التهابات الرئتين هي واحدة من المشكلات التي تصيب الجهاز الرئوي أو التنفسي بشكل عام، وتظهر هذه الالتهابات بشكل رئيسي بسبب البكتريا والميكروبات التي تهاجم الجهاز التنفسي بين الحين والآخر حسب المنطقة التي يعيش فيها الإنسان، فكلما كان الإنسان يعيش في مكان غير صحي وهواءه ملوث كلما كانت نسبة إصابته بمشكلة التهابات الرئتين أكثر من غيره، لذلك فيجب توخي الحذر وانتقاء الأماكن التي يجب العيش بها، ومن الجدير بالذكر أن الأماكن الغير صحية والملوثة لن يكون ضرره مقتصرًا على التهابات الرئتين فقط، بل سيمتد الأمر إلى مشاكل عدة بالجهاز التنفسي وجهاز المناعة لدى الإنسان، أيضًا يجب معرفة أن هناك بعض الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى ظهور مشكلة التهابات الرئتين، ولكنها تعد أسباب مساعدة فقط في ظهور البكتريا والجراثيم التي تضرب الرئتين فتكون التهابات بها، وإذا كنت لا تعرف هذه الأسباب أو لا تعرف أعراض المشكلة وطرق معالجتها والوقاية منها، فيتوجب عليك أن تتابع مقالنا هذا إلى نهايته حتى تتعرف على جميع ما تريده بشكل صحيح ومضبوط، لذا فلا تذهب بعيدًا.
استكشف هذه المقالة
أسباب التهابات الرئتين
تحدث مشكلة التهابات الرئتين نتيجة لبعض الأسباب المختلفة أشهرها هي البكتيريا والميكروبات التي تقتحم الرئة فتؤدي لحدوث الالتهاب، ويعد ذلك السبب هو الأكثر شيوعًا لدى مصابين التهابات الرئتين حتى أنه أكثر من ثمانين بالمائة من سكان الولايات المتحدة الأمريكية المصابين بهذا المرض تكون البكتريا هي المسئولة عنه، بعد ذلك لدينا سبب أخر وهو ضعف جهاز المناعة وعدم قدرته على مقاومة الأمراض التي تهاجم الجسم، أيضًا الإصابة بمرض من الأمراض المزمنة مثل السكري والربو وأمراض ومشاكل القلب المختلفة، ولدينا أيضًا الإصابة بالإنفلونزا ونزلات البرد حيث أن هذه الأشياء تعمل على تقليل قدرة الرئتين في مقاومة البكتريا والجراثيم التي تهددها من حين لأخر، فالرئتين في الإنسان الطبيعي والمعافى يعملان على صد البكتريا والجراثيم التي تهاجمها وبالتالي حماية الإنسان من الإصابة بها، أما إذا كانت هناك نزلة برد أو إنفلونزا فهذا سوف يجعل الرئتين غير قادرتين على مقاومة وصد تلك الهجمات وبالتالي ظهور الالتهاب.
لم تنتهي الأسباب بعد فهناك أسباب أخرى مثل الفيروسات التي تعد أكثر الأسباب لظهور التهابات الرئتين عند الأطفال الذين لم يتجاوزوا الخمسة أعوام، فهناك بعض الفيروسات التي تصيب الجهاز الرئوي فتؤدي لظهور الزكام أو والإنفلونزا أولًا ثم بعدها ينتج عنها التهابات في الرئتين، أيضًا من الأسباب كثرة التدخين وشرب الكحوليات، وعدم تناول الغذاء الجيد والمناسب للجسم فهناك الكثير من الأشخاص الذين لا يتناولون وجبات غذائية مشبعة وغنية بالعناصر الغذائية اللازمة لجسدهم، مثل البروتينات والمعادن والفيتامينات، وهذا ما يجعلهم معرضون للإصابة بمشكلة التهابات الرئتين ليس هذا فحسب بل بمشاكل أخرى عديدة ومتنوعة.
أعراض التهابات الرئتين
لا تكون أعراض التهابات الرئتين متشابهة لدى الجميع ففي بعض الحالات تكون الأعراض خفيفة والبعض الأخر تكون شديدة ومؤلمة، وهذا يتم بناء على السبب المؤدي لظهور الالتهاب وعمر المصاب، عامة هذه الأسباب بشكل عام هي ألم مختلف في شدته يظهر في منطقة الصدر عند التنفس وقد يصاحبه قشعريرة في الجسم، حدوث سعال وكحة بشكل متتالي وشديد، حدوث مشاكل في القلب أشهرها عدم انتظام دقاته فتارة تكون مرتفعة وتارة أخرى تكون منخفضة، أيضًا حدوث ارتفاع في درجة حرارة الجسم ولكنه لا يكون بشكل مستمر بل مرة كل بضعة أيام إذا تم ترك المشكلة من دون علاج، نزول المخاط والبلغم بلون مختلف جدًا وهو اللون الأخضر، وحدوث صعوبة في التنفس فنجد الشخص المصاب بالتهابات الرئتين يعاني كثيرًا عند التقاط أنفاسه، وكأنه كان يمارس نشاط بدني عالي منذ لحظات أو تعرض لاختناق، ولذلك يجب على المصاب عدم ممارسة النشاطات البدنية القوية، وعدم الجلوس في الأماكن المغلقة أو التي تقل فيها نسبة الهواء.
