استغلال الفتيات من الناحية المادية يتجلى في مواقف مثل أن تكون تمشي مع فتاة سواء صديقتك أو زميلتك في العمل أو مهما كانت علاقتكما، فتقوم بالدخول إلى أحد المتاجر، تفتح الثلاجة، تلتقط الشوكولاتة والمياه المعدنية والعصائر ورقائق البطاطس وغيرها ثم تنظر لك بحيث تقوم أنت بالنظر إليها لأنك لا تفهم، ثم تظل تنظر إليك حتى تدرك أنها تريدك أن تدفع مقابل كل هذا، لا لشيء ولكن لأنك رجل ولا ينبغي أن تدفع شيئا تشتريه طالما هي برفقتك، إن كنت لا تصدق أن هذا يحدث فربما أنك لم ترافق فتيات من قبل أو أن حظك كان رائعا ولم ترافق هذا النوع من الفتيات لا من قبل ولا من بعد، لذلك سنتحدث كثيرا عن هذا النوع من الاستغلال وكيف أنه يذبح أي محاولة جادة للاحترام المتبادل بين الطرفين.
استكشف هذه المقالة
لماذا يحدث استغلال الفتيات من الأساس؟
يحدث هذا النوع من الاستغلال من قبل الفتيات لعدة أسباب أهمها أنه من عهد القبيلة كان الرجل هو المختص بالجمع والالتقاط والصيد وكانت المرأة مهتمة بالطهو وتنسيق الكهف بالتالي الرجل هو المهتم بالإنفاق وبمنطق القبيلة أيضًا فإن النساء كان مهمتهم رعاية الأبناء وتجهيز أدوات الحرب أو إعداد الولائم للضيوف والرجال هم مهمتهم الإنفاق وإمداد المنزل بالمؤن والغلال، انعكس هذا على واقعنا الحالي لكن لم يراعي هؤلاء الأشخاص وجود حضارة جديدة وأسس جديدة نعيش فيها، كان قديما الاختلاط ممنوع وخروج النساء للتعلم أو العمل ممنوع وبالتالي لم يكن لهن ذمة مالية خاصة وكان الرجل هو المتولي مهمة الإنفاق بما إن له ذمة مالية خاصة ومخول بالعمل وكسب المال، لكن الآن في الوقت الحالي تكون الفتاة تعمل وتكسب ربما ضعف الرجل ومع ذلك تترك الرجل لينفق وحده رغم حتى عدم وجود أي علاقة قد تكون صديقتك أو زميلتك في العمل أو حتى زميلتك في الجامعة ويدخل في الأمر أيضًا نوع من الاستسهال فتدخر المرأة نقودها لشراء الملابس ومستحضرات التجميل بينما تترك للرجال مهمة الإنفاق عليهن.
كيف تواجه هذا الاستغلال؟
بالمزاح أحيانا
يمكن التغلب على استغلال الفتيات بالمزاح بحيث تقول لها مثلا على سبيل المزاح الذي يرمي إلى الجدية: “لماذا لا تقومين بدعوتي للغداء؟” أو “عليكِ دفع الفاتورة اليوم، أشهرت إفلاسي وجاري الحجز على أثاث منزلي” ونريد أن نوصلها فقط لثقافة تبادل المنفعة بحيث أنها من الممكن أن تدفع ببساطة ولا تنتظرك لتدفع كل مرة، أو تقول وأنت تتصفح قائمة الطعام بأنك ستطلب شيئًا صغيرا لأن ميزانيتك لا تسمح بطعام كثير اليوم، قد يكون هذا محرجا في البداية ولكن بإلباسه ثوب المزاح سيكون عاديا جدا.
بالمواجهة المباشرة
عليك أن تواجهها بشكل مباشر إن لم تفهم أن ما تفعله هذا استغلال وسخافة ولا يمكن لشخص أن يتعامل هكذا، عليك أن تفهمها بأنك ليس بفاحش الثراء حتى تنفق عليها لأنك تحاول الاكتفاء الذاتي بصعوبة لا ينبغي أن تكون حادا ولكن قل لها أنه من الآن فصاعدا لن تسمح إمكانياتك المادية بالإنفاق عليها ودفع فواتيرها في المطعم أو المقهى أو أي مكان، فيمكن أن يدفع كل شخص لنفسه ما يشتريه أو يأكله أو يشربه وهكذا.
الذهاب إلى أماكن تناسبك
إن أردت أن تأتي الأمور بطريقة بعيدا عن المواجهة وفي نفس الوقت بعيدا عن المزاح وتواجه استغلال الفتيات من هذا النوع بإحراج متدثر بتأكيدك على رغبتك في الدفع لها كل مرة بأن تذهب مثلا لمطعم غير المعتاد أو مقهى شعبي عادي وتقول لها عفوا ولكن هذا ما يناسب ميزانيتي اليوم، وهكذا حتى تفهم أنها تضع عبئا كبيرا عليك بتحميلك مسئولية الإنفاق عليها وتحملك ما لا تطيق، فضلا عن أن استغلال الفتيات من هذا النوع يقابله نوع من أنواع الإرهاب الفكري والابتزاز العاطفي حيث إنهن يقدحن في رجولة الشخص بشكل مباشر ويتهمونه بالبخل والتقتير وانعدام الشهامة والمروءة لكن لا أحد يستطيع الأخذ عليك بأنك ملتزم بالإنفاق عليها لكن في الأماكن التي تناسبك وتناسب ميزانيتك.
لماذا يجب علينا محاربة استغلال الفتيات من هذا النوع؟
هناك سببين لمحاربة استغلال الفتيات من هذا النوع، سبب اجتماعي وسبب فردي بمعنى أنه سبب سيؤدي لتغيير المجتمع بشكل عام ولو ببطء وسبب فردي سيعود بالنفع بشكل مباشر عليك وهذا أهم شيء، وهما كالآتي:
السبب الاجتماعي
اعتياد الفتيات على الاستقلالية وتحمل مسئولية أنفسهن وعدم الاعتمادية والاتكالية بمعنى أنه تأتي سلطة الرجل على المرأة دائما بسبب تحكمه فيها وتحكمه نابع من الإنفاق عليها وتحمل مسئوليتها وبالتالي من حقه أن يتحكم فيها، لذلك فإن تحرير المرأة يبدأ من حمل مسئولية نفسها، لا يمكن منح المرأة حريتها من قبل الرجل وما ينفقه عليها ثمن زاهد جدا مقابل حريتها، ولكن المسئولية الحقيقية حين تحملها المرأة وتضطلع وحدها بشئونها والشئون المادية على رأسها بالطبع ستستطيع فعلا النضال على حريتها بقلب شجاع، لذلك مواجهة استغلال الفتيات حماية لهن وتحريرا لمستقبلهن.
السبب الفردي
ينبع السبب الفردي بالأساس من المبدأ النفعي لأنك لست ثريا ولا مليونيرا حتى تنفق على فتاة لا تجمعك بها صلة وحتى لو كانت تجمعك فإن كانت تمتلك ذمة مالية وتمتلك نقودها الخاصة فمن الخطأ أن تعتاد على أنك ماكينة الصرف الآلي الخاصة بها لأنك لست كذلك بالطبع وربما تقتطع النقود التي تنفقها عليها من احتياجاتك الأساسية بالتالي يجب أن تفهمها هذا حتى لا تتمادى.
استغلال الفتيات من الأمور التي يجب أن نقف فيها وقفة رجل واحد وألا نتركها تتسع أكثر في هذا العصر الحالي من المساواة وعدم التمييز بين الرجل والمرأة بأن يتحمل كل شخص مسئولية نفسه وألا يحمل الآخرين أعباءه ومسئوليته خصوصًا إن كان الآخرين أنفسهم يحملون أعباءهم ومسئولياتهم بالكاد.
أضف تعليق