تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » تقنيات التعلم » التعليم بالألعاب : كيف يمكنك استخدام التعليم القائم على الألعاب ؟

التعليم بالألعاب : كيف يمكنك استخدام التعليم القائم على الألعاب ؟

التعليم بالألعاب صيحة جديدة في الوسائل التعليمية والتربوية، يساعد التعليم بالألعاب صغار السن على تعلم المهارات بدون بذل الكثير من المشقة.

التعليم بالألعاب

التعليم بالألعاب في الوقت الحالي يعتبره البعض علمًا قائمًا بذاته، علم له القواعد التي تحكمه والأساليب التي يجب الالتزام بها لنجاح هذا العلم، ويتم استخدام هذا النوع في تحقيق العديد من الأغراض، لأن الألعاب من الوسائل التي تساعد على زيادة التفاعل والانتباه لدى المتعلم، وبالتالي يمكن الاستفادة منها في تحقيق هذا الغرض، وعلى الرغم من هذا فإن البعض ينظر إلى الألعاب على أنها مجرد وسيلة للترفيه فقط، ولا يمكن الاعتماد عليها في عملية التعليم، لذلك نتحدث في هذا المقال عن التعليم بالألعاب ونوضح أهميته، وكيف يمكنك استخدام هذا النوع لكي تنجح عملية التعلم.

كيف يسهم التعليم بالألعاب في تعليم الآخرين بشكل أسرع؟

هل تساعد الألعاب في التعلم حقًا؟

قبل أن نبدأ في الحديث عن التعليم بالألعاب وكيفية الاستفادة من هذا النوع، نتحدث في البداية عن فكرة تدور في أذهان العديد حول أهمية هذا النوع، وأن الألعاب وسيلة للترفيه فقط ولا يمكن استغلالها في التعليم. والحق أن هذه النظرية خاطئة في جزء منها، فالألعاب قد تكون فعلًا وسيلة للترفيه في المقام الأول، لكن هذا لا يمنع أنه يمكن توظيف هذه الألعاب في عملية التعلم، وقد تكون المشكلة الرئيسية أن البعض ينظر إلى الألعاب باستخفاف، لذلك ظهرت فكرة التعليم بالألعاب كعلم قائم بذاته، حتى يعرف الجميع بأن الأمر ليس ترفيهيًا فقط، بل إن استخدام الألعاب قد يساهم كثيرًا في نجاح عملية التعلم لدرجة أن يتم إقامة علم كامل حول هذا الأمر.

فمثلًا تساهم هذه الألعاب في عملية التعليم من خلال أنها وسيلة تنمي الانتباه والتفاعل لدى المتعلم، فمشاركته في اللعبة تجعله عنصرًا نشطًا في التعلم، وبالتالي يسهل ذلك من عملية توصيل المعلومة.

كذلك فإن تصميم الألعاب قد يرتبط أساسًا بالفكرة المراد تعلمها مباشرة، فإن كنت ترغب في شرح فكرة عن عملية التواصل، يمكنك استخدام الألعاب في توصيل الفكرة، وتكون مراحل اللعبة هي نفسها مراحل عملية التواصل.

كذلك يساهم التعليم بالألعاب في تنمية القدرات العقلية لدى المتعلم، وكذلك مهارات الإبداع لديه، فهو إن كان يريد تنفيذ اللعبة بالشكل الصحيح، سيستخدم العديد من المهارات. من الفوائد الأخرى هي تأكيد مبدأ المنافسة الشريفة بين المتعلمين، فالمنافسة قد تكون شيئًا إيجابيًا إن تم توظيفها بشكل صحيح، ويكون هذا دور المعلم أن يحافظ على مبدأ المنافسة، دون أن يؤدي إلى حدوث مشاكل بين المتعلمين.

وتقوم عملية التعليم بالألعاب بالحفاظ على مبدأ هام في التعلم هو الاستمتاع، فالكثير يجد مشكلة في عملية التعلم لأنها تصبح مملة في بعض الأحيان، أما من خلال الألعاب فإن المتعة ستكون حاضرة دومًا، وبالتالي التركيز كذلك سيظل حاضرًا لدى المتعلمين.

مجالات التعليم بالألعاب

لا توجد مجالات محددة لاستخدام التعليم بالألعاب دونًا عن غيرها، بل إن الأمر يعتمد على قدرة الشخص على تصميم ألعاب تساعده في توصيل أي معلومة، لكن في الوقت الحالي تستخدم الألعاب في بعض المجالات مثل: المهارات الشخصية كالتواصل والعمل في الفريق، حيث يتم عمل مجموعة من الألعاب لتوضيح بعض مباديء فريق العمل كالتعاون والتكامل بين الأفراد، وللتواصل يتم تصميم ألعاب توضح مراحل عملية التواصل من خلال اللعبة، ويتم هذا من خلال مجموعة ألعاب حركية أو ألعاب ذكاء.

القيادة حيث يتم التركيز على تعريف الأفراد بأدوار القائد، وكيف يمكن للشخص أن يصبح قائد جيد، ويتم استخدام الألعاب التمثيلية في هذا النوع مثل لعب الأدوار. كذلك يستخدم التعليم بالألعاب حاليًا عند الرغبة في بناء الفريق، فيتم تصميم مجموعة من الأنشطة التي تعمل على إنشاء الثقة بين أفراد الفريق، وكيفية كسر الحواجز التي تكون موجودة عند بداية العمل، ويتم استخدام مجموعة كبيرة من الألعاب في هذا الأمر.

كما ذكرت في بداية الفقرة، فإن مجالات التعليم بالألعاب لا تنتهي أبدًا، بل إنه حاليًا يسعى العلماء إلى تصميم ألعاب في جميع مجالات التعليم، لأن هذا الأمر سيساعد في تعليم قيم متعددة ومطلوبة للمتعلمين كالتعاون والعمل الجماعي والاحترام بين الأفراد، كما أنه سيقوي لديهم مهارات مثل التخيل والتحليل والإدراك السريع للمواضيع المرغوب تعليمها، ويساعد الشخص على اكتشاف قدراته وتنميتها بشكل كبير.

كيف يمكنك تصميم هذا النوع من الألعاب؟

كما تحدثنا في نهاية الفقرة الماضية أنه يمكن تصميم ألعاب مختلفة، لذلك نتحدث في هذه الفقرة عن كيفية تصميم هذا النوع من الألعاب في خطوات سهلة. يبدأ الأمر من تحديد الغرض الأساسي من عملية التعليم بالألعاب بالنسبة لك كمعلم، فإذا قمت بتحديد الغرض يمكنك أن تبدأ في تصميم اللعبة المناسبة.

اختيار اللعبة يعتمد على كون هذه اللعبة مفيدة بالنسبة للمتعلم، ويفضل أن تكون من البيئة أو الثقافة التي تعبر عنه، كذلك متوافقة مع إمكانياته وقدراته الجسدية والعقلية، فيصبح إدراكه لها سهل.

يجب أن يتم وضع مجموعة من الأهداف المرغوب الوصول إليها من اللعبة، ويجب عليك أن توضح هذه الأهداف للمتعلم قبل البداية أو عند النهاية وذلك بناءً على فكرة اللعبة، لتتأكد من أنها وصلت إليه بالشكل الصحيح.

توضيح الطريقة التي سيتم من خلالها تطبيق التعليم بالألعاب لأفراد عملية التعلم، سواء تقسيمهم إلى مجموعات يوجد بينها تنافس، أو تنفيذها بشكل فردي، وإن تم التقسيم إلى مجموعات فيجب أن تضع مجموعة من الأدوار التي يجب أن يؤديها كل متعلم داخل مجموعته، وكذلك يجب أن تضع القواعد العامة التي تحكم اللعبة، والتي يجب أن يكون جميع الأفراد على دراية بها من البداية.

يجب أن تقيّم اللعبة بعد الانتهاء من تصميم النموذج وتحدد إن كان مناسبًا للغرض الأساسي أو لا، فإن لم يكن مناسبًا يمكنك أن تراجعه مرة أخرى للتعديل.

كيف تتأكد من نجاح طريقة التعليم بالألعاب؟

يمكنك أن تتأكد من نجاح التعليم بالألعاب من خلال أكثر من طريقة، وليس شرطًا أن يحدث هذا عند الانتهاء من تنفيذ اللعبة، بل يمكنك أن تسعى إلى ضمان النجاح قبل البداية، وذلك من خلال الأمور التالية:

  • التأكد من وضوح الغرض من اللعبة بالنسبة للمتعلمين، وكذلك الأهداف التي يمكنهم تحقيقها منها، سواء قبل تنفيذها أو بعد الانتهاء منها.
  • اختيار لعبة تناسب أعمار المتعلمين وثقافتهم وتفكيرهم، بحيث يمكنهم استيعابها بالشكل الصحيح، وبالتالي ستضمن المقدرة على تنفيذ اللعبة بالشكل المطلوب.
  • يجب أن يكون كل شخص في اللعبة على معرفة كاملة بالقواعد التي تحكم اللعبة، وكذلك الدور الشخصي الواجب عليه تأديته في اللعبة.
  • يجب أن تضع لنفسك دورًا في عملية التعليم بالألعاب بحيث تتدخل في بعض الأوقات، ويكون تدخلك إما لتوضيح نقطة ما، أو التأكيد على الغرض من اللعبة والأهداف المطلوبة منها.
  • كذلك عليك أن تتأكد من أن مبدأ المنافسة موجود بين المتعلمين، لكنه موجود بالصورة الصحيحة، لأنه في بعض الأحيان تؤدي فكرة المنافسة إلى حدوث مشاكل بين الأفراد، وهذا الشيء أنت لا تريده أن يحدث أبدًا. في نهاية اللعبة يجب أن تحرص على الجلوس مع الأفراد والحديث حول اللعبة، وتبادل الخبرات التي مر بها كل متعلم في أثناء ممارسته للعبة، والتأكيد مرة أخرى على الأهداف وكيف تحققت من خلال اللعبة.

التعليم بالألعاب من الوسائل الممتعة حقًا، والتي يمكنك أن تستخدمها في أي وقت، وإذا قمت بتصميم اللعبة بالشكل الصحيح وحاولت أن تضمن نجاحها، فتأكد بأنك ستحقق الغرض المطلوب من عملية التعلم، بل إن المتعلمين سيرغب جميعهم في الاستمرار معك، والتعلم بهذه الطريقة الممتعة.

معاذ يوسف

مؤسس ورئيس حالي لفريق ثقافي محلي، قمت بكتابة رواية لكنها لم تنشر بعد.

أضف تعليق

15 + 14 =