وأيضًا من الأعراض التي تظهر على مريض التهابات الرئتين هو فقدان الشهية وهذا ما يؤدي إلى حدوث نقصان في وزن الجسم، ففي البداية يكون المريض غير راغب في الطعام بصورة كبيرة جدًا ومع مرور الوقت يقل وزنه تدريجيًا، أيضًا من الأعراض ظهور إرهاق شديد على جسم المصاب وهذا نتيجة لكثرة التغيرات التي حدثت في جسده، وهذا ما يؤدي أيضًا إلى دخول المريض في حالة اكتئاب وحزن شديد نظرًا للكثير من الأعراض التي ظهرت عليه فور إصابته بمشكلة التهابات الرئتين.
الوقاية من التهابات الرئتين
توجد بعض سبل الوقاية التي تحمي الجسد من ظهور مشكلة التهابات الرئتين لديه ولكن لا يمكننا النظر إليها على أنها تحمي بشكل كامل من المرض، بل هي تقلل من خطر الإصابة به بنسبة تتجاوز الخمسين بالمائة تقريبًا، وأولى سبل الوقاية تلك هي المحافظة على قوة وصلابة جهاز المناعة تجاه الأمراض التي قد تهاجمه، فكما نعلم أن جهاز المناعة هو المسئول عن صد الأمراض التي تهاجم الجسم ومحاربتها حتى لا تقتحمه، وبالتالي المحافظة عليه وعلى طبيعة عمله وكفاءته تعني حمايتنا من الكثير من الأمراض، وتتم عملية المحافظة على جهاز المناعة عن طريق تناول الطعام الصحي والمحتوي على كافة العناصر الغذائية الضرورية له، والحصول على النوم الكافي يوميًا بحيث لا تقل عدد ساعات النوم عن ستة ساعات ولا تزيد عن ثمانية.
أيضًا يكننا تعزيز جهاز المناعة من خلال ممارسة التمارين الرياضية مرتين أو ثلاثة أسبوعيًا، بعد ذلك لدينا من سبل الوقاية تنظيف النفس جيدًا والمحافظة عليها، فيحب علينا غسل اليدين دائمًا وبشكل جيد مع البعد عن الأماكن التي بها هواء غير نقي أو دخان لمخلفات، أيضًا يمكنك أن تأخذ تطعيم الحماية ضد الإنفلونزا ولكن بعد استشارة الطبيب المختص أولًا، وذلك لكونه أكثر علمًا بحالتك وسيعرف ما إذا كنت تحتاج لهذا التطعيم أم لا، وبخصوص الأطفال فلابد من تطعيمهم وهم صغار ضد هذه الأمراض، ومن سبل الوقاية الشائعة أيضًا البعد عن التدخين والكحوليات بشكل تام، وذلك لكون هذه الأشياء مضرة بالجهاز التنفسي وتقضي على جدار الدفاع الموجود به.
علاج مشكلة التهابات الرئتين
نأتي هنا للحديث عن كيفية معالجة مشكلة التهابات الرئتين وهذا يتم عن طريق الأدوية التي يكتبها الطبيب للمعالج، ولكن يجب أولًا أن تتم عملية تشخيص المرض بشكل دقيق وشامل حتى نعرف ما هو السبب وراء ظهوره وما هو العلاج المناسب للقضاء عليه، وتتم عملية تشخيص المرض عن طريق عمل اختبار للدم، والقيام بفحص الرئتين عن طريق الأشعة السينية، ومعرفة مستوى الأكسجين في الدم، وفي بعض الحالات يمكن إضافة تشخيص زراعة البلغم ضمن عملية الفحص الشاملة للمشكلة، بعدما تظهر نتيجة هذه الفحوصات والتحاليل يقوم الطبيب بمعالجة المشكلة حسب ما تقتضي الحالة.
فإن كانت هناك أعراض شديدة للمشكلة فيجب نقل المصاب إلى المستشفى حتى تتم عملية معالجته هناك مع توفير كافة سبل العناية اللازمة له، وإن كان الأمر بسيط أي الأعراض قليلة ويمكن معالجته بسهولة مثل القضاء على الجراثيم والبكتريا التي تسببت في ظهور المشكلة فتكفي المعالجة من دون الاحتجاز في المستشفى، فالمستشفى يكون دورها الحد من تلك الأعراض الخطيرة ومحاولة إيقاف تطور المشكلة، حتى لا تصل إلى مرحلة تكون فيها مضاعفات أشد ضررًا وفتكًا بجسم الإنسان، مثل الخراج الرئوي، وانتقال الجرثومة إلى دم الجسم، وحدوث ضائقة تنفسية حادة، لذا يجب أن يتم تشخيص التهابات الرئتين بشكل جيد ودقيق حتى تتم عملية العلاج على أكمل وجه.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق