يعدد التسمم الغذائي عند الحامل أحد المشكلات الصحية الخطيرة التي قد تتعرض لها أثناء الحمل، وخصوصا لأن مناعة المرأة تنخفض في هذه الفترة، ولا بد من علاج التسمم الغذائي لدى الحامل في أسرع وقت فإن مخاطره تتعدى المرأة الحامل وتصل إلى جنينها، وفي هذا المقال سوف نتعرف على أعراض التسمم الغذائي عند الحوامل وأسبابه والطرق الطبيعية التي تساهم في علاجه.
استكشف هذه المقالة
أعراض التسمم الغذائي عند الحامل
من أهم الأعراض هو القيء الشديد والمستمر بدرجة ملحوظة ويختلف عن القيء الطبيعي الذي يعد من أعراض الحمل الطبيعية، وكذلك الإسهال الشديد والذي يصاحبه آلام شديدة وتقلصات في المعدة، وأيضا حدوث تشنجات في الجسم قد تكون مستمرة أو متقطعة أي تعاني منها الحامل على فترات، وكذلك فمن أعراضه شدة الشعور بالعطش وجفاف الحلق الشديد الذي ينتج عنه الإكثار من شرب الماء، بالإضافة إلى الصداع المستمر والحمى، علاوة على البراز المصحوب بدم والشعور بحرقة المعدة، وكذلك انخفاض الشهية والشعور بانتفاخ في البطن.
أسباب التسمم الغذائي عند الحامل
هناك عدة أسباب تؤدي لإصابة الحامل بالتسمم الغذائي، ومنها تناول الطعام الملوث أو الفاسد، وخصوصا الوجبات السريعة والأطعمة التي تباع في المطاعم، وكذلك عدم غسل الفواكه والخضروات وتطهيرها جيدا قبل تناولها، لأن معظمها يكون مرشوشا بالمبيدات التي تصيب الحامل بالتسمم، وأيضا من أسباب التسمم الغذائي هو تناول الأطعمة بعد انتهاء فترة الصلاحية المسموح بها، وكذلك يمكن أن تصاب الحامل بالتسمم عند تناولها لبعض الأطعمة الغير مطهوة بشكل جيد، كما أن اللحوم المصنعة والأجبان الطرية والمعلبات تعد من مسببات التسمم الغذائي بجرثومة الليستيريا، وكذلك فإن الأطعمة النصف مطبوخة أو النيئة تسبب التسمم بالسالمونيلا، وعلاوة على ذلك فإن انخفاض المناعة هو من أهم أسباب إصابة الحامل بالتسمم الغذائي.
مضاعفات التسمم الغذائي لدى الحوامل
يمكن أن تسبب الليستريا مشاكل خطيرة على المدى البعيد حيث أنها قد تؤثر على النمو العصبي للجنين، أما بكتريا الإي كولاي فإنها يمكن أن تؤدي إلى تلف الأوعية الدموية أو الإصابة بالفشل الكلوي، وبالنسبة للسالمونيلا فإن لديها القدرة على التسبب في الإصابة بالالتهاب السحائي والتهاب المفاصل وتلوث الدم بالبكتريا، كما يمكن أن يؤدي التسمم الغذائي إلى الإجهاض أو ولادة الجنين ميتا.
علاج التسمم الغذائي عند الحامل
الجفاف هو أحد أكثر المضاعفات شيوعا للتسمم الغذائي عند الحوامل وهو ينتج عن الإسهال والقيء الذي تعاني منه الحامل، ومن أجل تعويض السوائل المفقودة ينبغي عليها الإكثار من شرب السوائل وخصوصا الماء، وفي حالة القيء لا بد من شرب الماء ببطء لتجنب القيء، فمن الضروري أن تضع المرأة في اعتبارها أن الماء يمثل جزء كبير من الجسم، كما أن الماء يساعد على تطهير الجسم وتنظيفه، وبالتالي فإن شرب الماء يلعب دورا هاما في التعافي بسرعة، ولا بد من الحرص على أخذ قسط كاف من الراحة وعدم إجهاد الجسم حتى تتحسن الحالة، ومن الضروري تناول الطعام بالتدريج والبدء بالأطعمة التي يمكن هضمها بسهولة، وأيضا يجب الإكثار من الأطعمة الصحية التي تعزز الشفاء من التسمم الغذائي، والتي تشمل خل التفاح والموز والريحان والليمون والزنجبيل والثوم والعسل والكمون، حيث أن هذه الأطعمة جميعها مضادة للبكتيريا والفيروسات والفطريات، علاوة على أنها تقي من الآثار الجانبية التي قد تنتج عن التسمم، وبجانب كل هذا فلا بد للحامل أن تتوجه لزيارة طبيبها للحصول على العلاج الطبي المناسب في فترة الحمل.
علاج التسمم الغذائي عند الحامل بالأطعمة الطبيعية
خل التفاح
بفضل الخصائص المضادة للبكتريا في خل التفاح فإنه يعد علاجا فعالا لمكافحة البكتريا المسببة للأمراض التي تنتقل عن طريق الغذاء، ويستخدم في علاج التسمم الغذائي للحوامل عن طريق إضافة ملعقة من خل التفاح إلى كوب من الماء الدافيء ثم تناوله 2 – 3 مرات يوميا حتى تتحسن الحالة.
الثوم
يحتوي الثوم على خصائص مضادة للجراثيم والفيروسات ومضادة للفطريات، وبالتالي فإنه يساهم في القضاء على أسباب التسمم الغذائي، ويعمل على تخفيف الإسهال وآلام المعدة، حيث يمكن تناول 2 – 3 فصوص من الثوم يوميا لعلاج التسمم الغذائي، كما يمكن أيضا فرم بعض فصوص الثوم ومزجها مع ملعقة من العسل ثم تناولها لتخفيف أعراض التسمم.
الريحان
هو من أفضل الأعشاب المعروفة بقدرتها على قتل الجراثيم وتهدئة المعدة وتخفيف أعراض التسمم الغذائي عند الحامل ، حيث يمكن أخذ بعض من أوراق الريحان وطحنها لاستخراج العصير منها، ثم يمزج مع ملعقة من العسل ويتم تناول هذا المزيح بمعدل 3 – 4 مرات يوميا، ومن الممكن أيضا إضافة قطرة من زيت الريحان إلى كوب من الماء الدافيء ثم تناوله عدة مرات يوميا.
عصير الليمون
يتميز عصير الليمون بمحتواه الغني من مضادات الأكسدة القوية التي تساهم في شفاء الجسم من التسمم الغذائي، كما أنه يقضي على الجراثيم والبكتريا المسببة للتسمم، يتم عصر نصف ليمونة في نصف كوب من الماء الدافيء ويضاف لها ملعقة من العسل ثم يتم تناوله، ويمكن شرب هذا العصير 2 – 3 مرات يوميا للحد من أعراض التسمم وتخفيفها.
الزنجبيل والعسل
يعد الزنجبيل من العلاجات الشائعة للعديد من الأمراض والمشكلات الصحية، حيث يحتوي الزنجبيل على مركب يسمى جينجيرول والذي يعرف بخصائصه المضادة للميكروبات مما يساهم في محاربة الأمراض التي تنتقل عن طريق تناول الطعام الملوث، كما أن إضافة العسل إلى الزنجبيل يضاعف من تأثيراته، فهو يمتاز بخصائص مضادة للميكروبات ويعمل على تسريع الشفاء، يضاف نصف ملعقة من الزنجبيل إلى كوب من الماء، ويترك ليغلي على النار لمدة 5 دقائق، وبعد ذلك يترك ليبرد قليلا ثم يضاف له ملعقة من العسل ويتم تناوله، وينصح بتناوله 3 مرات يوميا حتى يتم الشفاء من التسمم الغذائي.
نصائح للوقاية من التسمم الغذائي عند الحامل
هناك بعض الإرشادات التي يجب على الحامل إتباعها لحمايتها من الإصابة بالتسمم الغذائي، حيث ينبغي عليها التأكد من تاريخ الصلاحية المدون على جميع الأطعمة قبل شرائها واستخدامها، وكذلك ينبغي عليها أن تحرص على طهي الأطعمة جيدا وخصوصا اللحوم وكذلك لا بد عليها أن تتأكد من نضج البيض جيدا قبل تناوله، كما ينبغي تجنب تناول الأطعمة من خارج المنزل سواء عن طريق تناول الأطعمة السريعة أو تناول الطعام في المطاعم، ولا بد أيضا أن تبتعد الحامل تماما عن الأطعمة المصنعة والمجمدة والمعلبات أو الأطعمة المدخنة فهي تسبب الكثير من الأضرار الغذائية وليس التسمم فقط، ويجب على الحامل كذلك أن تبتعد عن الحيوانات الأليفة أثناء الحامل لتجنب الإصابة بالعدوى والميكروبات، كما يجب على الحامل غسل الخضروات والفواكه جيدا قبل تناولها وتطهيرها للقضاء على الميكروبات، وأيضا ينبغي عليها غسل يديها باستمرار وخصوصا قبل إعداد الطعام وقبل تناوله.
التسمم الغذائي عند الحامل يمثل أحد المشكلات الصحية الخطرة التي تضر بالحامل وبصحة جنينها ، ولذا لا بد أن تحرص الحامل على تجنب هذه المشكلة بإتباع النصائح والإرشادات الصحية، مثل غسل الفواكه والخضروات جيدا وغسل اليدين قبل الأكل وقبل طبخ الطعام، وأيضا يجب الابتعاد عن الأطعمة المصنعة والأطعمة الجاهزة، كما يجب الحرص على طبخ الطعام جيدا والتأكد من نضجه تماما قبل تناوله.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق