التعامل مع المتعصبين من الأمور التي نواجهها كل يوم ونحن الآن في عصر لا نواجه فيه التعصب الكروي المحلي فحسب بل نواجه أيضًا التعصب الكروي الدولي حيث أصبح لكل شخص فريق محلي وآخر عالمي، لاعب محلي وآخر عالمي، ولا يحق لك انتقاد أي فريق من الفرق التي يشجعها ولا يحق لك الحديث عن أداء لاعب محلي يحبه أو عالمي، ليس انتقاد الأداء في الملعب فحسب بل الحديث عن كل ما يخص هذا النادي أو التعامل معه، لذلك سنتحدث في السطور التالية عن التعصب الكروي وكيفية التخلص منه ومن مضايقات الأشخاص المتعصبين كرويًا:
استكشف هذه المقالة
كيفية التعامل مع المتعصبين
لا ريب أن الاحتكاك بالمتعصبين بشكل يومي شيئًا ضروريًا لابد منه ولا يوجد أي مخرج لتفاديه أو تجنبه، لذلك يجب أن يكون التعامل مع المتعصبين بالشكل اللائق لأن كل متعصب له طريقته وأسلوبه في التعبير عن حبه الجنوني الجارف لناديه ولاعبه المفضل لدرجة كراهية مشجعي الفرق المنافسة وكراهية منتقدين اللاعبين الذين يفضلهم، لذلك عليك أن تفهم كيف تتعامل مع المتعصبين كرويًا على اختلاف أذواقهم وطوائفهم، وسنتحدث في العناصر التالية عن أنواع المتعصبين على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وأساليبهم وكيف تتعامل معهم.
جره إلى الحديث بموضوعية
هناك نوع من المتعصبين وهو أفضل نوع وأخف نوع من تجده صبيحة كل مباراة أو عقبها مباشرة يقف ليفخم ويهوّل من إنجازات ناديه ويقوم بالتقليل والتحقير من شأن النادي الآخر ولاعبيه ويقع في فخ التعميم والكلام العاطفي الانفعالي دون الموضوعية والعقلانية في الحديث والتعامل مع المتعصبين من هذا النوع بسيط، فإن كنت من مشجعي النادي المنافس لناديه قم بتنبيهه أنه لا يتحدث بموضوعية أولاً ليكن رد فعلك هادئًا تجاهه، قم أولاً بامتداح أداء ناديه، قم بالتركيز ع الجوانب الإيجابية التي قام بها اللاعبين المفضلين لديه، قم بإبراز الجوانب السلبية في ناديك أنت وقم بالتحدث عن الأخطاء التي وقع فيها اللاعبين الذين يلعبون في النادي الذي تشجعه، هكذا سيجد الشخص أن التشجيع ليس معناه التعصب الأعمى، بل التشجيع الواعي يعني أن تحب فوز ناديك وتكره خسارته لكن هذا لا يعني التغاضي عن أخطائه، أو تهويل وتكبير إنجازاته حتى وإن كانت صغيرة أو وهمية.
إفهامه أن هذه لعبة
هناك نوع آخر من المتعصبين من يقوم بتقديس اللعب في ذاته وتقديس النادي وتقديس اللاعبين رافضًا أي تقليل من شأنهم وهذا من حقه لأنه بالطبع وصل لمرحلة متقدمة من الغباء ولا يمكن إقناعه بعكس ذلك ولكن المشكلة كلها تكمن في أنه يريد أيضًا أن يجعلك أنت نفسك تؤمن بهذا، والحقيقة أن تقديس الأندية الكروية هذا شيء سخيف ولا ينبغي أن تناقشه أصلا مع شخص يمتلك هذه العقلية السطحية، عليك أن تفهمه أن هذه لعبة وأنك لا تعامل هذه اللعبة بكل هذا الإجلال والتقديس وأنك فقط تستمتع باللعب وتستمتع بمشاهدة فريق معين وتحب أن يفوز هذا الفريق إن كان يستحق وإن لم يكن فالعدالة أن يفوز أكثر الفرق استحقاقًا واجتهادًا، هذا كل ما في الأمر، ولا تحب أن يحدثك بوجهة نظر التقديس هذه بل عن أن الأمر لعبة فحسب، هذه هي أفضل طريقة من طرق التعامل مع المتعصبين الكرويين الذين يقدسون اللعبة واللاعبين.
أخبره أنك منتمي للنادي لا مشجع
هناك من يرى فيك التجسيد الحي للفريق الذي تشجعه بالتالي يقوم بمحاسبتك على كل خطأ يخطئ فيه النادي بأكمله سواء كان إدارة أم لاعبين أم حتى أعضاء، بل إن الجمهور نفسه إن قام بالخطأ، ويا ويلك إن كان هذا النادي من النوع الذي يمنى بالكثير من الهزائم ولا يكون من الأندية التي تفوز باستمرار.. مع كل هزيمة ستجده يأتي ليخبرك كم أن ناديك لا يجيد اللعب ولا يدري أن تشجعه لماذا لأنه فريق لا يمنى إلا بالهزائم ولا يفوز على الإطلاق ومن الأفضل لك ترك تشجيعه وتشجيع فريق آخر يفوز باستمرار ويحرز الانتصارات ويقتنص الكؤوس والدروس والبطولات، وبالطبع أفضل طريقة للتعامل مع المتعصبين من هذا النوع أن تخبره بأنك لا تهتم إن كان فريقك يفوز أم لا، أو يحرز البطولات أم لا، لأنك منتمي إليه لا تشجعه من أجل أن يفوز فحسب بل أن تحبه وتحب الانتماء إليه لكن لا يهمك مدى فنية أداءه وقدر البطولات التي يقتنصها أو الأهداف التي يحرزها أو مدى مهارية لاعبيه، وأنك لا تهتم بما يقول على الإطلاق، هناك بالطبع من لا يقتنع، حاول أن تكون حاسمًا معه إن استلزم الأمر.
موافقته على طول الخط
التعامل مع المتعصبين الذي يحاول فقط إقناعك بأن فريقه أفضل فريق في الدنيا وأن فريقك المنافس أسوأ فريق في التاريخ تعامل صعب جدًا وبسيط وطريف، ستقوم فقط بموافقته، فحسب ستقوم بتأييده على كل كلمة يقولها.. وهو رغم أن ذلك سيكون انتصار له أنه قام بإقناعك هكذا بسهولة، سهولة مريبة في الواقع، فإنه سيجعله حتى يكف عنك ولن يكون شخصًا مُلحًا بأي شكل، سيعرف أن محاولة مضايقتك بتعييرك بناديك الذي تشجعه لا تجدي نفعًا بالتالي سيكف عنك في الحال.
هدد بقطع علاقتك مع هذا الشخص إلى الأبد
هناك نوع من المتعصبين يخرجون من مجرد التعصب الأعمى والحب الجارف غير الواعي أو العقلاني لأنديتهم لمحاولة الانتقاص من المشجعين حتى ولا يجد غضاضة في أن يسبك أو يقلل منك أو يحقر من شأنك أو يضايقك أو يهينك من أجل أن يثبت حبه لناديه، التعامل مع المتعصبين من هذا النوع يجب أن يتم بطريقة واحدة لا ثاني لها وهي أن تقوم بقطع علاقتك به بعد إنذاره لأكثر من مرة فإن كررها ولم يستمع لتهديداتك قم بقطع علاقتك به بالفعل، قطع علاقتك بهذا النوع من الأشخاص مكسب وليس خسارة على الإطلاق.
ذم التعصب بشكل عام
التعصب من الأمور التي لا يمكن تخيلها حيث تجعل الإنسان أصم وأبكم وأعمى في رأسه فكرة واحدة وعاطفة شديدة تسيطر على أفعاله وتصرفاته وتجعله لا يتورع عن التعدي اللفظي بل والبدني أحيانًا على المخالفين له في الفكر، وهؤلاء موجودين في التعصب الكروي والتعصب السياسي والتعصب الديني والتعصب الأيديولوجي وفي سائر أنواع الانتماءات والتحزبات، يوجد أشخاص مستعدين حتى للعنف تجاه المخالفين لهم، وهذه بالطبع من أسوأ الأمور التي يمكن أن يقودنا إليها التعصب، والتعامل مع المتعصبين بشكل عام من أكثر الأفعال إرهاقًا على جميع المستويات.
التعصب في الرأي أو موقف لا يمكن إقناعه
بالطبع لا نسعى لإقناع بعضنا البعض بآرائنا ولكن نسعى لخلق مناخ صحي يعبر فيه الجميع عن آرائهم بلا خوف أو قلق، لذلك يجب أن تقوم بالنقاش مع شخص متعصب حول إمكانية قبوله لك كما تقوم أنت بقبوله لأن هذا هو المكسب الحقيقي وغاية التعايش، تفهمه أنك لا تريد إقناعه، بل ستقبله حتى بفكره المخالف لك لأن هذا واجبك تجاهه.
خاتمة
التعصب من أسوأ النقائص البشرية ولا ريب أنها رذيلة كبيرة لا تقل عن رذيلة الكذب والغش والخداع وغيرها، لذلك يجب أن نكف عنها وننطلق إلى رحابة الحب والتعايش والسلام بين الناس ودحر ما يمكن أن يعكر صفو هذا السلام والتعايش.
أضف تعليق