تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » استخدام التلسكوب : كيف تستخدم التلسكوب في استكشاف الفضاء ؟

استخدام التلسكوب : كيف تستخدم التلسكوب في استكشاف الفضاء ؟

التلسكوب هواية للكثير من الأشخاص، وهي بحق هواية نافعة جدًا ومفيدة من الكثير من النواحي، لذلك نذكر بضعة نصائح من أجل استخدام التلسكوب بسهولة.

استخدام التلسكوب

تعلم استخدام التلسكوب ليس بالأمر الصعب كما قد تظن، فالتلسكوب هو جهاز بصري يستخدم لرؤية الأجسام البعيدة، وأول من صنع التلسكوب هو عالم البصريات الهولندي (هانز ليبرشي) في عام 1608، حيث أنه بالصدفة لاحظ وهو يدقق في العدسات، أن الأجسام تظهر قريبة بالنظر إليها من خلال العدسات، وفي عام 1609|، قام العالم الإيطالي المعروف (جاليليو) بصناعة تلسكوب أفضل، وعرف هذا التلسكوب باسم (تلسكوب جاليليو)، وكان هذا الاختراع فريد من نوعه في تلك الأيام حيث أنه كان يكبر الأجسام 33 ضعف حجمها الطبيعي، وبعد ذلك توالت التطورات والتحسينات على التلسكوب تدريجيا عن طريق العديد من العلماء والفلكيين، ولقد قام جاليليو باستخدام تلسكوبه لرصد الأفلاك فكان ذلك سببا في اكتشاف أقمار كوكب المشترى، وتم أيضا الكشف عن الوديان على سطح القمر ورؤيتها، وصنع جاليليو تلسكوبه من عدستين أحداهما عدسة شيئية وتركب في المقدمة وعدسة مقعرة أخرى تليها تسمى بالعدسة العينية، حيث يمكنك أن ترى الأجسام قائمة غير معكوسة باستخدام تلسكوب جاليليو عن طريق هذه التركيبة من العدسات. أما بالنسبة للتلسكوبات التي تلت تلسكوب جاليليو كانت تتكون من عدستين محدبتين، تكون العدسة الأولى (شيئية)، تعطي صورة مقلوبة رأسا على عقب للجسم بين العدستين، ثم تقوم العدسة المحدبة الأخرى (العينية) بتكبير هذه الصورة بحيث يراها المراقب مكبرة على حالتها وهي مقلوبة، والآن هيا معي نستعرض في السطور التالية طريقة استخدام التلسكوب.

تعرف على طريقة استخدام التلسكوب

كيفية استعمال التلسكوب

فيما يلي تجربة لطريقة استخدام التلسكوب، حيث نقوم باستخدام ثلاثة عدسات ذات بؤرات مختلفة ، ثم نضعها بالتتابع أمام الجسم المضيء المراد رؤيته، أول تجربة، نقوم بوضع عدسة بؤرتها 12,5 سم أمام الجسم المضيء، سوف نرى على الشاشة صورة معكوسة ومكبرة ومهتزة عند الأطراف، التجربة الثانية، نجعل العدسة تنحرف قليلا، سوف نلاحظ ظهور تقزح ملون، والتجربة الثالثة، نقوم باستخدام عدسة بؤرتها 30 سم تليها عدسة بؤرتها 50 سم، سوف تظهر صورة أصغر لكنها أكثر إضاءة وأكثر وضوحا، ويلاحظ أنه كلما كانت البؤرة كبيرة تكون الصورة أصغر.

ويلاحظ أن الصورة التي نراها من خلال العدسة التي تكون المسافة البؤرية لها صغيرة، تكون كبيرة ومعكوسة ويكون هذا بالنسبة للجسم الشفاف، وفي حال المنظار الفلكي، يتم إبعاد الهدف مسافة أكبر عن مصدر الضوء، ويكون قريب جدا من العين أو الشاشة، ونلاحظ أن العدسة ذات البؤرة الأصغر تعطينا صورة أقل حجما، ونحصل هنا من التجارب السابقة على استنتاج لظاهرة عكسية، وهي كلمات كبرت المسافة البؤرية، تكون الصورة أكبر حجما، ونتيجة لذلك، للحصول على صورة أكبر بكثير، يجب علينا البحث عن أجسام مكونة من بؤرة أكبر.

