يعاني الكثيرون حول العالم من مشاكل الأوردة المصابة بالدوالي، وهي ببساطة تلك الأوردة التي تقع في الغالب على طول الساقين، ويحدث أن تصاب بانتفاخات نتيجة الضغط الهائل الواقع عليها كرد فعلا طبيعي للوزن الزائد أو طول فترات وقوف هؤلاء المصابين، وفي الغالب يبدأ الطبيب بنصائح وعلاجات رياضية بسيطة إلى جانب بعض التعليمات بتخفيض الوزن وعدم الوقوف لفترات طويلة، وبالطبع يتدخل الطب الحديث في هذا الأمر ويدلي بدلوه؛ إما عبر استعمال بعض العقاقير، وإما من خلال الجراحة و استئصال الأوردة بشكل كامل، ولكن عملية الاستئصال تلك تكون في مراحل متقدمة للغاية ولا يحبَّذ اللجوء إليها مباشرةً، إذ أن نسبة نجاحها لا تكون مكتملة دائمًا، كما أن الجراحة بالطبع لها توابع وآثار مترتبة عديدة يمكن توخي الحذر منها وعدم إقحام الذات والصحة العامة فيها، خاصةً وأن هنالك بدائل أخرى يمكن الاعتماد عليها قبل الدخول في معترك الجراحات التي هي غير معلومة المآل، وفيما يلي نسلط الضوء على أسباب وأعراض ومحاولات استئصال الدوالي .
استكشف هذه المقالة
أعراض إصابة الأوردة بالدوالي
توجد الكثير والكثير من الأعراض التي تشير إلى إصابة أوردة الإنسان بالدولي، لا سيَّما أوردة الساقين، وفيما يلي تلخيص لأبرز تلك الأعراض:
- تظهر في الساقين أوردة منتفخة بألوان غريبة قد تميل إلى الأزرق أو إلى اللون الأرجواني الغامق الداكن.
- تظهر الأوردة في الساقين ملتوية ومتعرجة بالإضافة لكونها منتفخة بعض الشيء، حتى أنها تبدو مثل الحبال.
- جدير بالذكر أن كلا من العرَضَيْن السابقين ليس من الضروري أبدًا أن يكونا مرتبطَيْن بالألم، فقد تظهر الانتفاخات والتعرجات والالتواءات والألوان الداكنة ولكن دون أي ألم يُذْكَر.
هناك العديد من الأعراض المؤلمة التي تصيب الشخص أيضًا وتجعل استئصال الأوردة هو الحل الوحيد، ومنها ما يلي:
- يشعر الإنسان بالكثير من الألم في الساق، يصاحبه شعور بالثقل وعدم الراحة عند تحريك القدمين.
- يشعر الشخص بكثير من التشنجات العضلية حول المنطقة المصابة، كما يشعر ببعض الحرقان والتورمات في منطقة السمانة وأسفل الساقين.
- يحدث وأن يعتاد الإنسان على وضع معين سواء الوقوف أو الجلوس، وحين يغير من وضعه يشعر بألم حاد في الساقين لا يكاد يتحمله لعدة دقائق.
- يشعر المصاب بدوالي الأوردة بالرغبة الشديدة في الحكة حول المنطقة المصابة حيث تتدلى وتتعرج الأوردة.
- في بعض الأحيان يتضاعف الأمر ويحدث ما يسمى بنزيف الدوالي، وهنا قد يتطلب الأمر استئصال الدوالي بمعرفة جراح متخصص.
- من الطبيعي أن يتغير لون الوريد المصاب بالدوالي، ولكن الجديد في الأمر أن لون الجلد حول المنطقة المصابة قد يتغير هو أيضًا ليبدو بلون أقرب للاحمرار.
