الاستعداد لرمضان من الأمور الهامة جدًا، والتي تساعدنا على الاستمتاع أكثر من المعتاد بشهر رمضان، ومحاولة الحصول على فائدة أكبر من الشهر. فالبعض يتعامل مع شهر رمضان منذ لحظة قدومه فقط، وهذا خطأ في رأيي، لأنه كلما كانت عملية الاستعداد لرمضان مبكرًا، كلما أصبحت أكثر قابلية لتحقيق الاستفادة من الشهر. ولكن كيف يمكننا الاستعداد لرمضان بأفضل طريقة ممكنة؟ وما هي الأشياء التي نحتاج إلى التركيز عليها لنفعل ذلك؟ في هذا المقال سنحاول سويًا الإجابة على هذه الأسئلة، لنبدأ معًا.
دليل الاستعداد لرمضان هذا العام
جهّز نفسك للشهر الفضيل
في الواقع أغلب الأمور المتعلقة بشهر رمضان هي أمور نفسية في المقام الأول، فكلما جهّزت نفسك وبدأت في ترويضها، ستجد أن الاستعداد لرمضان مسألة سهلة. نحن نسعى دائمًا في رمضان إلى السيطرة على أنفسنا قدر المستطاع، والتحكم في الأخطاء التي تصدر منّا أحيانًا، بحيث لا يحدث ذلك. نحن نعرف أن جزء من صيام شهر رمضان يساعدنا في تهذيب أنفسنا، فالامتناع لا يكون عن الطعام والشراب فقط، بل إنه يتضمن أشياء أكبر من ذلك، ويمتد إلى كل خطأ يمكن أن نتعرض له، كالعصبية والتعامل السيئ مع الآخرين.
لذلك يمكنك أن تبدأ من الآن بالسيطرة على هذه الأشياء، وأن تقرر الاستعداد لرمضان قبل قدومه، وأن تجدد نيّتك، وأن تفكر كيف يمكنك اغتنام هذا الشهر في التقرب إلى الله أكثر. عندما ينجح الإنسان في السيطرة على ذاته، ويمنعها عمّا يغضب الله، سيجد أنه يتولد لديه قابلية حقيقية لتحقيق استفادة أكبر في رمضان.
قلّل من أخطائك قدر المستطاع
جزء أساسي من عملية الاستعداد لرمضان وتجهيز النفس له، يعتمد على محاولتك تقليل الأخطاء التي تقوم بها قدر المستطاع. نحن بشر بالتأكيد ونرتكب العديد من الأخطاء على اختلاف شخصياتنا، لكن شهر رمضان هو الفرصة التي يمنحنا الله إياها للعودة إليه، وأن نتقرب منه بما نفعله في رمضان.
ولذلك فكّر في الأخطاء التي تقع بها في حياتك اليومية بشكلٍ دوري، وقرر أن تعمل على تقليل هذه الأخطاء، وأن تبذل قصارى جهدك في أن يأتي رمضان وأنت لا ترتكب أي خطأ. حتى لو شعرت أن الموضوع صعب في تنفيذه، وأنك ما زلت تخطئ، هذه ليست مشكلة، لأنك ستحاول مرة أخرى، هكذا تجد نفسك تقوم بعملية الاستعداد لرمضان بأفضل شكل، وأنك قادر على السيطرة على نفسك، ومنعها من الأخطاء التي تقع بها باستمرار.
مرّن نفسك على الصيام
لا تنتظر بداية رمضان لتقوم بالصيام، لكن يمكنك أن تمرّن نفسك على الصيام في وقتٍ سابقٍ له. وأنا هنا عندما أتحدث عن الصيام، فلا أقصد فقط الامتناع عن الشراب والطعام كما قد يظن البعض، لكنني أقصد كل جوانب الصيام الأخرى. فالشراب والطعام هي مسائل يمكن للإنسان التعامل معها دون مشكلة في رأيي، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في السجائر مثلًا لأصحابها، وفي الذين يكثر استخدام الشتيمة بينهم. كلها أشياء نحتاج لتمرين أنفسنا على ألّا نقع ضحيةً لها في رمضان.
الاستعداد لرمضان من خلال هذا التمرين، سيجعلك أكثر قبولًا للصيام، وسيساعدك على التقليل من الآثار الصعبة من الامتناع عن أي جانب من جوانب رمضان.
الاستعداد لرمضان يجب أن يحدث طبقًا لخطة واضحة المعالم، تضعها قبل بداية الشهر الكريم، وتقوم بالالتزام بها طوال الوقت، تتضمن كيفية قضاءك للشهر، وكيف سوف تستفيد منه في التقرب أكثر إلى الله. لذلك لا تضيّع هذه الفرصة أبدًا، وأبدأ الاستعداد لرمضان الآن.
أضف تعليق