تعتبر التصاقات الحوض من المشكلات التي يتم التعامل معها كمشكلة بسيطة في بعض الحالات، وفي الحالات الأخرى لا يتهاون بها؛ وإنما يتم التعامل معها كمشكلة كبيرة. والسبب في ذلك هو أنها تختلف وتتفاوت في درجتها وأعراضها؛ كما أنها من الممكن أن تسبب مشكلة بسيطة في بعض الأوقات؛ وفي أوقات أخرى قد ينتج عنها كارثة صحية كبيرة. وتعني الالتصاقات التصاق عضو بعضو آخر؛ مما يؤثر سلبا على عضو ثالث؛ وهي عبارة عن شبكة عنكبوتية من الأحزمة الليفية التي تلصق أعضاء الحوض بعضها ببعض، كالرحم والأنابيب وعنق الرحم.
استكشف هذه المقالة
أسباب التصاقات الحوض
السبب الأول لمشكلة التصاقات هو أن هناك عضو يمد يد العون بالأوعية إلى عضو آخر يعاني من مشكلة ما؛ وينتج ذلك عن العمليات الجراحية؛ سواء عن طريق المنظار أو فتح البطن؛ وأكثرها عمليات الولادة القيصرية. وتزيد احتمالية الإصابة بتلك الالتصاقات إذا لم يتبع الطبيب أسس الجراحة الميكروسكوبية أثناء قيامه بالعملية؛ وهي تقنية عالية في الجراحة تعمل على الحفاظ على الخلايا التي يتم الفتح من خلالها؛ سواء كان ذلك عن طريق الجراحة التقليدية أو المنظار. كذلك تتعرض المرأة للإصابة بتلك الالتصاقات في حال لو قام الطبيب الجراح بقطع الأوعية الدموية عن كثير من الأعضاء داخل التجويف البطني؛ ومن ثم إيقافها عن العمل؛ أو إذا تلوث الجرح أثناء أو بعد إجراء الجراحة.
السبب الثاني لمشكلة التصاقات الحوض هو الإفرازات والالتهابات المهبلية؛ وهي من الأسباب الشائعة للغاية لحدوث هذه الالتصاقات. والسبب الرئيسي وراء الإصابة بالالتهابات وزيادة الإفرازات المهبلية هو إهمال نظافة منطقة المهبل أو عدم اتباع الطرق الصحيحة لتنظيفها. وينصح بالحرص على تجفيف المنطقة بشكل جيد، وبشكل دائم؛ فإذا كنت قد استخدمت المياه لتوك على هذا المكان، فيفضل عدم وضع الملابس عليه حتى يتم جفافه بالكلية. كذلك ليس من الجيد ارتداء الملابس الضيقة؛ خاصة في درجات الحرارة العالية، أو ارتداء الملابس التي يدخل في صناعتها مادة النايلون؛ ذلك أن النايلون هي مادة كيميائية تتفاعل مع المهبل بشكل كبير للغاية، مما يؤدي إلى إفرازات مهبلية نتيجة الفطريات والبكتيريا؛ لذا فمن الأفضل اختيار الملابس القطنية الفضفاضة حفاظا على صحة هذا المكان. كذلك من الضروري استخدام مناديل نظيفة معقمة في تجفيف وتنظيف هذا المكان.
ولا نغفل الآثار السيئة لاستخدام بعض المواد غير المناسبة للمكان بهدف الترطيب؛ مثل بودرة التلك؛ لأن هذه البودرة تؤدي إلى تهيج منطقة المهبل. وقد تتعجبين، سيدتي المرأة، من أنه من الأشياء المسببة لالتهابات المهبل، وبالتالي حدوث التصاقات الحوض التي نتحدث عنها، استخدام ما يسمونه بالجيل الطبي؛ ويرجع السبب في ذلك إلى احتواء هذا الجيل على الكثير من المواد الحافظة الضارة بمنطقة المهبل. ويمكن الاستعاضة عن استخدام هذا الجيل ببعض الزيوت الطبيعية المناسبة لهذا المكان؛ مثل زيت عباد الشمس؛ بشرط أن يكون كامل النقاء. ومن الشائع لدى الكثير من السيدات استخدام مواد لتنظيف المهبل كالخل واللبن والأعشاب؛ بل وأنواع الغسول المنتشرة في الصيدليات؛ الأمر الذي يسبب تهيجا شديدا والتهابات غير طبيعية بالمهبل. ولتعلمي، عزيزتي المرأة، أن المهبل ينظف نفسه بنفسه، وأنه ليست هناك حاجة على الإطلاق إلى استخدام أي من تلك المواد الضارة.
وكون منطقة المهبل حساسة للغاية، فمن أكثر ما يؤذيها استخدام اللوف بهدف التنظيف، خاصة إن كان ذلك يتم بعنف وقوة. وأيضا تعتبر الحمامات العامة الموجودة بأماكن مثل الفنادق والمدارس والمطاعم ودور العبادة وأماكن العمل وغيرها، تعتبر أماكن نشر للبكتيريا والفطريات، لذا يفضل الحد من استخدام مثل تلك الحمامات، وتوخي الحذر الشديد عند استخدامها؛ إذا اقتضت الضرورة ذلك.
أما عن السبب الثالث لمشكلة التصاقات الحوض التي نتحدث عنها، فهو إصابة المرأة بالتهابات البطانة المهاجرة، التي عادة ما تسببها التهابات المهبل والإفرازات المهبلية؛ فالالتهابات المهبلية تلك لا تقف ساكنة مكانها، وإنما تنتقل في كثير من الأحيان إلى بطانة الرحم أو حتى إلى قناتي فالوب. كذلك تحدث التصاقات الحوض بسبب إصابة عضو آخر بمنطقة الحوض بالالتهابات؛ فقد تحدث بالأمعاء أو القولون أو المرارة أو غيرها. وعلى ذكر المرارة والأمعاء يجب الإشارة إلى أن التهابات التي قد تحدث بالزائدة الدودية، الموجودة في بداية الأمعاء الغليظة، أو التهابات المرارة، أو حتى حصواتها، من الممكن أن تسبب جميعا الالتصاقات. ثم تأتي حمى النفاس لتمثل السبب الرابع من أسباب الإصابة بتلك الالتصاقات، التصاقات الحوض.
لمن تحدث الالتصاقات؟
من الوارد أن تحدث التصاقات الحوض لجميع السيدات، سواء من قامت منهن بعمل عملية جراحية سابقا أم لا. ويستوي في ذلك من خضعن للعملية عن طريق فتح البريتون، وهو الغشاء التجويفي للبطن من الداخل، سواء كانت العملية قد تمت بالفتح التقليدي أو بالمنظار. أما بالنسبة لمن لم يسبق لها الخضوع لأية جراحات بالبطن، فقد يرجع السبب في هذه الحالة إلى كون المرأة لديها حساسية عالية للالتصاقات أو بسبب دخول ميكروب عن طريق المهبل إلى عنق الرحم والرحم وبطانة الرحم وحول الرحم عن طريق الأنابيب، ومنها إلى البريتون؛ ذلك أن طبيعة البريتون بجسم المرأة أنه مفتوح على الهواء الخارجي.
أعراض التصاقات الحوض
تعلن التصاقات الحوض عن نفسها عن طريق مجموعة من الأعراض؛ والتي يتصدرها شعور المرأة بآلام عنيفة مستمرة غير معروفة الهوية ولا السبب بمنطقة الحوض والبطن والظهر، وآلام في وقت الطمث؛ هذا غير انسداد الأمعاء، وتأخر الإنجاب. والحقيقة أن التصاقات الحوض تلك تؤخر الإنجاب وتسبب ما يسمى بالعقم المؤقت لعدة أسباب؛ فهي إما تسد قنوات فالوب، سواء من الأطراف أو من التجويف الداخلي لها، وإما أن تسد عنق الرحم، وإما أن تشغل حيزا من الرحم نفسه أو حتى تسده بالكامل. ومع وجود أي من هذه المشاكل، يستحيل حدوث الحمل حتى يتم التخلص نهائيا من تلك الالتصاقات.