- يلتهب جلد المريض مع تقدم الحالة، وقد تحدث تقرحات جلدية كبيرة أسفل الساقين، وتحديدًا بمنطقة الكاحل، وحينها كون الحالة قد تفاقمت كثيرًا ويكون التشخيص الطبي مشيرًا إلى الإصابة بأحد أمراض الأوعية الدموية، وبطبيعة الحال يحتاج الشخص إلى رعاية طبية عاجلة قد تتطلب منه استئصال الأوردة بمعرفة جراح متخصص.
- قد يتطور الأمر فتظهر ما تسمى بالأوردة العنكبوتية، وتلك الأوردة تكون عروق دموية صغيرة قريبة من سطح الجلد ولكنها حين تصاب بالدوالي تبدو بلون أحمر أو أزرق واضح وتأخذ في التغلظ والانتشار والبروز أكثر، وهذه الأوردة العنكبوتية قد تظهر في مناطق عديدة من الجسم وليس الساقين وفقط، ففي بعض الأحيان ما تنتشر على الوجه ولكنها تختلف من حيث الحجم، وقد سماها الأطباء بالدوالي أو الأوردة العنكبوتية لكونها متشابكة مثل بيت العنكبوت.
أسباب استئصال الأوردة
هناك سبب رئيسي يدفع الأطباء لقرار استئصال الأوردة تمامًا، وذلك السبب يرجع إلى الإصابة بالدوالي وما يتبعها من أعراض ومضاعفات تتباين حدتها وفق شدة الإصابة وعدة معايير أخرى تتعلق بوزن المريض ومدى قدرته على الحركة وطبيعة حياته اليومية وفترات وقوفه وما إلى ذلك من أمور، والسبب الأساسي في تورم وانتفاخ الأوردة وإصابتها بالدوالي يرجع إلى أن تلك الشرايين تنقل الدم دومًا من القلب إلى مختلف أعضاء وأنسجة الجسم، وفي الوقت ذاته هي المسؤولة عن عودة الدماء من مختلف أعضاء الجسم وأنسجته إلى القلب، وبالتالي فإن وظيفتها مجرد توزيع الدماء في كل الخلايا.
ومن الطبيعي لكي تتمكن تلك الأوردة من إعادة الدماء إلى القلب مرة أخرى أنها تعمل ضد مبدأ الجاذبية وهذا الأمر من الصعوبة بمكان أن يحدث هكذا إلى بمعجزة، وبالفعل قد خلق الله فينا ما يسمى بالانقباضات العضلية التي تساعد تلك الأوردة على تحويل مجرى الدماء عكس الجاذبية الأرضية، حيث يحدث في أسفل الساقين بعض الانقباضات العضلية التي تعمل مثل وظيفة المضخات، وبالتالي تُمَكِّن الأوردة إعادة الدماء مرة أخرى ورفعها للأعلى، وهناك العديد من الصمامات الدقيقة للغاية في تلكم الأوعية تضمن أن يتم سد الشريان حتى لا تعود إليه الدماء مرة أخرى إلا بعد أن يضخها القلب، وهنا قد تحدث الأزمة؛ حيث تضعف تلك الانقباضات العضلية وكذلك الصمامات الموجودة بتلك الأوعية، وتبدأ الدماء في التجمع بالأسفل ويكون من الصعب ردها للقلب مرة أخرى، فتبدأ العروق في البروز والانتفاخ والاتساع لتحوي أكبر كمية دماء ممكنة تهبط إلى الأسفل مع الجاذبية الأرضية.
إن من أسباب استئصال الأوردة نتيجة إصابتها بالدوالي، بالطبع قد يرجع إلى التقدم في السن؛ فمع التقدم في العمر تبدأ تلك الأوردة في التصلب وتفقد الكثير من مرونتها، وهذا الأمر يجعلها تتمدد أكثر وتصبح الصمامات الموجودة بها ضعيفة للغاية، وهذا الضعف يجعل الدماء ترتد للأسفل مرة أخرى بعد صعودها للقلب، ولا تعد بنفس القوة المعهودة أيام الشباب؛ وبالتالي تبدأ الدماء في التجمع لفترات أكبر في الأوردة ما يجعلها تنتفخ وتتضخم وتبدو أكثر بروزًا، وفي هذا الوقت قد يظهر لونها بشكل أكثر وضوحًا وتظهر بالعين المجردة لألوان زرقاء داكنة أو ألوان أرجوانية، ومع تزايد الأزمة تظهر مضاعفات عديدة ويطلب الطبيب في نهاية المطاف استئصال الأوردة إذا لم يتم السيطرة على تلك المشكلة منذ البداية.
يعتبر الحمل أيضًا من الأمور المؤثرة كثيرًا على الأوردة وخاصةً أوردة الساقين؛ حيث تصاب العديد من السيدات في فترة الحمل بتضخم الأوردة ومشاكل الدوالي؛ لأن الحمل يكون سببًا في زيادة كمية الدماء في جسم المرأة، وفي الوقت ذاته يكون مسار وتدفق هذا الدم بطيء من الساقين إلى الأعلى تجاه الحوض، وهذا الأمر هو إرادة ربانية حقيقية تساهم كثيرًا في تغذية الطفل وسرعة نموه خلال تسعة أشهر، ولكن يكون له آثار جانبية تبدو على هيئة دوالي الأوردة، ومما يزيد الأمر سوءًا أيضًا أن الطفل بعدما يكبر في الرحم، فإن الرحم يضغط بقوة على الحوض فيجعل الدم يندفع كثيرًا نحو الساقين، كل هذا علاوةً على مشاكل الهرمونات التي تتبدل وتتأثر كثيرًا في فترة الحمل ويزيد ذلك من مشاكل الأوردة أيضًا، ولكن في الغالب تتخلص الأم من تلك المشكلة بشكل تلقائي بعد الولادة بفترة تنحصر بين الثلاثة أشهر والعام الواحد دونما أي علاج.
كشفت العديد من الدراسات والإحصاءات الطبية، عن أن الوراثة قد تشكل عاملًا كبيرًا في الإصابة بالمرض ويتطلب التدخل الجراحي بهدف استئصال الأوردة حيث أن التاريخ العائلي وتركيب الجينات يقوم يدور كبير في مدى ليونة الأوردة أو تصلبها، وبالتالي تزيد فرصة الإصابة بمشاكل الدوالي حال كان أحد الوالدين أو الأجداد مصابًا بها.
إن الوقوف لفترات طويلة للغاية وبشكل دوري، خاصةً لدى أولئك الذين تفرض عليهم مهام عملهم أن يقفوا يوميًا لساعات طويلة، كل ذلك يتسبب في انتفاخ الأوردة وإصابتها بالدوالي، وكلما وقف الشخص أكثر كلما زادت حدة الأزمة، ولكن أيضًا يرجع ذلك لمدى ليونة الأوردة وتمددها، وكذلك لمدى قوة صمامات الأوعية وقوة الانقباضات العضلية بالساقين، وبالتالي مدى قدرتهما على ضخ الدم من الساقين إلى الحوض والقلب وعدة رجوعه إليهما مرة أخرى.
مضاعفات الدوالي ومشكلة استئصال الأوردة
في كثير من الأحيان لا يشكو مريض الدوالي من أية آلام، ولكن في بعض الأحيان تحدث العديد من المضاعفات نتيجة إصابة الأوردة بتورم وانتفاخات ومعاناة الشخص من دوالي الساقين البارزة، ومن تلك المضاعفات ما يلي:
القرحة
من المشهور أن القرحات تصيب الكثيرين من المصابين بانتفاخ الأوردة، ولعل قرحة المعدة شائعة أيضًا هي وغيرها من أنواع القرحات، وكذلك تظهر الكثير من القرح لدى المصابين بدوالي الساقين وتكون مؤلمة كثيرًا، وغالبًا ما تكون قريبة جدًا من دوالي الأوردة وتحديدًا في منطقة الكاحلين؛ ولعل السبب الأبرز في الإصابة بتلك القرح يرجع للتراكم الطويل للسوائل في الأنسجة المحيطة بتلك الأوردة، وهذا السائل يتراكم كنتيجة طبيعية لحالة الضغط المتزايد من الأوردة على الأنسجة المحيطة بها نتيجة ضغط الدم داخلها هي الأخرى، وفي الغالب تكون هنالك مؤشرات على احتمالية حدوث قرحة في هذه المنطقة، حيث تظهر على الجلد بعض البقع التي تبدو داكنة قليلًا، ويتبعها حدوث القرحة.
الجلطات الدموية
إن من أبرز مضاعفات إصابة الأوردة بالدوالي ويكون سببًا رئيسيًا في استئصال الأوردة أنها حين تنتفخ كثيرًا وتتجمع فيها الدماء بغزارة، قد تؤدي لتجلط الدماء داخلها، ولذلك فإن أي تورم في القدمين يتطلب رعاية طبية فائقة وعاجلة؛ إذ أنه قد يكون بداية الإصابة بجلطات دموية عواقبها غير محمودة، وتلك الحالة تعرف طبيًا بِاسم التهابات الوريد الخثاري.
النزيف
في حالات متقدمة جدًا من الإصابة بالدوالي ويكون استئصال الأوردة واجبًا، أن تنفجر الأوعية الدموية المصابة بالدوالي، ويحدث ذلك غالبًا بعد انتفاخها جدًا وبروزها وتضخمها للغاية واقترابها كثيرًا من الجلد، ولا شك أن النزيف قد ينحصر كثيرًا داخل الساقين ولا يبدو واضحًا أو مؤثرًا كثيرًا لأنه لا مجال لتسرب تلك الدماء خارج الأوعية، ورغم أن النزيف يكون قليل جدا إلا أن دلالاته خطيرة للغاية وتتطلب تدخلات طبية عاجلة وفورية.
في كثير من الحالات يكتفي المريض بأن يرتدي الجوارب الضاغطة، وهي بمثابة انقباضات عضلية تدفع الدم تجاه القلب، كما يمكن القيام ببعض الأمور التي تساعد على دفع الدم إلى القلب، كأن يرفع المصاب قدمه لأعلى أو يمارس بعض التمارين المقوية لعضلات الساقين، وهذه الأمور تخفف كثيرًا من آلام الأوردة عامةً والأوردة العنكبوتية خاصة وتساعد كثيرًا في عدم تطور الأمر، ولكن في حالة حدوث مضاعفات سيئة للغاية ومؤلمة كما أوضحنا بالأعلى، فإن زيارة الطبيب تكون ضرورة حتمية لضمان عدم تطور الأزمة التي إن لم يتم معالجتها في بداية الأمر قد تتسبب في استئصال الأوردة بشكل كامل.
تشخيص إصابة الأوردة بالدوالي
هناك ثلاثة طرق أساسية للحصول على أفضل تشخيص لإصابة الأوردة بالدوالي ومدى الحاجة إلى استئصال الأوردة من عدمه، وتلك التشخيصات هي:
التشخيص اليدوي
وفي هذه الحالة يقوم الطبيب ببعض الفحوصات المبدئية بيديه، تتمثل في تحسس المنطقة المصابة والتأكد من مدى مشكلة بروز الأوردة وانتفاخها وفق معايير يعلمها هو، ويتأكد من مدى خطورة التورم وهل هو أمر طبيعي أم يحتاج إلى استئصال الأوردة أو يحتاج علاجًا طبيعيًا عاديًا، وفي هذه الحالة يطلب الطبيب من مريضه أن يوصف مدى ألمه وكل ما يشعر به.
التشخيص بأشعة الموجات فوق الصوتية
وهذه الأشعة تكون غايتها الأساسية هي فحص صمامات الأوعية الدموية المسؤولة عن منع الدم من الرجوع مرة أخرى للأوعية بعد إعادتها للقلب، والتأكد من إذا كانت تعمل بشكل طبيعي أم لا، وهذه الأشعة قد تكشف وجود جلطات دموية في أي من الأوعية تلك، وبالتالي يسهل علاجها سريعًا قبل أن يتطور الأمر أكثر.
