعراض التهاب الجيوب الأنفية الحاد والتهاب الجيوب الأنفية المزمن كما يلي:
التهاب الجيوب الأنفية الحاد
إذا كان المريض يعاني من اثنان أو أكثر من هذه الأعراض فهذا دليل على إصابته بالالتهاب الحاد، وأول هذه الأعراض هي إفرازات مخاطية سميكة من الأنف لونها أخضر أو أصفر، وكذلك انسداد الأنف أو سيلان الأنف بدون توقف، والشعور باحتقان وألم في الأنف، بالإضافة إلى غياب حاسة الشم أو انخفاض القدرة على الشم، وأيضا ألم بالوجه وتورم حول العينين أو الخدين وحول الأنف والجبين، وكذلك السعال بالنسبة للأطفال.
التهاب الجيوب الأنفية المزمن
في الحالات الأكثر تقدما تظهر أعراض أخرى مثل الحمى والصداع، بالإضافة إلى آلام الأسنان ورائحة الفم الكريهة، وكذلك الشعور بالتعب والإعياء، بالإضافة إلى وجود قيح في تجويف الأنف، وأيضا فعند استمرار هذه الأعراض لمدة 12 أسبوعا أو أكثر من ذلك يمكن للطبيب تشخيص التهاب الجيوب المزمن.
أسباب التهاب الجيوب الأنفية
يمكن أن يحدث التهاب جيوب الأنف بسبب العديد من العوامل المختلفة، ولكنه دائما ما ينجم عن السوائل أو الإفرازات الأنفية المتراكمة في الجيوب مما يسبب نمو الجراثيم، وتمثل الفيروسات حوالي 90% من حالات الالتهاب بالجيوب الأنفية، أما البكتيريا فهي لا تمثل سوى واحد من 10 حالات مصابة بالتهاب الجيوب، أما الإصابة بالفطريات فهي من الأسباب النادرة والأقل حدوثا، والتي تؤدي إلى التهاب الجيوب الأنفية المزمن نتيجة تفاعل الجيوب مع الفطريات الموجودة في الهواء أو نتيجة غزو الفطريات للجيوب الأنفية، وأيضا فمن أسباب التهاب الجيوب المزمن هو وجود زوائد أنفية تسبب انسداد ممرات الأنف، أو انحراف حاجز الأنف أو التوائه وهو الجدار الموجود بين فتحتي الأنف مما يؤدي إلى انسداد ممرات الجيوب الأنفية، وقد يكون راجعا أيضا لبعض الحالات الطبية مثل الارتجاع المعدي أو المريئي أو فيروس نقص المناعة أو التهابات الجهاز التنفسي بشكل عام والتي تسبب نزلات البرد المتكررة، وكذلك الحساسية مثل حمى القش وذلك لأن الالتهابات التي تحدث نتيجة للحساسية قد تؤدي لانسداد جيوب الأنف.
أدوية التهاب الجيوب الأنفية
تعتمد خيارات العلاج والأدوية على حسب الحالة ومدة استمرار الالتهاب، فبالنسبة لالتهاب الجيوب البسيط ففي العادة يمكن أن يتحسن تلقائيا بدون علاج، كما يمكن استخدام رذاذ الأنف لتخفيف الأعراض، سواء رذاذ الأنف الذي يحتوي على المحلول الملحي أو الذي يحتوي على مركبات طبية علاجية، ولكن إذا استمرت الأعراض فترة أطول من 7 – 10 أيام فلا بد من زيارة الطبيب، وخاصة عندما يتبع ذلك بعض الأعراض مثل الحمى عندما تتعدى درجة الحرارة 38.6 درجة مئوية، وكذلك عند الإصابة بالصداع الشديد الذي لا يتحسن مع الأدوية، وأيضا إذا حدثت بعض الاضطرابات البصرية أو عند وجود تورم حول العينين، فإذا كان التهاب الجيوب الأنفية له سبب بكتيري فقد يصف الطبيب بعض المضادات الحيوية.
وفي حالة التهاب الجيوب الأنفية المزمن فإنه عادة لا يكون التهابا بكتيريا، ولذا فمن غير المرجح أن تساهم المضادات الحيوية في علاجه، وإنما يمكن علاجه عن طريق الأدوية المضادة للفطريات إذا كان ناتجة عن عدوى فطرية، يمكن أن تساعد بخاخات الكورتيكوستيرويد المضادة للالتهاب في علاج الالتهابات المزمنة، ولكنها مثل غيرها من أدوية الكورتيزون تحتاج إلى وصفة طبية، وفي التهاب الجيوب الناتج عن الحساسية يمكن الحصول على علاج للحساسية، مع ضرورة تجنب مسببات الحساسية مثل استنشاق الأتربة وشعر الحيوانات والعفن، كما أن هناك بعض الحالات التي تتطلب التدخل الجراحي مثل التواء حاجز الأنف أو وجود أورام وغالبا يتم إجراء هذه العمليات بالمنظار.
علاج التهاب الجيوب الأنفية
هناك بعض العلاجات المنزلية التي قد تخفف من التهاب الجيوب والأعراض الناتجة عنه، مثل أخذ دش ساخن واستنشاق البخار المتصاعد من الماء الساخن أثناء ذلك، أو عن طريق استخدام جهاز البخار المنزلي لاستنشاق البخار باستمرار، وأيضا شرب الكثير من السوائل لتقليل المخاط، وتناول الأطعمة الغنية بالتوابل والأطعمة الحارة، وكذلك استخدام المحلول الأنفي لتسليك الأنف من المخاط عن طريق فتحة الأنف، ويمكن كذلك استخدام الكمادات الدافئة لتخفيف الألم والاحتقان، وأيضا يمكن إضافة خل التفاح للماء الساخن وتناوله لفتح الممرات التنفسية، ومن أجل الوقاية ينبغي تجنب الكحول أو الدخان وتجنب التعرض للهواء الجاف،كما ينبغي الابتعاد عن مسببات الحساسية الأنفية، والحرص على غسل اليدين باستمرار خصوصا أثناء الإصابة بنزلات البرد ومراعاة عدم لمس الوجه باستمرار.
التهاب الجيوب الأنفية هو من المشكلات الشائعة لدى الكثير من البالغين بشكل خاص، كما يمكن أن يصاب به نسبة قليلة من الأطفال، وهو عادة ما يكون ناتجا عن العدوى الفيروسية أو البكتيرية أو الفطريات، ويمكن علاجه عن طريق بعض الأدوية مثل البخاخات ومضادات الالتهاب، كما يمكن استخدام بعض العلاجات المنزلية لتخفيف التهاب الجيوب مثل الكمادات الدافئة واستنشاق البخار وشرب الكثير من السوائل وتناول الأطعمة الحارة.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق