تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » كيف تميز الحقيقي من المصطنع وتتجنب الانخداع بالمظاهر ؟

كيف تميز الحقيقي من المصطنع وتتجنب الانخداع بالمظاهر ؟

الانخداع بالمظاهر أمر يهم كل شخص ولذلك في هذا المقال نتحدث عن أسبابه ودوافعه ونتائجه وكيفية مواجهته وتمييز الحقيقي من المصطنع حتى تعرف هل كنت واعيًا أم كنت ضحية للخداع؟

الانخداع بالمظاهر

في عالم فقد ملامحه تمامًا أصبح الانخداع بالمظاهر سمته الرئيسية ولا يوجد شيء يبدو على حقيقته تمامًا مهما بلغ إحكام زيفه وخداعه فإنه ببعض الحرص على الحقيقة ستتبين أن كل شيء ليس حقيقيًا على الإطلاق بل مزيفًا ويتم تصدير صورة معينة لخداعك وتزييف الحقيقة، فكيف يمكنك التمييز بين الحقيقي والمصطنع؟ كيف يمكنك تجنب الانخداع بالمظاهر؟ وما هي المجالات التي يمكنك كشف الحقيقي من المصطنع فيها وما هي المجالات التي لا تستطيع الإيغال في محاولة الكشف عنها؟ هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال:

لماذا تعتبر الحقيقة صادمة؟

لا شك أن الحقيقة صادمة، معظم الناس يقعون في فخ الانخداع بالمظاهر لا لأنهم مغفلون ولكن لأنهم لا يستطيعون تحمل الحقيقة وعبء وطئتها، فيضطرون إلى تقبل الزيف لأن الحقيقة مؤلمة وثقيلة، وذلك أن التشبث بشيء مزيف أفضل بكثير من الاطلاع على واقع منهار وسيئ وقبيح، مثلا إذا صدقت أن كل النساء يهمهم الرجل الثري وأن المشاعر والحب والعاطفة تأتي في منزلة متأخرة، أو تتفهمي أن الرجال يولون اهتمامهم نحو المرأة الجميلة لا لجمال الروح أو الشخصية وهذا الكلام فإن هذا سيجلب على الإنسان التعاسة وهذا جانب واحد بالطبع من جوانب الحقيقة الصادمة وتتعدد الأمثلة تجاه هذا الأمر وتتشابك وتتشعب وسوف نتناول غيض من فيض منها لأن الحديث عن الانخداع بالمظاهر لا تكفيه المجلدات لذلك سيكون هذا المقال مجرد موجز عن الانخداع بالمظاهر.

إلى أي مدى يمكن أن يستمر الزيف؟

يمكن أن نقول أن الانخداع بالمظاهر هو سمة العصر الحديث وربما يعيش الإنسان ويموت ولا زال الإنسان ينخدع بالمظاهر ونحن نقرأ عن تواريخ بأكملها زيفت وظل الناس أزمنة بعد أزمنة يصدقون هذه الأحداث التاريخية ويقتنعون بها تمام الاقتناع جيلا بعد جيل ولكن يثبت زيفها وعدم صحتها بعد مئات الأعوام وهناك بالطبع الكثير من الأمور التي لم تكشف بعد وربما لن تكشف أبدًا وهذا بالطبع له علاقة بالأحداث التاريخية الكبيرة التي ربما تكون قد غيرت وجه العالم بأكمله والتي تستحوذ على اهتمام الباحثين والمنقبين عن صحتها والوقوف على الحقيقة ومحاولة استجلائها قدر الإمكان، فما بالك بالشئون اليومية الصغيرة المتعلقة بالأشخاص العاديين؟ لا ريب أن المسألة معقدة جدا لأنه من الواضح أن الزيف يمكن أن يستمر إلى الأبد والكثير من المظاهر يمكن الانخداع بها طوال الوقت، خصوصًا مع تقدم هذا الانخداع بالمظاهر وتطوره يصبح أي محاولة لكشفه مرتبكة وتتم بأيدي مرتعشة وعقلية قلقة.

إلى أي مدى يمكنك تحمل الحقيقة؟

إذا كان الانخداع بالمظاهر يمكن أن يستمر دهور كاملة فمن البديهي في هذه الحالة أن تحمل الحقيقة لا يمكن تخيله على الإطلاق ولكن ثمة أشخاص صادقون مع أنفسهم لا يحلمون بخلق واقع مثالي بقدر حرصهم على خلق واقع حقيقي وخالي من الزيف قدر الإمكان يسعون لكشف النقاب وإماطة اللثام عن الحقيقة مهما كانت مؤلمة وصادمة وطرد الزيف ومحاصرة الكذب والخداع مهما كان حلوا ومريحًا، لذلك يجب أن يتدرب الناس على رؤية الحقيقة بصبر واعتيادهم عليها لأن ذلك يخلق اتساق مع الذات ومع الواقع المحيط ومهما كان مظلما فإن ثمة راحة في الضمير بسبب معرفة الحقيقة تنتج عن ذلك وهي كافية على العموم.

