اكتئاب الربيع من أكثر أنواع الاضطرابات النفسية الموسمية شيوعاً، على الرغم من أن الربيع عادة ما يكون موسمًا سعيدًا ومفعمًا بالأمل، لكن بالنسبة لبعض الناس، باعث على الحزن والاكتئاب، وقد تم مؤخراً نشر دراسة مثيرة للاهتمام، قام بها باحثون من جامعة ماريلاند عن اكتئاب الربيع، وجد الباحثون خلالها أن الاكتئاب تفاقم خلال فترات انتشار حبوب اللقاح في الجو، وازدادت حالات إيذاء النفس.
اكتئاب فصل الربيع
يتعجب البعض من إصابته بالحزن واكتئاب الربيع ولكن هناك بعض الأسباب التي وضحها الأطباء لنا حول أسباب الإصابة به:
التغيير
فالتغيير عادة ما يسبب شعور خفي بالقلق والتوتر، حتى ولو لم يدرك صاحبه هذه الحقيقة، فتقلب الأيام والفصول، يشعر المصاب بالاكتئاب بالخوف والقلق من المجهول، وتلك عادة البشر، أي تغيير يحدث يجلب لهم شعور طبيعي بالقلق، ولكن عندما يتعدى الأمر الشعور الطبيعي ويصبح مرضي ويعوق الإنسان عن ممارسة حياته بشكل طبيعي، فهذا هو اكتئاب الربيع.
الهرمونات
تؤثر الهرمونات بشكل كبير على الحالة المزاجية للإنسان، ولعل أبرز دليل على هذا التغيرات التي تحدث للمرأة في سن اليأس أو قبيل الدورة الشهرية، فتغير مستويات ضوء الشمس يؤدي إلى تغيير مستويات بعض المواد الكيميائية في المخ والهرمونات التي تتحكم في المزاج، مثل هرمون الميلاتونين.
نسبة المصابين باكتئاب الربيع تتعدي ال 10% وهي نسبة لا يستهان بها، فالعديد من الأشخاص يعانون من الاضطراب العاطفي الموسمي أو ما يسمي بالاكتئاب الموسمي، وتختلف أنواعه فهناك اكتئاب الشتاء أيضاً.
الذكريات
يعد الربيع من الفصول المليئة بالذكريات، كحفلات التخرج، وحفلات الزواج، مما يحمل معه ذكريات قد يشعر معها الفرد بالحنين للماضي، أو بالحزن على شيء فاته، مع تغير الهرمونات تزداد حدة الأمر.
الحساسية وحبوب اللقاح
انتشار حبوب اللقاح في الجو، يسبب تهيجاً في الجهاز التنفسي، وقد يسبب بعض الالتهابات في الجلد، وتسبب أيضا حساسية الأنف أو الصدر، مما يؤثر سلباً على الحالة الصحية العامة، والتي قد تضطرك للبقاء في المنزل، مما يزيد من احتمالية الإصابة باكتئاب الربيع، وقد أثبتت الدراسات الحديثة وجود رابط عجيب بين فترة الربيع وانتشار حبوب اللقاح وبين ارتفاع نسبة حالات إيذاء النفس.
أعراض اكتئاب الربيع
اكتئاب الربيع شأنه شأن أي نوع آخر من الاكتئاب، أو الإضرابات الموسمية، لكن ما يميزه هو تزامنه مع فترة الربيع لذا أطلق عليه اكتئاب الربيع واليكم ابرز أعراضه:
- الشعور بالاكتئاب والحزن معظم اليوم، وكل يوم تقريبا.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت مصدر سعادة وبهجة في الأيام السابقة.
- عدم وجود طاقة لفعل أي شيء.
- مشكلات كبيرة في النوم، ما بين أرق مستمر، أو عدم القدرة على الاستيقاظ من النوم بشكل مبالغ فيه.
- تغيرات كبيرة في الشهية أو الوزن، فقد ينقص الوزن بشكل ملحوظ، أو يزداد زيادة كبيرة.
- شعور بالتشويش والاضطراب الذهني.
- صعوبة في التركيز واتخاذ أي قرار.
- شعور غير مبرر باليأس، والإحباط، وأنه عديم القيمة أو شعور متزايد بالذنب بدون وجود سبب واضح.
- وجود أفكار حول الموت، وقد يصل الأمر للتفكير في إيذاء النفس.
من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالحزن كشعوره بالفرح، ولكن إذا استمر الشعور بالحزن الغير مبرر لفترات طويلة تمنعك عن أداء مهامك اليومية، أو تمنعك من الاستمتاع بأشياء طالما كنت تستمتع بها من قبل، أو تطور الأمر للتفكير في إيذاء النفس أو الإقدام عليه لا قدر الله فلابد من استشارة الطبيب.
أضف تعليق