لا أحد ينكر دور الأم في المجتمع عمومًا ولكن ستظل الأم بشر وسيظل البشر دومًا بهم الصالح وبهم الطالح، ولذلك أحيانًا تظهر لنا الأم السيئة. وهي هذا النوع من النساء التي لا تعرف كيف تكون أم، وربما هي في الأساس تكون كإنسان جيد جدًا ولكنها لا تعرف كيف تقوم بدور الأم بالكامل، وهذا الأمر ليس خلل جيني ولكنه خلل شخصي. لذلك نجد في أوقات كثيرة أسر كاملة تنهدم بسبب أن الأم سيئة بمعنى الكلمة. وفي هذا المقال سنعرف ما هي كلمة سيئة بالنسبة للأبناء، أما من جهة الحل فغالبًا كل الحلول التي سنتكلم عنها ستكون موجهة للأبناء الكبار الذين تخطوا مرحلة الطفولة. ببساطة لأني لا أعتقد أن الأطفال مسئوليتهم أن يتعاملوا مع أم سيئة، بل هم فقط يكفيهم أن يخرجوا من تحت يديها أسوياء نفسيًا واجتماعيًا ويكفي جدًا. لأن الطفل مهما كان حكيم فهو لا يقدر على التعامل خصوصًا مع الأم، لأن الأم هي كل شيء بالنسبة للطفل. ولذلك استحالة أن يتعامل طفل مع كل شيء في هذا العمر الصغير والخبرة القليلة والمشاعر الركيكة.
كيف تتعامل مع الأم السيئة ؟
الأم السيئة العصبية
ونحن لا نتكلم عن مجرد أم تصرخ في وجه أولادها لتهدئتهم، فأنا أقصد الأم العصبية التي لا تستطيع السيطرة على غضبها. فتبدأ إذا غضبت في نشر الصراخ والزعيق والشتم في كل من حولها بطريقة منتشرة وغير مرتبة وغير موجهة. هذا النوع من الأمهات يعتبر قنبلة موقوتة داخل البيت، لأنها دومًا مستعدة للانفجار وانفجارها هذا من الممكن أن يكون في صورة أذية الأخرين من الأولاد. فالأم السيئة العصبية لا تشعر بغيرها حتى أولادها. ولذلك لا تعطي ولو 1% من الاهتمام لمشاعر الأولاد، بل هي تعتقد أنهم أبناءها وأشياء يجب أن تفجر فيهم غضبها. ولذلك من الممكن أن تشتم أولادها بشتائم جارحة، بل أيضًا من الممكن أن تذل أولادها بأشيائهم الخاصة التي تعرفها عنهم، بما أنها أمهم وتعرف أغلبية خصوصياتهم. تجرحهم عاطفيًا بسهولة جدًا في سبيل أن تخرج غضبها. كل هذا غير أن الحياة الأسرية بالكامل مع الأم العصبية تكون غير مستقرة. وكما نعلم جميعًا أن أساس الأسرة السعيدة هو الاستقرار النفسي أولًا.
التعامل مع الأم العصبية
كما قلت في بداية المقال، هذا المقال ليس موجه للأطفال بل هو موجه على الأقل لفئة العمر القادرة على التعامل مع شخص بالغ. ومن هنا يكون التعامل مع الأم السيئة ولا سيما في نقطة العصبية قائم على أن لا تقاوها. فمشكلة الأم العصبية هي أنها تريد الاستفزاز حتى تخرج الطاقة الكامنة داخلها، تريد من يجعلها تكون سيئة، فهذا الأمر واقع بالنسبة لها. بل وكونها تشعر بالعصبية المتمكنة منها طوال الوقت، فهي تشعر أنها سيئة، وهذا أيضًا يجعلها لا ترجع عن خطئها بل تكمل فيه. لسبب بسيط، لأنها تعتقد أن الذي حدث قد حدث وأولادها قد كرهوها ولن تستطيع تغير هذا الأمر بعد. ولذلك على قدر الإمكان عامل هذا النوع من الأمهات كأنك تعامل زجاج مكسور. عاملها بحرص جدًا وبرقي ولا ترد على غضبها، ولا سيما لأنك الابن. وحتى لو هي من أخطأت بادر أنت بأن تتقرب إليها حتى تشعر أنها مقصرة كأم، ومن الممكن هذا أن يجعلها ترتد قليلًا عن تجريحك على الأقل في المرات المقبلة في ثورتها.
الأم العنيدة
وأنا لا أدعوها الأم السيئة، بل أدعو هذا النوع من الأمهات “الأم الطفلة”، والتي تعاند أولادها كأنهم منافسين لها في كل شيء ولا سيما البنت. لأن الأم نوعًا ما تنجذب للولد نفسيًا في التربية، أما البنت فالأم تتعامل معها ليس على أنها ابنتها قدر أنها تتعامل معها على إنها أنثى أخرى في المنزل. ومشكلة الأم العنيدة هي أنها لا تتعامل مع أولادها بسلاسة بل تتعامل معهم بمبدأ أنها هي الأقوى، كل ما يجب أن يفعله أبنائها يجب أن تكون هي من قررته. بالطبع هذه مشكلة كبيرة لأنها أحيانًا تسبب ضعف في شخصية الأولاد، وتجعلهم دومًا من صغرهم مجرد تابعين لها. حتى يكبرون ويصيرون ناضجين فتظل تريد أن تعاندهم في زواجهم أو في قرارتهم المصيرية، لمجرد أن تشعر أنها لم تفقد السيطرة عليهم بعد. وهذا يجعلها تدخل في تحدي مع أولادها، مما يجعل الأولاد يشعرون أن هذا الشخص شرير ولا يحبهم. وهذه هي مشكلة الأم السيئة أنها بسبب رعونتها تشوه نفسية أولادها وتجعلهم يكرهون الأمومة. حيث أن الفتاة التي تعاندها أمها أول شيء ستفكر فيه أنها لا تريد أن تكون أم حتى لا تكون بنفس هذا السوء مع أولادها.
التعامل مع الأم العنيدة
في وقت الطفولة أعتقد أنه لا مفر من سلطة الأم على الأولاد، وأن عنادها غالبًا سيؤول لصفها في الغالب في كل مرة. ولكن مع الوقت عندما يكبر الأولاد فأفضل حل لهم هو أن يسمعوا رأيها ويفعلوا ما يشاءون. ولو اعترضت الأم على ذلك فلا تعاملها على أنها أم سيئة لأن هذا سيجعل الأمور تسوء أكثر من اللازم، بل حاول أن تطيب خاطرها بكلام جميل. والأم سيئة ستظل في الأخير أنثى مهما كانت عنيدة، هي ضعيفة أمام الكلام المعسول. ولذلك لا تعاندها عندما تعترض بل استخدم الكلمات الجميلة والتي تجعلها تشعر أنك تحبها رغم أنها تعاندك، هذا سيجعلها تلين جدًا معك ومن الممكن أيضًا أن تجدها غيرت رأيها واقتنعت بما فعلته.
الأم السيئة الغير مسئولة
هناك نوع من الأمهات تكون غير مسئولة تمامًا عن أسرتها بطريقة مستفزة بل هي تتعامل مع نفسها فقط. شخصية أنانية لا تحب غير نفسها وليس لديها طاقة لتعطي أطفالها أو زوجها اهتمام، وهذا النوع من الأمهات يعد من أكثر أنواع الأم السيئة ضررًا على الأطفال. لأن الطفل الصغير لا يحتاج سوى للاهتمام، فتأتي هذه الأم حتى تسلب هذا الاهتمام وتعطيه لنفسها فقط. لينتج في الأخير أطفال أيضًا غير مسئولين وغير مبالين بفكرة الأم من الأساس. ليس لديهم ما يدينون به لأمهم. يشعرون دومًا أنها شخص عثرة في حياتهم. يجعل الأطفال يبحثون عن مصادر اهتمام أخرى مما يجعلهم في خطر الاستغلال من الأخرين ولا سيما الفتيات، اللائي يصلن إلى عمر المراهقة ولا يوجد ملاحظة واهتمام عليهن، الموضوع كارثي بكل المقاييس. أيضًا الأم الغير مسئولة نتيجة طبيعية لوجودها في المنزل، هو وجود المشاكل مع الزوج لأنها غير مسئولة، وبالتالي المشكلات ستكون ركيزة يومية أساسية في حياة الأولاد. ربما هذا لو حدث في شهر أو سنة يمر مرور الكرام ويعرف الأولاد مع الوقت كيف يعالجون أنفسهم من أثار تركهم بلا اهتمام. ولكن المشكلة الكبيرة عندما تكون هذه طبيعة المرأة وهنا تتحول المرأة إلى الأم السيئة بكل جدارة.