لماذا يلجأ الناس إلى تزييف الواقع؟

الواقع ممل وسخيف، البشر أشخاص مملون وسخفاء، الأشكال الحقيقية تكون قبيحة، حياة الإنسان رتيبة ومفتقرة لأي إدهاش، لذلك يلجأ الناس إلى تزييف الواقع من أجل دمج الواقع بالخيال عن طريق التزييف وهذه طريقة وضيعة في الحقيقة حيث الإدهاش في حياة الإنسان يأتي من خلال الفنون وخصوصًا فنون الرواية والسينما حيث من الممكن أن تحكي حياة الإنسان مع إضافة بعض السحر الذي ينتج عنه الإدهاش والمتعة، أما أن تزيف الواقع وتقع في فخ الانخداع بالمظاهر من أجل الإدهاش والمتعة وخلق واقع أقل رتابة وملل وتجميل الحقيقة بهدف إخفاء قبحها وتدعي أن هذا هو الواقع هذا بالطبع ما لا يمكن أن يقبل على الإطلاق.

ما هي أوجه التزييف الظاهرة وكيف تميزها؟

والآن سنتحدث عن أبرز الجوانب المحسوسة عن الانخداع بالمظاهر وهي مجرد ذكر لأمثلة حيث أن الانخداع بالمظاهر أمر كبير جدا ويلزمه حديث كثير ولكننا نتحدث هنا عن الأشياء التي تختص بالأمور التي يمكننا كشفها بسهولة والتعامل معها أما الأشياء التي تستلزم سنوات من البحث وربما لن تصل لشيء أيضًا فهي قد تستلزم منا مقالات أخرى لاحقة، وإليك أبرز أمثلة الانخداع بالمظاهر وكيف تعرف الحقيقة وتتجنب الانخداع بالمظاهر:

الانخداع بالمظاهر في الشكل

فيما يختص بالنساء فإن الرجال يقعون في فخ الانخداع بالمظاهر كل يوم وكل ليلة فقد تنظر لامرأة فتراها جميلة جدا بل قمة الجمال وتشعر أن هذه المرأة جمالها طبيعي مائة بالمائة ولكن الحقيقة أن كل ما تراه هو مستحضرات تجميل ليس إلا ولكنك تدقق في الوجه فلا ترى أي أثر لمستحضرات التجميل فكيف يمكن هذا؟ الحقيقة أن مسألة تجميل الوجه هذه أصبحت تتم بشكل يجعلك تظن أن هذا الوجه طبيعي مائة بالمائة وأنه ليس هناك نقطة مكياج واحدة لمسته ولكن هناك طرق متقنة جدا لوضع العديد والعديد من طبقات الميك أب ولكن دون أن تلحظها أنت يستطيع الأشخاص المتخصصون وضعها أو حتى هناك الكثير من النساء يستطعن إجراء مثل هذه الأمور بأنفسهن لذلك عليك أن تتأكد جيدًا أنك لست مخدوعًا فيما يختص بهذه الأمور، وحتى تكتشف ذلك بنفسك قم بتشغيل بعض فيديوهات كيفية وضع المكياج على يوتيوب وستنبهر من قبل المكياج وبعد المكياج.

الانخداع بالمظاهر في الشخصية

أيضًا من الأمور التي تخدع الكثير من الناس هي شخصية من يتعامل معك، فالآن الجميع يسعى لتصدير صورة عن نفسه منافية للحقيقة ويريد أن يحمل صفات شخصية ليست فيه ويريد إثباتها أمام الناس والأفضل أن يتماهى الإنسان مع عيوبه خير له من أن يزيف حقيقته والأفضل لنا أيضًا أن نقبل الناس على عيوبها خير من أن نبحث عن أشخاص مثاليين وكي تتجنب الانخداع بالمظاهر في شخصيات الناس فهذا يأتي من خلال مراقبة حب الظهور لدى الشخص الذي أمامك، هل هو يسعى بالفعل للفت نظرك لصفات شخصية فيه ويتحدث عن هذه الصفات ويحكي مواقف تؤيدها أم لا؟ هذا هو ما يمكن كشف حقيقة الشخص الذي أمامك به.

الانخداع بالمظاهر في العمل

أحيانا تذهب للعمل في إحدى المؤسسات لتجد أن هناك شخصًا سمعته تسبقه ودائمًا ما يوصف بأنه شعلة نشاط، وأنه لا ينطفئ ولا يخمد، ولكن احذر الانخداع بالمظاهر هذا الشخص راقبه جيدًا هل يسعى لإبراز نفسه أنه يعمل جيدًا وبهمة وإخلاص وحب وتفاني وخصوصًا أمام المديرين والمسئولين أم أنه يعمل دون أن يلتفت لما وراء هذا العمل بل غايته هو إتقان العمل وإنهاؤه على أكمل وجه فحسب؟

خاتمة

الانخداع بالمظاهر هو سمة هذا العصر ولا ريب أن الحديث عنه يطول ويطول وقد سقنا إليك بعض الأمثلة التي توضحه وكيف تكشف عن الحقيقة وتطارد الزيف والكذب ولكن في البداية يجب أن تسأل نفسك هل تستطيع تحمل الحقيقة أم لا؟

محمد رشوان

أضف تعليق

اثنا عشر + ستة =