تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف يحدث التليف الكيسي وما أعراضه وطرق علاجه؟

كيف يحدث التليف الكيسي وما أعراضه وطرق علاجه؟

يعاني بعض الأطفال من مشاكل التليف الكيسي وهو المرتبط ارتباطًا وثيقًا بالجهاز التنفسي وعدم قدرة الطفل أو المريض عامةً على التنفس بحرية خلال إصابته باضطرابات في إفراز بعض الهرمونات مما يتسبب في تغير قوام المخاط وإحداثه لأضرار بالرئتين والشعب.

التليف الكيسي

تتساءل الكثير من الأمهات دومًا عن تلكم الأعراض التي تصيب أطفالهن في الأعوام الأولى وتلاحظها جيدًا عند الاقتراب منهن سواءً غزارة الإفرازات الجلدية من حيث الملوحة وغيرها، وكذا صعوبة وضيق التنفس والعديد من المشكلات نتيجة تراكم المخاط بكميات كبيرة في الرئتين وعند الشعب الهوائية، ويكون ذلك في الغالب ناتجًا لاضطرابات في إفرازات الغدد ينتج عنها اضطرابات في الجهاز التنفسي بشكل عام، وفيما يلي نوضح بعض الأمور حول ماهية التليف الكيسي ، وكيف يبدو تأثير ذاك المرض وأعراضه على الكبار وأيضًا أعراضه وتأثيره على الأطفال بشكل عام، كما نوضح أبرز أعراض هذا المرض حينما يصيب الجنين في الرحم أثناء الحمل؛ إذ أن المرض هو في الأساس ناتج عن خلل وراثي يجعله ينتقل من الأبوين للأبناء، كما نسلط الضوء على سبل علاج التليف الكيسي بالأعشاب، وأخيرًا عرض للعديد من النصائح والإرشادات سبل الوقاية التي باتباعها قد نحفظ صغارنا من المعاناة مستقبلًا من مثل هذا المرض.

مرض التليف الكيسي

التليف الكيسي مرض التليف الكيسي

هو ذاك المرض الذي يصيب الجسم كنتيجة مباشرة لسوء إنتاج وإفراز المخاط في الجسم، حيث يبدو المخاط أكثر لزوجة وسمكًا ويصبح مثلما يكون الغراء، ومن ثَمَّ يتراكم في أعضاء الجسم والشعب الهوائية والرئتين وينتشر في الجهاز التنفسي والهضمي وغيرها من أجهزة كالبنكرياس؛ ونتيجةً لذلك يعاني المريض من ضيق كبير في التنفس وصعوبة في قيام الرئتين بوظيفتهما الحيوية، ويتبع ذلك شكاوى ومشكلات عديدة في التمثيل الغذائي وقدرة الجسم على الاستفادة من الأطعمة المختلفة وكذا قدرة المعدة على هضم الطعام بشكل جيد، ويعتبر التليف الكيسي من الأمراض الوراثية التي ليس لها أي علاج كامل أو حتى تصرف وقائي كامل، ولكن الطب الحديث استطاع أن يوفر بعض العقاقير وتوصل لبعض الأعشاب التي من شأنها تخفيف حدة المرض وتأثيره وأعراضه.

أعراض مرض التليف الكيسي

تتعدد الأعراض والدلالات الطبية والصحية التي تشير إلى إصابة الإنسان بمشاكل التليف الكيسي وأعراضه، وهذه الأعراض تتفاوت في مدى ظهورها حسب قوة المرض أو ضعفه ومدى تمكنه من الجسم، وهذه الأعراض قد تظهر على الطفل منذ الصغر أو يعيش بشكل طبيعي للغاية ولا يعاني منها سوى وقت المراهقة وما بعدها، وفي عدد من الدول المتقدمة يخضع الطفل لتحاليل ما تكشف مدى إصابته بهذا المرض من عدمه للإسراع من علاجه قبل انتشار الأعراض وتمكنها من جسمه، ومع ذلك يمكن للأم ذاتها أن تستشعر وجود المرض إذا أحست بوجود الكثير من العرق والإفرازات الملحية على مسام وجه الطفل، وبشكل عام نجد أن أعراض التليف الكيسي تظهر كثيرًا على مختلف أعضاء الجهازين التنفسي والهضمي، وهو ما نوضحه فيما يلي:

أعراض التليف الكيسي مع الجهاز التنفسي

  • ينتشر المخاط السميك على طول الرئتين والشعب الهوائية مسببًا انسدادات للقنوات الهوائية المختلفة.
  • يعاني المريض من أعراض السعال والكحة الشديدة معظم الوقت، وتنتهي في النهاية بإخراجه لكمية من البلغم يلفظها من فمه.
  • يشعر المصاب بأزيز في صدره وصوت غريب عند التنفس أو التحدث.
  • يعاني مريض التليف الكيسي من مشاكل ضيق التنفس وعدم قدرة الرئتين على القيام بدورهم بالشكل الأكمل؛ نظرًا لأن المخاط اللزج يشغل حيزًا كبيرًا منها ومن القنوات الهوائية الموصلة لها.
  • نتيجة للأعراض سابقة الذكر يكون من الصعب على المريض أن يمارس الرياضة بشكل طبيعي، بل إنه ينهج كثيرًا ويكون غير قادر على التقاط أنفاسه.
  • قد يحدث وأن تتعرض الرئتين للعدوى أكثر من مرة، ويتكرر الأمر بشكل مبالغ فيه أكثر من أقرانه غير المصابين بالمرض.
  • يعاني المريض في معظم أوقات العام من مشاكل الجيوب الأنفية والالتهابات وعدم القدرة على التنفس بسبب انسداد الأنف والقنوات الهوائية بالمخاط السميك واللزج.

أعراض التليف الكيسي مع الجهاز الهضمي

ينتشر المخاط والبلغم في قنوات الجسم المختلفة التي تقوم بوظيفة حيوية في نقل الهرمونات والأنزيمات المساعدة على الهضم إلى الأمعاء عبر البنكرياس، وبالتالي لا تصل تلك الأنزيمات أبدًا إلى وجهتها وتتوقف قدرة الأمعاء على هضم باقي الطعام، كما تتوقف قدرتها على امتصاص العناصر الغذائية اللازمة للجسم، فتظهر العديد من السقطات الصحية نتيجة نقص الغذاء في أنسجة وخلايا الجسم.

  1. يعاني مصاب التليف الكيسي من أعراض خروج البراز بشكل أكثر لزوجة وبرائحة كريهة جدًا أكثر من المعتاد.
  2. يتعرض الجسم لنقص الغذاء وينتج عنها نقص حاد في الوزن نتيجة لضعف كبير في نمو الخلايا المختلفة واعتماد الجسم على الدهون للحصول على الطاقة والغذاء.
  3. تتعرض الأمعاء الدقيقة للانسداد ولا تصلها الأنزيمات الهاضمة من البنكرياس، وتظهر تلك الأعراض سريعًا على الأطفال في سن الرضاعة وحديثي الولادة.
  4. يعاني المريض أوقات طويلة من الإمساك، وهذا يرجع لعدم هضم الطعام بشكل سليم.
  5. مع تطور الأمر قد تظهر مضاعفات عديدة ومشكلات في الأمعاء الغليظة والمستقيم تحديدًا؛ حتى أنه يتدلى مع الوقت ويسبب الكثير من المتاعب، وقد يستدعي الأمر إجراء جراحة لاستئصال الجزء المتدلي.

مضاعفات التليف الكيسي

التليف الكيسي مضاعفات التليف الكيسي

كما أن أعراض مرض التليف الكيسي تظهر في كل من الجهازين الهضمي والتنفسي، فأيضًا المضاعفات قد تلحق بهما وتضر كثيرًا من صحة الجسم وأعضائه المختلفة، بالإضافة لمضاعفات أخرى تتعلق بالجهاز العصبي وغيره من أعضاء، وهو ما نوضحه فيما يلي:

المضاعفات المرتبطة بالجهاز التنفسي

  • نتيجة لتراكم البلغم والمخاط السميك اللزج داخل الشعب الهوائية والممرات من الرئتين إلى الأنف والجيوب الأنفية، فإن تلك الشعب تتعرض للاتساع بشكل كبير يؤدي لخلل في عمل الرئتين وحركة الهواء داخلها، وهذه المضاعفات تتسبب في صعوبة التخلص من البلغم والمخاط.
  • قد يحدث وأن تصاب البكتيريا والجهاز التنفسي بما يسمى العدوى المزمنة، وفي تلك الحالة تنتشر البكتيريا والجراثيم والفطريات في الرئتين والشعب الهوائية، وهذا الأمر قد يتطور ليتسبب في التهابات رئوية مزمنة.
  • يحدث في بعض المضاعفات أن تتورم بعض الأجزاء في الأنف فيما يسمى طبيًا بالسلائل الأنفية؛ ويفسر الطب ذلك بأن الغشاء المبطن للأنف حين يلتهب فإنه يتورم وهو ما قد يشكل آلام لها علاقة باللحمية.
  • يعاني الجهاز التنفسي عند مصابي التليف الكيسي من سعال الدم، والذي يحدث نتيجة تعرض الممرات الهوائية للجروح البسيطة نتيجة السعال الشديد، ما يجعل المريض ينفث الدماء عند الكحة أو العطس.
  • يعتبر استرواح الصدر من الأمراض الناتجة عن مضاعفات التليف الكيسي وفيه تتجمع كميات كبيرة من الهواء في المنطقة ما بين جدار الصدر والرئتين، وينتشر هذا المرض لدى كبار السن حيث يعانون كثيرًا من نغزات وآلام حادة في الصدر يتبعها ضيق في التنفس.
  • مع تطور الوضع تظهر مشكلات أخرى تتسبب في تلف وفشل الجهاز التنفسي، وتصبح الخلايا والأنسجة والأغشية المبطنة للممرات الهوائية والرئتين غير قادرة على القيام بوظائفها الحيوية بشكل كامل، وقد يتحول الأمر لتهديد مباشر لحياة الإنسان يؤدي به إلى الوفاة بعد عدم قدرته على التنفس بشكل طبيعي.
  • كل هذه الأعراض والمضاعفات السابقة لا تتواجد على مدار اليوم لكن يعاني منها المريض على أوقات متفرقة، ولكن من ضمن المضاعفات أن يحدث ما يسمى بالتفاقم الحاد، والذي يشير إلى انتشار الأعراض واستمرارها لفترات طويلة قد تمتد لأسابيع وشهور تستدعي المكوث في المشفى.

المضاعفات المرتبطة بالجهاز الهضمي

  1. عندما تتعرض الممرات من البنكرياس إلى الأمعاء الدقيقة للانسداد، فإن الأمعاء لا يمكنها القيام بوظيفتها في الهضم واستخلاص الغذاء اللازم للجسم، فيصاب المريض بمشاكل تتعلق بنقص التغذية، ويستحيل على الجسم الاستفادة من الفيتامينات والبروتينات والدهون وغيرها من عناصر مفيدة.
  2. يرتبط مرض السكر بشكل مباشر بسوء عمليات التمثيل الغذائي، وذلك نتيجة لانسداد القنوات الموصلة من وإلى البنكرياس الذي هو مسؤول بشكل كبير عن إنتاج الأنسولين المخصص لحرق السكر في الدم.
  3. في بعض الأحيان تنسد القناة الصفراوية التي تمر من المرارة والكبد متجهة إلى الأمعاء الدقيقة، الأمر الذي يسبب العديد من الالتهابات ومشاكل الكبد وانتشار حصوات المرارة.
  4. يعتبر الانسداد المعوي أيضًا أحد أبرز مضاعفات التليف الكيسي على الجهاز الهضمي، وفيه تنسد بعض الممرات المعوية وتنطوي متكورةً حول نفسها مسببةً الكثير من المشكلات، وغالبًا ما يعاني البالغون أكثر من الأطفال بمثل هذه المضاعفات.
  5. في المنطقة التي تلتقي بها الأمعاء الدقيقة مع الأمعاء الغليظة، قد يحدث انسداد يتسبب في ما تسمى طبيًا بمتلازمة انسداد الأمعاء البعيدة.

المضاعفات المرتبطة بالحمل والإنجاب

يعتبر العقم أحد أشهر الأمراض التي تصيب الرجال؛ كنتيجة مباشرة لمرض التليف الكيسي ومضاعفاته؛ ويحدث ذلك تحديدًا عندما يسد المخاط تلك القناة الموصلة ما بين الخصيتين وغدة البروستاتا، ولكن بفض العلاجات المتخصصة في هذا الأمر يمكن محاولة علاج الأزمة ببعض الطرق، وفي المقابل نجد أن السيدات وهن الأكثر تعرضًا للتليف الكيسي، إلا أن قدرتهن على الحمل كبيرة ولا يعانين العقم مثل الرجال، ولكن الحمل قد يتسبب في زيادة أعراض ومضاعفات التليف الكيسي للأم وللجنين على السواء.

مضاعفات متنوعة

  • من المضاعفات الأخرى التي ترتبط بالتليف الكيسي بشكل مباشر، أن تصاب العظام بالهشاشة واللين بشكل كبير.
  • يحدث أيضًا أن يعاني الجسم من مشاكل الجفاف نتيجة تخلص الجسم بشكل دوري من السوائل والأملاح عبر العرق، وبالتالي يتضرر الجسم.
  • من المضاعفات الأخرى المرتبطة بالتليف الكيسي، أن يعاني المريض من تسارع كبير في ضربات القلب، يصاحبه حالة من الإعياء والضعف والإرهاق مع انخفاض كبير ضغط الدم.
  • في أحيان نادرة يتفاقم المرض جدًا حتى يستدعي إجراء جراحة لزراعة رئتين جديدتين.

التليف الكيسي عند الأطفال

يعتبر مرض التليف الكيسي من الأمراض الوراثية التي تصيب الأطفال كثيرًا وتظهر أعراضها عليهم واضحة جلية، وهو مرض منتشر بين الأطفال الذكور والإناث بشكل متساوي تقريبًا، ويسبب حدوث بعد مظاهر الخلل في الغدد الإفرازية، وتأتي نتيجة ذلك سريعة وسلبية على مختلف أعضاء الجسم ووظائفها الحيوية سواءً الرئتين، أو البنكرياس، أو الأمعاء الدقيقة والغليظة، وأيضًا الكبد، وكذلك الجيوب الأنفية، وقد أرجع علماء طب الأطفال هذا الأمر إلى وجود بعض الطفرات التي تصيب الجينات الموروثة وتؤدي إلى تغير في عمل الغدد الإفرازية وتجعل المخاط أكثر سمكًا ولزوجةً بشكل يؤدي إلى سد الممرات الهوائية والركود بكميات كبيرة في قاع الرئتين، ويمكن التعامل مع الطفل المولود لأبوين يعانيان كلاهما أو أحدهما من هذا المرض عبر ما يسمى بتحليل العرق، والذي يمكن من خلاله فحص نسبة الأملاح في العرق للتأكد من الإصابة من عدمه، حيث تكون النسبة المرتفعة من الملح في العرق دليل قوي على انتقال الإصابة للطفل، ويعتبر نقصان وزن الطفل دونًا عن غيره من الأطفال مؤشرًا هامًا على الإصابة بالمرض كذلك إذا صاحب الأعراض والدلائل سابقة الذكر.

التليف الكيسي عند الكبار

تتشابه أعراض التليف الكيسي عند الكبار مع مثيلتها عند الأطفال، ولكن الجديد في الأمر هو ظهور أعراض عديدة متتالية كنتيجة مباشرة لأعراض أخرى تظهر تباعًا، وكذلك المضاعفات تحدث كلما يتقد لمصاب في العمر من الطفولة إلى المراهقة والبلوغ إلى الشباب وهكذا، وعند الكبار تظهر أعراض مضاعفة بمشاكل الرئة والبنكرياس والأمعاء والضعف العام وغيرها من آثار سلبية تشمل معظم أعضاء الجسم بسبب هذا المرض، كما أن أعراض المرض قد لا تظهر عند المريض إلا في مرحلة المراهقة وما بعدها رغم أنه وُلِدَ مصابًا بالمرض، وفي كل الأحيان يجب الاهتمام والعناية بالمريض سواءً من خلال والديه في مرحلة الطفولة، أو يهتم هو بنفسه عند الكبر ويمارس الرياضة بشكل دوري ومنتظم ويتابع الطبيب كل عام عدة مرات لضمان عدم تطور الأزمة وظهور أمراض أخرى كالسكر والالتهابات الرئوية والانسدادات المعوية وما إلى ذلك من مشكلات.

أعراض التليف الكيسي في الرحم

التليف الكيسي أعراض التليف الكيسي في الرحم

تختلف أعراض التليف الكيسي من مرحلة عمرية لأخرى، ورغم أن المرض وراثي أي يولد مع الإنسان، إلا أن أعراضه قد تظهر في سن الطفولة أو في سن المراهقة والبلوغ أو في سن الرضاعة والطفولة المبكرة، ولكن في بعض الأحيان النادرة جدًا تظهر أعراض المرض في الرحم، وبالتالي يتمكن الطبيب من كشف وتشخيص المرض قبل ولادة الطفل، وبذلك يكون على أهبة الاستعداد لتوفير العلاج وسبل الوقاية لتَحُول دون حدوث مضاعفات، وقد تظهر أعراض المرض ابتداءً من الشهر الخامس للحمل وذلك باستعمال أجهزة السونار والفحص بالموجات فوق الصوتية، ومن تلكم الأعراض التي تظهر في الرحم، أن يتأخر خروج البراز من الجسم، أو تتعرض الأمعاء الدقيقة لانسدادات نتيجة لوجود المخاط السميك الذي يسد ممرات انتقال الأنزيمات من البنكرياس إلى الأمعاء.

علاج مرض التليف الكيسي

التليف الكيسي علاج مرض التليف الكيسي

يحتاج علاج مرض التليف الكيسي للكثير من الخبرة والجهد للقدرة على التخلص من المخاط السميك ذلك وعلاج الأعراض الناتجة عنه عبر العديد من الإجراءات التي يمكن تصنيفها إلى علاجات فيزيائية، وعلاجات أخرى كيميائية باستعمال العقاقير المختلفة، وأيضًا العلاج الطبيعي كما يلي:

العلاج الفيزيائي

وفيه يقوم الطبيب المختص ببعض الحركات الفيزيائية التي من شأنها طرد البلغم من الجسم والتخلص من المخاط السميك اللزج، ومن خلال حركات الضغط على صدر أو ظهر المريض في اتجاهات معينة يتم توجيه المخاط إلى خارج الرئتين وطرده من الفم عبر القصبة الهوائية، وللقيام بذلك فإن الطبيب يطلب من مريضه الجلوس أو اتخاذ وضع النوم على بطنه ويبدأ الطبيب في استعمال جهاز الطرق الصدري الكهربائي الذي بإمكانه بث موجات مناسبة عالية التردد تدفع المخاط على مغادرة الرئتين والتوجه إلى الشعب الهوائية، كما أن هنالك أنواعًا أخرى من الأجهزة يتنفس المريض خلالها وتقوم هي بدورها في تحفيز البلغم السميك على الخروج من قاع الرئتين.

العلاجات الكيميائية

وفي هذه المرحلة من العلاج، يُقْدِم الطبيب على وصف بعض الأدوية التي تحوي مضادات حيوية، وغيرها من مضادات الالتهاب المختلفة، وأيضًا العقاقير التي تتكون من مادة الستيرويد وغيرها من عقاقير تيسر عمل الرئتين والشعب الهوائية وتطرد البلغم خارج الجسم، كما يطلب الطبيب من مريضه تناول بعض العقاقير التي تحوي مكملات غذائية من الفيتامينات والبروتينات والألياف.

العلاج الطبيعي

والعلاج الطبيعي هنا المقصود به اتباع بعض الحميات والتصرفات الواقية التي من شأنها مكافحة المرض، ويمكن ذلك من خلال:

  • أن يتنفس المريض بشكل عميق ويعتاد على ذلك حتى يحفز المخاط على مغادرة الرئتين.
  • يمكن للمريض أن يمارس الرياضة كثيرًا وبشكل منتظم يضمن له استرداد عافية الجهاز التنفسي والوظائف الحيوية للمنطقة الصدرية والتخلص من التليف الكيسي .
  • يمكن من خلال العلاج الطبيعي أن تتم إعادة تأهيل الرئتين، ويكون ذلك عبر توظيف بعض البرامج التدريبية التي تنشط وظيفة الرئتين الحيوية وتساعد على طرد المخاط.
  • في بعض الحالات العلاجية المتقدمة قد يلجأ الطبيب إلى إجراء جراحة لزرع رئتين جديدتين.

علاج التليف الكيسي بالأعشاب

عند الرغبة في علاج التليف الكيسي باستعمال الأعشاب، فإن هنالك أربعة عشاب رئيسية قد تسهم في تخفيض حدة المرض، وهذه الأعشاب هي:

  • الزنجبيل، ويتم نقع هذا النبات المطحون في كمية مناسبة من المياه، ولتكن ملعقة لكل كوب من الماء، ويتم غلي هذا الخليط جيدًا ثم يُشْرَب على فترات متباعدة خلال اليوم.
  • الأخيلية، وتنقع جيدًا بمقدار ملعقة صغيرة مطحونة مع كأس واحد من الماء، ويتم غلي الخليط جيدًا، ثم بعدها يصَفَّى ويُشْرَب في الصباح والمساء.
  • البرسيم الحجازي، ويتم طحن بذوره جيدًا وتُشْرَب مع كوب من الماء كل يوم، أو يمكن كذلك تناول البرسيم الحجازي طازجًا، وهو من النباتات شائعة الفائدة في هذا الأمر.
  • حشيشة القنفذ، وهي من الأعشاب لصالحة جدًا في هذا الأمر، حتى أنه تم استخلاص المادة الفعالة منها وتجميعها في كبسولات كيميائية صالحة للتناول، وتنتشر كثيرًا في كل من محلات المكملات الغذائية، ولكن لابد للطبيب أن ينصح هو بتناولها وبكميات يحددها مسبقًا للمريض.

الوقاية من مرض التليف الكيسي

التليف الكيسي الوقاية من مرض التليف الكيسي

قبل البدء في سرد سبل الوقاية، يجب العلم بأن مرض التليف الكيسي من الأمراض التي تنتقل بالوراثة من الآباء إلى الأبناء، وبالتالي فإن الوقاية في حد ذاتها غير مجدية في منع الإصابة بالمرض، ولكن اتباع بعض النصائح والإرشادات الوقائية تفيد كثيرًا في التقليل من حدة المرض والوصول إلى مضاعفات خطيرة كالانسدادات المعوية والالتهابات الرئوية، ومن سبل الوقاية تلك ما يلي:

  • على الأم والأب الحرص على أن يتناول الطفل كافة التطعيمات واللقاحات التي توفرها وزارة الصحة للمواليد.
  • يجب على الأب والأم توفير اللقاحات المخصصة للإنفلونزا كل عام للطفل.
  • يجب الاهتمام بممارسة الرياضة بشكل منتظم ومستمر؛ لأن ذلك يحفز الرئتين على التخلص من المخاط الكامن في القاع.
  • يجب وبشكل دوري الذهاب إلى الطبيب للاطمئنان على حالة الجهازين التنفسي والهضمي ثلاث مرات كل عام، كما يجب الإسراع في الذهاب للطبيب حال ملاحظة أعراض ارتفاع الحرارة والقيء المتكرر ومشاكل الإنفلونزا المعروفة، وأيضًا في حال عانى الطفل من الإسهال الشديد.
  • يجب الحرص على تناول أطعمة صحية مفيدة للجسم وغنية بالبروتينات وتكون قليلة الدسم.
  • يجب الابتعاد تمامًا عن تناول أيٍ من الكحوليات أو عادات التدخين ومرافقة المدخنين عند الإصابة بمشكلة التليف الكيسي .
  • أثناء العلاج الكيميائي لا يجب أبدًا التوقف عن العلاج الفيزيائي لأن آثاره هامة ومذهلة إلى جانب العقاقير.
  • يجب الحرص على ارتداء الكمامة عند الاختلاط في تجمعات كبيرة في فصل الشتاء حتى لا يتهيج الجهاز التنفسي بأيٍ من البكتيريا المعدية.
  • الحرص على تناول اللقاحات الرئوية المختلفة التي ينصح الأطباء بها، وعدم الإهمال في ذلك.
  • استعمال البدائل الطبية المتوافرة لتطهير الرئتين من المخاط السميك، وهناك العديد من الطرق الفيزيائية الشائعة لهذا الغرض.
  • يجب الحرص على تناول الأغذية التي توفر للجسم كمية كبيرة من السعرات الحرارية.
  • يجب الاهتمام الدوري بالمتابعة الطبية في مراكز متخصصة، وليس طبيب أمراض صدرية حديث التخرج، ويستحسن البحث عن مراكز متخصصة في علاج مرض التليف الكيسي .

يعتبر التليف الكيسي من الأمراض الصدرية الخطيرة التي يمتد تأثيرها إلى مختلف أعضاء الجسم ويكون تأثيرها واضحًا على كل من الرئتين والشعب الهوائية والمعدة والكبد والبنكرياس والأمعاء والجيوب الأنفية، وغير ذلك العديد من أجزاء الجسم التي تتأثر نتيجة نقص الغذاء وعدم القدرة على التنفس بشكل جيد؛ كلها أمور تتسبب في حالة من الإعياء والإرهاق وارتفاع معدل ضربات القلب والنقص الحاد في الوزن نتيجة الضعف العام للجسم؛ ولذا يجب الاهتمام بعرض الطفل فور ولادته على طبيب أمراض صدرية متخصص في علاج مثل هذه الحالات في مراكز متخصصة لا سيَّما إذا كان الأبوان مصابَيْن أحدهما أو كليهما بهذا المرض، وفي السياق ذاته يجب الاهتمام بممارسة الرياضة ومتابعة الطبيب بشكل دوري للحصول على جلسات العلاج الفيزيائي اللازم، وكذا العقاقير الكيميائية التي يصفها الطبيب جنبًا إلى جنب مع العلاج الطبيعي الذي يقلل كثيرًا من حدة المرض ومضاعفاته التي قد تودي بحياة المرضى.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

إبراهيم فايد

الكتابة بالنسبة لي هي رحلة. رحلة فيها القراءة والاستيعاب ومن ثم التفكير . من هوياتي الرياضة وتصفح الانترنيت. اكتب في مواضيع مختلفة تهمني وتجذبني قبل كل شيء

أضف تعليق

عشرة − 8 =