أشعة السونار
في كثير من الأحيان يفضل الأطباء استعمال أشعة السونار بهدف تصوير الأوعية الدموية ومشاهدة صور حية لها، حيث يضع الطبيب الجهاز على الأوعية ويمررها ويثبتها في المناطق التي يريد كيفية حركة الدم وطبيعة عمل الصمامات وغيرها، والجهاز هنا ينقل صورًا حية من داخل الجسم تمكن الطبيب من تقييمها وتشخيص الأعراض بشكل مباشر.
علاج الدوالي طبيعيًا أو عبر استئصال الأوردة
يعتبر علاج الدوالي من الأمور السهلة في حال كانت في بادئ الأمر، وقد لا تحتاج سوى لمتابعة الحالة مع طبيب مختص، وتنفيذ تعليماته بحذافيرها وبمنتهى الحرص لضمان الحصول على أفضل النتائج، والأمر لا يتطلب الجلوس في المشفى أو الحاجة للراحة من العمل لفترات طويلة ولا أيٍ من ذلك، ولكن هناك بعض المضاعفات التي تتطلب تدخلًا جراحيًا عاجلًا بغرض استئصال الأوردة ، وفيما يلي بعض طرق العلاج الشائعة:
ارتداء الجوارب الضاغطة
إن من أبرز أسباب مشاكل الأوردة وتعرضها للدوالي أن الانقباضات العضلية في منطقة أسفل الساقين والمسؤولة عن دفع الدماء وإعادتها مرة أخرى إلى القلب لم تعد تقوم بمهمتها كما يجب أن تكون، ولذلك فإن الجوارب الضاغطة والتي يتم ارتدائها بهدف إعادة الضغط على الساقين بشكل منتظم، كلها أمور تسهل كثيرًا من معالجة تلك الأزمة بشكل سليم، وفي هذه الحالة يجب على المريض أن يرتدي الجوارب طوال اليوم كمحاولة مبدئية للعلاج، وفي الغالب تختلف كفاءة الجوارب تلك حسب قوة الضغط وبالطبع حسب الشركة المصنعة لها، وهي متوافرة كثيرًا في الصيدليات ومحلات المستلزمات الطبية.
هناك علاجات أخرى تتطلب التدخل الكيميائي بالأدوية والعقاقير، أو تتطلب التدخل الجراحي على هيئة استئصال الأوردة ، وهذه العلاجات تكون في حال لم تؤتِ العلاجات المبدئية من تمارين وجوارب ضاغطة ثمارها، ومن تلك العلاجات ما يلي:
التصليب
وهو المصطلح الذي يشير إلى إجراء حقن طبي في بعض الأوردة المصابة بالدوالي، ويقوم الطبيب باستعمال علاجات كيميائية يتم حقنها بمحلول ما يؤدي لإغلاق تلك الأوردة بشكل كامل ويترك فيها ما يشبه الندبة، وهذه العملية لها دلالات طبية يعلمها المتخصصون جيدًا، وفي خلال عدة أسابيع قليلة تبدأ الدوالي في التلاشي تمامًا، وهذه العملية تتم في عيادة الطبيب دون جراحة أو مخدر، وقد يحتاج الوريد الواحد أكثر من حقنة في سبيل المعالجة بالتصليب، وفي الوقت ذاته توجد علاجات أخرى تحت مسمى التصليب ولكنها تتم باستعمال المحاليل الرغوية، وهذه تتم فقط في الأوردة الكبيرة، حيث يتم حقن محاليل رغوية في الأوردة بهدف سدها تمامًا لتحقيق نتائج طبية ما.
جراحة الأوردة بالليزر
أصبح الليزر من الأجهزة والأغراض المستعملة كثيرًا في الطب لأكثر من غاية، وقد تم إدخاله في محال علاج الأوردة والشرايين وتلكم الأوعية الدموية المصابة بفعل الدوالي -لا سيَّما دوالي الساقين- ويتم استعماله بهدف سد الأوردة العادية والعنكبوتية، كما تستعمل تلك الأشعة الليزرية بغرض تسليط ضوء قوي جدا على الأوردة المصابة، وهذا الأمر يجعل الأوردة والدوالي تختفي بالتدريج إلى أن تختفي تمامًا، وفي هذه الطريقة لا تكون هنالك أية حجة لاستعمال الحقن ولا الجراحات.
القسطرة
تستعمل القسطرة كثيرًا في مجال علاج الأوردة المصابة بالدوالي كخطوة ثانية بعد فشل العلاجات الطبيعية المبدئية والجوارب الضاغطة، وكذلك كخطوة قبل استئصال الأوردة بشكل كامل، وفي هذه الطريقة يتم إدخال القسطرة على هيئة أنبوب دقيق ورفيع للغاية في الوعاء الدموي المتضرر من أثر الدوالي، وبعد إدخال القسطرة يتم تسخين طرف هذه القسطرة باستعمال موجات الراديو أو باستعمال ضوء الليزر، وبعدها يتم سحب القسطرة وإخراجها مرة أخرى بعد أن تكون تسببت في سد مجرى الوريد نتيجة الحرارة الزائدة، وهذا الإجراء يعتبر أحد أبرز وأهم العلاجات الفعالة جدًا في هذا المجال خاصةً عند تعرض الأوردة الكبيرة تحديدًا لمشاكل الدوالي.
ربط الوريد واستئصاله
في هذه الحالة يتم ربط الوريد المصاب بالدوالي قبل الجزء الذي يتصل من خلاله بالوريد الأكبر والرئيسي، وبعد ربطه وإغلاقه يتم سحبه تمامًا خارج الجسم واستئصاله تمامًا، ومن المثير للخوف لدى المرضى أن تتم إزالة أيٍ من الأوردة لخوفهم من عدم وصول الدم إلى الأطراف وما يتبعه من مشكلات، ولكن في حقيقة الأمر هنالك العديد من الأوردة الأخرى النشطة في هذه المنطقة من القدم والتي تساعد كثيرًا في توصيل الدم بشكل جيد دون أية مشكلات.
قطع الوريد
في هذه الخطوة من العلاج يتم استعمال أدوات لخرق الجلد بثقوب صغيرة جدًا، ويتم من خلالها سحب الأوردة المصابة و استئصال الأوردة تمامًا بطرق طبية علمية مدروسة جيدًا، وقد يكون الأمر مؤلمًا؛ ولذلك يتم تخدير الساق التي يتم سحب الأوردة منها فقط، وجدير بالذكر أنها عملية مضمونة للغاية وقد أثبتت فعاليتها كثيرًا، ولا تتطلب أن يبقى المريض بالمستشفى على الإطلاق.
الجراحة بالمنظار
في هذه العملية يستعين الطبيب بجهاز المنظار وهو عبارة عن كاميرا موصلة بأدوات جراحية يمكن استعمالها داخل القدم، ويتم إقحام المنظار داخل القدم للتعرف على الأوردة المصابة والتي يمكن الاستغناء عنها، ومن ثَمَّ ربطها وإغلاقها قبل قطعها واستئصالها تمامًا وإخراجها من القدم عبر فتحات وثقوب صغيرة للغاية يتم فتحها في الساقين، وهي عملية غاية في الأهمية إلا أنها بسيطة ولا تتطلب التواجد في المشفى لفترات طويلة.
الطب البديل
يتم اللجوء لاستعمال الطب البديل في كثير من دول العالم، ومع التطور الطبي الحديث يكون الطب الطبيعي والبديل ذلك مكملًا للعلاج الكيميائي الأصلي، ولا شك أن الطب البديل والعلاج بالأعشاب مفيد للغاية في علاج مشاكل القصور والخلل المزمن في الأوردة، ومن الأعشاب التي ينصح بتناولها في مثل هذه الحالات نجد عشبة السفندر، وكذلك تناول العنب كفاكهة لذيذة بمختلف مشتملاته سواءً أوراق النبات نفسه أو حتى الثمار والبذور وغيرها من عصارات تتواجد في النبتة، كما ينصح الأطباء كثيرًا باستعمال عشبة كستناء الحصان، وأعشاب إكليل الملك، وكلها من أساسيات الطب البديل التي تسهم كثيرًا في تحسين نظام عمل الأوردة والشرايين وضمان دعم الصمامات الموجودة بها.
الوقاية من استئصال الأوردة
إن مشاكل الأوردة عديدة والمشكلة الأكبر أن أسباب حدوثها طبيعية نمارسها جميعنا يوميًا من وقوف لفترات طويلة وسمنة وما إلى ذلك، حتى الكثيرين ممن غيروا نمط حياتهم وبدئوا يخفضون كثيرًا من الوقوف ومن أوزانهم فإنهم عانوا أيضًا من مشاكل الأوردة لأن السبب الرئيسي ليس الوقوف والسمنة بقدر ما هو مشاكل في الصمامات الداخلية للأوردة وضعف في الانقباضات العضلية، وبالتالي فإن الوقاية في حد ذاتها ليست ضامنة لعدم الإصابة خاصة لأولئك الذين يعانون من أوعية متمددة، ولكن طرق العلاج المنزلي البسيط لمشاكل الأوردة يمكن ممارستها بشكل طبيعي قبل الإصابة وهذا يضمن التقليل كثيرًا من أي ضرر قد يقع على الأوردة العنكبوتية تحديدًا، ومن تلك الطرق ما يلي:
ممارسة الرياضة
لا شك أن ممارسة الرياضة من الأمور الغاية في الأهمية لمد الجسم بالمزيد من الحيوية والنشاط وكذا الصحة والعافية بمختلف أعضاء الجسم حتى الأعضاء الداخلية منه كالقلب والرئتين والأوعية الدموية وغيرها؛ ولذلك نجد أن ممارسة الرياضة كفيلة بتأهيل الأوعية الدموية والشرايين والأوردة بشكل كبير على تلقي الدم من القلب، وكذلك إعادته للقلب مرة أخرى، وهذا الأمر كفيل بتنشيط عمل الصمامات والانقباضات العضلية ويقي الجسم خطورة استئصال الأوردة بالكامل.
تنظيم الوزن
تعتبر السمنة المفرطة وأمراض الوزن الزائد أحد أكثر الأمور خطورة على الجسم بشكل عام والقلب والأوعية الدموية بشكل خاص، فمسألة الكولسترول والتجلطات الدموية التي تقع في الأوردة والشرايين تتسبب في كثير من الأمراض والأخطار، وكذا تعتبر سببًا رئيسيًا من أسباب انتشار الدوالي في الجسم والحاجة إلى استئصال الأوردة في أحايين عديدة، ولذلك فإن أطباء التغذية العلاجية يوفرون برامج غذائية مناسبة تحافظ على الجسم وفق السعرات الحرارية المكتسبة والمفقودة، وهذا يضمن التقليل من تورمات الأوردة وانتفاخها وبروزها.
عدم ارتداء الملابس الضيقة
قد يتعجب البعض من أن الملابس الضيقة أو الحزام حول الوسط كفيل بأن يجعل الإنسان يصاب بمشاكل الأوردة المختلفة، والتي قد تتضاعف لتصبح دوالي خطيرة ومؤلمة جدا، إذ أن الملابس الضيقة على الحوض تجعل الدم يندفع صوب الساقين وقد تمنع من رجوعه مرة أخرى إلى القلب، وبالتالي يتركز في الأوعية الدموية والأوردة نتيجة الجاذبية الأرضية أيضًا، وهذا الأمر كفيل بحدوث مشاكل دوالي الساقين.
عدم ارتداء الأحذية ذات الكعب العال
إن الأحذية ذات الكعب المنخفض تسهل كثيرًا من عمل الانقباضات العضلية أسفل الساق، والتي هي مسؤولة عن دفع الدماء من الأوعية الدموية والأوردة في الساقين إلى القلب، وعلى النقيض نجد أن الكعب العالي يسبب الكثير من المشكلات في هذا الأمر وقد يجعل من استئصال الأوردة ضرورة لا غنى عنها.
رفع الساقين لأعلى
إن من الأمور التي يمكن اعتبارها تمارين رياضية، والتي تفيد كثيرًا في علاج مشكلة دوالي الساقين وينصح بها الأطباء دومًا كعلاج طبيعي إلى جانب العلاجات والعقاقير الكيميائية والجراحية، أن يرفع الإنسان ساقيه إلى الأعلى كل فترة، وكذا يريحهما من عناء الوقوف لفترات طويلة أو الجلوس لفترات طويلة، ويفضل أن ينام على الأرض ويرفع قدميه على أريكة أو ما شابه ذلك حتى يضمن عودة الدماء إلى القلب بسهولة، ولكن في الوقت ذاته قد يشكل ذلك خطرًا جسيمًا على مرضى القلب الذين يعجزون عن أن تضخ قلوبهم الدماء بقوة إلى الأعلى حتى تصل إلى أطراف القدمين، ولذلك يجب مراعاة المشكلة من كافة جوانبها لضمان عدم معالجة ضرر والتسبب في ضرر آخر.
الجلوس الصحيح
إن هنالك قواعد طبية عامة للجلوس، إذا ما تم اتباعها بشكل سليم فإنها تجنب الجسم الإصابة بالكثير والكثير من الأمراض، وإن من طرق الجلوس الصحيحة ألا تكون الساقين متقاطعتين، وكذا ألا يكون الجلوس لفترات طويلة جدًا، وكلها أمور وتعليمات تفيد في تدفق الدم بشكل سليم إلى مختلف أعضاء وأنسجة وأوردة الجسم وشرايينه الدقيقة حتى.
نظام غذائي
يجب اتباع نظام غذائي سليم يحوي الكثير من الألياف، وقد أثبتت الدراسات الطبية أن تناول الأطعمة التي تحوي أليافًا كثيرًا، يفيد كثيرًا في علاج مشاكل الأوردة، وأيضًا من سبل اتباع نظام غذائي سليم ألا يحتوي الطعام ملحًا زائدًا عن الحاجة؛ إذ أن تناول الملح الكثير يسبب مشاكل عديدة لقدرة الأوعية وصماماتها الداخلية على القيام بمهامها بشكل سليم.
يبقى استئصال الأوردة من الأمور المقلقة لدى كثيرين؛ إذ أنها حتى ولو جاءت نتائجها مبهرة، إلا أنها في وقبل كل شيء تعني استئصال جزء من جسم الإنسان؛ فحتى وإن لم يتأثر به ولا يراه مبتورًا كالقدمين مثلًا، إلا أنه إحساس نفسي مؤلم للغاية، وعلاوةً على ذلك فإن مشاكل الدوالي بشكل عام تفرض على الإنسان المصاب بها نمط حياة جديد من حيث المأكل وممارسة شؤون حياته اليومية بشكل طبيعي، ولذلك يجب على كل إنسان سليم أن يحافظ على صحته جيدًا ويتبع سبل الوقاية المذكورة بالأعلى؛ إذ أن الوقاية خيرٌ من العلاج حتى ولو لم يكن يرى الشخص أي بادرة للإصابة بمشاكل في الساقين وضرورة ملحة تفرض على الطبيب استئصال الدولي وغيرها من علاجات، إلا أن المريض وبكل أسف قد تلهيه مشاغل الحياة ويفاجأ بإصابته تلك، وقديمًا قالوا أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلى المرضى، فلنحافظ على صحتنا ونمارس الرياضة ومختلف أنشطة حياتنا بالشكل الأمثل.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق