الأطفال المبتسرين هم الأطفال الذين يولدوا قبل ميعادهم سواء بسبب عملية جراحية لازمة أو بسبب طبيعي وبداية تقلصات الحمل مبكراً لدى الأم. فيكونوا أقل اكتمالاً في النمو في كثير من الأعضاء المهمة، أو حتى هؤلاء من يولدون في ميعادهم ولكن في ظروف صعبة وغير مكتملين. قديماً كانت نسبة نجاة الأطفال المبتسرين قليلة جداً أو معدومة بسبب الجهل الطبي والمعدات اللازمة أما الآن فنسبة النجاح تصل إلى 95% ومع ذلك فهي بالطبع تتفاوت وتقل كلما ولد الطفل مبكراً أكثر من سبع شهور وأقل. في مقالي هذا أحب أن أعرض ثمان حالات للأطفال المبتسرين ولدوا في حالة قد يعتبروا متوفين بالنسبة للطب وإنما ذكاء الأطباء كان له القدرة في نجاتهم من الموت وفرصة العيش طبيعياً فيما بعد، أو في بعض الأحيان فقط المعجزة الإلهية. تابع معي لتشعر بهيبة الولادة، فجيعة الموت، ومعجزة العودة إلى أرض الأحياء كلهم في الساعات الأولى فقط من حياة هؤلاء الأطفال.
الأطفال المبتسرين واقترابهم من الموت
طفلة ماري إلين جيمس
طالما رغبت ماري بالأطفال لستة أعوام ولم تقدر على الحمل وحين فعلت أجهضت، ووقتها تركت الأمر ليد الله وحينها فقط حملت بطريقة طبيعية بدون أي منشطات ولكن قبل 12 أسبوع فقط من ميعاد الحمل ذهبت للمستشفى بسبب حدوث تقلصات شديدة وولدت الطفلة ميتة، ولكن من رحمة الطبيب المُوَلِد بدأ يدلك صدر الطفلة وهو يعرف جيداً أنها متوفية ولكنه فقط حاول وبعد 12 دقيقة بدأ قلب الطفلة بالنبض، كان ضعيفاً جداً ولكنه الأمل الذي جعل الطبيب يكمل التدليك، وبعد ثلاث دقائق أخرى صرخة الطفلة جينيفر لتعلن أخيراً عن ولادتها الثانية من الأموات وبدأت في التنفس بمفردها وكان ذلك ديسمبر 1989 حتى أنها حضرت رأس السنة الجديدة مع عائلتها في بيتهم.
ديفيد وابنه ليرون رينج
في 28 أكتوبر عام 1953 شاهد الأب ديفيد بأم عينه ابنه يولد مبكراً غير مكتملاً ولسبب ما كان لا يتنفس وتركته الممرضات على طاولة في زاوية الغرفة لأنهم اهتموا بشخص أهم وهي الأم التي كانت تنزف حد خطر الموت بسبب الولادة المبكرة، وبعد 18 دقيقة من مساعدتها ووقف النزيف، حدثت معجزة لم تكن تخطر على بال أحد الأم والطفل هما الاثنين بدئوا يتنفسون جيداً بطريقة عجيبة بعد أن كان الأب قد توقع موت كل عائلته. ولكن بسبب 18 دقيقة بدون أكسجين كافي لدماغ الطفل تم تشخيصه بشلل الدماغي الذي يؤثر على طريقة مخاطبته وحركته. ولكن اسمع مني عزيزي، في بعض الأوقات لا يعرفون الأطباء كل شيء، لأن الطفل كبر ليصبح واحد من أهم الواعظين والمحفزين في العالم. إنها مجرد قصة أخرى من قصص الأطفال المبتسرين.
جاكوب تومكين من الأطفال المبتسرين
أبوي هذا الطفل من إنجلترا وكانوا مضطرين لاستخدام التخصيب بالأنابيب (أطفال الأنابيب) حتى تستطيع الأم أن تحمل، وفي 30 مايو 2015 اضطرت الأم أن تدخل في ولادة مبكرة وهي ما زالت في الأسبوع 38 من الحمل، ونزل الطفل ثم صرخ ولكن بعدها توقف تماماً عن البكاء وبدأ يتحول لونه إلى رمادي ويذبل وتذهب عنه كل علامات الحياة، بدأ الأطباء بعمل صدمات كهربية للطفل في 22 دقيقة من أطول الدقائق التي مرت بها العائلة ومع نسبة 1% فقط نجاح، ولكن مع ذلك صرخ الطفل مرة أخرى ويعود للحياة مرة أخرى، ورجع مع عائلته للبيت بعد يومين فقط.
ميريا روبن
هذه الطفلة هي رابع طفلة لعائلتها، وولادة في تمام ميعادها يوم 9 مارس 2014 بطريقة طبيعية ولكنها خُنقت في قناة الولادة، وبعد سحبها كانت لا تتنفس وبعد 28 دقيقة كاملة من مجهود الأطباء تم إعلان أنها متوفية وأخرجوها من الغرفة ولكن بعد دقيقتين عادت والصدمة تملأ عيون الممرضات والأم والأب، وقال الجراح أنه لا يعرف حقاً كيف ولماذا بدأت من تلقاء نفسها تتنفس، ولكن هذا لا يهم الآن، بل أنها بخير وتنمو طبيعياً بل وهي طفلة شقية جداً وتحب القفز.
إيلا كلاكستون
في صيف عام 2010 وأثناء ولادة طبيعية للأم حدث تمزق مشيمي مما تسبب في انعدام الدم والأكسجين للطفلة لمدة 25 قبل الولادة، فكانت تصلح لجملة “ماتت قبل أن تولد” وعندما رأى الأطباء نقص الأكسجين الذي يسبب تلف في الدماغ هذا إن عاشت فكروا في فكرة مذهلة وهي أنهم وضعوهم في بطانية تبريد وخفضوا درجة الحرارة من 37 درجة مئوية الطبيعية إلى 33.5 مما سمح لهم أن يجروا لها أي عمليات لازمة بأقل أكسجين متوفر، لأن عند درجات الحرارة الأقل لا يحتاج الجسم لكل ذلك الأكسجين الواجب توفره في درجة الحرارة العادية مما يسبب خطر أقل في تلف الدماغ. وخلال ثلاثة أيام من الرعاية التامة أصبحت الطفلة جاهزة لاستقبال الحياة بشكل حقيقي والاعتماد على نفسها، وبعد تسعة أيام أخرى فقط رجعت للبيت مع عائلاتها ونموها طبيعي وقد تحتاج إلى بعض العلاج الطبيعي فقط حين تكبر. هذا الحدث سبب جدل كبير في تصرف الأطباء مع الأطفال المبتسرين وهذه الفكرة العبقرية.
لوغان كارول من أغرب قصص الأطفال المبتسرين
تامي أم هذا الطفل عانت من ولادة طفل ميت قبل عام فقط من ولادة هذا الطفل، ومع اضطرابات بنبض الجنين أثناء الحمل ولد الطفل لوغان ميتاً يوم 6 أبريل 1995 وبعد ساعة كاملة من محاولة إنعاشه وضع الطبيب الطفل في حضن أمه لتودعه، وحينها فقط في حضن أمه تحرك لوغان حركة خفيفة، وقالت الأم بسرعة لطبيب الذي لم يصدق وتخيل أنها مجرد ردة فعل للصدمات الكهربية ولكن الطفل تنفس بمفرده بعدها بثمانية عشر دقيقة. فرجع الطبيب يفحصه ليجد أنه يعاني من شلل دماغي مؤدياً إلى توقف مؤقت في العضالات ولكنه مازال حياَ وأمامه مستقبل طويل.
جيمس إنجستروم
أم هذا الطفل لديها خبرة طفلين قبله وولدت بالبيت مع قابلة وليست متمرسة كالأطباء، ولم يكن هناك أي مضاعفات أثناء الولادة ومع ذلك نزل الطفل ميتاً، فاتصلوا بالإسعاف سريعاً وفي وقت ال20 دقيقة انتظار كانت العائلة كلها تصلي وذهب الطفل وأمه للمستشفى وبعد ساعة كاملة بدأ الطفل في التنفس بدون أي أثر على تلف في الدماغ وكانت تلك حقاً معجزة عجيبة من عند الله وكان ذلك بعام 2010.
روز سيرفين
في أبريل 1923، هذه الأم روز، ولدت طفلها لا يستجيب وبدأ لونه في الازرقاق ولكن الطبيب المولد رأى علامات بسيطة جداً على الحياة فقرر أن يبذل كل ما في وسعه لإنقاذه وبعد ساعتين من عدم الاستجابة حينها قرر عمل شيء مختلف، فاحقن جرعة أدرينالين بالقلب مباشرة وفقط بعد نصف ساعة كان الطفل ينبض بطريقة سليمة شيئاً فشيئاً ويتنفس بنفسه.
قارئي العزيز، هذه القصص تؤكد أن الأطفال المبتسرين لهم فرصة في النجاة كأي طفل أخر وإنما الأمر يحتاج لرعاية أكبر ودعاء وطبيب صبور حكيم في قرارته، فإن حدث أمامك ذلك الموقف سواء كنت أب أو أم أو طبيباً، أرجو ألا تفقد الإيمان وتظل تبذل كل ما في وسعك لأنك قد تكون على بعد خطوة من النجاح في إنقاذ حياة هذا الطفل بقليل من التفكير المتفائل والذي لا يرضى بالتسليم كإجابة إلا بعد انتهاء الأمر حقاً.
أضف تعليق