يرغب كثير من الناس في التخلص من الوزغ (البرص) الذي ينتشر بكثرة في المنازل ولكنهم يفشلون في التخلص منه نهائياً، والوزغ مثل باقي الحشرات الضارة التي يُستحب قتلها، وقد أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقتله والتخلص منه وحث على ذلك في أحاديث كثيرة، والحشرات المنزلية الضارة بالإنسان كثيرة فمنها الذباب والبعوض والنمل والصراصير والبق والفئران والبراغيث والقمل والوزغ أو البرص، ويختلف كل نوع من هذه الحشرات في الأضرار التي يسببها للإنسان، كما تختلف أيضاً في صفاتها وطرق التخلص منها، ويتناول هذا المقال نبذة مختصرة عن طبيعة الوزغ أو البرص، وأهم الأضرار التي يسببها وجود الوزغ في البيت، وأهم الوسائل التي تساعد في طرد الوزغ من البيت نهائيا.
دليل التخلص من الوزغ بشكل نهائي
ما هو الوزغ؟
يرغب الناس في التخلص من الوزغ أو ما يعرف بالبُرص وهو نوع من الزواحف تختلف أشكالها وألوانها حسب البيئة التي تعيش فيها، ومنها ما يسكن البيوت أو الغابات -وخاصة الاستوائية منها- ومرتفعات الجبال والصحاري، وقد أثبتت الحفريات أن الوزغ معروف على الأرض منذ أكثر من مائة مليون سنة، وهذا يدل على أن الأوزاغ عاصرت كثيرا من الحيوانات المنقرضة مثل الديناصورات وغيرها، وأنواع الوزغ كثيرة جدا وقد تصل إلى 1450 نوعاً، وتختلف هذه الأنواع في صفاتها فمنها ما يمكنه تسلق الجدران والأسقف ومنها عديم الأرجل الذي يعتمد على الزحف ولا يستطيع تسلق الجدران، ومعظم أنواع الوزغ يستريح نهارا وينشط باحثاً عن طعامه خلال الليل مع حلول الظلام، ويتميز الوزغ بقدرته على تطوير نفسه ليتلاءم مع البيئة التي يعيش فيها؛ حيث يمكنه أن يتخلص من ذيله إذا كان يسبب له إعاقة أو يمثل خطراً عليه أمام بعض الحيوانات المفترسة ثم ينمو الذيل مرة أخرى، وعند التخلص من الوزغ كذلك إذا لم تصبه الضربة جيدا وأصابت ذيله أو بطنه لا يتأثر بذلك ويعمل على تجديد الذيل مرة أخرى، كل ذلك بالرغم من الأهمية الكبيرة التي يمثلها الذيل للوزغ؛ حيث أنه يعتبر مخزنا للدهون التي يحتاج إلى حرقها عند التعرض لفاقة أو العجز عن الحصول على الطعام بالإضافة إلى أنه يمثل أداة لضبط توازنه عند تسلق الأشجار وغير ذلك، وتتميز عيون الوزغ بقدرتها على الرؤية في الظلام والضوء الخافت، كما يمكنها السير على الأسطح بصورة مقلوبة بما تمتلكه من أصابع سميكة ذات ملمس لزج وتجاويف دموية أسفل القدم مغطاة بالشعيرات الدقيقة التي تساعدها على الالتصاق بالأسطح والجدران، وبالرغم من أن التخلص من الوزغ يفقدنا أهمية كبيرة له؛ حيث أنه يتغذى على افتراس الحشرات الصغيرة كالصراصير والذباب والجراد والبعوض والعناكب والديدان، بل يصل الأمر أحيانا مع بعض أنواع الوزغ إلى تناول بعض العقارب أو الفئران الصغيرة أو الأوزاغ الصغيرة الضعيفة التي تعجز عن الدفاع عن نفسها.
أضرار وجود الوزغ في البيت
الوزغ أو البرص هو حشرة من الزواحف السامة التي تعيش في المنازل وتبيض وتتكاثر في الجحور والشقوق والأماكن المهجورة، وقد تعددت الأوامر والأحاديث من أجل التخلص من الوزغ وقتلها بسبب خطورتها وكثرة الأمراض التي تسببها للإنسان، بل يزيد الأجر لمَن يتمكن من قتلها من الضربة الأولى، وكما أوضحنا سابقا فإن الوزغ يتغذى على أنواع مختلفة من الحشرات والديدان التي تعدُّ وسطاً فعالاً ومناسبا للأمراض المستوطنة، وبالتالي فإن تلك الأمراض تنتقل إلى الوزغ ليحملها كوسيط إلى البشر أو البيئة المحيطة به، وفيما يلي أهم الأضرار التي يسببها الوزغ للإنسان:
- نقل الأمراض المعوية: تحمل الأوزاغ الكثير من الطفيليات المرضية والديدان الدبوسية، وبالرغم من عدم ظهور الأثر المرضي لها على الوزغ إلا أنها تنتقل منها وتؤثر على صحة الإنسان، فنجد بعض العلامات والأعراض مثل التقيؤ وفقدان الشهية مع ظهور بيض الديدان الدبوسية في البراز وحدوث الحكة الشرجية.
- بكتريا السالمونيلا: وهو من أخطر الأمراض التي ينقلها الوزغ للإنسان دون أن يتأثر بها ؛ ومن هنا جاءت الأوامر بضرورة التخلص من الوزغ والقضاء عليه أو طرده من المنزل، وهذا النوع من البكتريا تتسبب في كثير من الأمراض للإنسان والحيوان، ومن أخطرها الحمى والنزلات المعوية، وقد تتحول إلى مرضٍ مزمنٍ، ويكون الخطر أشد عن إصابة الأطفال أو الكبار في السن بسبب ضعف الجهاز المناعي لديهم، ولهذا الميكروب خطورة أكبر إذا انتقل إلى الكبد والطحال حيث يتخطى إلى الأمعاء ويهاجم جدرانها بالإضافة على الأوعية اللمفاوية وهنا تحدث نزلة معوية حادة أو حمى التيفود سواء المزمنة أو الحادة وكلاهما يمثل خطرا على حياة المصاب، وقد أجريت العديد من التجارب في جامعة براون بأمريكا وكذلك الجمعية البيئية الأمريكية وقد ثبت أن الأوزاغ تحتوي على عشرة أنواع من بكتريا السالمونيلا الضارة بصحة الإنسان.
- عدوى الجهاز التنفسي: يجب التخلص من الوزغ إذا كان في المنزل؛ لأنه ينقل إلى الإنسان كثيرا من أمراض الجهاز التنفسي، ومن أشهر الطفيليات التي تصاب بها الأوزاغ طفيل البنتاستوميدا والتي تعمل على تآكل أنسجة الجيوب الأنفية مما يصيب الإنسان بالعدوى وإصابة الإنسان بالتهابات في الجيوب الأنفية وصعوبة في التنفس.
- التوتر والضيق: لا شك أن وجود الوزغ في البيت يسبب كثيرا من التوتر والقلق لسكان المنزل وخاصة الأطفال والنساء؛ حيث يشعر الكثير منهم بقشعريرة واشمئزاز عند رؤية الوزغ وكذلك النفور من منظره، بل يصل الأمر لدى الكثير منهم إلى درجة الخوف والرعب من شكله خاصة إذا كان كبير الحجم؛ ومن هنا يحدث القلق إلى أن يتم التخلص من الوزغ وقتله أو إخراجه من المنزل نهائيا.
- تلوث المفروشات: تعتبر المخلفات التي يتركها الوزغ كالبراز أو القيء وغير ذلك أحد الأسباب التي تؤدي إلى الضيق والقلق من وجوده في المنزل؛ لأنه يسبب تلوثا للمفروشات والأثاث في المنزل، كما يمكن ملاحظة تلك المخلفات بسهولة، ولا يستطيع أحد إنكار ما تحمله من عدوى وبكتريا أو طفيليات ضارة بصحة الإنسان.
أهم الوسائل لطرد الوزغ من البيت
يتسبب الوزغ في إصابة الإنسان بكثير من الأمراض سواء المعوية أو التنفسية أو غير ذلك؛ ومن هنا وجب التخلص من الوزغ أو قتله، فهو من الحشرات التي تضع بيضها وتخفيه في أماكن يصعب الوصول إليها، وبالتالي تتكاثر وتحمل معها الكثير من الأمراض الضارة بصحة الإنسان كما أسلفنا، وفيما يلي أهم الطرق النافعة في طرد الوزغ نهائياً من البيت:
- قشر البيض: ينصح البعض بنشر بعض قشور البيض في أماكن متفرقة من المنزل وخاصة في الأماكن التي يتواجد فيها الوزغ؛ حيث يظن الوزغ أنه بيض الثعابين فيهرب من المنزل نهائياً؛ وذلك لأن الثعابين تعد أشد أعدائها، وبالتالي يلجأ إلى الهروب من المنزل إذا رأى قشور البيض خوفا من وجود الثعابين به.
- العطور النفاذة: من أجل التخلص من الوزغ يمكنك استخدام العطور ذات الرائحة النفاذة؛ حيث أثبتت تلك الطريقة فعاليتها في طرد الوزغ أو البرص من المنزل؛ لأنه يصاب بالاختناق بعد استنشاق تلك الروائح، وبالتالي فإن رش العطور النفاذة في الغرف أو المنزل يعمل على طرد الوزغ منه نهائياً.
- يعجز كثير من الناس عن الإمساك بالوزغ لقتله أو اللحاق به بسبب سرعته وخفة حركته التي يتميز بها؛ لذلك ينصح برش الوزغ بمحلول نشا الملابس ليعمل على إبطاء حركته وإعاقة سرعته وبالتالي يمكن التخلص من الوزغ بسهولة أو الإمساك به وقتله وتخليص المنزل من خطورته والأمراض التي يتسبب فيها.
- الزعفران: يمكن استخدام مغلي الزعفران لطرد الأوزاغ من المنزل، وذلك من خلال غلي كمية من الماء مع الزعفران مع إحكام غلق الإناء جيداً، وبعد ذلك يتم وضع الإناء مكشوفا في مكان تواجد الأوزاغ؛ حتى ينتشر بخار ورائحة الزعفران لتملأ المكان مع مراعاة فتح إحدى النوافذ ليخرج منها الوزغ؛ وذلك لأن الوزغ يكره رائحة الزعفران.
- الشيح: يعتبر الشيح من النباتات التي تتميز برائحتها النفاذة القوية التي يمكنها طرد الوزغ من المنزل وغيره من الحشرات الضارة بالإنسان، ومن أجل التخلص من الوزغ وطرده من المنزل باستخدام الشيح يمكن لف بعض الشيح في قطعة من القماش الرقيق وتعليقها في أماكن مرور الأوزاغ وعند فتحات النوافذ والأبواب.
- زيت السيارات المحروق: يكره الوزغ المواد ذات الروائح النفاذة؛ لذلك فإن دهن الشبابيك أو الأماكن التي يمر منها الوزغ بزيوت السيارات المحروقة تطرده من المنزل وتمنعه من الدخول إليه مرة أخرى؛ وذلك لأن زيوت السيارات المحروقة تنبعث منها رائحة قوية نفاذة تعمل على طرد الوزغ من البيت بصورة نهائية.
- البخور: إن تبخير المنزل لمدة عشر دقائق بالبخور وخاصة بخور اللبان والمستكة وحب الرشاد، حيث تعمل رائحة هذا البخور على طرد الوزغ من البيت نهائيا؛ لأنه يكره تلك الروائح القوية فيضطر للهرب من المنزل أو الاختناق الذي يؤدي إلى الموت.
- الفلفل الحار: من الطرق المجربة في التخلص من الوزغ هي طحن الفلفل الحار وتبخير المنزل به؛ حيث تنبعث منه رائحة شديدة جداً تعمل على قتل الوزغ أو طرده من المنزل نهائيا.
- الطارد بالأعشاب: توجد بعض المنتجات التي تباع لدى العطارين أو بائعي المبيدات الحشرية وتسمى “الطارد بالأعشاب” وهي مجموعة من الأعشاب التي تتميز برائحتها النفاذة التي تطرد جميع الحشرات والهوام من المنزل وتمنع دخولها؛ لذلك ينصح بلف بعض تلك الأحجار أو الأعشاب بخرقة من القماش الرقيق ووضعها في الأماكن التي يتواجد فيها الوزغ وبالتالي يمكن التخلص منه وطرده من المنزل.
- مبيد الحشرات: يمكن استخدام مبيدات الحشرات من أجل التخلص من الوزغ وطرده من المنزل أو قتله؛ حيث يتميز هذا السائل برائحة نفاذة خانقة قد تقتل الوزغ أو تصيبه بالاختناق أو على الأقل طرده من المنزل هربا من تلك الرائحة.
- الفخ: يمكن شراء بعض الفخاخ الخاصة بالقبض على الوزغ وهي مثل فخاخ الفئران، حيث توضع تلك الفخاخ في أماكن مرور الوزغ وعند الإمساك بها يتم التخلص منها أو قتلها خارج المنزل.
إن قتل الوزغ سنة دعا إليها رسول الله؛ وذلك لضمان وقاية الإنسان وأهله من الأمراض الكثيرة التي يتسبب فيها الوزغ أو البرص، وقد وصفه النبي بأنه “فيوسق” للدلالة على أضرار وجوده في المنزل وخطورته الشديدة على أهله، كما تذكر بعض الروايات أن الوزغ كان ينفخ في النار التي أشعلها الكفار لإحراق سيدنا إبراهيم بالرغم من أن جميع الدواب والهوام الأخرى كانت تحاول إطفاءها؛ لذلك أمرنا النبي محمد بضرورة التخلص من الوزغ وقتله من الضربة الأولى لننال الأجر الأكبر، ويرى البعض أن الوزغ من مسترقات السمع التي يستخدمها الجن في معرفة أخبار البشر، وأياً كان السبب فللوزغ أضرار كثيرة على صحة الإنسان تستدعي التخلص منه وقتله أو على الأقل طرده من المنزل، وقد تناول هذا المقال نبذة مختصرة عن طبيعة الوزغ، ثم أضراره الصحية على الإنسان، وأهم الوسائل التي تساعد في طرد الوزغ أو البرص من البيت.