اللغة تحمل بحرا من التعبيرات والمعاني والتي قد لا نحيط بها بسرعة والتي تتطلب الحذر عند استخدامها لأنها قد تتضمن الإهانات الخفية ، الأمر الضروري أيضا هو لإدراك الكيفية التي علينا التعامل مع العبارات التي نقوم بتوجيهها إلى الآخرين، إن التعامل بين مجموع الأفراد يتطلب التدقيق في الظروف المحيطة بهذا الاجتماع، وطبيعة الشخص الذي تتعامل معهن والرسالة التي ترغب بإرسالها عبر كلماتك، ولهذا لا يجب أن ترسل كلاما إلى الأخر معتمدا على كونه قد نجح مع شخص آخر، كما قلنا ظروف كل شخص تختلف عن الأخر وتتطلب التدقيق والحذر، على سبيل المثال عندما ترغب بإرسال رسالة إلى تحمل الإطراء إلى شخص ما لتكتشف أنها تحمل الإهانات الخفية له، هذا المقال سيعطيك بعض الأمثلة على هذه الحالة :
استكشف هذه المقالة
“نعم، أنت في الوقت المحدد”
عندما تخبر احد الأصدقاء المتعارف على تأخرهم الدائم في مواعيدهم بهذه العبارة، فأنت هنا ودون أن تقصد توجه له الإهانة بدلا من التكريم والدعم، فهذا الشخص المعروف عنه التأخر في مواعيده، والمشهور في عدم احترام الوقت، جاء في الموعد المحدد في هذا اليوم، وبدلا من تجاهل هذا الأمر تماما، أنت تحاول أن تدعمه بجمله معناها الحقيقي، (وأخيرا جئت في الموعد المحدد)، وهذه الجملة تعني للطرف الأخر انك دوما تتأخر في مواعيدك، فحتى حضورك في الموعد هذه المرة لا يشكل هذا الاختلاف الكبير في تصرفاتك، إذا عليك التفكير مليا أحيانًا قبل أن توجه مثل هذه العبارة أو ما يشابهها من عبارات، وقد يعتبر التجاهل افضل في بعض الأحيان من القيام ببعض التعليقات الغير ضرورية
“تصفيفة الشعر الجديدة تجعلك تبدو أصغر بكثير” من الإهانات الخفية
يحب الناس الحصول على الإطراء على مظهر جديد، ولكن عندما تضيف بعض الإضافات في غير مكانها أو توقيتها المناسبين فإنك تخاطر بالإشارة إلى المعنى العكس، في مثل هذه الحالة، فأنت قد تكون قد أرسلت رسالة باطنية إلى الطرف الأخر انه يبدو أكبر في الواقع مما عليه، وان هذه التصفيفة والتي قد تتغير هي ما تجعلك تبدو أصغر من عمرك الحقيقي، يفضل في مثل هذه الحالة فقط الإشارة إلى أن هذه التصفيفة مناسبة وجميلة، دون ذكر بعض العبارات ذات المعاني المتضاربة، والتي قد تشكل إساءة بدلا من الإطراء كما ترغب.
“أنا معجب جدا بتعاملك مع الأطفال بشكل جيد”
إذا أخبرت زوجتك أنك معجب جداً بكيفية تعاملها مع الأطفال بطريقة عامة، فأنت في الحقيقة يمكن أن تجعل الأمر يبدو كما لو كنت متفاجئًا مما تقوم به، كما لو أن لديك قناعة بعكس ذلك، هذه الجملة قد تصلح في حال غياب الوالد المتواصل عن البيت، وعدم مشاهدته لا بناءه يكبرون أمامه وطريقة تربيتهم من قبل الوالدة، أما أن الوالد الذي يتواجد يوميا في البيت فهي تعتبر جملة مستفزة بعض الشيء للأم وتحمل في باطنها الشعور بعدم قدرتها على التعامل مع الأطفال في المنزل، وهي الوسيلة لتحويل المدح إلى ذم.
“أنت مثل هذا الشخص القوي” من الإهانات الخفية
عندما يمر شخص نحبه في موقف صعب، نود أن نعبر عن دعمنا وثقتنا في قدرته على التعامل مع هذه المواقف، لهذا قد نبادر إلى ذكر له بعض العبارات التشجيعية، (كون قوي في مثل هذه المواقف، أنت مثل ذلك البطل. . إلخ)، والتي لسوء الحظ، فإنها قد تؤدي إلى لفت الانتباه إلى حقيقة أن حياته تنهار أمامه الآن، دون إضافة أي شيء لإنقاذها من قبله، علاوة على ذلك، في بعض الأحيان لا يرغب الناس في أن يكونوا (أقوياء)، أو لا يشعرون بأنهم قادرون على التعامل مع تحدياتهم وهذا التعليق يمكن أن يجعلهم يشعرون بأنهم أقل ملاءمة لأنهم لا يفعلون ما (يفترض) القيام به من وجهة نظرك، وهو إظهار القوة، علما أن الاعتراف في الموقف أحيانًا قد يعني الأفضل.
“أنت سائقة جيدة حقا.. كامرأة”
إن هذا (الإطراء) له العديد من التفسيرات والاختلافات القاسية، وغالباً ما يستخدم كشكل خفي من التمييز الجنسي أو التحيز الإشكالي بين جنس وأخر، فهذه العبارة عندما توجه من قبل الرجل إلى الأمرأة، تحمل في طياتها بعض المعاني القاسية ومن أهمها أن المرأة لن تستطيع التفوق على الرجل في القيادة، وأن القيادة الجيدة تعتبر أمرا صعبا للغاية على المرأة، في الحقيقة هذه الجملة تشابه أن تقول إلى شخص لا يقرأ أو يكتب، أنت مثقف جيد، أو أن تقول لشخص أعمى، كيف عرفت الطريق، ففيها كمية هائلة من التعبيرات الغامضة والقاسية والتي يحبذ عدم توجيهها في الأساس، ويفضل أن يتم تجنب توجيه مثل هذه العبارة لتجنب الإهانات الخفية .
“لقد قمت بعمل رائع في التعامل مع هذا المشروع بنفسك”
قد تحاول أن تمنح شخصًا ما دعما ما لشعورك انه قد قام بعمل جيد في إنهاء مشروع ما، لكن يمكن أن يكون هذا أيضًا وسيلة للرجوع إلى الوراء، فأنت هنا وبطريقة غير مباشرة تخبره إنه ليس لاعبًا جماعيًا. وهي الصفة المهمة جدا لمن يرغبون في العمل في الشركات العملاقة والتي تهتم ببناء فريق عمل جماعي لإنجاح مشاريعها، بالإضافة إلى ذلك، يعتبر هذا فقط مجاملة بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في المجتمعات التي تعلق أهمية كبيرة على الفرد، في مجتمعاتنا على سبيل المثال، على الرغم من أنها ليست الوسيلة للنهوض بالفكر الجماعي، حيث يجب أن تسود ثقافة تقدر قيمة المجموعة أو العائلة على مستوى الإنجاز الفردي.
“أنت تبدو رائعا جدا” من الإهانات الخفية
من لا يحب أن يسمع أن الغير يجده جذاب أو رائع؟ فعيا الكثير من الناس يرغبون بسماع ذلك ويحبونه، لكن متى يتحول هذا التعليق الجميل إلى الضد، عندما يكون التعليق على مظهر شخص ما لا تكون لك علاقة شخصية وثيقة معه، مثل زميل العمل أو أحد معارفه أو شخص تلقيه لأول مرة في احد الاجتماعات، فهذا التعليق يمكن أن يجعلهم يشعرون بعدم الارتياح أو حتى المضايقات، وحسب السياق. بالإضافة إلى ذلك، إنه نوع من التكملة البطيئة. وعمليا فإن أقوى الإطراءات (والأكثر أمانًا) هي تلك التي تعرف أن المتلقي سوف يشعر بالإعجاب بها، والارتباط بها قبل تقديمها.
أضف تعليق