أنواع التلسكوبات

بعدما عرفنا طريقة استخدام التلسكوب، سوف نستعرض الآن الأنواع المختلفة للتلسكوبات، التلسكوب العاكس، وهذا النوع مصمم بعدسة محدبة أو أثنين (عدسة شيئية) وذلك لتركيز الضوء، ويكون ذو انحراف شديد الضوء، حيث أنه لا يعمل عن طريق تركيز جميع الألوان الضوئية (ألوان الطيف) على نفس نقطة البؤرة، وذلك نظرا لاختلاف طول موجات الطيف، ولذلك تكون الصورة في هذا النوع ذات جودة أقل ويكون غير فعال في الاستخدامات الفلكية عالية الدقة لذا فهو يباع بالمتاجر العادية. وهناك التلسكوبات الكاسرة، واخترع هذا النوع العالم جاليليو في عام 1609، حيث أن هذا النوع يعد من الأنواع الأكثر شيوعا وانتشارا، ويتكون من أنبوب رفيع وطويل، وتعتمد فكرة هذا الجهاز على أساس وجود عدسة في بداية الأنبوب (العدسة الفعلية أو الشيئية)، حيث تجمع هذه العدسة الضوء العابر للأنبوب ثم إرساله مباشرتا إلى العدسة العينية، التي تعد مركز الرؤية في نهاية الأنبوب، وهناك أيضا تلسكوبات النيوتيونية العاكسة، فقد قام العالم إسحاق نيوتن باختراع هذا النوع من التلسكوبات في عام 1668، وتعتمد نظرية عمل هذا النوع على مبدأ وجود مرآه مقعرة تكون مصقولة بشكل جيد، وتسمى هذه المرآة بالمرآة الأولية، ووظيفتها تجميع الضوء المنبعث من الأجرام السماوية ثم تركيزه في نقطة واحدة، وبعد ذلك تقوم هذه المرآة بعكس الضوء على مرآه أخرى تسمى المرآة المسطحة الثانوية وهي مرآه ذات شكل مثلث ومسطحة، ووظيفتها عكس الصورة على الجانب العلوي للتلسكوب ومنها إلى العدسة العينية.

نصائح هامة لهواة استعمال التلسكوب

كلما زاد قطر عدسة الرؤية، تتولد إضاءة أكبر، وبالتالي تكون الرؤية أفضل أثناء استخدام التلسكوب، وينصح بعدم شراء التلسكوبات الثقيلة ذات الحجم الضخم، نظرا لصعوبة نقلها من مكان إلى أخر، ونظرا لهذا العيب فهي تصرفك عن هذه الهواية نظرا لصعوبة حملها للخروج بها في أي مكان، وعليك الابتعاد عن أماكن التلوث الضوئي، لأن هذه الأماكن تكون ذات ضرر بالغ على العين البشرية وعلى التلسكوب في حال القيام بالرصد. وعليك أن تعرف أنه كلما اقترب الجرم المراد رصده من الأفق (جو الأرض)، تكون تفاصيله أقل وغير واضحة بدقة عالية، وتعد الليالي المظلمة (التي لا يظهر فيها القمر في جو السماء) أنسب الأوقات للرصد، ومن المعروف أن التلسكوبات ذات الجودة الرديئة تباع في محلات الزينة ومحلات التصوير التي تعد غير متخصصة لبيع مثل هذه الأجهزة، لذا ينصح بعدم شراء التلسكوب من هذه الأماكن. لا تكون مقدرة التلسكوب على التكبير هي العامل الأساسي لاختيار التلسكوب، لذا لا تشتري التلسكوب اعتمادا على أساس هذه الفكرة. إذا كنت من هواة استخدام التلسكوب المبتدئين أو لم يسبق لك استخدام التلسكوب، أنصحك باستخدام منظار اليد ثنائي العينية، حتى يتثنى لك تعلم المبادئ الأساسية للرصد الفلكي. ولأن كثرة التجربة هي الأساس للحصول على النتائج المرجوة، لذا فكلما راقبت أكثر كلما وضحت الرؤية أمامك أكثر مما يؤدي إلى تحسين أدائك في الرصد الفلكي، وفي النهاية أود أن أنصحك بأن هواية الرصد تشبه تماما هواية الصيد من حيث الاتسام بالصبر والمثابرة، فعليك بالصبر حتى تحصل على أفضل النتائج.

الخاتمة

التلسكوب هو جهاز بصري يستخدم لرؤية الأجسام البعيدة، وأول من اخترع التلسكوب هو عالم البصريات الإيطالي (هانز ليبرشي) في عام 1608، ولقد قام العالم الإيطالي المشهر جاليليو باختراع تلسكوب أفضل وكان هذا الجهاز فريد من نوعه في ذلك التاريخ لأنه كان يقوم بتكبير الجسم 33 مرة ضعف حجمه الطبيعي ونسب هذا التلسكوب إلى اسم مخترعه فسمي (تلسكوب جاليليو) ثم توالت على التلسكوب تطورات وتحديثات من قبل العديد من العلماء على مر التاريخ، ولقد بينا في هذا المقال طريقة استخدام التلسكوب مع توضيح بعض التجارب ونتائجها، مع شرح نظرية عمل كل نوع ولا يسع هذا المقال ذكر جميع أنواع التلسكوبات وذلك لأن أنواعها كثيرة جدا، فقد اكتفينا بذكر ثلاثة أنواع فقط، ولقد قدمنا في هذا المقال أيضا بتقديم النصائح الهامة التي يتعين على هواة استخدام التلسكوب مراعاتها والامتثال بها مثل عدم شراء التلسكوبات الكبيرة الحجم الثقيلة والتي يصعب نقلها من مكان لآخر وعدم شراء التلسكوبات من محلات الزينة ومحلات التصوير وغير ذلك من النصائح. وتعد التلسكوبات ذات أهمية بالغة للفلكين فهي تمكنهم من رؤية الأجرام السماوية وتوفر لهم المعلومات عن أشكال وتكوينات الأجسام في الفضاء، وهناك أيضا بعض الأشخاص اللذين يهون اقتناء هذه الأجهزة.

سعيد رزق

كاتب ومترجم حر له العديد الترجمات بدور النشر والعديد من الكتابات على مواقع الإنترنت.

أضف تعليق

ستة عشر − ستة عشر =