التفاهم في الحب أهم من العاطفة، نعم هذه هي الحقيقة، عاطفة بدون تفاهم عاطفة بلا عمق، عاطفة سطحية ستتبخر وتتلاشى عند أول منعطف، لذلك في السطور السابقة سنتحدث حول أثر التفاهم على العلاقة العاطفية وفي حالة أن معدل التفاهم في العلاقة ضئيل كيف نستطيع تنميته والتوصل إلى وجود نسبة معقولة في العلاقة تمكننا من الاستمرار في هذه العلاقة بسلام، ونبدأ بأثر التفاهم على العلاقة العاطفية أو ما يحدثه التفاهم في العلاقة العاطفية ويجعلها أفضل
ما هو التفاهم في الحب ؟ وكيف نستطيع تحقيقه؟
يسود جو من الهدوء والسكينة في العلاقة
لا ريب أن كثرة المشاحنات والمعارك تنتقص من العلاقة ومن نسبة الطمأنينة فيها، وتشعر الإنسان أنه دائمًا اختار اختيارًا خاطئًا، لذلك فإن وجود التفاهم في الحب قد يجعل الإنسان أكثر ارتياحا في العلاقة ويشعر بالهدوء والسكينة وتكون العلاقة العاطفية داعمًا له، بدلا من أن تكون عبئًا عليه ومصدر للضغط والقلق الدائم.
تصبح العلاقة مريحة أكثر
لا ريب أن السكينة الناتجة من التفاهم في الحب تجعل الإنسان مرتاحًا للطرف الآخر ومرتاحًا للعلاقة ككل ويشعر أنه اختار بشكل صائب وذلك يؤثر على قراراته بشأن العلاقة بحيث لا يشعر أنه يتسرع حينما يمضي قدمًا في السير في الخطوات الطبيعية لها، بل وتكون حريصًا على ذلك أيضا.
لا تحتاجان للحديث الكثير حول شيء تافه
لعلك تعلم جيدًا أن أبرز الخلافات تكون بالأساس على شيء بالغ التفاهة، حيث أن الخلافات الجوهرية لا تأخذ النصيب الأكبر من الخلافات بل تأخذها الأشياء التافهة لذلك، من نواتج التفاهم في الحب أنكما لا تحتاجان الحديث حول الأشياء التافهة بحدة وبالتالي يتصاعد الحديث للخلاف، لأن التفاهم يجعلكما تعرفان جيدًا كيف تتعاملان بالطريقة التي تجعل الآخر راضيًا فيها عن هذه الطريقة.
تعرفان ما الذي يغضب كل منكما ببساطة
من نواتج التفاهم في الحب أنكما تستطيعان تفهم الذي يغضب كلا منكما وبالتالي تسعيان نحو تجنبه هذه هي الثمرة المهمة الناتجة عن التفاهم وحتى إن حدث ما يغضب أحدكما بسبب أن كلا منكما يفهم الآخر تستطيعان تدارك هذا الخطأ وإصلاحه بسرعة.
تزداد العاطفة بالتفاهم
مهما كانت العاطفة جارفة بينكما فإن مع قلة التفاهم لابد وأنها ستتناقص وتتناقص، أما مع التفاهم طالما أنك تجد من يفهمك ويريحك وتجد من تفهمه وتتصرف على أساس فهمك له، فبالتالي ستحبه، إن الحب ليس بعاطفة ثابتة، بل هو عاطفة ديناميكية متحركة باستمرار يدفعها إلى الأمام التفاهم والاحترام والممارسات التي تؤكد هذه العاطفة وتثبتها في القلوب.
ما الطرق التي تجعلكما تتوصلان للتفاهم في الحب
الحوار
من أقوى الضربات التي توجه إلى التفاهم في الحب في مقتل، أنه عادة حينما تحدث مشكلة بين أي اثنين مرتبطين يجنحان إلى شيء سخيف أن يأخذ كلا منهما جانب ولا يتحدثان إلى بعضهما البعض، وكلا منهما ينتظر من الآخر أن يأتي ليعتذر له أو ليوضح موقفه، ولن يحدث هذا بل سيركب العناد كل شخص منهما ولن يحدث أي شيء في الواقع بل سيزداد الشقاق أكثر وأكثر وتتماوج الأفكار والتصورات وتتصاعد وتبلغ ذروتها داخل رأس كل شخص مما ينتج عنه أن يكوّن كل شخص فكرة عن الآخر بأنه شخص مستهتر غير مسئول لا يراعي مشاعره ولا يهتم لأمره، ولذلك قبل أي شيء يجب أن يكون هناك فرصة للحوار، لا تنتظر أن يقوم الطرف الآخر بالحديث إليك، قم أنت وتحدث، قم أنت واستوضح موقفك، قم أنت واشرح وجهة نظرك وأنك كنت تقصد الصالح العام، وانتقِ ألفاظك ولا تحاول جرح الطرف الآخر وتساءل دائمًا عن وجهة النظر الأخرى، الحوار يعني ألف باء التفاهم في الحب.
ثقة كل منكما في الآخر
هناك انطباع يأخذه كل شخص عن الآخر وذلك من قلة الحوار سويًا ومن العناد المتبادل، هذا الانطباع أن هذا الشخص الآخر يود فرض رأيه والسيطرة لمجرد السيطرة فحسب لكنه ليس لديه حلول أو رؤية منطقية ولكن لمجرد فرض رأيه والسيطرة عليه، لذلك.. يجب أن تمنح الثقة للطرف الآخر قبل أي شيء وتخبره أنك تثق به وفي وعيه وإدراكه لطبيعة العلاقة وحرصه على إنجاحها، هذا سيفرق معه جدا، لذلك الثقة المتبادلة من أهم الأشياء التي ترسخ التفاهم في الحب وتجعله منتشرًا في كافة أركان العلاقة، مما يؤثر بالإيجاب على مستوى الطمأنينة والارتياح والأمان فيها.
مراعاة شعور بعضكما
مراعاة الشعور، ينتهي التفاهم في الحب في اللحظة التي تنظر فيها لنفسك ولمشاعرك وتنسى مشاعر الطرف الآخر، تصبح بالنسبة لك مجرد شيء هلامي لا قيمة له بينما في الحقيقة تقدس أنت مشاعرك وكرامتك وأحاسيسك وتنسى أن على الجانب الآخر هناك إنسان له أحاسيس وشعور وكرامة مثلك، قد تكون وطأتها أو جرحتها دون أن تشعر، أو حتى في غضبتك العمياء لم تهتم إن كان هذا حدث أم لا، لذلك قبل أي شيء يجب أن لا تترك الغضب يتملكك وحاول قدر الإمكان أن تكون مهذبًا وتراعي شعور الطرف الآخر قدر الإمكان بتجنب كل الحديث أو التصرفات التي قد تهينه أو تهين مشاعره أو تجرح كرامته أو تأتي على حساب أحاسيسه.
تفهم دوافع الطرف الآخر
عندما تطرأ مشكلة معينة فإنك لا تتفهم دوافع الطرف الآخر، ولا تحاول النفاذ إلا ما هو أبعد من رأيه السطحي الذي يقوله بلا مبرر أو سبب منطقي ولذلك فإن أول شيء تفعله هو أن ترفض هذا الرأي وتحتفظ برأيك لأنه في البداية رأيك فإنك تظن أن الجميع يراه مثلما تراه، وثانيًا لأنه بمبررات ويبدو منطقي أكثر، وهذا يليق بشركة أو مقر عمل لكن بالنسبة لعلاقة عاطفية فإن من أبجديات التفاهم في الحب أن تفهم شخصية الطرف الآخر وتفهم دوافعه الخفية التي قد تكون طارئة من عقدة نفسية قد يخشى التصريح بها أو مجرد عدم ارتياح لذكرى قديمة لا زالت تؤلمه أو أي شيء من هذا القبيل، وعمومًا عدم تفهم دوافع الطرف الآخر يقضي على التفاهم في أي علاقة، أما تفهم دوافع الطرف الآخر واستيعابها سيقوي التفاهم في أي علاقة.
انظر للأمور من زاويته
كل شخص في الدنيا لا يرى إلا نفسه ورأيه كل شخص يرى نفسه هو الأكثر ظلما وبؤسا وأن الأشخاص الآخرين لا يفهمونه ولا يعيرونه اهتمامهم للحظة من أجل التعرف عما يجول بداخله، وهو في الحقيقة لم يكلف نفسه دقائق أيضًا من أجل النظر داخل الأشخاص الآخرين ومحاولة النظر إلى الأمور من زاويتهم، باختصار شديد أن تضع نفسك في مكان الطرف الآخر وترى الأمور من زاويته لهو أمر مهم وحيوي جدًا في أي علاقة ويزيد من طاقة التفاهم في الحب ويمنع أي شعور سلبي تجاه الطرف الآخر ويزيد المحبة والألفة وينفي الاغتراب والوحدة والاتهامات المتبادلة بأنك لا تفهمني، وخصوصًا بالنسبة للفتيات، لا تحب النساء الحديث عن دواخلها كثيرًا.. تود أن تلمح بكلمة واحدة وأنت تفهم الباقي وتتصرف على أساسه، وأحيانا لا تلمح أبدا، وبالتالي يجب عليك أن تضع نفسك مكان الطرف الآخر ثم تحكم على الأمور خصوصًا إن كنت رجلاً.
قابل الإساءة بالإحسان
أنت تغضب فالطرف الآخر يغضب، يسيء إليك فتسيء إليه، يزيد في الإساءة فتزيد فوق إساءته ويتحول الخصام إلى شقاق ثم إلى كراهية، ولكن لنتخيل أنك ترد الإساءة بالحسنة وترد الكلمة البغيضة بالكلمة السيئة ويعبر لك عن أنه يكرهك ولكنك تقول أنه يحبك، ينظر لك بتقزز فتحتضنه بديلا عن ذلك، لابد مهما كان حتى إن كان وحشًا سيخجل من نفسه بسبب طريقة تعاملك قبل أي شيء وسيكون هناك فرصة لكسر جو التوتر واللجوء للحوار بهدوء، لأن الحوار بالهدوء كما قلنا هو مفتاح التفاهم في الحب، وسر التوصل للراحة في أي علاقة، لذلك من أجل إحراج طرف غاضب لا تقوم بالغضب ضده والدخول في مباراة غاضبين، حاول تهدئته قبل أي شيء.. لا تفاهم في حالة غضب أعمى.. لا تفاهم بدون هدوء.
تنازل من أجل حل وسط
أحيانًا تحدث مشكلة أو يطرأ أمر ما فتجد نفسك تصدر رأي وعلى النقيض طرف آخر يصدر رأي، ترى أنت أنه الحل المثالي ويجب عليكما تنفيذه بينما يرى هو أنه الحل المثالي أيضًا ويجب عليكما المضي فيه على الفور، وبالتالي لا تتقدمان خطوة وتظلان محلك سر، ولكن بقليل من التفاهم تتوصلان إلى حل وسط تتمكنان من خلاله ضبط الأمور ورضا كلا منكما، ليس من الجيد دومًا أن يتم تنفيذ رأيك بحذافيره، قليل من التنازل من كل طرف لا يحدث أي مشكلة، بل بالعكس سيعضد روح التعاون والتفاهم في الحب وسيحل نوع من أنواع المشاركة في العلاقة.
لا تتمسك برأيك وكن مع الصالح العام
دائمًا عند وجود رأيين لا تتمسك برأيك لمجرد أنك تريد التحكم فحسب وتحب السيطرة والهيمنة والاستحواذ والتملك، هذا ليس من أصول التعامل في شيء، من الممكن أن تقتنع برؤية الطرف الآخر لأنها في صالحكما سويًا أو في صالح العلاقة، أما أنك تتمسك برأيك لإثبات أنك على حق أو لأنها في صالحك وحدك دون الطرف الآخر فهذه أنانية مفرطة وتقضي على أي وسيلة للوصول للتفاهم في الحب ويجب أن تعزز هذا التفاهم عن طريق إشعار الطرف الآخر بأنك لا ترغب في السيطرة بقدر ما تحرص على الصالح العام، الثقة كما أشرنا.. هكذا تبنى الثقة.
استفيدا من أخطائكما وادفعا العجلة سويًا للأمام
لا توجد علاقة بدون أخطاء، نحن بشر والخطأ البشري أمر لا مفر منه لذلك يجب عليكما أن لا تحبطكما الأخطاء بل على العكس يجب أن تدفعكما للأمام، هذه هي النقطة الأهم في مسألة التفاهم في الحب لا بأس أن تخطئا، ولكن الأهم أن تتعلما من خطأكما بحيث لا تكرراه مرة أخرى، الحياة كلها تجارب ولا يوجد شخص لا يخطأ فنحن لسنا بروبوتات وبالتالي يجب أن نتحلى بالتسامح اللازم والقدرة على تجاوز الأخطاء وتحويلها إلى مادة خصبة للتعلم وليس إلقاء اللوم أو التذمر والسخط.
خاتمة
التفاهم في الحب أمر مهم جدا قد يساوي العاطفة وقد يتفوق عليها أيضًا، وأي علاقة عاطفية من غير تفاهم ستنتهي وهذا أمر مفروغ منه، ولكنها لابد وأنها ستنتهي نهاية مؤسفة بدون أي لياقة أو احترام متبادل.
أضف تعليق