أعراض الالتصاقات بعد العملية
في الحقيقة أنه على الرغم من أن الالتصاقات تحدث بنسبة كبيرة بعد إجراء العمليات الجراحية مباشرة، إلا أنه هناك الكثير ممن يتعرضوا لهذه الالتصاقات دون الشعور بأي أعراض. وتظل التصاقات الحوض موجودة لسنوات وسنوات دون أي مشكلة من أي نوع. وقد تظهر آلام في منطقة الحوض والبطن بعد مرور سنوات وإجراء أكثر من عملية جراحية؛ الأمر الذي يزيد منها؛ كما أن هذه الآلام قد يشعر بها المريض بعد إجراء العملية مباشرة.
أنواع التصاقات الحوض
هناك درجات عدة للالتصاقات التي تحدث داخل التجويف الرحمي أو خارجه بمنطقة الحوض، حسب شدتها؛ فهناك التصاقات بسيطة يكفي استخدام منظار الرحم لفكها والتخلص منها؛ وهناك التصاقات عنيفة تشبه الحجر بحيث تؤدي إلى إغلاق تجويف الرحم بالكامل؛ في حال كانت داخل الرحم، أو تتسبب في تجمد الأعضاء بالحوض بعضها ببعض؛ في حال كانت خارج الرحم. ولا يمكن معالجة هذا النوع من التصاقات الحوض إلا عن طريق الجراحة بالمنظار، سواء منظار الرحم أو منظار البطن.
مراحل تشخيص التصاقات الحوض
في البداية يقوم الطبيب بتشخيص المرض بناء على طبيعة حياة المرأة وأسلوب عنايتها بنظافتها الشخصية ومعرفة ما إذا كانت قد أجري لها عمليات جراحية من ذي قبل. والحق أن السيدة التي تهمل العناية الشخصية بمنطقة المهبل كثيرا ما تتعرض للالتهابات التي يصف الطبيب لعلاجها في كل مرة تصاب فيها أشكالا عديدة من الأدوية؛ والمدهش أن ذلك العلاج يؤدي بدوره إلى حدوث التصاقات الحوض والرحم. وقد يعتمد التشخيص على بعض الأعراض التي تحدث للمريضة كنزول دم الطمث على هيئة نقاط خفيفة أو عدم نزول دم من الأساس؛ مما يعني عدم نزول بطانة الرحم بشكل دوري. كذلك قد يشير حدوث الإجهاض المتكرر إلى وجود الالتصاقات. وفي هذه الحالة يقوم الطبيب بالتشخيص اعتمادا على الفحص ومعرفة تاريخ إصابة هذه المرأة بالالتهابات. فإن تبين من الفحص أن المرأة تعاني مثلا من التهاب مزمن بعنق الرحم أو ببطانة الرحم أو انتقال بعض الأعضاء من مكانها، كالمبايض، أو ميل الرحم لناحية من البطن دون الأخرى، فإن ذلك علامة على كونها مصابة بالالتصاقات.
ويتم التأكد من وجود التصاقات خارج الرحم عن طريق أشعة الصبغة؛ ذلك لأن الموجات الصوتية وحدها لا تستطيع تشخيص التصاقات الرحم، لأن البطانة تكون رخوة والالتصاقات تكون أحيانا خفيفة؛ وبالتالي غير ظاهرة عبر الموجات الصوتية. وفي نفس جلسة الفحص قد يستخدم الطبيب المنظار، الذي يعد الوسيلة الأمثل والأدق للكشف عن الالتصاقات. ويعد المنظار الرحمي التشخيصي من الوسائل المتقدمة في الكشف عن مثل تلك الأمراض؛ والذي يتم دون الحاجة إلى إحداث جراحة أو فتحات بالبطن. ولا يسبب هذا المنظار أية آلام وقت استخدامه، كون حجمه لا يتعدى حجم أنبوب قلم الحبر، وكون الطبيب يستخدم معه مخدر موضعي أو مخدر نصفي أو تخدير كلي خفيف. إذن الخلاصة أن الطبيب يبدأ بالفحص الروتيني العادي، ثم السونار لتشخيص التصاقات الحوض والرحم، ثم أشعة الصبغة أو المنظار الرحمي.
