تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » التخلص من الفضول : كيف تتخلص من شعورك الدائم بالفضول ؟

التخلص من الفضول : كيف تتخلص من شعورك الدائم بالفضول ؟

الفضول صفة سيئة جدًا في أي كان، لكن هناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الفضول تجاه كل ما يحيط بهم، لهؤلاء نقدم وصفة التخلص من الفضول .

التخلص من الفضول

إذا كان فضولك هو أحد الأشياء المميزة لشخصيتك، فإن التخلص من الفضول يجب أن يكون أحد أول الأشياء التي تبحث عنها وتحاول تحقيقها كل يوم. نحن لا نتحدث هنا عن ذلك الفضول الجيد الذي يضيف شيئا للبشرية، وإنما نتحدث عن ذلك الفضول الذي يدفعك لتفحص ما يحاول الناس إخفاءه من أمور حياتية أو شخصية أو غير ذلك. الفضول ليس فقط أحد طرق اقتحام حياة الآخرين وكشف أسرارهم دون رغبة منهم، بل هو أيضا أحد أكبر الأسباب التي تزرع الضغينة والمشاعر السيئة بين الأشخاص. الفقرات القادمة من المقال ستكون مخصصة لإخبارك عن أخطار الفضول وما الذي يمكن أن يؤدي إليه. وسيخبرك أيضا عن كيفية التخلص من الفضول السيئ. وأخيرا سيحاول إخبارك كيف تستخدم فضولك هذا في شيء مفيد سيحبك الناس عليه بدلا من أن يكرهوك عليه. فقط تابع وربما أفادك هذا المقال بشيء.

وصفة سحرية من أجل التخلص من الفضول

ما هو الفضول؟

أول شيء سنتحدث عنه هو تعريف الفضول ومحاولة التفريق بينه وبين بعض التعريفات الأخرى كالشغف أو الاستمتاع بحل الألغاز. الفضول يتلخص معناه في أنه محاولة معرفة شيء من الصعب معرفته أو الوصول إليه. ويكون الفضول سيئا عندما يتعلق بأغراض الناس الشخصية وحياتهم وما إلى ذلك. بينما يكون مفيدا عندما تستعمل الفضول كوقود للنهل من منابع العلم ومحاولة استخراج الطرق الجديدة لتحسين كفاءة عملك مثلا أو تعلم شيء جديد، وهذا أحيانا ما يطلق عليه الشغف. ويكون مفيدا أيضا عندما نستعمله في حل الألغاز التي قد تختلف من موضوع إلى آخر، فقد تكون مسألة رياضية وقد تكون جريمة بوليسية. كل هذه المحاولات المختلفة هي طريقة من طرق التعبير عن الفضول، ولكن الطريقة الأولى هي السبب الأول الذي نكتب المقال من أجله، وهي السبب الذي سيجعلك ترغب في التخلص من الفضول السيئ هذا.

لماذا قد ترغب في التخلص من الفضول السيئ؟

كما أوضحنا سابقا، الفضول السيئ هو ذلك الذي يجعلك تقحم أنفك فيما لا يعنيك، وهو الذي يجعلك تتطلع على أسرار وعورات الناس دون أدنى حق أو مراعاة لحقوقهم. ولهذا الفضول السيئ مساوئ وأضرار جمة عليك وعلى المجتمع ككل كذلك. بعض هذه الأضرار سنجملها في النقاط التالية:

انعدام الثقة

أول تأثير سيء سيطالك نتيجة فضولك على حياة الناس هو انعدام ثقتهم فيك. ليس فقط هذا الشخص الذي قمت باقتحام خصوصيته، وإنما كل شخص آخر سمع وعرف عن اقتحامك هذا. فهم سيكونون على قناعة بأن ما جعلك تفعل هذا مع أحد آخر يعني أنه لا رادع لك لكي تفعل ذلك معهم مثلا. وبناءا على هذا سيتعامل الجميع معك بحذر ولن تكون موضع أسرار أو ثقة أحدهم إلا بعد عناء. وحتى بعد هذا العناء سيظل ذلك الشخص متوجسا منك وعلى حذر خائف مما يمكن أن تفعله به. هل هذه هي الطريق التي تريد أن تتعامل بها مع الآخرين حقا؟

كشف المستور

فضولك وتطفلك على أسرار غيرك قد يكشف أمرا يحاول هؤلاء الآخرون إخفاءه –وهذا حق مكفول لكل شخص في الوجود- ربما كان هذا الأمر محرجا أو مؤلما أو شخصيا أو أيا كان ماهيته. عندما تحاول اقتحام تلك الأشياء بفضولك فأنت قد تتسبب في إحراج أو إخافة ذلك الشخص، وقد تجعله بمعرفتك هذه أقل ثقة في نفسه أو أقل حبا لذاته بعد أن انكشف ما كان يحاول إخفاءه عن الناس. هذا سيخلق شخصا ناقما عليك لأنك كنت السبب فيما وصل إليه، وربما دفعه هذا إلى محاولة رد الأذى إليك إذا كان هذا الأمر مقبولا بالنسبة إليه. فسارع إذا في التخلص من الفضول الذي يدفعك لمثل هذه الأفعال قبل أن ينقلب الأمر عليك.

إيذاء المجتمع

كشفك لستر وأسرار هؤلاء الآخرين الذي يتسبب في اهتزاز ثقتهم أو ابتعادهم عن الأشخاص الآخرين، بالإضافة إلى مساهمتك في انعدام الثقة بين الناس، هي الأسباب التي تجعلك طرفا في إيذاء المجتمع. فالشخص الذي أذيته سيكون أقل تعاونا مع غيره وأقل قدرة على الانخراط بسهولة كما كان في السابق، وربما كلفه هذا كفائته في العمل أو الجانب الطيب الذي كان يجود به على المجتمع. وهذا يعني أن يقل المجتمع الذي نعيش فيه شخصا جيدا –وصدقني، نحن لا نملك الكثيرين من الأشخاص الجيدين حاليا لنتحمل خسارة أحدهم-. بينما انعدام الثقة سيتسبب في خلق مجتمع مفكك غير قادر على العمل سويا لعدم قدرته على الثقة في الشخص الذي بجواره. وهذا ضرره لو تعلمون عظيم.

خلق الأعداء

كلما زاد فضولك، كلما رغبت في معرفة المزيد وكلما اضطرك هذا إلى اقتحام خصوصيات أشخاص أكثر. كل اقتحام تقتحمه يخلق لك عدوا ناقما ورفقاء غاضبين وساخطين على تصرفك هذا. فانظر إذا كم اقتحام دفعك فضولك إليه وكم عدوا صنعت حتى الآن. هل تزال لا تود التخلص من الفضول السيئ هذا؟

كيفية التخلص من الفضول ؟

إذا كنت قد توصلت أخيرا إلى أهمية التخلص من الفضول السيئ وأضراره على المجتمع ككل وعليك كفرد قبل كل شيء، فإليك بعض هذه الخطوات التي قدد تساعدك في التخلص من الفضول السيئ ومحاولة السيطرة على رغبتك في معرفة الأشياء التي ليست مكشوفة لك.

فكر في أسرارك

أول شيء عليك أن تقوم به في طريق التخلص من الفضول هو أن تستحضر جميع أسرارك. كل تلك الأسرار التي لا يعرفها عنك أحدهم، أو تلك التي لا يعرفها عنك سوى المقربون جدا منك. استحضر أي أسرار تملكها سواءا كانت بسيطة أو كبيرة لا يهم، فقط كل ما تطلق أنت عليه بنفسك أنه سر يخصك أنت وحدك. هل فعلت هذا؟ حسنا إذا، كلما حاول فضولك أن يسول لك اقتحام حياة وأسرار أحدهم تذكر فورا أسرارك تلك وتذكر ماذا سيكون إحساسك إذا قام أحدهم بالاطلاع على تلك الأسرار رغما عنك. أنا على ثقة بأن المشاعر التي ستحسها ستكون كفيلة بمنعك من المضي قدما في محاولة كشف أسرار أي أحد آخر رغما عنه.

تذكر الكارما

الكارما هي لفظ مستخدم في بعض الحضارات ويعبر عن العاقبة الأخلاقية. تنص الكارما على أنك إن فعلت أشياء جيدة فسيرد لك القدر أمورا جيدة. وإذا فعلت أشياء سيئة فسيكون نصيبك هو الأشياء السيئة. ربما كانت الأسباب التي يعتنقها هؤلاء الذين يؤمنون بالكارما غيبية وليس لها أدلة مادية، ولكن حتى إذا لم يكن لها دليل مادي، فأقل شيء قد يجعلك تقتنع بالكارما هو أنك إن أذيت أحدهم فهناك احتمال كبير أن يرد لك الأذى. ففي كل الأحوال الكارما ستتحقق سواءا من القدر أو من ذلك الشخص الذي أذيته. لذلك، قبل أن تحاول إيذاء أحد باقتحام خصوصيته تذكر الكارما. وتذكر أسرارك تلك، فربما أتتك الكارما على هيئة كشف أسرارك!

انتق البيئة المحيطة

الطريقتين السابقتين كانت محاولات لتوجيهك إلى التخلص من الفضول بطرق تهديدية أو تخويفية، لكن هذه الطريقة الغرض الوحيد سيكون نابعا من داخلك وطريقة من طرق مجاهدة النفس. في هذه الخطوة سيتوجب عليك أن تجاهد فضولك وأن تحاول الحفاظ على بيئتك بأقل الأشياء التي تمكنك من كشف أسرار أحدهم رغما عنك. فمثلا سيتوجب عليك الابتعاد عن حاسوب أو هاتف أو شخصيات أحدهم مثلا إذا كان لديك اهتمام وراء بعض الأسرار التي يخفيها ذلك الشخص. لا تطلب منه هاتفه ولا حتى تحتفظ به معك إن طلب مثلا. تعامل مع هذا الأمر كأنك تتعامل مع إدمانك للمخدرات. لا أحد ينكر أن مدمن المخدرات يود إيقاف إدمانه، لكن وجود المخدرات بجواره لن تساعده إطلاقا في تحقيق ذلك الهدف. كذلك، وجود الطرق التي تساعدك في اقتحام أسرار الآخرين بجوارك لن يساعدك في التخلص من الفضول.

استغل فضولك

حقيقة أنك تقوم بمنع نفسك من التطفل على حياة الآخرين الشخصية أو اقتحام أسرارهم، ليس معناه أنك أصبحت في أمان وتمكنت من التخلص من الفضول في هذه الحالة. الفضول هو طاقة كامنة بداخلك واقتحام حياة الآخرين كان وسيلة لإخراج تلك الطاقة. ما ستكون قد حققته بالخطوات السابقة هي أنك تخلصت من الجانب السيئ من الفضول، لكن لا زال جانب الفضول نفسه موجودا، ولا زالت تلك الطاقة الكامنة موجودة وبحاجة إلى إخراجها. لذلك بدلا من التخلص من الفضول تماما، لنكتفي بالتخلص من الجانب السيئ منه ونحاول استغلال الباقي. كيف نستغل ذلك الفضول إذا؟ هو ما سنتحدث عنه في الفقرة القادمة.

كيف تستغل فضولك؟

كما بينا في بداية المقال، الفضول يوجد منه نوعان، الفضول الجيد والفضول السيئ. الخطوات السابقة نحو التخلص من الفضول كانت تتعلق حول التخلص من الفضول السيئ. الآن سنخبرك كيف تتمكن من استغلال طاقة الفضول الهائلة التي يداخلك تلك وبأفضل الطرق الممكنة والمفيدة، بل أن هذه الطرق قد تدر لك مالا حيث أنها طرق توفر لك عملا يحتاجه الآخرين منك. هل تصدق هذا؟

باحث علمي

أول شيء يميز الباحث العلمي هو فضوله الكبير وبحثه الدائم نحو إجابات للأسئلة الكثيرة التي تراود عقله. إذا قررت أن تسلك مسار العلم والتوغل في بحاره، فإنك ستكون ذا قدرة عالية في طرح الكثير من الأسئلة ومحاولة السعي الدائب وراء تلك الأسئلة للحصول على إجابات عليها. هذا السعي الدائب سيكون طريقك لاكتشافات علمية وبحوث جديدة ستجعل العالم ممتنا لك ولفضولك عوضا عن كرهه لك ولتدخلك في حياته.

عالم رياضيات

ربما كانت هذه النقطة متفرعة من مجال العلم السابق، لكن الرياضيات تتميز بأنها تحتاج عقلا جبارا وقادرا على تجريد كل الأشياء والنظر إليها بطريقة مختلفة تماما. فإذا كان فضولك من النوع القوي اللماح الذي يضمن لك كشف الأسرار المختبئة بسهولة وذكاء، فسيكون مجال الرياضيات هو المجال الأفضل لك للعمل عليه. إذا كنت من هذا النوع اللماح فحاول أن تقرأ كتابا مبسطا عن علم الرياضيات عموما وكيف يأتي العلماء فيه بنظريات واكتشافات، وأعدك أن أمرا كهذا سيرضي فضولك بشدة.

محقق خاص

إحدى الطرق للاستفادة من فضولك هي أن تعمل كمحقق خاص في القضايا الغامضة والمثيرة والتي لم يتمكن أحد من كشفها بالطرق السهلة. مثل هذه القضايا الغامضة هي أفضل ما سيشغل عقلك ويرضي طاقة الفضول الكامنة بداخلك، وسيكون المجهود المبذول في مثل هذا العمل مرضيا لفضولك وملهيا لك عن الأمور الشخصية الصغيرة التي لا تهم أحدا سوى صاحبها. وليس هذا فقط، بل هذا العمل سيجعل الناس يقومون بتعيينك خصيصا من أجل كشف بعض الأسرار لهم في جريمة معينة مثلا! أي أنه لا توجد مشاعر ضغينة ستنشأ عن مثل هذا العمل.

الصناعة

تلك المهنة لا تتعلق بالبيع والشراء فقط، بل تتعلق بطرق معرفة السوق والحالة الموجودة حاليا والموجودة سابقا وأيضا توقع ما الذي يمكن أن يحدث لاحقا. وتتعلق بإيجاد طرق جديدة ومبتكرة لبيع سلعة ما أو التنبؤ باحتياجات الناس لصنعها من أجلهم. الفضول في مجالات الصناعة والتجارة هي من الأمور الهامة لأنها أحد الأمور التي تضمن لك النجاح والتفوق فيهما. لذلك، إذا كنت فضولا كفاية فحاول أن تعتبر هذه المجالات كطريقة لعيش حياتك عوضا عن التطفل في حياة الناس.

أفنان سلطان

طالبة جامعية، أهوى القراءة واعتدت الكتابة كثيرا منذ صغري. على أعتاب التخرج ولا أدري بعد ماذا سأفعل.

أضف تعليق

عشرة + 14 =