يقوم الكثير من التجار معدومي الضمير بطرح الأطعمة المغشوشة والفاسدة في الأسواق المحلية وخداع الزبائن بها وتزيينها في أعين المشتريين على الرغم من معرفتهم التامة بأنها غير صالحة للاستخدام مطلقا، وللأسف أن كل ذلك يكون بهدف واحد فقط وهو كسب المال وجني معدل أكبر من الأرباح بدلا من التخلص من هذه السلع الفاسدة دون جدوى ومن أجل الحفاظ على صحة المستهلك جمعنا لكم معلومات هامة عن الوسائل التي يقوم بها التجار لتضليل المستهلك عند شراء المواد الغذائية وكيفية الكشف عنها وتجنبها.
استكشف هذه المقالة
الغش التجاري في المواد الغذائية
يعد الغش التجاري في تصنيع الأغذية وتعبئتها هو الأشهر على الإطلاق نظرا لأنه يتم بطرق خفية، وقد لا يتم اكتشافها من قبل الهيئات الرقابية على سلامة الغذاء، ونادرا ما تكون الحالات المسجلة عن الأطعمة المغشوشة ناتجة عن التقصير أو الإهمال في استخدام بعض المواد دون الأخرى وليس بهدف الربح وعلى أية حال يمكن للمستهلك الالتزام ببعض التعليمات لتجنب الوقوع ضحية شراء الأطعمة المغشوشة مثل فحص التاريخ المدون على العبوة من الخارج والتأكد من وجود العلامة التجارية في مكانها الصحيح ومعرفة بلد المنشأ والمستورد.
وهذا لا يغني بالطبع عن فحص السلعة الغذائية من الداخل والتأكد من عدم فساد طعمها أو رائحتها فكل هذه الأساليب وقائية إلى حد كبير، ولكن الكشف الصحيح عن فساد الأطعمة يتم من خلال الجهات المختصة وبطرق معملية دقيقة للغاية، ودور المستهلك هو أن يقوم بالإبلاغ عن أي حالة غش تجاري تعرض لها أو حالات مشتبه بها لحماية الأرواح الأخرى من الوقوع ضحية في أيدي المحتالين.
طرق الغش التجاري
إن هناك الكثير من أساليب الغش التجاري في الأغذية مثل اللحوم والدواجن والأسماك وفي الزيوت والعصائر والعسل بأنواعه والحليب ومنتجات الحليب من أجبان وغيرها وكل ذلك يتم من خلال تقليد منتج معروف أو تصنيع منتج جديد بمواصفات متدنية وبمواد ذو قيمه منخفضة للغاية، وبالنسبة للمستهلك بإمكانه التعرف على طرق الغش في هذه السلع كما يلي:
الأطعمة المغشوشة من اللحوم والدواجن
- يقوم بعض التجار بإضافة بعض المواد للحوم الفاسدة أو المتعفنة لإخفاء رائحتها وجعلها محتفظة بلونها الطبيعي مثل أملاح الكبريت أو حمص البوريك وأيضا حمض النيكوتينك وهذه المواد ينتج عنها أثار ضارة على صحة الإنسان منها التعرق الزائد والحساسية والتشنجات وأحيانا التسمم الغذائي.
- بيع اللحوم المصابة أو المقتولة في الأسواق مع تزوير ختم تصريح البيع أو بيع اللحوم بدون أختام رسمية.
- تغيير تاريخ الصلاحية المدونة على اللحوم والدجاج المثلجة وبيعها على أنها طازجة على الرغم من انتهاء صلاحيتها تماما.
- حقن أنسجة الدجاج واللحوم من الداخل بالهرمونات أو المياه بالإضافة إلى النفخ فيها لكي يزداد وزنها، وبيعها بسعر مضاعف.
- تعد اللحوم المعلبة من الأطعمة المغشوشة الأخطر على الإطلاق حيث يتم ذبحها وفرمها على الرغم من كونها فاسدة ومصابة بالأمراض مع خلطها بالكثير من التوابل والمنكهات والمواد فاتحة الشهية حتى يقبل الناس على شراؤها والعجيب في الأمر أن البعض يضيف لها أوراق الكرتون الأحمر الذي تعبأ به اللحوم بغرض مضاعفة حجمها.
الغش التجاري في منتجات الألبان
- إضافة بعض المواد للحليب مثل الأمونيا أو مادة هيدروكسيد الصوديوم بهدف معادلة نسبة الحموضة به، ويتم أيضا إضافة مادة الجيلاتين أو النشاء أو الدقيق للحليب لرفع لزوجته وقوامه من جديد بعد تخفيفه بالماء.
- في فصل الصيف تتعرض الألبان للتلف بشكل أسرع ومع حدوث أي خطأ عند ضبط درجة حرارة المبردات يفسد الحليب تماما ويكون بكميات كبيرة للغاية وبالطبع لن يقبل التاجر خسارته الفادحة لذا يقوم البعض بإضافة مادة الفورمالين ومواد أخرى مثل فوق أكسيد الهيدروجين للحفاظ على أطول صلاحية له وقد ثبت أن مادة الفورمالين مادة خطرة للغاية تؤدي إلى تدمير الجهاز العصبي والمخ.
- تضاف بعض الدهون المصنعة والألوان وبعض شرائح البطاطا إلى الزبد أو الحليب البقري كبديل للدهن الطبيعي الذي يتم انتزاعه واستخدامه في أغراض أخرى.
- من أكثر الأطعمة المغشوشة ضررا على الإطلاق منتجات الزبادي والأجبان واللبنة الناتجة الناتجة عن مواشي مصابة بمرض التهاب الضرع حيث يقوم مربي الماشية بحقن هذه المواشي بمضادات حيوية وأدوية وقد تختلط هذه المواد بالحليب وبالتالي تؤثر هذه المواد بالسلب على مطابقته للمواصفات والمعايير الغذائية فيستخدمه التجار في صناعة الأجبان والزبادي بدلا من التخلص منه.
- يضيف البعض مادة السيانيد لحفظ الحليب لمدة أطول وقد كشفت تقارير الغذاء أن هذه المادة تتسبب في الإصابة بالسرطان وأمراض الغدة الدرقية لأنها تزيد من معدل السوائل في الجسم.
- ويمكن للمستهلك التأكد من صلاحية الحليب ببساطة شديدة عن طريق فحص قوامه والتأكد من خلوه من الشوائب والروائح الكريهة وملاحظة تغير لونه أو طعمه بعد الغليان.
الغش التجاري في المشروبات والعصائر المعلبة
- يقوم التجار بإضافة ألوان صناعية للمشروبات والعصائر ومكسبات طعم ورائحة لا تطابق المواصفات الصحية.
- يتم تخفيف العصائر بكمية كبيرة من الماء قد تزيد عن 70% وتكون نسبة الفاكهة الطبيعية بها لا تتعدى 30%
- تتعرض بعض أنواع العصائر المعلبة للرطوبة الشديدة نتيجة تركها في أشعة الشمس لفترة طويلة، ويقوم بعض التجار معدومي الضمير بالاحتفاظ بها في ثلاجات وبيعها والخطورة الأكبر أن هذه المعلبات يتم حفظ صلاحيتها من خلال المركبات كيميائية، وبالتالي مع الحرارة الشديدة تتفكك بعض هذه المركبات إلى عناصرها الأولية فينتج عنها أثار صحية خطيرة.
الغش التجاري في عسل النحل والعسل الأسود
- يتم الغش التجاري في عسل النحل بأساليب مختلفة منها إضافة الماء أو السكر بأنواعه كالمولاس والجلوكوز أو السكروز كما يتم إضافة النشا لتغليظ قوم العسل بعد تخفيفه بالماء وكل ذلك لا ينتج عنه أضرار صحية ولكن يكون الغرض منه زيادة الربح.
- هناك الكثير من الطرق اليسيرة للكشف عن الغش التجاري في عسل النحل ومنها وضع عود الثقاب في عسل النحل ومحاولة إشعاله فإذا اشتعل دل ذلك على أن العسل طبيعي بنسبة 100% وإذا لم يشتعل فهذا يعني أنه مخلوط بالمواد السكرية.
- يمكن الكشف عن وجود النشا بعسل النحل عن طريق إضافة القليل من اليود إلى العسل وملاحظة تغير اللون أو ثباته فإذا تغير اللون إلى الأزرق فهذا يدل على وجود النشا.
- تكثر أساليب الغش التجاري في العسل الأسود، ويمكن الكشف عن ذلك بسهولة فالعسل الأسود لا يجب أن يكون خفيف القوام أو محتوي على الشوائب والرائحة الكريهة، ويجب كذلك ألا يكون طعمه لاذعا.
خاتمة
لقد ذكرنا لكم الكثير من السبل التي تمكنكم من التعرف على الأطعمة المغشوشة ومن خلال الالتزام بالتعليمات السابقة يمكن الوقاية من الوقوع في أيدي التجار المضللين، وننصح أيضا بعدم الانسياق وراء المنتجات الحديثة أو مجهولة المصدر أو الأطعمة التي انخفض سعرها بشكل مفاجئ أو التي أوشكت صلاحيتها على الانتهاء مع ضرورة الذهاب إلى الطبيب فورا في حالة الإصابة بالتسمم الغذائي أو ظهور أعراض التعب أو الرغبة في التجشؤ أو الصداع بعد تناول أي طعام أو مشروب وإبلاغ جهاز حماية المستهلك على الفور.
أضف تعليق