التعامل مع الأم السيئة الغير مسئولة
كأولاد ليس عليكم أن تقاومون الأم أو تعاندوها، أو حتى تصيحون فيها لأجل أن تهتم بكم، ببساطة لأن الاهتمام شيء لا يطلب بل هو شيء يقدم. والطبيعي أن الأم هي أكثر الكائنات القادرة على إعطاء الاهتمام بكل بساطة وغزارة. ولكن كما اتفقنا أن ليس كل البشر يشبهون بعض وهنا سيدات ليس لديهم هذا المفهوم. ولذلك مهما فعلتم مع مثل هذه المرأة غالبًا، لن يجعلها تهتم بشئون بيتها. ولذلك أفضل حل لكم كأولاد أن تعتمدون على أنفسكم وأن تعرفوا أن هذا أمر واقع لا يمكنكم تغييره. فالأم ستظل هكذا ولذلك يجب أن تتعاملوا مع الموضوع أنكم بلا أم. ربما يكون هذا الحل قاسي وغريب وللبعض غير منطقي، ولكن أحيانًا يكون الواقع صعب القبول، ولكنه سيظل هو الواقع. ومن ناحية أخرى لا أقول لك أن تكره الأم السيئة أي كان نوع السوء الذي تعاني منه، ولكن على الأقل أن تتحاشي أضرارها لهو أمر ضروري في حياتك، حتى لا تتحول إلى شخص مشوه نفسيًا في النهاية. لذلك الأفضل أن تعتمد على نفسك في علاج ما حرمتك منه والدتك.
الأم المُحطِمَة
هناك نوع من الأمهات أكثر ضررًا من القنبلة النووية على نفسية أولادهن، والأم التي تحطم نفسية وأحلام أطفالها هي من هذا الفصيل المضر جدًا من فصائل الأم السيئة. هذا النوع من الأمهات يتعاملن مع أحلام وأفكار أطفالهن بالكثير من اللا مبالاة، لدرجة أنهم لا يبالون بالأطفال ولا يبالون بمواهبهم ولا يشجعون أولادهم إلا على فعل أشياء ليست من عمر الأطفال من الأساس. وهذا السلوك ينتج خصوصًا عند الأمهات ذوات الطبقة الفقيرة جدًا، حيث هناك مفهوم عند هذه الأمهات أنهم ينجبون الأطفال حتى يكبروا ويعملوا ويفلحوا حتى يريحونهن فيما بعد. المبدأ نفسه عبارة عن الإنجاب من أجل المصلحة الشخصية للمرأة وليست من أجل تربية الطفل. لذلك غالبًا هذا النوع من الأولاد يكبر بطموح محطم وحلم محطم ونفسية مكسورة. يكفي أن تقول له أمه أنه لا ينفع في شيء. فبالنسبة للطفل الأم هي شخص مهم جدًا في حياته وما تقوله له سيصدقه رغمًا عنه. ولذلك عندما تقول الأم للطفل أنه فاشل فهو في الحقيقة سيضج وهو من داخله يصدق ذلك، مما يجعله إنسان يائس وبائس قليل الحيلة ولا يريد المحاولة في شيء ويستصعب أي عمل، لمجرد أن الأم السيئة أدرجت في عقله أنه فاشل.
التعامل مع الأم المحطمة
التعامل مع هذا النوع من الأمهات صعب جدًا، والله يكون في عون الطفل الذي لديه هذا النوع من الأمهات. لأنها فعلًا تكون عائق نفسي وجدار عالي يمنع الابن من التقدم في حياته. لكن من ناحية أخرى ما سأقوله حقيقة مطلقة وهي أن هذا النوع من الأمهات يولد في نفسية أولادهن طاقة إثبات ذات. حيث أن الابن من الممكن أن يصدق في كلام أمه، ولكنه من ناحية أخرى من الممكن أن ينكر هذا الكلام. ويتحول كلام هذه الأم السيئة إلى وقود تحفيزي يجعله يريد أن يثبت لها قيمة أفكاره، وقيمة شخصيته التي تحطمها هي بكلامها السخيف والجارح. ولذلك أريد أن أنوه لجميع الشباب إن كان أحد والديك يعاملك بهذا النوع من التعاملات. فاعلم أنه كاذب، ببساطة لأنك تقدر على فعل أي شيء أنت تريده بالفعل. هذه هي الحقيقة أن الإنسان يستطيع أن يكتسب مهارة وتعلم أي شيء بالاجتهاد. ولذلك ما يلزمك هو ألا تصدق أي كلام سلبي يأتي من الأم المحطمة، والخطوة التالية هي أنك تجتهد حتى تثبت خطأ هذا الكلام بكل اجتهاد وعمل. وفي الأخير ستثبت للجميع أنك شخص عظيم وقوي ولن يحطمك حتى كلام أقرب الناس لك.
الأم التي تميز بين أبنائها
الكثير من الأمراض النفسية بين الأولاد تنشأ بسبب فكرة التميز، لأنها تجعل الأطفال غير واثقين من أنفسهم، ويتساءلون كل يوم لماذا أمي تعامل أخي أو أختي أفضل مني. وبالتالي ينشأ عداء داخلي بين الطفل والأم والأخ، وذلك لأن الغيرة البشرية هي غريزة داخلية حتى في الأطفال الصغار. ونجد أن الأم السيئة خصوصًا تحاول أن تحب شخص واحد من أطفالها. بل وفي بلادنا العربية يكون التمييز شيء عادي بين الأولاد عند الأم. حيث إن الأم تحب الطفل الذكر وتعامله معاملة مختلفة تمامًا عن الفتاة، بل وليس هذا فقط بل الطفل الذكر البكر هو بالنسبة للأم رجلها بعد زوجها. ولذلك هي لا تعامله على أنه ابنها بل أكثر من ذلك. بالطبع مع الوقت هذا التمييز يؤذي نفسية بقية الأخوة، ولكن غالبًا الأم لا تفهم هذا بل هي ترى أنها لا تميز أحد. وفي الحقيقة هي لا تميز بل كل ما في الأمر أنها تحب واحد من أطفالها بصورة أكبر من الأخرين، والحب شيء خارج عن إطار السيطرة.
التعامل مع هذا النوع من الأمهات
الأم السيئة التي تميز الذكور على الإناث أو البكر عن الصغير أو الصغير عن الكبير، كغيرها من الأمهات الكوارث ليس لها علاج من ناحيتك كابن. لأن الحب شيء خارج عن إطار إرادتها. وإن كان مقدار حبها لك ليس كما الأخرين فعليك أن تتقبل الأمر ولا يوجد حل أخر، ولا تفكر في أنك أدنى من أخوتك، ولا تضمر كراهية تجاه الأم والأخوة بسبب تعامل الأم معهم. بل كل ما عليك فعله هو أن تتجاهلها مع الوقت ومن ثم ستعتاد على الأمر، ومن ثم أيضًا ستفهم أن لها في قلبك نفس مقدار اهتمامها بك. فلو هي كانت تهتم بك قليلًا ستفهم مع الأيام أنك أنت أيضًا لا تبالي بها سوى قليلًا، وربما سيظهر هذا بعد مرور الحياة وتصبح هي الضعيفة والتي تحتاج رعاية وحينها سترى أنك لا تبالي بكونها تحتاج إلى رعاية، مثل أخيك الأخر الذي كان يأخذ مقدار حب أكثر. وأنا لا أقول إن هذا صحيح. بل أقول إن هذا هو الواقع، الحب الذي سيزرعه الآباء على قدره سيجنون فائدته في يوم ما. وحينها لن تشعر بالذنب، مثلما هي كانت لا تشعر بالذنب من ناحيتك، والأمر سيكون متعادل مع مرور الوقت عاطفيًا.
الأم السيئة الجاهلة
الأم الجاهلة هي نوعًا ما كارثة تربوية، لأنها أحيانًا تفعل أشياء غير محسوبة لا تفهم أنها تؤثر بها على نفسية طفلها. مثلًا الأم الجاهلة تعليميًا هي الأكثر استخدامًا للعنف مع الأطفال في عملية التربية حول العالم. والسبب هنا هي أن هذا النوع من الأمهات لم يقرأ مدى المشكلة التي تؤثر على نفسية الأولاد بسبب استخدامها للضرب معهم. من جهة أخرى الأم الجاهلة لا تقدر على تعليم الأطفال دراسيًا مما يجعلها عبئًا عليهم، ولا تقدر على متابعتهم مما يؤثر على مستواهم الدراسي. مما يؤدي في الأخير إلى التأثير على مستقبلهم بالكامل، لأن الآن الدراسة تعتبر هي أساس العمل. الأم الجاهلة أيضًا لا تقدر على التعامل نفسيًا مع الأطفال بل هي تتعامل مع الأطفال على أنهم مجرد صغار أغبياء لا يشعرون. حتى عندما يمرون بمرحلة المراهقة، فهي بالنسبة لها لا تفهم ما هي مرحلة المراهقة، وما هي احتياجاتها، وما الفرق في التربية بين الولد والفتاة. بل هي تربيهم بالفطرة ليس أكثر مما يجعل تربيها لأولادها تحتوي على شوائب خاطئة تؤذي الأطفال نفسيًا مع الوقت، دون أن تعلم هي من الأساس أنها تؤذيهم. لذلك أنا أدرجت الأم الجاهلة تحت مسمى الأم السيئة، ولا سيما أن أي شخص حاليًا يستطيع أن يعلم نفسه ذاتيًا. فالتعليم لا يقتصر على عمر معين الآن.
التعامل مع الأم السيئة الجاهلة
مبدئيًا الأم الجاهلة لا تتعامل معها كابن على أنها جاهلة. فلا تنسى في الأخير أنها أمك وهي سبب وجودك في هذه الحياة، ومن الممكن جدًا أن يكون عدم تعليمها وجهلها هو نتيجة عدم سماح أهلها وأمها وأبيها بذلك. لذلك أنت من الممكن أنك تحصد ما زرعه الأجداد في أمك ليس أكثر. ولذلك يجب عليك أن تكون رحيم مع الأم الجاهلة ولا تتعامل معها باحتقار، بل تعامل معها بالهدوء والمحبة حتى لو كانت لا تقدر ذلك. فمع الوقت وأنت تكبر هي ستفهم جيدًا قيمتك كابن لها يعاملها ببر وإحسان. ففي الأول والأخير ستظل أم وربما كونها جاهلة فهذا سهل علاجها بالنقاش والعتاب والحب، الذي توجهه أنت لها بهدوء وليس بنوع من أنواع التحقير منها.
الأم الغير مستقرة نفسيًا
أحيانًا تكون بعض الفتيات قبل الزواج بطبيعتها غير مستقرة نفسيًا، ويكون لديها تاريخ من أمراض نفسية كالاكتئاب المزمن أو غيره من الأمراض النفسية التي تجعل الإنسان غير قادر على الاهتمام بنفسه. في مجتمعنا الشرقي الزواج شيء مهم جدًا ولذلك غالبًا يحدث كثيرًا أن يخبئ الأب والأم على من يتقدم إلى ابنتهم أن لها تاريخ نفسي غير مستقر، ومن هنا يبدأ زواج خاطئ. ينتج أمًا غير مستقرة نفسيًا تندرج تحت طائفة الأم السيئة بكل استحقاق، ببساطة لأنها تكون غير قادرة على الاهتمام بزوجها وأطفالها ونفسها. وهذا النوع من الأمهات يصاب بنوبات غضب ونوبات حزن فجائية دون سبب. بل وأحيانًا تحدث جرائم قتل للأطفال عن طريق الأمهات الغير مستقرة نفسيًا عندما يزداد الطفل في البكاء، في نوبة من النوبات النفسية المحتدة. تجد المرأة تتجرد من غريزة الأمومة وتصاب بنوع من القسوة من الممكن أن يهدد حياة الابن أو الابنة. كل هذا غير أنها على المدى الطويل تكون بمثابة ثقل على عائلتها وليس دعم لهم.
التعامل مع الأم السيئة الغير مستقرة نفسيًا
عزيزي القارئ لو كنت قد نجيت من مثل هذه الأم السيئة فأنت محظوظ، ولكن في المقابل لا تعتبر أنها عدوتك. فالحقيقة أنه ليس ذنبها أن تتزوج وتنجب، ربما تكون قد فعلت كل هذا كنوع من الضغط عليها في عمر صغير دون تقدير لحالتها النفسية وقدرتها على كونها أم في المستقبل. ولذلك يجب أن تعذر هذه الأم وتفهم شيئًا مهمًا، أن الأمر فعلًا خارج عن سيطرتها فهي غير مؤهلة لأن تكون أمًا من الأساس. مثلها مثل الرجل الغير متحمل للمسئولية، وعندما يتزوج ويكتشف أن هناك مسئولية تجاه زوجته وأولاده يهجرهم ويسافر بعيدًا دون أن يسأل فيهم. في كل الأحوال يجب أن تتفهم فكرة أنك تتقبل أمك حتى لو كانت سيئة. فهو أمر واقع ويجب أن تتحمله، وإن كنت تعتقد أن هذا الشيء مؤلم فصدقني هو في الأساس يبني شيئًا داخلك جيد، وهو أنك تقابل السوء بالجودة والفضل. وهذا سينفعك أنت لأنك من الداخل ستكون شخص محترم لا يقابل السوء بالسوء، بل يعالج السوء بقبول الشخص الأخر رغم كل شيء سيء قدمه لك.
بالنهاية عزيزي القارئ، هناك أنواع كثيرة من الأم السيئة، والسبب سيكون في طريقة تربيتها هي نفسها، أو في عدم تحقيقها فيما كانت تطمح إليه وهي صغيرة، وقد تم إجبارها على الزواج. يجب أن تقر أن الأمر واقعي ومؤثر في حياتك، وتتعامل معه بكل حكمة.
أضف تعليق