علاج التصاقات الحوض بالطرق الحديثة
من الطرق المتبعة لعلاج التصاقات الحوض والبطن، بل والوقاية منها، وضع سوائل معينة بداخل البطن، وتسمى بالكوكتيل البريتوني، بعد الانتهاء من إجراء أي عملية جراحية. وقد مر هذا الكوكتيل البريتوني بعدة مراحل على مدار السنوات؛ فقد تمت صناعته بمواد تمنع الالتصاقات ومواد أخرى تمنع النزيف، بل وبعضها صنع من مواد تصنع نوعا من أنواع السيولة؛ هذا غير أنه قد يصنع من مادة تشبه العسل ومن درجات متفاوتة من السكريات العالية، وهناك ما يسمى كذلك بالصمغ الطبي الذي يستخدم في نفس الغرض.
علاج التصاقات الحوض بالأعشاب
هناك بعض الطرق الطبيعية التي يمكن من خلالها التخلص من التصاقات الحوض وآلامها. ومن هذه الطرق خلط كمية من حب الرشاد مع العسل الأبيض وتناوله بعد إجراء العمليات الجراحية. ولا يفضل على الإطلاق الإكثار من حب الرشاد؛ فإن له أضرار على الجهاز الهضمي في حين تناوله بكثرة.
أشعة الصبغة لعلاج التصاقات الرحم
يعتبر استخدام أشعة الصبغة لعلاج التصاقات الحوض هو نوع من أنواع العمليات البسيطة التي، مع بساطتها، لا تناسب إلا لمن تتوفر بهن مجموعة من الشروط؛ وتشمل خلو المرأة تماما من الأمراض والالتهابات، واختيار عمل الأشعة في ميعاد مناسب للسيدة، وإجراء هذه العملية في مكان معقم بالكامل، وأهمية أن يقوم بالعملية طبيب متخصص في النساء والتوليد؛ على أن يكون ذو خبرة عالية ليعرف مدى تقبل الرحم للصبغة، إلى أن يصل لتشخيص حقيقي، واستخدام التخدير الموضعي عند حقن الصبغة؛ إضافة إلى استخدام شاشة حتى لا تؤدي عدم الرؤية إلى حقن الصبغة بشكل أكثر من اللازم. وتظهر الأشعة بالصبغة صورة كاملة للتجويف الرحمي لتحديد مكان تواجد الالتصاقات أو الانسدادات حتى يتم التعامل معها. ومما يميز أشعة الصبغة أنها لا تستخدم فقط للكشف عن الالتصاقات، وإنما تعمل كذلك في كثير من الأحيان على تفكيك وإذابة الالتصاقات والتخلص منها نهائيا؛ وذلك في حال لو كانت تلك الالتصاقات خفيفة.
التصاقات الحوض وتأخر الحمل
يشبه الرحم في شكله ثمرة الكمثرى، ويفترشه من الداخل ما يسمى بالبطانة الرحمية التي تكون متقاربة من بعضها في غير الحمل. ومع التغيرات الهرمونية التي تحدث قبيل فترة الطمث تنسلخ هذه البطانة من الرحم لتنزل مع الطمث، ثم تتجدد ثانية انتظارا للدروة المقبلة. وإن حدث وخضعت المرأة لجراحة كالولادة القيصرية أو استئصال الأورام الليفية أو عمليات الكحت أو تركيب اللولب أو أي جراحات قريبة من الرحم وتسبب ذلك في التهاب داخل التجويف الرحمي فقد يؤدي ذلك إلى حدوث التهاب شديد بالبطانة الرحمية؛ الأمر الذي يؤدي بطبيعة الحال إلى حدوث صديد. ومع تكون الصديد، تتكون مادة لزجة تسبب مجموعة من التكيسات والالتصاقات التي تؤدي إلى التصاق التجويف الرحمي. ويساعد في اكتشاف الالتصاقات داخل الرحم أشعة الصبغة التي يتم حقنها عن طريق عنق الرحم، ومن ثم أخذ صورة للرحم لرؤية ما إذا كانت هناك تعرجات بداخله أو كان حجم التجويف صغير أو كان الجزء الأعظم منه مسدودا؛ مما يعني أن هناك شبكة عنكبوتية من الالتصاقات قد أخذت جزءا من مساحة تجويف الرحم.
والمرأة المصابة بالتصاقات الرحم يحدث معها أحد أمرين؛ إما أن يحدث الحمل بالفعل، لكن دون أن يكتمل، فيحدث الإجهاض أو الإجهاض المتكرر أو الولادة المبكرة؛ لأن الالتصاقات تستحوذ على المكان الذي من المفترض أن ينمو فيه الجنين ويكبر حجمه، وإما أن تؤدي الالتصاقات إلى منع الحمل نهائيا؛ سواء كان حملا طبيعيا أو عن طريق الحقن المجهري. ولذا يفضل عمل فحص لتجويف الرحم ومعرفة ما إذا كان هناك تاريخ مرضي للمرأة قبل الشروع في عملية الحقن المجهري. فإذا كانت المرأة تعاني من التصاقات رحمية عنيفة تمنع الحمل، فلا يمكن أن يحدث الحمل إلا بإزالة هذا السبب. وتعتمد هذه العملية في الأساس على المنظار الرحمي، بيد أن الطبيب قد يلجأ في بعض الحالات إلى استخدام منظار البطن أو حتى فتح البطن.
وعملية الحمل الطبيعي تتم بأن يقوم المبيض بإنتاج بويضة في كل دورة طمث؛ والتي تخرج منه إلى الحوض ثم يلتقطها الأنبوب على جانب الرحم. وتلتقي البويضة بالحيوان المنوي داخل هذا الأنبوب وليس داخل الرحم نفسه، وبعد إتمام عملية الإخصاب تنزل البويضة إلى الرحم لتكمل دورة نموها وتطورها داخل الأرض الخصبة المتمثلة في بطانة الرحم. وإن حدث وكانت هناك مشكلة ما في أي من هذه الأجزاء بأن كانت مسدودة بتكيسات أو التصاقات أو التهابات أو أورام ليفية أو كانت بطانة الرحم مهاجرة وغير صالحة لنمو الجنين، إن كانت هناك أيا من هذه المشاكل، لا يمكن أن يحدث الحمل مطلقا. ويمكن للطبيب بمنتهى السهولة التعامل مع أي التصاقات أو انسدادات من أي نوع؛ مما يجعل عملية الحمل تتم بشكل طبيعي ودون اللجوء إلى الحقن المجهري.
التصاقات الحوض وأطفال الأنابيب
تعد عملية أطفال الأنابيب من الوسائل التي يلجأ لها الطبيب في حال كانت هناك مشكلة ما تعيق حدوث الحمل الطبيعي. وهناك العديد من المشاكل التي تدفع بالطبيب إلى سلوك هذا الطريق؛ أهمها مشكلة التصاقات الحوض. وتتم عملية زرع الأطفال عن طريق الأنابيب بإعطاء الأم بعض المنشطات حتى يتم إنتاج البويضات، ثم يتم سحب البويضات خارج الجسم بعملية بسيطة، وبعدها تؤخذ للفحص في المعمل لاختيار الجيد منها، ومن ثم يتم تلقيحها بحوالي من 1000 إلى 1500 حيوان منوي؛ بحيث يوضعوا جنبا إلى جنب في وعاء يشتمل على مواد تحافظ على حياة كلا من البويضة والحيوانات المنوية، ثم تتم متابعة عملية الإخصاب أولا بأول. وبمجرد أن يلاحظ الطبيب إتمام عملية التخصيب لأي من البويضات التي تجرى عليها العملية، يقوم بنقلها إلى حضانة أخرى لمدة من 3 إلى 5 أيام؛ على أن يتم بعدها حقنها برحم المرأة لتتم عملية تكوين الجنين ونموه. ولا يتدخل الطبيب في عملية التلقيح بالمعمل، بل يترك كلا من البويضة والحيوانات المنوية لتتم عملية الإخصاب دون أية تدخلات.
