في عالم اصبح فيه ازدياد الخريجين من أصحاب الشهادات العليا سمة بارزة فيه، بالإضافة إلى العديد من المؤهلات الأخرى، فقد اصبح في ذات الوقت البحث عن الوظيفة أمر شاق هو الآخر، ولهذا اصبح أعداد السيرة الذاتية كتاب التغطية مهارة ضرورية بالإضافة إلى الخوص في الدورات التأهيلية، لكن الأصعب من كل هذا وذاك هو ترك الوظيفة، تخيل أن تجد الوظيفة التي كنت تحلم بها ولكن بعد العمل وبناءا على بعض الظروف تصاب بخيبة أمل تدفعك إلى الاستقالة منها لتعود في دوامة البحث عن وظيفة جديدة، وهذا ما يطرح التساؤل المهم الذي جاءت المقالة للبحث عن أجوبته، ما هي الأسباب الحقيقية التي تدفع فلان من الناس إلى الانسحاب من الوظيفة ، إليك قائمة ببعض هذه الأسباب والتي يمكن أن تفيدك في تجنب بعض الأوضاع.
استكشف هذه المقالة
استخدام الألفاظ الغير مهنية
تعد الإساءات اللفظية من اهم الأسباب التي تجعل الموظف يقرر ترك العمل، والبحث عن فرصة عمل أخرى، وخاصة الموظف الجديد، الذي ما لبث أن تم تعيينه حتى ووجه بموقف أو واقعة ثار على اثرها المدير المباشر أو صاحب العمل وقام بمخاطبته بأسلوب مهين، والسبب هنا مقنع وبسيط، فمهما كانت طبيعة عمل الموظف، وبالتالي نوع الخطأ الذي ارتكبه، ومهما كانت المدة، إلا انه لا يستحق المعاملة بهذه الوسيلة، فهناك وسائل قانونية نص عليها قانونا تخل صاحب العمل اللجوء إليها لمعاقبة العامل دون الاستعانة بالإهانة التي يحتملها الجميع.
الانسحاب من الوظيفة لأن طبيعة العمل تتطلب فصل الآخرين
لعل هذا السبب كان موضوع لفيلم عالمي مشهور للمثل جورج كلوني، فوظيفته لدى شركة عالمية تتطلب منه أن يسافر عبر الفروع المختلفة للشركة ليقوم بطرد الموظفين، باختصار يمكن تشبيهه بملك الموت الخاص بالعمل، وفي الواقع قد لا يستطيع البعض أن يتحمل قيامه بفصل موظفين آخرين من العمل، خاصة إن كان بينهم من يعده زميل عمل أو صديق قديم، وأيضا إذا كان هذا الطرد غير مستحق ولا مبرر بل يعتمد على خيالات رب العمل لا اكثر ولا أقل، السبب هنا لترك العمل منطقي، أنت لا تستطيع قبول ما يحدث، وقد تحاول إقناع المدير بالعدول عن قراره ولكن لن تتمكن ولهذا تذهب إلى أن تقتنع بالاستقالة منعا للأضرار بالآخرين
ضغط العمل رهيب جدا
طبيعة العمل هي من الأسباب المتقدمة في اللائحة والتي تجعل الموظف يتقدم باستقالته، وأحيانًا حتى لو لم يجد عملا، فهناك بعض الشركات ومديريها من ينظرون إلى الحياة على أنها فقط عمل، ليس هناك مجال للترويح عن النفس ولقاء الأصدقاء، فقط العمل، بعض الموظفين قد لا يتحملوا مثل هذا الإرهاق والضغط، وبالنسبة لهم الحياة تشمل العمل واللعب والهوايات، ولهذا قد يفضلون الانسحاب من الوظيفة .
العمل ليس مستقرا كما يجب
عندما يرغب الشاب وفي بداية حياته في البحث عن العمل، فهو يبحث في الاستقرار الذي يقدمه العمل له أساسا، وهو الاستقرار النفسي والاستقرار المالي، والاستقرار الوظيفي، وهذه العوامل ستساعده على بناء المستقبل في حياته، ولهذا فإن الوظيفة التي لا تخدم الموظف ولا تقدم له هذا الاستقرار الذي يطمح فيه، لا بد أن يغادرها في اسرع وقت بحثا عن الاستقرار لدى شركة أخرى أو وظيفة، لهذا يعد هذا السبب نوعي اكثر منه ظرفي، وعلى رب العمل أن يعي هذا جيدا حتى لا يخسر الكفاءات التي لديه لعدم الشعور بالأمان والاستقرار لديه.
العلاقة المتوترة مع المدير من أسباب الانسحاب من الوظيفة
المدير هو الشخص الذي يمكن أن يحول حياتك في الشركة إلى نعيم أو يقلبها إلى جحيم، هذه الحقيقة يدركها كل موظف، فيمكنك المقارنة بين الأعباء الإضافية إلى النقد المتواصل خاصة العلني منه وبين المكافآت والمديح، لهذا فالعلاقة مع المدير المباشر أو الأعلى في الشركة دوما ما يكون أحد الأسباب المباشرة إما لترك الشركة أو الاستمرار في العمل فيها لفترات طويلة، لكن لا بد لنا من القول أن هذه العلاقة لا تكون وليدة الصدفة بل بموجب تراكمات ومواقف حتى تصل إلى تلك المرحلة.
عدم المرونة في العمل
ما نقصده هنا المعايير القاسية الواجب الالتزام بها في العمل إن كانت ترتبط بموعد دخول الشركة إلى موعد الانصراف منها، هذه المعايير إن كانت صارمة جدا فهي في النهاية ستكون الدعوة المفتوحة للموظفين لترك الشركة والبحث عن مجال عمل آخر بعيدا عن هذه الصرامة والقسوة في العمل، وقد يكون هذا السبب من الأسباب الرئيسية التي جعلت الكثير يغادرون الشركات، لهذا على المدراء إدراك أن من الأفضل أن يكون هناك مساحة للموظف ومرونة في التعامل تساعد الطرفين على التواصل لخلق بيئة مناسبة للعمل.
التأثير المباشر للعمل على الحياة الخاصة
الإنسان الطبيعي يحاول أن يجمع ما بين العمل والحياة الخاصة، بذات الوقت يستطيع أن يفصل بينهما، فالأمر الطبيعي والمنطقي انه يعمل، وبذات الوقت انه يمضي حياة طبيعية، لكن عندما يصبح العمل يتطلب ساعات أكثر مما هو مفترض، وبالتالي التضحية في الحياة الخاصة، يصبح الإنسان على مفترق طرق، البعض يستطيع أن يقرر وخاصة إن كان أعزب أن يمضي قدما في حياة العمل في نظرة إلى المستقبل، والبعض الأخر وخاصة ممن يملك عائلة ويرغب بقضاء الوقت مع الزوجة والأطفال، قد يقرر التضحية بالعمل والبحث عن وظيفة يستطيع أن يمضي من خلالها الوقت مع العائلة.
استكمال الدراسة من أسباب الانسحاب من الوظيفة
الدراسات العليا هي حلم لكل إنسان يعشق الدراسة، ولهذا حتى وان كان يعمل ويملك الوظيفة فقد يرغب باستكمال دراسته إن كان من باب تطوير مهنته وشهادته، وان كان من باب الشغف الشخصي، لكن إذا تعارضت وقت الدراسة مع العمل فماذا يستطيع أن يفعل، بعض المدراء يتفهمون هذا الوضع ويقوموا بتوفير الوقت لموظفيهم حتى يستطيعوا التخرج، البعض الأخر قد يجعل الأمر مستحيل وهو ما يضطر الموظف معه إلى التفكير في الاستقالة والتضحية لصالح الدراسة خاصة إن كان قد هيء نفسه لهذا الاحتمال.
المحسوبيات داخل الشركة
العمل يعني التطور والطموح، ولهذا يبذل الموظف الذكي الكثير من الجهد حتى يثبت نجاحه وقدراته، المر السليم في هذا التسلسل أن تدرك الإدارة هذا الأمر وان تقوم بترقية الموظف، الأمر الغير منطقي هو أن تقوم المحسوبيات بدورها وتعمل على ترقية شخص اقل كفاءة إلى منصب أعلى من الشخص الكفؤ وهو ما يخلف الشعور بالقهر والظلم. احد أسباب الانسحاب من الوظيفة .
أضف تعليق