تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » كيف تكتسب مهارة التعامل مع المبغضين بطرق بسيطة؟

كيف تكتسب مهارة التعامل مع المبغضين بطرق بسيطة؟

التعامل مع المبغضين ضمن أكثر الأمور التي تحير البعض أحيانًا، حيث أن الإنسان يصاب بنوع من اللغط في كيفية التصرف في ظل وجود كراهية موجه له من أشخاص آخرين.

التعامل مع المبغضين

التعامل مع المبغضين أمر في غاية التعقيد والإحراج. وهناك العديد من ردود الفعل الغير متوقعة. ومن يبغض يحاول أن يستفز الشخص الأخر، ويجعله يتعامل بعصبية معه ليصل الأمر إلى عراك وشد وجذب. أيضًا المبغضين قد يكونوا في صورة حاسدين أو حاقدين يحاولون أن يدبروا للشخص المكائد لغرض الإضرار به. في كل هذه الحالات لن يليق بالشخص المحترم أن يحتك بطريقة جسدية أو عصبية مع أحد هؤلاء المبغضين، ولكن في المقابل يجب التعامل معهم، لأن لو تُرك لهم المجال من حيث إصدار الأفعال الكريهة بطريقة مفتوحة سيكونون بمثابة شوكة في الحلق. لأنهم سيسببون الأذى للشخص أينما كانوا في مكان واحد مع الشخص نفسه.

لا تكن ساذج

حتى يصل الشخص للمعادلة الصعبة في التعامل مع المبغضين يجب ألا يكون ساذجًا. يجب أن يفهم من يكرهه، أن يكون له ردة فعل ويستطيع أن يرد على كل ما يقدمه الأخر من أفعال كراهية. السذاجة هي أن تعتقد أن الشخص المبغض طيب، أو أنه لا يستحق التعامل معه بصورة حاسمة. ولكن المشكلة في هذا الموقف أنه سلبي. والمبغضين يفهمون المواقف السلبية على أنها خوف. ولذلك لا يجب أن يتخذ الشخص الطبيعي موقف يضعه في مظهر الجبان.

التعامل مع المبغضين يحتاج تجاهل

من زاوية أخرى لا يجب أن يقع الشخص المحترم في الشرك الذي ينصبه له الكاره أو المبغض. هذا الشرك هو الاستفزاز. فالشخص الناجح دومًا يمتلك النصيب الأكبر من الكارهين، لأن الخاسرين لا يحاولون النجاح بل يقاومون الناجحين. لأن انتقاد الغير أسهل بكثير من الاجتهاد في سبيل النجاح. ومن هذا المنطلق، الشخص الناجح هو الشخص الأكثر حاجة إلى التعامل مع المبغضين لكثرتهم في حياته. ومن أفضل طرق التعامل مع انتقاد الكارهين لك من حولك هو أن تغلق أذنيك وتبتسم ابتسامة ثقة في نفسك. ربما يكون الكلام سهلًا ولكن هناك طرق جيدة وعملية للتجاهل.

اشغل نفسك عن الكراهية

من أفضل طرق التعامل مع المبغضين هي ألا تفكر فيمن يبغضك. ولكن هذا الأمر عمليًا يُعد صعب. فالأسئلة ستدور في ذهن أي الشخص عن لماذا يكرهونه؟ أو كيف سيرد هذه الإهانة؟ أو إحساس الكراهية الذي يُزرع نتيجة الكراهية الموجهة. كلها مشاكل نفسية تحتاج إلى إلهاء شديد. لذلك لا يجب أن يترك الإنسان نفسه كصيد سهل في شرك هذه الأفكار. بل يجب أن يحاول دائمًا الهروب عن طريق فعل شيء مفيد وممتع ويستطيع أن ينتشله من هذه الدوامات النفسية.

ركز في العمل

اجعل عملك هو أولوياتك وليس رأي الآخرين فيك. سواء الرأي الإيجابي أو الرأي السلبي. لا تلتفت لأي من الرأيين، بل اجتهد في حياتك أو هدفك أو عملك. وكلما اجتهدت كلما تطورت، وكلما وجدت مقاومة وكراهية. في هذا الوقت ركز أكثر على نجاحك، لأن النجاح هو الرمح الذي ينطلق داخل قلوب المبغضين. فكلما كان الشخص يبغضك ويراك تنجح، كلما كان ذلك أذى نفسي ورد شديد اللهجة. ستجعل الناس من حوله ينتقدون انتقاده لك.

اجعل الكراهية هي وقود نجاحك

كلما كان هناك أشخاص يكرهونك ويريدون مشاكلتك. ففي الحقيقة هذا هو أفضل شيء من الممكن أن يمتلكه الشخص الناجح. لأن هذه الكراهية تتحول لحافز بناء داخل الشخصية الناجحة. حتى يصير النجاح هو أبلغ رد من الممكن أن يكمم أفواه الكارهين.

لا تحاول بناء جسور

التعامل مع المبغضين لا يجب أن يكون مبني على تقديم تنازلات من ناحيتك فقط. لأن من يبغضك لن يكن لك خيرًا أبدًا ولن يبني بينك وبينه جسر. بل هو فقط يريد أن يخدعك. لذلك لا تقدم تنازلات ولا تعتذر ولا تلتفت من الأساس إلى شخص يكرهك. لأن أول رد فعل ستجده إن حاولت بناء جسور معه سيكون الاستهزاء بك. وسيعتبر مد يدك له بالسلام هزيمة لك وسيتجبر أكثر وسيحاول أن يؤذيك بالكلمات أكثر. لذلك لا تبني أنت جسور مع من يكرهك. خصوصًا لو كان يكرهك لسبب غير معلوم أو مبرر. بل هو مجرد شخص لا يعرفك وبات يقاومك. لكن إن وجدت أحدهم يحاول أن يتقرب منك بجدية وحق، فلا تنفره. وتقبله ولا تحمله عبئ الاعتذار، بل تعامل كأن شيء لم يكن.

التعامل مع المبغضين بعدم محاولة إسعاد جميع الناس

لا يمكن أبدًا أن يكسب الشخص محبة وثقة وسعادة جميع الناس، فالأمر يعد مستحيل. لأن كل الناس مختلفين في وجهة النظر. لذلك لو وجدت في نفسك اهتمام برؤية الجميع من حولك سعداء، فيجب أن تدرك خطأ تلك الفكرة، ومن الأفضل أن تتخلى عنها. وتقتنع أنه ليس عليك الالتفات لأحد سواك. فلو هناك من يحبك، فهذا جيد لك وبناء. ولو هناك من يكرهك تجاهله بكل بساطة. لكن لا تحاول أن تغير وجهة نظر من يكرهونك وتجعلهم يحبونك لأن هذا لن يحدث. فالذي يكرهك سيظل يكرهك. وكلما حاولت أن تكسبه سيكرهك وسيتجبر عليك أكثر. لذلك لا تسعى لأن تكسب محبة الجميع.

لا تجعلهم يستفزونك

من أهم اهتمامات الكارهين هو أن تصبح مثلهم. شخص سيء وعصبي وانتقامي. مسئوليتك الشخصية في التعامل مع المبغضين أن تكتشف مثل هؤلاء النوعيات من البشر. وتفهم جيدًا أنك لو قررت المناقشة معهم أو تحتك بهم، فهم نجحوا في جذبك نحو الطين. وسيبدئون في تلويثك بالعنف لتبدأ أنت تفكر بعنف. ولذلك لو وجدت شخص مثل هذا فلا تخف منه، لكن في نفس الوقت لا تنجرف فيما يريدك أن تقع فيه. لا تجعل نفسك بلطجي. هو يريد أن يخرج أسوء ما فيك حتى يراه الجميع. ومن ثم يسخر ويقول لهم، “هذا هو الشخص الجيد الذي تحترمونه”. لذلك افطن جيدًا لمثل هذه الألاعيب.

تعامل مع الشخص الكبير

لو زاد تأثير الكراهية من أحد الأشخاص عليك، ووجدت أن الأمر أصبح مبالغ فيه. فيجب هنا أن تتعامل مع شخص كبير قادر على التحكم في الشخص الذي يبغضك. التعامل مع المبغضين بطريقة مباشرة ربما سيضعك في مشكلة. ولكن لو عرضت مشكلتك عند شخص حيادي وحكيم، يستطيع أن يجعل هذا الشخص يهدأ ولا يتعرض لك، فهذا الحل يعتبر مثالي. لأن الشخص الكبير سيكون التهديد الأقرب لهذا الشخص، في كل مرة يفكر أن يتعرض لك فيها.

واجه من يكرهك دون خوف

لو وجدت أحد يكرهك ويتمادى في الأذى بصورة مستفزة. حينها لن يفيد التجاهل. بل التعامل مع المبغضين في حالة التمادي يجب أن يكون من خلال المواجهة. من الممكن أن تواجهه بنفسك، أو تحضر أشخاص قادرين على السيطرة عليه وترهيبه، أو التقدم ببلاغ في قسم الشرطة لو كان لديك شهود، أو واجهه وجهًا لوجه دون خوف وضع عينك في عينه وقل له أنك لا تخاف منه. ولا تعبأ أو تحمل حساب للذي سيحدث بعد ذلك، لأن هذه الحالة تتطلب البتر. فالذي يتمادى عليك سيتمادى على أسرتك فيما بعد وهذا غير مقبول بالمرة.

اتركهم بكبرياء

قد تكون في مكان ما ويصدف أن في نفس المكان أشخاص يكرهونك، وأنت تعلم أنهم يكرهونك. في مثل هذا الموقف لو كان القصد من الوجود في هذا المكان غير هام وضروري بشكل كبير لك، فيجب عليك أن تترك المكان فورًا، ولا تجلس مع من يبغضك في مكان واحد. لأنك قد لا تسلم من كلمات مهينة تُقال بطريقة غير مباشرة في حقك من مثل هؤلاء الناس. ولو قال لك أحدهم لماذا تذهب وتترك المكان، فقل بكل كبرياء “هناك أشخاص لا أريد أن أتعامل معهم في هذا المكان”. دون أن تقول اسم الشخص. بهذه الطريقة سترسل رسالة إلى الجميع أنك في غنى عن أي شيء يرتبط بأشخاص مثل هؤلاء.

لا تنتقم بالعنف

الانتقام ليس هو الحل المثالي، التعامل مع المبغضين يحتاج هدوء، ولا يحتاج انتقام. فلو كان من يبغضك قد وجه لك إساءة أو إهانة، أو كان سبب في خسارة شيء. فليس من الذكاء أن تتعامل معه بالمثل. ثانيًا، الانتقام المباشر ليس هو الحل الوحيد، فهناك انتقام ولكن بطريقة ذكية. وهذه الطريقة الذكية يجب أن تبتعد عن العنف. وأكبر دليل على هذه النقطة، هي الحروب السياسية الدولية، التي يتعامل من خلالها السياسيين بطرق خبيثة جدًا، قد تظهر في العلن أنها محبة. ولكن في الباطن هي عبارة عن تكتيكات لهزيمة الدول الأخرى. لأن العنف سيجرك أنت نحو الدناءة. سيجعل منك شخص غير مرموق بالنسبة لمن يراك وهذا ما يريد أن يصل له من يبغضك.

كون صدقات جديدة

الصداقات الحقيقية تعالج ما يدمره الكارهين في الناس. لذلك لا يجب أن يقف الشخص عند من يكرهه ويعتقد أنه شخص مكروه. فالحقيقة هي أن هناك أكثر من سبعة مليارات إنسان على وجه كوكب الأرض، فلو كان من يكرهوك في هذه الأرض 5 أشخاص، ففي المقابل هناك المليارات من الممكن أن يصيروا أصدقاءك. محبة الآخرين لك تعد دافع قوي يدعمك خلال التعامل مع المبغضين. فعندما يكون بجانبك من يحبك، لن تلتفت لمن يكرهك. ببساطة لأن لديك الشبع العاطفي من خلال وجود الأصدقاء والمحبين من حولك. أيضًا وجود الأحباب دافع شديد للنجاح. حيث أن التشجيع يخلق بداخل الإنسان أفكار إيجابية وثقة في النفس، قد تغير من سلوكه وعمله لنحو أفضل وأنجح.

مارس رياضات قتالية

الرياضات القتالية ستفرغ أي غضب في داخلك في صورة مجهود شاق. لذلك لن تضطر أن تختزن في داخلك أي مشاعر سلبية تجاه الذين يبغضونك. لأنك ببساطة تخرج هذه الطاقة السلبية في صورة تمارين شاقة، أو في صورة ضرب للمنافس الأخر في إطار قوانين الرياضة القتالية. هذا بجانب أن الرياضة القتالية تكون تهديد مناسب لمن يحاول أن يحتك بك دون أن تلجأ للتعامل معه من الأساس. فبمجرد أن ينتشر خبر إجادتك لأحد الرياضات القتالية، تنال احترام الناس، والمهابة من المبغضين.

ختام

التعامل مع المبغضين عمل ذكي جدًا، ويحتاج إلى عقلية ناضجة، وردود فعل سريعة. لذلك لا تتسرع في ردود الأفعال مع مثل هؤلاء الناس. ولا تتعامل معهم بالمثل بل اجعل لك شخصيتك المميزة التي تتعالى عن جميع الأحقاد. ولا تنتظر تغير النفسيات للأفضل، بل امضي في طريقك نحو النجاح مستعينًا بالأشخاص الذين يحبونك ويقدرون وجودك في حياتهم.

أيمن سليمان

كاتب وروائي، يعشق منهج التجريب في الكتابة الروائية، فاز ببعض الجوائز المحلية في القصة القصيرة، له ثلاث كتب منشورة، هُم "ألم النبي (رواية)، وإنها أنثى ولا تقتل (رواية)، والكلاب لا تموت (مجموعة قصص)".

أضف تعليق

5 × 4 =