التصاقات الحوض والحقن المجهري
عمليات الحقن المجهري والتلقيح الصناعي هي أيضا من وسائل المساعدة على الإنجاب. ومن المؤسف أن هناك العديد من الأطباء الذين يقومون بمحاولات ومحاولات لعملية الحقن المجهري للمرأة التي لم يتسنى لها الحمل بشكل طبيعي حتى الآن، ولا يكلف نفسه عناء إلقاء نظرة على التجويف الرحمي لمعرفة إن كان يسمح في الأساس لتكوين هذا الجنين ونموه أم لا؛ الأمر الذي حتما يصيب هذه المرأة بالإحباط الشديد، بل وفقد الأمل في بعض الأحيان في أن يكون لها طفل يوما ما؛ وذلك لأنها لا تعرف أنها تعاني من التصاقات الحوض والرحم؛ وهي مشكلة يسهل حلها، ويمكن إتمام عملية الإنجاب بعدها.
وعند إجراء عملية الحقن المجهري لامرأة فوق الأربعين، يفضل فحص الجنين قبل زراعته تحت الميكروسكوب؛ لمعرفة ما إذا كان جنينا سليما أو كان يعاني من أي من الأمراض الجسمانية أو العقلية، كالبله المنغولي والتخلف العقلي، ومعرفة إن كان ذكرا أم أنثى؛ فيما يعرف بتحديد جنس المولود، وفحص الكروموزومات للجنين قبل زراعته. أما بالنسبة للسيدات ذوات السن الصغيرة، فإن احتمالية حدوث تشوهات للجنين تكون أقل بكثير. ولأن الرجل طرف لا يمكن إهماله في عملية التلقيح الصناعي والحقن المجهري، وجبت الإشارة إلى أن سن الرجل لا يحدث فارقا كبيرا في النتيجة؛ فكبر سن الرجل لا يؤدي إلى فشل العملية، وهذا عكس المرأة.
وتفرق السمنة والتدخين مع كلا الجنسين؛ ذلك أن السمنة في كثير من الأحيان تسبب تكيسات على المبيضين، وبالتالي تعيق عملية الحمل. وكما أن الحمل الطبيعي يتوقف على معدل السمنة لدى المرأة، فكذا تقل احتمالية نجاح عملية الحقن المجهري للمرأة التي تعاني من السمنة. وحتى وإن حدث الحمل بنجاح، فغالبا ما تعاني هذه المرأة طيلة فترة الحمل من مرض السكري والضغط وغيره؛ بل وفي الغالب ينتهي الحال بالإجهاض. إذن من أحد أهم أسباب الإجهاض المتكرر هو السمنة المرتبطة بالسكري.
كذلك تؤثر السمنة عند الرجل في نسبة الخصوبة لديه؛ فالرجل البدين بشكل مفرط لديه حيوانات منوية ضعيفة؛ وكذلك الرجل شديد النحافة يعاني من حيوانات منوية غير جيدة الحركة. إذن لا تقل النحافة المفرطة ضررا عن السمنة المفرطة. ولا تتعدي نسبة نجاح عمليات الحقن المجهري نسبة 40% فقط لا غير؛ ومن يدعي غير ذلك فهو أفاك أفاق. وعمليات الحقن المجهري ليست بالشيء الحديث المعجز في وقتنا الحالي؛ بل هي تقنية مكتشفة ومعمول بها من حوالي 15 إلى 20 عاما؛ وكل ما هنالك أنها أصبحت تجرى بتقنيات ووسائل تكنولوجية حديثة للغاية، مما أدى إلى حدوث طفرة كبيرة في هذا المجال.
ونختتم كلامنا بأهمية المتابعة مع الطبيب بعد إجراء أي من العمليات الجراحية؛ وخاصة الولادة القيصرية؛ وذلك حتى يتم التخلص من أي التصاقات قبل أن يتفاقم الأمر ويصبح أكثر صعوبة.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق